الأطفال – نعمة ورزق من السماء تغذيتهم – صحتهم -تربيتهم – تعليمهم (١)

د. حسن حميدة – مستشار تغذية/ أستاذ مساعد/ ألمانيا
//… كاتب للأطفال …//
مقدمة:
تمهيدا لهذا المقال المتشابك والمتداخل الموضوعات والعناوين، لا يسعني إلا وأن أزجي شكري الجزيل للأخوين العزيزين، الدكتور عبد المنعم عبد المحمود العربي (إستشاري أمراض الباطنية والكلى، المملكة المتحدة، وجامعة أبسلا/ مملكة السويد)، والدكتورمحمد آدم الطيب (إستشاري طب الأطفال، لندن/ المملكة المتحدة). هذا بعد قراءتي لمقاليهم الذين كتبا بقلوب كبيرة على مواطن ووطن، كتبا صدفة وفي تزامن موضوعي قريب. وكانت الداعية هو الرد على مقطع الفديو الذي طاف بالأسافير، وجاب صفحاتها، محلقا بعقول القراء هؤلاً، مطفقاً بقلوبهم حزناً،. وفي الوقت الذي ازدادت فيه نفوس الناس حيرة من جراء المحتوى، صحت نفوس الطيبين. صحت نفوس الطبيبين الصديقين، موزعة بواجب الطبيب الإنساني. صحت نفوسهما لترد على محتوى الفيديو في وقته وقبل فوات الأوان. صحت تلك النفوس لأنها لم تتعود على النوم بعمق والإفراط فيه. وهذا بحكم العمل الوظيفي، والواجب الانساني، تجاه الانسان ونجاة المرضى. صحت نفوس عارفة، لتحكم في الأمر وتفرق بين ظلم وجوع ومرض، وتضع النقاط فوق الحروف وتفضلت بالنقد الباني ثم النصح والإرشاد لذوي الأمر. كيف لا وأنا أدري من هم الصديقين، ما هو موقعهم بين زملائهم الأطباء، وطلابهم وصغار الأطباء المتدربين على أيديهم في المستشفيات؟ كيف لا وأنا أدرك كم هم يكنون من احترام كبير وعميق أصيل لوطن ترعرعوا فيه، وطن تركوه خلفهم، ورحلوا عنه بعيدا، واستقروا خلف البحار ليس بإرادتهم. رحلوا عنه تاركين لانسانه الطيب، وتاركين لكل جميل خلفهم. وكان زادهم الوفير ذكريات طفولة، وذكريات صبا علقت بالخاطر، وزاد زمانهم وطن غني بأسمه، وبموارده، وبانسانه. الشيء الذي يوصلهم حتما لوطن، مهما غابوا عنه، والشيء الذي يقربهم لمواطن، مهما بعد عنهم.
وتعقيبا على المقالين الذان وردا الأسبوع الماضي على صفحات سودانايل، أبدأ نص مقالي هذا حسب الترتيب أعلاه بالكلمات الثلاثة الواردة، لكن لابد آعلق آولاً علي الأثرالسلبي الذى ينتج عن أهم ثلاثة مؤثرات التى ربما تحيط بمناخ الطفل وهي بالتحديد: الظلم والجوع والمرض. أرجو من القراء الكرام مشاركتى من تجاربهم حتى نتخيل تتطابق كل كلمة من الكلمات الثلاثة ، لحالة الطفل المعنى ذكره حسب شريط الفيديو المنشور، ونقيس على ذلك معاناة أمثاله و بقية الأطفال في بلادنا التى كانت أكبر قطر مساحة في القارة الأفريقية. قطر بكل قواه العاملة، وموارده وثرواته الفريدة المتنوعة، وعقلية ابنائه الفذة التي علمت كثير من الشعوب أسس الكتابة والقراءة والتحضر والتمدن، وصدّرت للدول المجاورة والبعيدة عبر البحار المعلمين والأطباء والصيادلة والمهندسين والطيارين والقضاة والأقتصاديين والزراعيين وغير ذلك من المجالات الفنية والثقافية. قطر للأسف والحسرة قد انشطر إلى قطرين، اللهم أستر من العواقب الباقية ونسألك ديمومة وحدة البلاد.
أولا الظلم:
لا شك في أن الأغلبية العظمى من الأطفال في بلادنا مظلومين كالطفل المعنى ذكره في شريط الفيديو. مظلوم من وليه، وهنا بالتحديد خاله الذي تبنى أمره، وتكفل بتربيته وتعليمه، ثم آواه الخلوة، على أمل تعلم علوم الدين. وفي الخلوة انتهى بالطفل المطاف بركن عنيف، تحفه جنازير، وتطوقه أغلال من حديد. وكان التعليل لهذا التصرف، هو أن لا يتمكن من الهرب. وكان العلاج الناجع هو العقاب برمي السياط على جسم طفل نحيل (كما ذكر الصديقين دكتور عبد المنعم، ودكتور محمد في مقالين دقيقين)، وناقشا ضرورة التدقيق في أمر اعطاء رخصة ممارسة التعليم الديني وأن تكون هناك آسس علمية تقنن وضع وصلاحيات عمل الخلاوي فى كل السودان.
تسليط الضؤ، خصوصا على هذه النقطة (الخلاوي) مهم للغاية. وهذا يرجع للحوادث الأخيرة الواقعة في مرافق دينية وتعليمية كالخلاوي (وهذا بغض النظر عن المدارس) التى هى مرافق رفيعة فى نفوس الآباء و ذات معنى روحاني وإجتماعي في ربوع كل السودان. ولا ينكر أحد منا فضل الطرق الصوفية على مجتمعنا على مر العصور، ولا ينكر أحد منا فضل مشايخ الصوفية في التعليم الديني، وتقويم السلوك، واكرام الضيف، وايواء الغريب، واشباع الجوعان، وارواء العطشان، وتبني اليتامى، واعالة الأرامل وغير ذلك من فضل زائد. وكل هذا الفضل يفيض من جنوح مشايخ صالحين موحدين، يعنيهم أمر دينهم، ولا يشغلهم شيء دنيوي عنه. وكما عهدنا، لكل شيخ مسيد وخلوة، تعني بتعليم أمور وأصول الدين. وهذا هو ما عرفناه ونعرفه منذ الصغرعن الصوفية والمتصوفة في بلاد السودان، ودورهم الفعال في مجتمع السودان.
وفيما يخص الحوادث الأخيرة، وبما يشبه جورا بالخلاوي، ليس له من مكان في مرفق ديني مصان. فمثل هذه المرافق لا تشبه الخلاوي في شيء… بل هي أوكار للجريمة النكراء… أوكار تسيد عليها أفراد لا ينتمون للانسانية بصلة. أوكار تسيد عليها مشيخون لأنفسهم بأنفسهم. متشيخو بدع وخزعبلات، همهم الأول والأخير جمع المال والثراء الحرام، مبنيا على استخدام الضعفاء، والاختلاء بالنساء والفتيات، وخلع ملابسهن وأسورتهن، والتفرس في أجسامهن، والأيقاع بهن في شراك مجرمين متمرسين، شيدوها في أوكار مدسوسة، يصعب الوصول إليها. ومن يقع في مثل هذه الشرك، يتعثر اخراجه منه. وهذا السلوك الإجرامى هو الشيء الذي يؤدي إلى نشر الفتنة بين الأهل والجيران، وافشاء البغضاء بين الأزواج. بل تطور الأمر ووصل الأمر أخيرا إلى نشر الرذيلة بين الأطفال، متمثلة في ممارسة العنف بكل أنواعه على الطفل من قبل مربيه ومعلمه، الذي نسى دوره الأجتماعي، وتابع هواه المفرط، وأجرم في حق طفل يافع. جرده من سترته الواقية، وكشف عورته المستورة، وقتل طفولته البريئة. ومن هنا واجب علينا أن نفرق بين خلاوي التعليم الديني، وأوكار الجريمة المستترة.
ثانيا الجوع:
الجوع هو من المسببات الرئيسية لكثير من الأمراض. وفي المقدمة تأتي حالات سؤ التغذية. وهناك أربعة أشكال مبدئية لسؤ التغذية، وهي كل من الهزال (انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول) والتقزم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر) ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر) نقص الفيتامينات والمعادن. ومن مؤشرات أمراض سؤ التغذية عند المواليد الجدد، وزن الطفل الجسمي لأقل من 2500 جرام عند الولادة، أو نحول جسم الطفل، أو تراكم الماء تحت طبقات الجلد عند الأطفال ما دون الخامسة من العمر. وتقسم أمراض سؤ التغذية تبعا للأمراض الناتجة لثلاثة أنواع:
النوع الأول – يعتمد على نوع الغذاء غير المتكامل: وهو نقص البروتين (الكواشيوركور) أو مرض الطفل الثاني أو مرض الطفل الفطيم، والذي يحل محله طفل ثاني، يزود بلبن الأم لصغر سنه، مما يؤدي لجوع الطفل الأول. ويعزى هذا النوع من أمراض سؤ التغذية للنقص الحاد في البروتينات والمواد الغذائية الضرورية للحياة.
النوع الثاني – يعتمد عل كمية الغذاء غير الكافية: وهو الهزال (المراسموس). وهذا النوع يتمييز بفقدان الطفل لنصف وزنه العادي، وقبل كل شيء فقدان الأنسجة الدهنية والعضلية. الشيء الذي تترتب عليه تغيرات مخيفة على جسم الطفل المصاب.
والنوع الثالث – يعتمد على كمية ونوع الغذاء: وهو النوع المشترك بين الأسمين. والنوعين الأخيرين يأتيان بالنقص الحاد في الغذاء أثناء مرحلة الطفولة، والطفولة المبكرة، الشيء الذي تكون نتيجته الأصابة بسؤ التغذية.
وفي غالبية المصابين بأمراض سؤ التغذية، يكون المصابون في فئة عمرية ما دون الخامسة، أي في المرحلة قبل المدرسية. ومن العقبات التي تقف أمام الأطفال المصابين بأمراض سؤ التغذية، كونهم عرضة للإصابة بالأمراض الالتهابية، كألتهابات الجهازين الهضمي والتنفسي. ومن الأمراض الأكثر حدوثا للأطفال الجائعين، الأصابة بديدان الأمعاء، والسل بتدرن الرئتين والعظام. حيث تجد الطفيليات والجراثيم الوسط الملائم لها بضعف جهاز مناعة الجسم، وقلة مقاومة الطفل المصاب للأمراض الالتهابية.
وعموما يمكن القول بأن الأطفال المصابون بسؤ التغذية، يعانون من نقص حاد في أهم المواد الغذائية، التي تساعد في التكوينين الجسماني والعقلي أثناء مراحل نمو الطفل. وبغياب هذه المواد مثال الفيتامينات والعناصر الكيمائية المهمة للجسم، يتأثر بناء الجسم بطريقة صحيحة، ويتأثر بناءه بناءا كاملا، بل يتأثر ذكاء الطفل المصاب، وأحيانا يؤدي غياب بعض العناصر المهمة للجسم، على سبيل المثال على سبيل عنصر اليود المهم لبناء الهرمونات التي تسير أمر حياتنا (الثيروكسين، والثيرونين) إلى تضخم الغدة الدرقية، والتخلف الذهني، وفي كثير من الحالات الموت مبكرا عند الأطفال.
وهنا سرد مبسط كمثال لأبعاد نقص بعض المواد المهمة للجسم والآثار المترتبة على ذلك:
نقصان البروتينات: يؤدي إلى فقدان عضلات الجسم، الشيء الذي ينتج عنه نقصان الوزن وقلة قوة التحمل. كما ينتج عنه لاحقا اختلال إنتاج الانزيمات الهضمية، وهرمونات الجسم، خصوصا الهرمونات الجنسية، وهرمونات النمو.
نقصان الكالسيوم والفوسفات: يؤديان إلى ضعف بناء العظام وهشاشتها، الشيء الذي تنتج عنه الكسور، ولأقل الأسباب. بل يؤدي نقص هذين العنصرين بتزامن نقص الفيتامين (د) للأصابة بالكساح وشلل الأطفال. كما ينتج عنه في مرحلة الطفولة، عدم نمو الأسنان، أو نموها في مكان آخر، أو في غير موضعها.
نقصان الحديد: يؤدي إلى إختلال بناء كريات الدم الحمراء، وقلة عددها، مما يؤثر مباشرة على الاختلال بجهاز مناعة الجسم. كما يتنتج عنهالإصابة بأنيميا نقص الحديد، مؤثرة بذلك على نقل غاز الأوكسجين لأنسجة وخلايا الجسم، ومؤثرة بدورها على اضعاف وظائف أعضاءه.
نقصان الزنك: يؤدي إلى إختلال عمل إنزيمات الجسم، بما فيها الانزيمات الهضمية. وينتج عنه العرضة للأصابة بالأمراض الالتهابية، الأسهالات، وعدم إلتئام الجروح، وفي كثير من الحالات ضعف القوة الجنسية، خصوصاعند الذكور.
نقصان اليود: يؤدي إلى تأخر النمو البدني، الشيء الذي ينتج عنه طول جسم لا يناسب الطفل عمريا (التقزم). وفي كثير من الحالات يؤدي نقصان اليود لتأخر النمو العقلي، عدم القدرة على التركيز الذهني،غياب مقدرة التحكم العقلية للطفل في الأشياء. بل يؤدي نقصان اليود، الذي يعتبر من أسوأ أنواع نقص العناصر الكيمائية، للأصابة بالتخلف العقلي مبكرا.
نقصان فيتامين (أ): يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم. الشيء الذي تنتج عنه تغيرات أنسجة العينين، يتلوها ضعف القوة البصرية، ثم العمى الليلي، ولاحقا العمى التام. ونقص الفيتامين (أ) يعتبر من أسوأ أنواع نقص الفيتامينات، والذي يروح كثير من الأطفال دون الخامسة من العمر في الدول النامية ضحية له، ليس فقط بسبب الأصابة بالعمى فحسب، بل أيضا بسبب ضعف جهاز مناعة الجسم.
كل هذه أنواع النقص في مرحلة الطفولة مجتمعة (بجانب النشويات والدهون، التي تمد بالجسم بالطاقة)، تؤدي إلى الإختلال بنشاط الجسم لآداء وظائفه على أكمل وجه. فنقصان وزن الجسم كثيرا عند الطفل، يمهد للأصابة بسؤ التغذية. الشيء الذي يمثل عقبة كبيرة للمعالجين للوصول مرة أخرى لوزن الطفل الحقيقي بعد الأصابة بسؤ التغذية. والشيء الذي يدعو لتكوين مجموعة علاجية متكاملة، لمواجهة التحديات الطارئة يوميا أثناء مراحل العلاج. وكم هو الحل سهل قبل الأصابة، بتزويد الطفل بكمية الغذاء المتكامل والمتنوع، الذي يحتاجه في كل يوم.
وبه الكل منا يدري أهمية الحليب للطفل. به ينمو جسده أحسن نمو. ولذا كانت في المقدمة أهمية لبن الأم للرضيع. ومن بعد الفطام لبن الأبقار أو الماعز أو الأبل. وكم من يتيم فقد أمه في يوم ولادته الأول، وكان طوق نجاته معزة حلوب. كما تأتي بعد الفطام أهمية البيض واللحوم البيضاء والحمراء لإكتمال نمو الطفل. بها يقوى الجسم عضل وعظم. وهناك من الطيبات من جبن وسمن وعسل. أيضا ما يجود به الزرع من خضر وفاكهة، تتوفر فيها أهم العناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن مفيدة ومهمة للجسم. وسؤال: لما في وطن مجواد كالسودان يجوع الناس، ولما في وطن معطاة مثله ينهك الأطفال جوعا؟ بعضهم ينتحب متعجلا، والبعض الآخر ينتظر. الجوع في بلاد بنباتها وحيوانها، يزرعه ويرعاه انسان الوطن البسيط، وينام عطش وجائع بجوار إنتاجه. ويصدره انسان الوطن المتسلط، وينام جاحد ومتعالي بجوار ربح غير ربحه وإنتاج غير إنتاجه؟
ثالثا المرض:
نأتي لأهم النقاط في هذا الموضوع، وهي احتمال أن الطفل مريضا، ككثير من الأطفال، ويتطلب العاجل من العلاج. إذا نظرنا لأنواع النقص المذكورة أعلاه، نجدها تتمثل في مضمونها في ستة نقاط لا أكثر. وأخترت هذه النقاط الستة عن قصد، نسبة لأهميتها في حياة الانسان. ودعونا نختار منها نقطة واحدة فقط، ونتمعنها جيدا. هذه النقطة هي نقصان اليود الحاد، وتأثيره على مقدرة الطفل العقلية. بالنقصان الحاد في عنصر اليود، يمكن أن يصاب الطفل بالتخلف العقلي. الشيء الذي يؤكد لنا مدى العلاقة المباشرة بين التغذية غير المتكاملة ونشؤ الأمراض، أي كان نوعها. وللتغذية الصحية والمتوازنة دور فعال في الوقاية من الأمراض. بل في حالة نقصان اليود، يمكن بها الوقاية العلاج من الأمراض المستعصية نوعا، كالتخلف العقلي.
نرجع لشريط الفيديو، وقصة الطفل التي يحكيها لنا بنفسه، وهو تكبيله بالقيود الحديدية، عقابه بالجلد المبرح، وأعتماده في غذاءه اليومي على صحن من الكسرة المبللة بالماء، في أمل العلاج والشفاء من الجن. ونرجع لموضوع تنوع الغذاء اليومي، بصرف النظر عن المريض، ومكونات غذاءه التي يفترض أن تكون أكثر وزنا. لنركز على نقص عنصر اليود، وعلاقته بتضخم الغدة الدرقية، والأصابة باختلال المقدرة الذهنية والتخلف العقلي. ونستند إلى حقائق علمية أخيرة، لا تشيبها شائبة (تأثير بروتين الدوهرين الموجود في الذرة والدخن على الغدة الدرقية، وبه على كمية اليود في الجسم): أثبت نتائج دراسات علمية (في كل من أثيوبيا، السودان، وغرب أفريقيا) أن التغذية غير المتنوعة، والتي تعتمد فقط على إستهلاك الذرة، وخصوصا الدخن، تسلب الجسم عنصر اليود الموجودة فيه بسبب التنافس بين بروتين الدوهرين واليود. الشيء الذي يعزز من تضخم الغدة الدرقية، ومن ثم التمهيد للأصابة بالتخلف العقلي، خصوصا عند الأطفال.
وبهذه الحقيقة، لا ينفع عقاب الطفل ورمي السياط عليه من شيء. ولا يفيد ربط الطفل بالجنازير، وتطويق رجليه ويديه بالأغلال الحديدية من شيء. ولا يجدي ترهيبه وتخويفه، وعطشه وجوعه من شيء. والمجدي هو أن يؤخذ للطفل حقه ممن ظلمه، وأن يكن كبقية أطفال العالم، متمتعا بحقه. وقبل كل شيء حقه في الغذاء من مأكل ومشرب، وحقه من ملبس وسكن، وحقه من تعليم وعلاج.
بقية المقال يتبع فى الجزء الثاني