معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الثالثة عشر عناوين جديدة وبرنامج حافل بالفعاليات الثقافية

منير عوض التريكي

من أكبر مشكلات السودان هو ان الملفات الحيوية يمسك ها غير أهلها. يبدو ان وزارة الثقافة أدركت ذلك قبل غيرها. اتجه الوزير النشط الطيب حسن البدوي نحو المثقفين وشاركهم هموم الثقافة .النتيجة انه حقق نجاحات كبيرة رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها السودان.من هذه النجاحات تنظيم معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الثالثة عشر. شارك في التظاهرة الثقافية الكبرى دور نشر ووزارات ثقافة وملحقيات ثقافية ومراكز كتاب ومكتبات ومراكز ثقافية سودانية وفرنسية وألمانية ومنظمات ومؤسسات وجامعات وشركات كما شاركت دور نشر ناشئة لأول مرة.
آلاف العناوين توزعت على اكثر ما مئتين من الأجنحة الصغيرة والمتوسطة. عشرات العناوين الجديدة والكثيرمن العناوين القديمة في طبعات جديدة جاذبة.عناوين قديمةعصية على النسيان. بعضها شكل وجدان الناس وصاغ وعي الأمم..آلاف الكتب من الأدب العالمي المترجم للعربية والكتب دينية و الكتب العلمية وكتب الأطفال الكثير من الكتب التخصصية. دور النشر ملأت الأرض فصعد خمسون منها للطابق العلوي.
السودان الذي انطلقت منه المعرفة منذ اكثر من ثمانية ألف عام واصل استضافته للعديد من الدول إستمرار لهذا الدور الكبير. مصر شكلت كالعادة اكبر حضور في المعرض وزادت دور النشر السودانية بشكل ملحوظ وهنالك جنوب السودان وسوريا والسعودية والجزائر والإمارات وقطر والكوين وعمان وتركيا. المعرض الذي أسسه الرئيس الراحل النميري رحب بكل الحضور واحتضنت جوانبه الرحبة كل الجنسيات. من هذه الجنسيات حضور كبير لطلاب اسيويين وافارقة حققوا لجامعة افريقيا اسمها كمؤسسة (جامعة).
حضر بكري حسن صالح رئيس مجلس الوزراء القومي بالزي القومي الجلابية السودانية ناصعة البياض وصديري باللون الأسود لونين من العلم السوداني وزي قومي يجد فيه كل أهل السودان أنفسهم. حضور بكري في موعده وترحيبه بضيوف السودان وإفتتاحه للمعرض عكس إهتمام الحكومة بأعلى مستوياتها بمعرض الكتاب. ورعايته المعرض تدل على وعي كبير بالدور الحيوي الذي تقوم به الثقافة في حياة الشعوب. مصر هي ضيفة شرف هذه الدورة.كلمات وزير الثقافة حلمي النمنم الودودات عبرن عن العلاقة القوية بين البلدين الشقيقين. علاقة قد توترها بعض العوارض لكنها تعود وثيقة أكثر من السابق.يشارك كتاب و شعراء ومغنون من مصر.كما شرفت وزيرة الثقافة نادية أروب وزيرة الثقافة بدولة جنوب السودان ورئيس اتحاد الناشرين العرب والسعودية والإمارات والأستاذة تابيتا بطرس وآخرين وأخريات من المهتمين بالشأن الثقافي في السودان.
سنار عاصمة للثقافة الإسلامية 2017 ااختيار استحقته سنار عن جدارة. فبعد إنكسار دولة الأندلس حملت سنار اللواء كسلطنة اسلامية منذ زمانذاك ولا تزال.. المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم(الأيسسكو)كانت محقة في أختيارها والسلطنة الزرقاء كانت عند حسن الظن بها وأكثر. بالإضافة للفعاليات الثقافية تم إنجاز العديد من الكتب كانت حبيسة عقول وصدور وارفف الكتاب. مؤتمر طرق الحج في افريقا وحده ملأ سبع كتب عن وصف الطرق وآثارها الثقافية والإقتصادية وأدب الرحلات وإصدارات أخرى قيمة.
بالإضافة إلى خيمة التراث المضيافة قسمت السعودية جناحها إلى عدة أقسام منها الملحقية الثقافية بسفارة المملكة بالسودان و مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ودارة الملك عبد العزيز ومركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية ووجامعة بيشة. وملصقات تعريفية عن بعض رواد الثقافة في السعودية منهم الجاسر وطارق الزمخشري وعبد الكريم الجهيمان وعبده ويماني وبدر بن كريم وأحمد بن علي المبارك.وهم رواد و باحثون في الثقافة العربية
دار رفيقي من جنوب السودان على حداثة عهدها ظلت تشارك في معرض الكتاب بالخرطوم و تقدم العناوين الجديدة بإستمرار رغم ما تواجهه من تعقيدات إدارية مع المصنفات ولوجستية في الترحيل . إحتضن جناحها الصغير بحب كبير الكتاب السودانيين وإصداراتهم. نشرت دار رفيقي للمفكر المحامي كمال الجزولي(الآخر) وللشاعر الجميل محجوب كبلو(سكرتير الحقول) كما اصدرت ديوان (وحي العتمة) للطيب عبد السلام المبدع الجرئ. ايضا زينت رفوفها أخرى كتب منها (وخز الإبر)- اتيم سايمون و(مخاطر بناء الأمة) – جون قاي و(كاريكاتير) -توم داي و(ندوب على وجه السنوات)- لؤي قور و(نقوش)- عادل سعد و(خيانتئذ) وسارة الجاك و(قابلني في فشودة) -منير التريكي وعناوين اخرى.دار رفيقي للطباعة والنشر نظمت بالتعاون مع اتحاد الكتاب السودانيين ندوة قيمة للدتورة الكاتبة المفكرة ناهد محمد الحسن وتم تدشين كتبين للكاتبة ناهد هما حكايتهن حكايتي و رواية المحاربات التي بدات بنشرها في صحيفة اجراس الحرية قبل سنوات.
شخصية الدورة د. محمد عبد الحي الكاتب المفكر الناقد الشاعر الراحل كما يتم ايضا تكريم التجاني يوسف بشير ورائدة القصة في السودان ملكة الدار محمد والفكي عبد الرحمن وبروفسور شبرين ويحي شريف ونبيل غالي وعدد من الشخصيات التي قدمت جهود فكرية ساهمت في زيادة الوعي الجمعي.
الراحل الرمز الدكتورمحمد عبد الحي1944-1989 درس في حنتوب الثانوية والآداب في جامعة الخرطوم والماجستير في ليذر ببريطانيا ونال الدكتوراة في الأدب المقارن من جامعة اكسفورد.كتب الأيقونة الشعرية (العودة إلى سنار) وحديقة الورد الأخيرة وكتب في المسرح واصدر دراسا ت بالعربية والإنجليزية وكان رائدا من رواد الفكر في المنطقة العربية.وعمل استاذ للادب الإنجليزي بجامعة الخرطوم وساهم مع التشكيلي الصلحي في تأسيس مصلحة الثقافة في السودان وله اسهامات مقدرة في تاسيس مركز ثقافة الطفل ومسرح العرائس والمجمعات الثقافية في الدمازين و الفاشر ومهرجانات الثقافة وشارك في مهرجات عربية وترجم من الأدب الأفريقي وله اقنعة القبيلة الذي أعده ايضا كبرنامج إذاعي. تحدث عنه الأستاذ الناقد مجذوب العيدروس وصديقه بكري بشير الكتيابي.كما حيت المنصة رفيقة دربه المترجمة عائشة موسى وطالب العيدروس بإطلاق اسمه على قاعة بكلية الآداب وطباعة مخطوطاته وهو أمر تعهدت به وزارة الثقافة في ختام الأمسية.
تصاحب معرض الكتاب العديد من الفعاليات في ارض المعار ببري في المقهى الثقافي نهارا ومساءا ومسرح المعرض ليلا حتى الحادية عشر ببري وفي مركز الفيصل بالخرطوم وقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم ومسرح الفنون الشعبية بأمدرما ن والمركز الثقافي بامدرمان والمسرح القومي صباح ومساء ندوات ومتحدثون من السودان ومصر والسعودية وقطر قراءات إلقاء شعري مناقشات جلسات نقدية ورش تدريبية ندوات عن الصوفية وعن السينما وعن التشكيل وعن الرواية ورؤية ثقافية عن التحديات السودانية المصرية والتاثير المتبادل بين افريقيا والعالم العربي ومديح وغناء وفرق تراث شعبي وإبداعات الأطفال و تدشين كتب جديدة وفعاليات اخرى.على فترتين صباحية من العشرة حتى الثانية ومن الخامسة مساء حت ى الحادية عشر ليلا. من 17 اكتوبر وحت 29 اكتوبر 2017 الندوات من الحادية عشر صباحا حتى الثالثة بعد الظهر ومن الخامسة حتى الحادية عشر ليلا.
الضيافة المكنونة من التمر والفول السوداني والحلوى والفشار وقوارير البارد تباركت حتى وصلت الصفوف الخلفية. عادة في الحشود الكبيرة تكون مقصورة على ضيوف الشرف في الصفوف الأولى.في الصفوف الخلفية جلس خلفي ثلاثة من الأخوة المصريين لفت إنتباهي ان أحدهم كان يرددأحلى مكان وطني السودان وهو أمر يستحق التأمل كون المصريون يحبون جدا بلدهم أم الدنيا . ربما أكتشف ان السودان هو أبو الدنيا. وربما هو بسب البث المكثف للأغنية المعنية بمكبرات صوت عالية لدرجة تهتز معها الاشياء. الكتب المعروضة كفيلة بهز العقول والجيوب في آن واحد.لكن ما يقدمه الكتاب من معرفة لا يقدر بثمن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..