الأمة والوطني .. نذر مواجهة

  تقرير: جاد الرب عبيد  
في الوقت الذي لم يفيق فيه حزب الأمة القومي من صدمته بمنع السلطات لنائبة رئيس الحزب مريم الصادق المهدي من السفر إلى باريس لحضور المؤتمر العام للجبهة الثورية، فاجاءت الحكومة حزب الأمة من جديد برفض قاطع بعدم تصديق احتفال يقيمه الحزب بذكرى ثورة اكتوبر في ميدان عام، ليعلن حزب الأمة مباشرة أن الاحتفال قائم في يوم السبت المقبل بداره، وبحسب حديث سكرتير الحزب عبد الرحمن أحمد صالح بشير في (ندوة)، فإن الدعوة وجهة لجميع القوى السياسية ما عدا الحزب الحاكم المؤتمرالوطني، ما يجعلها مواجهة جديدة بين الحزبين الكبيرين، بعد مواجهات ساخنة شهدتها الساحة السياسية في السابق.  
    حوادث سابقة
وظل حزب الأمة على الدوام يتهم الحكومة السودانية بوضع العراقيل لفعالياته، سيما وأن الحادثة لم تكن هي الأولى من نوعها، وكان قد اتهم الحزب الحكومة بعرقلة استقبال زعيم الأمة الإمام الصادق المهدي عندما عاد من مخبئه الاختياري بالعاصمة المصرية القاهرة، برفض السلطات لإقامة احتفال استقباله بميدان الخليفة بأم درمان، وبررت الحكومة وقتها بأنها بصدد إقامة احتفال ذكرى تحرير الخرطوم في ذات الميدان والوقت، بالمقابل هاجمت قيادات الأمة الحزب الحاكم واتهمته بانه تعمد فشل الاستقبال ، لأن الحزب اختار ميدان الخليفة مسبقاً . خيار وفقوسكما أبدى حزب الأمة امتعاضه من قبل، لرفض السلطات بولاية الجزيرة، طلب استقبال رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي، وإقامة اللقاء الجماهيري بميدان بانت بود مدني خلال زيارته للولاية في  مارس الماضي، لينقل الحزب احتفالاته إلى داره بشارع النيل   . ومقارنةً بزيارة وفد حزب المؤتمر الشعبي برئاسة الأمين العام علي الحاج للجزيرة مؤخراً، نجد أن حكومة ولاية الجزيرة بقيادة الوالي محمد طاهر إيلا، استقبلت الشعبي في قصر الضيافة بود مدني، وبل ذهبت أبعد من ذلك عندما فتحت له أبواب قاعة (التأمين الصحي) على مصرعيها،  للقاء الوفد بالشورى في الولاية، الأمر الذي جعل مراقبون يتهمون الحكومة وقتها  بأن لديها (خيار وفقوس).الحرياتويصف نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر النظام الحاكم بالسلطة المتكبرة التي لا تعرف قيمة للديمقراطية، ومضى بالقول إن اكتوبر ثورة شعب بأكمله وحق من حقوقه ، لابد أن يحتفل بها الشعب السوداني، وليس حزب الأمة فقط، وعد برمة رفض السلطات المتكرر لفعاليات الحزب بالنكسة وبها إساءة للحزب، وأوضح أن الخطوة تتنافى مع حديث الحكومة عن الحريات الذي قال إنه حبر على ورق، وأضاف برمة في حديثه لـ(آخرلحظة) بأن أول بند في الحوار الوطني هو الحريات ومع ذلك لازال النظام يتمادى في عدم الاعتراف بها وتطبيقها على أرض الواقع بالسماح للحزب للقيام بمناشطه وفعالياته في الأماكن العامة، واختتم فضل الله «النظام يصادر كل حريات الشعب بما فيها الصحف» .موقف شائكولم يذهب المحلل السياسي صلاح الدومة بعيداً عن برمة، حيث عزا الحادثة لعدم وجود حريات في البلاد، وقال إن النظام الحاكم يتقدم خطوة في الحريات ويتراجع عشرة خطوات،  وإن تقدمه خطوة ليس قناعةً منه بل خوفاً من المجتمع الدولي (والسيف التي على رقبته)، وإن تراجعه عشرة خطوات لأنه يعلم تماماً بأن إتاحة حريات تعني نهاية حكم الإنقاذ في البلاد، وقال الدومة في حديثه لـ(آخرلحظة) الحكومة تتباهى بالحريات في مناطق، وتحرمها بمناطق أخرى، واصفاً الموقف بالشائك والغريب .إستغلالاً حزبياًوفي الجانب الآخر يرى القيادي بحزب المؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي بأن ثورة اكتوبر ليست ملكاً لشخص حتى يحتفل بها لوحده، قائلاً : (هي احتفال قومي وليس شخصياً أو حزبياً)، ورأى ربيع إن المبادرة ينبغي أن تكون لمن يتولى الشأن العام بالبلاد، بمشاركة جميع الأحزاب والجهات دون عزل أحد، وقال ربيع في حديثه لـ(آخرلحظة) أي حزب يحاول أن يبرهن بأن لديه الصراحية والأحقية في الاحتفال بالثورة، ويحاول أن يستغل الإحتفال إستغلالاً حزبياً، وهذا لا ينبغي أن يكون .فلاش باكويتوقع متابعون أن يستمر الجدال بين الحزبين الكبيرين، في ظل عدم مشاركة الأمة في حكومة الوفاق الوطني، وتمسك المهدي بمهاجمة النظام بالقوة الناعمة، ومناهضة الحزب الحاكم للقوى الرافضة للحوار الوطني، والداعية لإسقاط النظام، فالشواهد جميعها تدل على أن الساحة السياسية غير موعودة بمهادنة بين الحزبين، إلا في حالة تنازل الأمة عن موقفه من الحكومة، وتغيير الحزب الحاكم لسياسته التي يتبعها مع الأحزاب المناهضة له، بيد أن قيادي كبير بالحزب الحاكم اعترف بأنهم يسعون إلى زعزعة الأحزاب ولولا ذلك لما استمروا في الحكم .. والثابت أن حزب الأمة القومي تشتت بمشاركة بعض قياداته في الحكومة رغم مقاطعة الحزب للمشاركة.
آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. الحكومة تستغل ضعف حزب الامة .. وانحصار حديث الحزب ورأي الحزب في شخص الصادق المهدي افسد حزب الامة.. فمثلا حزب المؤتمر الشعبي رغم الوشائج القوية التي تربطه بالمؤتمر الوطني الا انه له الف متحدث رسمي فبعيداً عن على الحاج والسنوسي وكرامة وزير الصناعة والامين العام للحزب وكلهم نشطين فهناك كمال عمر ينبح ليل نهار وهناك عمار السجاد وهناك مجموعة المجاهدين داخل المؤتر الشعبي تتحدث من كل الجهات وكلهم يفتحون النار بلا هوادة على المؤتمر الوطني.

    حزب الامة سيموت حتماً اذا اعتمد على الصادق المهدي ولم يقم المهدي بتفعيل مؤسسات الحزب وكثرة المتحدثين عن الحزب ومنحهم صلاحيات واسعة في لقاء الاخرين وتحريك قواعد الحزب.

    إن اصرار الصادق المهدي قفل الحزب في جيبه بالضبة والمفتاح جعل قادة حزب الامة يصمتون مع العلم ان الحزب ملئ بالكوادر القوية والمصادمة والمتحدثين اللبقين.

    اصرار الصادق المهدي على ان يكون هو حزب الامة وحزب الامة هو في شخصه حتماً سيؤدى الى مرض الحزب وموته بل استخفاف الآخرين به كما يستخف به المؤتمر الوطني حالياً، ليس خوفا من الحزب ولكن امعاناً في اذلاله لينفض الناس من حوله كما سبق ان اذل المؤتمر الوطني الحزب بتقليد الصادق المهدي لوسام وقبول الصادق لوسام الرئيس الذي انقلب عليه..

    وفي النهاية نقول ان الحزب لن يقيم ندوة اكتوبر وان ححزب الامة بشكله الحالي وقبولهم للإهانة ليس الحزب الذي يعول عليه لاقامة مثل هذه الندوة فلتتقدم الاحزاب الاخرى للإحتفال بثورة اكتوبر نيابة عنه..

    والله المستعان

  2. اذا الشعب يومآ اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
    و لا بد للليل ان ينجلي و لا بد للقيد ان ينكسر

  3. الحكومة تستغل ضعف حزب الامة .. وانحصار حديث الحزب ورأي الحزب في شخص الصادق المهدي افسد حزب الامة.. فمثلا حزب المؤتمر الشعبي رغم الوشائج القوية التي تربطه بالمؤتمر الوطني الا انه له الف متحدث رسمي فبعيداً عن على الحاج والسنوسي وكرامة وزير الصناعة والامين العام للحزب وكلهم نشطين فهناك كمال عمر ينبح ليل نهار وهناك عمار السجاد وهناك مجموعة المجاهدين داخل المؤتر الشعبي تتحدث من كل الجهات وكلهم يفتحون النار بلا هوادة على المؤتمر الوطني.

    حزب الامة سيموت حتماً اذا اعتمد على الصادق المهدي ولم يقم المهدي بتفعيل مؤسسات الحزب وكثرة المتحدثين عن الحزب ومنحهم صلاحيات واسعة في لقاء الاخرين وتحريك قواعد الحزب.

    إن اصرار الصادق المهدي قفل الحزب في جيبه بالضبة والمفتاح جعل قادة حزب الامة يصمتون مع العلم ان الحزب ملئ بالكوادر القوية والمصادمة والمتحدثين اللبقين.

    اصرار الصادق المهدي على ان يكون هو حزب الامة وحزب الامة هو في شخصه حتماً سيؤدى الى مرض الحزب وموته بل استخفاف الآخرين به كما يستخف به المؤتمر الوطني حالياً، ليس خوفا من الحزب ولكن امعاناً في اذلاله لينفض الناس من حوله كما سبق ان اذل المؤتمر الوطني الحزب بتقليد الصادق المهدي لوسام وقبول الصادق لوسام الرئيس الذي انقلب عليه..

    وفي النهاية نقول ان الحزب لن يقيم ندوة اكتوبر وان ححزب الامة بشكله الحالي وقبولهم للإهانة ليس الحزب الذي يعول عليه لاقامة مثل هذه الندوة فلتتقدم الاحزاب الاخرى للإحتفال بثورة اكتوبر نيابة عنه..

    والله المستعان

  4. اذا الشعب يومآ اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
    و لا بد للليل ان ينجلي و لا بد للقيد ان ينكسر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..