لليوم الثانى على التوالى : الدولار يواصل الهبوط

تسبب قرار رفع العقوبات الامريكية عن ملزمات الاقتصاد السودانى فى اصابة عدد من التجار بخسائر مالية جسيمة نتيجة فوضى الشائعات التى صاحبت عملية الرفع ، ففى اسواق ولاية كسلا احتشد العديد من المواطنين امام تجار العملة الاجنبية – الدولار – للتخلص منه باسرع مايمكن حتى لايفقد قيمته التى فقدها بسبب سريان القرار كما يقول هولا المواطنين ، الامر الذى ادى الى تراجعه بالولاية الى عتبة الخمس عشر جنيهات ، اما فى العاصمة الخرطوم فقد انتقلت اليها ( لعنة ) رفع العقوبات فاصابتها فى مقتل حيث عمدت الى تشذيب قيمة الدولار باسواقها لتستقر عند نقطة السبعة عشر جنيهاً ، اما فى مدينة بورتسودان فالحال ليس افضلاً عما سواه عن بقية المدن السودانية الاخرى فهناك المغتربين العائدين بالبواخر تفاجئوا بان سعر الصرف ثلاث عشرا جنيهاً لدى تجار السوق السوداء الذين استغلوا اضطرارهم لحيازة العملة المحلية .
وتعقيباً على ذلك يقول الخبير الاقتصادى عبدالرحيم محمد طه ان مثل هذه الفوضى التى ابداها تجار العملة من الاهمية بمكان وكان لابد ان يبدوها حتى يتبين الجميع بأن معضلات الاقتصاد السودانى وتفاقم حدة التضخم ليس نتيجة انهيار مسببات مداخيل الانتاج وحسب وانما هو نتيجة لممارسات نفسية تقوم بها فئة بعينها ضد السواد الاعظم من المواطنين الذين تركوا لها المجال تتحكم فى ممستقرات العملات الحرة .
اما الدكتور وليد ابراهيم حامد استاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية يعقب قائلاً ، بداهة ان تعم مثل هذه الفوضى الغير خلاقة لان الطفيلية الانتهازية تتحكم فى اتجاهات مسارات الاقتصاد بالبلاد ، وببساطة شديدة لن يستقر حال الاقتصاد الا اذا ادارت الدولة نظرها نحو الاهتمام بالمواصفات والمقايسس كادارة تتبع تبعية مباشرة لوزارة المالية والاقتصاد الوطنى ، فالمعايرة والتقيس تساعد للحد من نهم المستوردين للعملات الحرة ، فمثلاً اذا كان المستورد يورد البضاعه الصينية الرخيصة التى لا تعمر كثيراً فى يد المستهلك فهو يكون محموم فى البحث عن العملات الحرة التى تضمن له ديمومة استمرار استيراده، اما اذا ضبطت السلطة المسئولة عملية التقيس فأن البضاعة المستوردة تكون بمواصفات تستطيع الصمود فى يد المستهلك لفترة مناسبة تريح التاجر من عناء البحث المتواصل عن العملة وبالتالى تنعكس هذه العملية ايجاباً على واقع السوق وعلى معاش حياة الناس .
سامية ادم عمر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..