أخبار السودان

أزمة مصطلحات طاحنة

د. يوسف الكودة

كثيراً ما نعظِّم مصطلحات وننادي بها بقوة دون أن نعرف حقيقة ومدلول تلك المصطلحات، وربما بذلنا في تلك المناداة الغالي والنفيس من الوقت والمال مثل مصطلح (شريعة)، ولكن كما أسلفت ربما نقف عاجزين عن الإجابة على السؤال ما معنى شريعة? أو إلى أي مدلول ترمي تلك الكلمة شريعة?.

وليت الأمر وقف عند حد عدم معرفتنا بمعاني ومدلول ذلك المصطلح، بل كنا نهدِّد كذلك بالجهاد في سبيل حال تقاعس من يحكم البلاد من تنفيذ ذلك المصطلح وإنزاله على أرض الواقع، بل أذكر كذلك أنه قد صحب ذلك التهديد إبان فترة حكم الإمام الصادق المهدي، تحديد لسقف زمني حده خريف سنة من السنوات وإلا كان بعده إعلان الجهاد في سبيل الله (الشريعة قبل الخريف وإلا الجهاد في سبيل الله) والطريف أن الفرصة قد أتيحت لهؤلاء المهدِّدين ثمانية وعشرون خريفاً، دون أن نرى تلك الشريعة التي كانوا يهدِّدون بها.

في تقديري لم يكن ذلك بسبب تقاعس أو تقصير في إيجاد لما ينادون به بقدر ماهي مجابهة لحقيقة أظهرت أن القوم لم يجدوا الشريعة ليطبقونها وكان السبب أنهم لم يكلِّفوا أنفسهم عناء شيء من البحث عن معني مصطلح شريعة ليعلموا أن الأمر لا يحتاج لكل هذا العناء فإنها حاضرة بين أيديهم متمثلة في صلاتهم وزكاتهم وحجهم وبيعهم وشرائهم وزواجهم وطلاقهم وسائر ما يقومون به من أعمال خير وبر، وأن الشريعة غالب التنفيذ فيها هو ما يلي المجتمع وما تبقى من جزء يسير هو ما يلي الحاكم، وأن شئت لتطمئن على ذلك راجع شروح كتب التفسير قاطبة لقوله تعالى (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا ) لتقف على أن الشريعة هي الصلاة والصيام والزكاة والحج والبيوع والنكاح وسائر أنواع الخير والبر، وقد تجد بعض المفسرِّين يمثل لها بالحدود مع ما ذكرنا من أمثلة سابقة والبعض لا يتعرَّض حتى للحدود بذكر هذا مع أننا لا نعرف من مصطلح شريعة غير تلك الحدود التي لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من مدلول مصطلح شريعة هي مما يلي الحاكم إذن نحن مجتمع على شريعة ولا يسلب منا ذلك الوصف مجرد غياب لبعض مظاهر شيء من الشريعة أو نقص من أحكامها تماماً كما لا نستطيع أن نسلب مسمى مسلم ممن هو مقصر في كثير ممن يجب أن يأتي به من واجبات، لكن لا بأس، أن نتكلم عن نواقص أو عن تجويد لما عندنا من شريعة أو تحسين لها لا أن ننادي وكأننا لسنا على شيء منها أبداً.

وبلا شك ما ذكرناه من غياب لمعنى مصطلح شريعة هو الذي أوقعنا في تلك التصورات الخاطئة.

ومن الطريف الذي يذكر حتى أخوتنا العلمانيين أصابهم ما يمكن أن يوصف بفوبيا تطبيق الشريعة وهم على طرف منها فإنهم يصلون ويصومون ويمارسون كثيراً من معاني الشريعة وتطبيقاتها لكنهم خافوا من شريعة مجهولة جهلها حتى من كان ينادي بها.

إذاً نحن مجتمع على شريعة أو قل على حد أدنى منها فلم يبق إلا أن نعمل جاهدين على إكمال مانقص منها أن كانت هناك نواقص دون حاجة لجهاد بالسيف أو قتال أو تفرق وإضعاف للحال. ومثل ذلك ما ينادي من مصطلحات أخرى غير محررة معانيها مثل مصطلح (دولة إسلامية) نأمل أن نتمكن من إيضاح أمره في مقال آخر.

والله ولي التوفيق
التيار

تعليق واحد

  1. يا دوب يا استاذ الفقه الاسلامي وصلت لك الفكرة وعرفت انهم الكيزان هم (هم شر مكاناً واضعف جندا) وانهم يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً
    اول حاجة تقوم تغير اسم حزبك من حزب الوسط الاسلامي ومن ثم ازالة كلمة اسلامي من كل البنوك والشركات والاحزاب منها لأن ذلك مخالف لمقتضى الشريعة والعدل من ثلاثة وجوه:
    1- اضافة كلمة اسلامي للحزب او البنك او الشركة لباس شهرة وتزكية للنفس
    2- اضافة الكلمة اتهام وتعريض بالاخرين.
    3- استخدام الاسم كواجهة يؤدي الى خدع الاخرين والتغرير بهم ومحاولة للكسب واستقطاب العملاء للبنك

    هذه النسبة لم ترد في القرآن ولا السنة والله سبحانه لم يسمي فتح مكة فتح اسلامي (الذين انفقوا وقاتلوا قبل الفتح) ولم تسمى الهجرة الى المدينة او الحبشة الهجرة الاسلامية وكان الاولى ان يسمى الفتح بالفتح الاسلامي والهجرة بالهجرة الاسلامية لانها كانت حقيقة من اجل الاسلام وقام بها المسلمون.

    الاسلام جاء للأفراد ولم يأتي للجمادات كالبنك او الشركة او الحزب لذلك من شروط الاسلام (العقل والبلوغ)وهذين الشرطين لا ينطبقان على البنك ولا على شركة التأمين ولا على الحزب وانما تنطبق على الافراد داخل البنك او الشركة.. هذا كون ان تسمية الشركة بالاسلامية تنطوي على معاملة تميزية لغير المسلم .. حتى لا يقرب ناحيتها حتى لو كانت شركة حكومية.

    يفترض بمجرد دخولك للبنك او الشركة الاسلامية ان يوضح لك الموظف المعاملات التي تتم وفق احكام الشريعة والتي تخالف ذلك حسب أراء الفقهاء المعاصرين المتخصصين في النواحي المالية الشرعية للخروج من الخلاف مثل (بيع السلم والمرابحة والتورق وعقود الاستصناع وغيره) وهذا ما لا يحدث.

    بإختصار ان الشريعة حسب تعريف ابن القيم الجوزيه هي (العدل) حيث قال “ان اي شئ خرج من العدل الى الظلم ليس في من الشريعة في شئ”.. وهذا ما يفسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية (يا معاوية اذا حكمت فأعدل).

    اما الدجل الذي يمارسه الكيزان واشباه الكيزان واشباه اشباه الكيزان هو تكسب دنيوي بالمصطلحات الدينية واستخدام الدين الذي هو خلق المسلم والانسان السوى ودين الفطرة واتخاذهم له مطية لتحقيق اغراضهم في الكسب والمغنم والدنيا.

    وبالتالي يا الكودة قبل ان تنصح الآخرين عليك بتغيير اسم حزب وسيب الدجل واللولوة ..

  2. يا دوب يا استاذ الفقه الاسلامي وصلت لك الفكرة وعرفت انهم الكيزان هم (هم شر مكاناً واضعف جندا) وانهم يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً
    اول حاجة تقوم تغير اسم حزبك من حزب الوسط الاسلامي ومن ثم ازالة كلمة اسلامي من كل البنوك والشركات والاحزاب منها لأن ذلك مخالف لمقتضى الشريعة والعدل من ثلاثة وجوه:
    1- اضافة كلمة اسلامي للحزب او البنك او الشركة لباس شهرة وتزكية للنفس
    2- اضافة الكلمة اتهام وتعريض بالاخرين.
    3- استخدام الاسم كواجهة يؤدي الى خدع الاخرين والتغرير بهم ومحاولة للكسب واستقطاب العملاء للبنك

    هذه النسبة لم ترد في القرآن ولا السنة والله سبحانه لم يسمي فتح مكة فتح اسلامي (الذين انفقوا وقاتلوا قبل الفتح) ولم تسمى الهجرة الى المدينة او الحبشة الهجرة الاسلامية وكان الاولى ان يسمى الفتح بالفتح الاسلامي والهجرة بالهجرة الاسلامية لانها كانت حقيقة من اجل الاسلام وقام بها المسلمون.

    الاسلام جاء للأفراد ولم يأتي للجمادات كالبنك او الشركة او الحزب لذلك من شروط الاسلام (العقل والبلوغ)وهذين الشرطين لا ينطبقان على البنك ولا على شركة التأمين ولا على الحزب وانما تنطبق على الافراد داخل البنك او الشركة.. هذا كون ان تسمية الشركة بالاسلامية تنطوي على معاملة تميزية لغير المسلم .. حتى لا يقرب ناحيتها حتى لو كانت شركة حكومية.

    يفترض بمجرد دخولك للبنك او الشركة الاسلامية ان يوضح لك الموظف المعاملات التي تتم وفق احكام الشريعة والتي تخالف ذلك حسب أراء الفقهاء المعاصرين المتخصصين في النواحي المالية الشرعية للخروج من الخلاف مثل (بيع السلم والمرابحة والتورق وعقود الاستصناع وغيره) وهذا ما لا يحدث.

    بإختصار ان الشريعة حسب تعريف ابن القيم الجوزيه هي (العدل) حيث قال “ان اي شئ خرج من العدل الى الظلم ليس في من الشريعة في شئ”.. وهذا ما يفسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية (يا معاوية اذا حكمت فأعدل).

    اما الدجل الذي يمارسه الكيزان واشباه الكيزان واشباه اشباه الكيزان هو تكسب دنيوي بالمصطلحات الدينية واستخدام الدين الذي هو خلق المسلم والانسان السوى ودين الفطرة واتخاذهم له مطية لتحقيق اغراضهم في الكسب والمغنم والدنيا.

    وبالتالي يا الكودة قبل ان تنصح الآخرين عليك بتغيير اسم حزب وسيب الدجل واللولوة ..

  3. ي سيد
    وان حكتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان لله نعمايعظكم به…..الى اخر الآية
    فيما يلى الحاكم من الشريعة ان كل من يحكم بالعدل يطبق شرع الله ايا كانت ملته مسلم مسيحى يهودى سنى شيعى علمانى ملحد ….فبلاش ضحك على الدقون يا ابان دقون

    العلمانيين يخافون من شغل الخيار والفقوس فى تطبيق الشريعة اى يتقام الحدود والاحكام القانونية على الضعفاء ويترك الاقوياء منسوبى النظام …لكن شريعة المخزومية لا تطبق

  4. ي سيد
    وان حكتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان لله نعمايعظكم به…..الى اخر الآية
    فيما يلى الحاكم من الشريعة ان كل من يحكم بالعدل يطبق شرع الله ايا كانت ملته مسلم مسيحى يهودى سنى شيعى علمانى ملحد ….فبلاش ضحك على الدقون يا ابان دقون

    العلمانيين يخافون من شغل الخيار والفقوس فى تطبيق الشريعة اى يتقام الحدود والاحكام القانونية على الضعفاء ويترك الاقوياء منسوبى النظام …لكن شريعة المخزومية لا تطبق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..