رفع العقوبات ومعسكر المؤتمر الوطني (2-3)

الرأى اليوم
صلاح جلال
🔹إنقلاب الإنقاذ منذ 1989 بممارساته وتصرفاته السياسية، إستمطر عداء الأسرة الدولية، السودان والحركة الإسلامية كانوا ضحية طموحات دكتور حسن الترابى، الذى إعتقد أن ايلولة البلاد لمخططاته هى نهاية تاريخ وبداية تاريخ آخر للسودان وحركة الإسلام العالمية، فأراد أن يكون السودان مسطبة القفز ــــ لأحلامه فى بناء شخصية تتفوق على الإمام المهدى والأئمة الأفغانى ومحمد عبدة وحسن البنا، دون كثير تفكير وتبصر عملى بدأت الخرطوم قِبلة لكل الحركيين الإسلامين المتطلعين لتأسيس تيار إسلامى عالمى يستعيد مجد الخلافة الإسلامية الغائبة، فى غمرة نشوة النصر على الخصوم الوطنيين، إنسابت الهتافية، ضد الأمريكان ليكم تدربنا، وروسيا دنا عذابها، ويهود يهود آل سعود، وغيرها من خزعبلات عصر الغيبوبة.
🔹لم يراعِ دكتور حسن الترابى قدرات السودان الفعلية، أنه قُطر طرفى فى العالم الإسلامي، وهامشي فى العالم العربي، ومتعالى على العالم الأفريقى وفقير إقتصادياً وهش وطنياً، فتحولت طموحات و أحلام الشيخ حسن لكوابيس أرهقته و أرهقت السودان ، و أرهقت حكومته الإنقلابية ، مما جمّل فكرة التخلص منه كعبأ زائد فى سفينة أوشكت على الغرق ، هى المخرج لأعز تلاميذه، فلفظوه لفظة البلحة للنواة ، لكن بعد أن تورط النظام فى عمق لُجّة الإرهاب العالمى، و إنقطعت طرق العودة السلمية لمنصة الإنطلاق
🔹توالت الأخطاء داخلياً وخارجياً ، حتى وجدت البلاد نفسها فى عمق شبكة معقدة من العقوبات ، منها الثنائية التى فرضتها دول مثل الولايات المتحدة وقرارات أممية بلغت ما يزيد عن الستين قرار ، بعض منها على الفصل السابع المُخوِل لإستخدام القوة الجبرية للحفاظ على السلم الدولى ، فأنفتحت البلاد التى تطلع الدكتور حسن الترابى لتكون المحرر للشعوب ، إنتهت مستعمرة ، بها ما يزيد على ثلاثين ألف جندى أجنبى يقتطعون أواصر سيادتها ، خُلص الحال إلى واقع مأساوى تجاوز خيال الروائى الألمانى كافكا كاتب رويات الرعب العالمى المشهور
🔹إنتهى المشروع الحضارى إلى غير مقاصده جُملةً ، فغسلت الجماعة يديها منه بالدم ، وبدأت المراجعات ودروب الخلاص الفردى ، بشكل أفقد الجماعة إحترامها لذاتها وجعلها مسخرة أمام الشعب السودانى العريض ، الذى ينظر للجماعة وهى تأكل مخرجاتها
🔹إعلام الديكتاتورية الطبال ، صور هزيمة المشروع، ولعق أحذية العدو نصر مؤزر، تقام له المهرجانات وتعقد له كرنفالات الفرح ، وحقيقة ما حدث إملاء فاتحين ، وسمع وطاعة مقهورين ، فقد كتبت الولايات المتحدة ما تريد لما يخدم المصالح الامريكية وتصوراتها لمصالح الشعب السودانى ، ما تم الإتفاق عليه مع الأمريكان يفتح فرص و يضع تحديات أمام حزب المؤتمر الوطنى الحاكم المعنى بالتنفيذ للروشتة الأمريكية ، وهى خريطة طريق متماسكة نجمل مؤثراتها عليهم فى التالى :-
🔹طالبت الإدارة الأمريكية الحكومة بضرورة عودة النظام لخريطة الطريق الأفريقية بقيادة الرئيس أمبيكى ، للإتفاق لوقف دائم لإطلاق النار ومراقب دولياً , والوصول لتفاهمات سياسية لإقامة حكم مساءل أمام شعبه ومؤيد ديمقراطياً ، هذا تحدى أساسى تطرحه خريطة الطريق الأمريكية ، العودة إلى المفاوضات تعنى عدم الإعتراف بمخرجات الحوار الوطنى المزعوم وفى أحسن أحواله إعتباره ناقص تطالب الخرطوم باكماله لإتفاق شامل ينهى التمكين والهيمنة والحكم القائم على القوة Nicked force
🔹التحدى الأكبر للمؤتمر الوطنى ، وضوح الولايات المتحدة فى مفاوضاتها مع الحكومة السودانية ، فقد أكدت مصادر أمريكية عليمة ، أنهم أبلغوا الخرطوم بأن الولايات المتحدة ،( لن تتعامل مع الرئيس البشير إطلاقاً) وستعمل مع الأسرة الدولية من أجل مثولة أمام محكمة الجنايات الدولية فالرئيس البشير الآن يعتبر عقبة لمشروع التطبيع الأمريكى ، أمام المؤتمرالوطنى خيارين ، إما تسليم البشير لمحكمة الجنايات ، أو التخلص منه بمنفى يقبل إقامته ويلتزم بعدم تسليمه ، وهناك إشاعات تقول أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على إستعداد لتوفير هذا المقر الآمن أو تسخير جنود الله المتعددة ومنها العسل ، ليخلوا مقعد الحكم، وينفتح الطريق للتطبيع مع الأمريكان ، التحدى أمام المؤتمر الوطنى كيف سيتصرف الرئيس البشير؟؟؟ أمام هذه المعضلة وهو القابض الفعلى على كل مقاليد الحكم الآن!!!!
🔹طالبت خريطة الطريق الأمريكية من أجل التطبيع ، الحكومة بإشاعة الحريات العامة السياسية والمدنية ، و إيقاف العنف ضد المتظاهرين وضمان حرية الصحافة ، وحرية عمل منظمات المجتمع المدنى ، كلنا نعلم إذا إلتزم المؤتمرالوطنى بهذه الشروط ، سيفقد سيطرته السياسية على البلاد، فهى قائمة على القهر ومصادرة الحريات ، والتدخل لأمنى المستمر لمقاومة أى حركة شعبية للتظاهر والتعبيرالسلمى من أجل الحريات العامة ، التحدى كيف سيوفق حزب المؤتمرالوطنى بين هذا الشرط ، و إدراكة لأهمية العنف كشرط لإستمرار السلطة؟؟؟
🔹الإستراتيجية الأمريكية لمقاومة الإرهاب التى تمثل ضلع أساسى فى الشروط الأمريكية للتطبيع مع الخرطوم ، تقوم فى جوهرها أن مصدر الإرهاب (الإسلام السنى) ، وعلى وجه التحديد الحاضنة السلفية، ممثلة فى الفكر الوهابى وحركة الأخوان المسلمين ، هاتين النقطتين تطرح تحدى كبير أمام حزب المؤتمرالوطنى !!! ، الذى فتح البلاد بطولها وعرضها لدعاة السلفية الوهابية المدعومة بالريال السعودى ، والتحدى الثانى كيف سيتعامل النظام الذى تعتبر أطراف مؤثرة فيه أن مرجعيتها هى حركة الأخوان المسلمين العالمية خاصة (المؤتمرالشعبى ) الذى عاد مؤخراً لحضن الإنقلاب وهو يعتبر نفسه الأصل ؟؟؟؟وكيف ستتعامل الخرطوم مع الأخوان المسلمينال مصريين الموجودين فى حماها الآن ، وماهى تأثيرات تصرفات الخرطوم على إلتزاماتها فى الحلف التركى القطرى من أجل ليبيا ؟؟؟؟
🔹التحدى الأخير الذى يطرحه مشروع التطبيع الأمريكى أمام حزب المؤتمرالوطنى ، هو كيفية الجمع بين الضُرتين فى بيت واحد ، التطبيع مع الأمريكان و الإحتفاظ بالصين كصديق للنظام ؟؟؟ خاصة أن الصين لها ديون كبيرة على الحكومة السودانية تقول بعض المصادر أنها تجاوزت الستة مليار دولار ، وهناك ضغوط صينية مكثفة تجرى مع الخرطوم لجدولة سداد هذه الديون ، وتقديم ضمانات لذلك ، بلاشك أن من الأهداف الأمريكية فى القارة الأفريقة هى تحجيم النفوذ الصينى وسيطرته على الموارد والسوق الأفريقية ، من أراد التطبيع عليه القبول بشروط لعبة الأمم داخل منزله
🔹الختامة الملاحظ أن الأمريكان أخذوا ما يريدون من نظام الإنقاذ، ويطالبون بالمزيد، ولم يعطوا النظام التكتح إلى الآن سوى حسن النية كلها وعود منتظره تنفيذ المزيد من الإشتراطات ، التى إذا نفذت ستجد الإنقاذ نفسها
غير الإنقاذ ــــــــــــ
🔹السؤال هل الإتفاق الأمريكى مع الإنقاذ صدر مزيد من الأزمات للنظام وقليل من الحلول ؟؟؟؟ ننتظر ونرى
نصحيتى للخرطوم إيقاف بيع الوهم وقول الحقيقة لشعب ، لقد شاهدت إلبوم لفريق غناء أنجليزى إسموا لندن قرامر ،عنوان الألبوم لفت إنتباهى إسموا (الحقيقة أجمل شئ ) The truth is a beautiful thing
صلاح جلال
يسل فمك !!
وسؤالك : (هل الإتفاق الأمريكى مع الإنقاذ صدر مزيد من الأزمات للنظام وقليل من الحلول ؟؟؟؟ ننتظر ونرى)
الاجابة دون انتظار : ستزيد من الازمات ولا حلول اترى لماذا؟؟لانهم لا يؤمنون بالحقيقة واناس اخلاقيا فاسدة ومشروعهم الحضارى مبنى على الكذب والفجور والجهل .
لننتظر النتائج .وحين يقول بعض البسطاء من البديل وهل هناك شخصيات تحمل الوعي السياسي لتدير السودان إذا نظرت للمعارضه تجدها كل ما تقدمه هو النقد وما أسهل النقد عند السودانيين مثل هذا الكاتب فالترابي ينظر إلى فكره بتجرد ومقارنته بفترة بني امية والفترة العباسية فهل الإسلام يصلح كمنهج للحكم ام ان الاسلام منهج عباده .وعندي للذين ينادون دون وعي بعدم تدخل الدين في السياسة لفهمهم القاصر فاهم شي في الدين الامانه والصدق وليس شعار هي لله …يجب أن ينصب فكرنا في كيف يحكم السودان ومن يحكم و نترك الترابي لربه كيف المخرج من وحل سبعه وعشرون عاما من الظلام وإذا ظللنا نبحث في عورات النظام المكشوفه فلن ينصلح حال السودان
يسل فمك !!
وسؤالك : (هل الإتفاق الأمريكى مع الإنقاذ صدر مزيد من الأزمات للنظام وقليل من الحلول ؟؟؟؟ ننتظر ونرى)
الاجابة دون انتظار : ستزيد من الازمات ولا حلول اترى لماذا؟؟لانهم لا يؤمنون بالحقيقة واناس اخلاقيا فاسدة ومشروعهم الحضارى مبنى على الكذب والفجور والجهل .
لننتظر النتائج .وحين يقول بعض البسطاء من البديل وهل هناك شخصيات تحمل الوعي السياسي لتدير السودان إذا نظرت للمعارضه تجدها كل ما تقدمه هو النقد وما أسهل النقد عند السودانيين مثل هذا الكاتب فالترابي ينظر إلى فكره بتجرد ومقارنته بفترة بني امية والفترة العباسية فهل الإسلام يصلح كمنهج للحكم ام ان الاسلام منهج عباده .وعندي للذين ينادون دون وعي بعدم تدخل الدين في السياسة لفهمهم القاصر فاهم شي في الدين الامانه والصدق وليس شعار هي لله …يجب أن ينصب فكرنا في كيف يحكم السودان ومن يحكم و نترك الترابي لربه كيف المخرج من وحل سبعه وعشرون عاما من الظلام وإذا ظللنا نبحث في عورات النظام المكشوفه فلن ينصلح حال السودان