أخبار السودان

من الشاي الى الأوجاع، رحلة المشاعر المرهفة ..

اخلاص نمر

*يتم جلدها نهارا جهارا ، ولاتجد المرأة من يشفق عليها ، جراء الضرب ،الذي اخرج من جوفها الصرخات عالية ،  بعد الاحساس المريع بالالم من سوط طويل وجديد ، لم تتحرك مشاعر احدهم تجاه الفعل المنكر ، الذي تمت ممارسته في وضح النهار  في قلب الشارع ، لم تجد الشابة ، احدا من مسؤولي السلطة ، يرسل اهاته واوجاعه و(قلبو يتقطع عليها من جوا ) ، استسلمت بعد ألم مبرح لاوجاعها ، التي استمرت أياما …

*مجاملات كثيرة تترى في ردود فعل ساسة الانقاذ، في وطني ، فمشاعر لم يحركها الجلد والسياط، كيف يمكن ان نسبر غور صدقها وجديتها ، وهي تنداح بالحديث عن بيع المرأة للشاي في الشوارع والحواري والازقة ؟؟ الاحساس بمعاناة المرأة لاينفصل ولايتجزأ ولايحتاج الى تصريحات اجتماعية وسياسية، تتداخل  مع جني المال الحلال، لاستمرارية الحياة في منازل الصابرات على العمل في المهن الهامشية .

**لم تظهر بائعات الشاي في شارع النيل وغيره فجأة ، فلقد افقدت الحروب والنزاعات الوطن الاستقرار ، والامان ، وغادر السلام ديار اهلي في كل صوب  من الوطن ، خرجت النساء للعمل كبائعات شاي، لسد صياح الصغار بعد موت االعائل او هروبه ، في وطن يضج بالعطالة رمزا ، اتجهت المرأة لبيع الشاي وتوطنت المهنة، وفي مكل يوم يزداد وجعها ، من سلوك محليات ومعتمديات الانقاذ، التي ابتدعت  الكشة، لحرمانهن من الرزق الحلال، لم يتقطع قلب احد  ولم يذرف الدمع ، وهن يدفعن ثمن استرداد مواعين الشاي ، من المحلية، التي تقبض المال ، لتعاود الكشة، كلما داهم خزينتها الخواء …

**حماية عمل المرأة، اصيل وثابت في ابجديات سياسة كل اوطان العالم ، فهي شريكة الرجل ، ونصفه الاخر ، ولكل تنظيم وتنسيق ومناخ امن ، لاتجري في تفاصيله ( حنية ودموع وقلب يتقطع ألما ) لكن في وطني، المرأة مواطن من الدرجة الثانية ، ان ارتدت بنطالا ، لاشك سيجرها النظام العام للمحكمة، وان خرجت بلا طرحة للشارع فهو خلفها ، يقفز قفزا عليها ، ليكتب سيئاتها على اوراقه ، ويستدعيها في اي مكان وزمان للمحاسبة ….

**كم مرة ياترى ( يتقطع ) قلب من يشاهدهن وهن يجلبن الماء النظيف من الجيران ؟؟ او حنفية في مكان ما ؟ اومن النيل نفسه ؟؟ المحك الان ليس القلب واوجاعه واحزانه ، والمطلوب اكبر من المشاعر والاحاسيس والتوجيهات لوزارة الضمان الاجنماعي ، للبحث عن وظائف بديلة ، المطلوب هو تغيير السياسات الموجودة الان ، وتوسيع مواعين العمل للمرأة ، وملاحقة اسعار السلع النارية ، وخلق بيئة أمنة للاقتصاد تتجه الاموال فيها لها وليس للجيوب ، والاستشارات الاجنبية ، والسماسرة ، الذين تضخمت كروشهم من العمولات بشتى العملات ، ومحاربة الفقر ، بعد ذكر ارقامه الحقيقية، ومقاتلة المرض خاصة السرطان ، الذي تزاحم مع الايدز والدرن في بلدي ، فجعل المرأة تتسول الطعام والمال والدواء ، وعندما وجدت طريق الحل ، ب (كفتيرة) شاي اصبحت مصدر (تقطيع لقلب الاخرين، الذين نبعت فجأة في احساسهم معاناتها العميقة) ..

** السلطة ذات احساس مزيف تجاه مواطنيها ، لكنه يصبح حقيقة عندما يلامس عرشها وحدها ، والذي كرست له في الموازنة القادمة ، مايحميه من سلاح وعتاد ، وكأن السودان الان تحيط به مدافع الاعداء وبنادقهم ودباباتهم ، فمن دنا عذابها قديما ، قدمت لها السلطة ماتريد في طبق من بلاتين غال ، فانمحى العذاب ب (محاية ) الرضا …

** المرأة قادرة على صنع عالم جميل وجديد ، ان منحت الفرصة والامان والاخير  من الاولويات ، التي يجب ثباتها في اركان المجتمع ، لكن كيف يتم ذلك ، والسلطة لاتبالي بحقوق المواطنة والعدالة وتوزيع الثروة ..

**ارحل ياعبد الحميد كاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض ….

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..