اعتذارهم للوالي..!!

تراسيم –

اعتذارهم للوالي..!!

عبد الباقى الظافر

قبل بضع سنوات كنت أعمل في شركة أمريكية تعمل في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية.. في نهار بارد جداً دخل إلى مكتبي شاب أسود فارع الطول.. حياني على غير العادة بتحية أهل الإسلام ثم قدم لي نفسه باسم محمد..أخبرني الزائر أنه سيعمل معي بضعة أيام لحين عودة أحد الزملاء من إجازته السنوية.. تعمقت المعرفة بيني والزميل الجديد فعرفت أنه من غرب افريقيا.. فاجأني الرجل حينما أبلغني أنه تنصر وأصبح مسيحياً محتفظاً باسمه القديم.

بصراحة كانت صدمة لشخصي.. عملت في تلك البلاد مع عدد كبير من منسوبي الملل والديانات المختلفة.. بل إن أول رجل منحني وظيفة في تلك البلاد كان يهودياً من سوريا.. لم أكن أتوقع أن يترك مسلم رحابة الإسلام وعظمته لينتمي لدين آخر.. تحت هذا الإحساس لم تبارح علاقتي بهذا الرجل حدود المهنية والتزام القانون الذي يمنع في تلك التفرقة البلاد بين الناس على أساس ديني أو عرقي.

قبل أيام زار وفد من الكنيسة القبطية والي الخرطوم.. الزيارة لم تكن للمجاملة ولا التهنئة بقدوم عيد الميلاد المجيد.. أقباط الخرطوم قدموا اعتذاراً للوالي الخضر لأن فرداً من الطائفة لعب دوراً في تنصير طالبة جامعية.. الطائفة أكدت أن ذاك الفعل شأن فردي وخروج على الأعراف المتجذرة بين الأقباط وإخوتهم المسلمين.. المفاجأة أن السيد والي الخرطوم قبل اعتذار الأقباط.

بداية والي الخرطوم ينيب في ولايته عن جميع المواطنين.. المسلمين والمسيحيين وأصحاب المعتقدات الكريمة.. بل مسؤوليته تصل حتى ضيوف البلاد من الأجانب وممثلي البعثات الدبلوماسية.. عندما يطرق الأقباط باب الوالي هذا مؤشر لإحساسهم بأن الرجل لايمثلهم بل يرعى مصالح المسلمين وهذا يخالف الدستور والوجدان السليم الذي جعل الحقوق والواجبات تقوم في السودان على المواطنة.

ارتكب الوالي خطأ عظيماً حينما قبل اعتذار الطائفة المسيحية.. في المقام الأول ثبت الوالي الاعتقاد سالف البيان.. ثم دخل الوالي في مساحة لا يملكها.. بمعنى اإذا كان تصرف الشاب القبطي يقع تحت طائلة القانون فكيف يشفع له قبول الوالي للاعتذار.. الصحيح أن الوالي ليس جهة الاختصاص واأقصى دور يمكن أن يلعبه في هذه القضية دور الوسيط الذي يوفق بين أبناء العائلة المختلفين.

ربما رأى الوالي أن القضية تمثل دخاناً لنار الفتنة بحكم مسؤوليته عن أمن جميع الناس في الخرطوم عطفاً على هذا الاعتقاد حاول أن يتدخل.. في تقديري كان من الأوفق لوالي الخرطوم أن يرد مثل هذه النزاعات لجهة الاختصاص الأصيلة.. الكنيسة لا تقابلها الولاية بل المسجد.. أفضل عنوان لتقديم الاعتذار يمكن أن يكون لأسرة الفتاة التي عادت لأهلها ودينها.. في تقدير آخر ربما يكون مجمع الفقه الإسلامي مكاناً مناسباً لمعالجة مثل هذه القضايا.

في ولاية سنار غضبت قبيلة بعينها حينما رد الوالي أن من أسباب تدهور التعليم أن ولايته تنوء بحمل كثيف من القبائل التي لا تتحدث بلسان عربي مبين.. في ولاية غرب كردفان تطالب قبيلة معينة بمنصب الوالي أو تخصيص ولاية جديدة باسمها ورسمها.

الدولة كيان محايد يمثل الجميع ويهتدي بالدستور والقانون في تنظيم العلاقة بين جميع المواطنين.

اخر حظة

تعليق واحد

  1. الاقباط هم من يعطى الاخرين الاحساس ان هذه البلد ليست بلدهم او انهم ضيوف فيها
    لم نرى قبطيا مؤيدا للحكومه او معارضا
    عمرى ما سمعت قبطى ضابط او جنددى فى القوات المسلحه
    اخدو منهم النادى الكاثوليكى وحولو لمبنى المؤتمر الوطنى ولا فتحو خشمهم بكلمه
    من يهن يسهل الهوان عليه
    اما من ناحية الدين فالاديان كلها لله وممكن الوالى فاكر نفسو فعلا انو والى المسلمين

  2. باقي ليك يا الظافر يا أخوي , وانت زول كوز معروف لم يثبت فكاكك منهم بعد , لايه البنت دي جماعتك ما أفاموا عليها حد الردة وهو القتل؟ ما قلتو بعد انفصال الجنوب ما دايرين شريعة مدغمسة؟ طيب لايه بتدغمسوا لسه والجنوب انفصل له ما يقارب السنتين؟ محل ما نقبل نشوف منكم حاجات تجنن.

  3. لو لم يكن هذا الخنزير الساقط واليا على الخرطوم ولو كانت عصابات المؤتمر الوثنى خارج الحكم لأقامو الدنيا بهذه الواقعه المعروف بأن الاقباط فى السودان مصريين و يتم تعيينهم فى مصر إذا هذا الخنزير يخشى الغضب المصرى و ما أدراك ما الغضب المصرى .

  4. يا الظافر لو اطلعت على مقال كتبه زميلك الطاهر ساتى عن تدخل الوالى فيما لا يعينه بعد تدمير مصنع اليرموك لما كتبت هذا المقال فالوالى كما قال ساتى يتدخل فى كل شئ حتى ولو كان هذا الشئ تخصصى برضو لازم يفتئ فيه كلنا استغربنا لماذا الاعتذار للوالى وليس لاسرة الطالبة ولكن تذكرنا مقال الاستاذ ساتى فزال استغرابنا فليس فى الامر عجبا دا والى الخرطوم

  5. عاين يا…… يا بتاع العدس والزبادي ، الاقباط ديل اهلنا وعايشن بينا منذ العهد التركي ، دي نقطة والنقطة التانية يعتذروا للوالي يعتذروا للغفير ده برضه ما شأنك، والنقطة التالته علي الاقل الناس دي عاوزة توصل نقطة فهم للجميع وحتي لو كانت عبر نافذة الوالي وهي سلامة المجتمع وامنه وعدم ذرع الفتن بين الناس اهم من اي حاجة تانية ، فهمت

  6. رد على /عثمان خلف الله الحقيقه انك تجهل ان مدير عام الشرطه فى جكومه سابقه هو السيد/ موريس سدره والسيد / وديع حبشى وزيرا للزراعه رحمهما الله والان يوجد عدد من ضباط البوليس بالخدمه وبعضهم بالمعاش وهم من اميز الكفاءات

  7. دخل الظافر من باب الكنيسة و خرج من باب المسجد و لام الوالي علي قبوله اعتذار الكنيسة الا انه عاد و برر صحة صنيع الوالي ولم ينس ان يتلو علينا اخبار الولايات؛ تلك التي اساء واليها لبعض مواطنيه و عرج علي (ولاية غرب كردفان تطالب قبيلة معينة بمنصب الوالي أو تخصيص ولاية جديدة باسمها ورسمها.)
    ألا رحمة بالقارئين. رحم الله الكاتبين!

  8. اولا هل هناك غلطة ارتكبها الاقباط حسب القانون السودانى ؟ماهى وما عقوبتها ؟ وبالقانون اذا اسلمت قبطية هل يكون التعامل الرسمى للوالى هو مثل ماحصل ؟ وهل يذهب كبار علماء المسلميين ويعتذروا للوالى على تدخلهم السافر!! ام هى الشيزوفرينيا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..