مركز سياحى ? مزيد من الاقصاء والغربة !

مركز سياحى ? مزيد من الاقصاء والغربة !

مديحة عبدالله

اشار معتمد الخرطوم فى تصريحات صحفية الى اتجاه الولاية لتحويل منطقة وسط الخرطوم الى موقع للتسوق السياحى وقال ان تطوير شارع النيل سيتم وفقا للمخطط الهيكلى الذى يركز على تطوير الواجهات النيلية ?.فيما كشفت هيئة مياه ولاية الخرطوم عن تهالك شبكات المياه بالولاية وان الخطوط الناقلة للمياه اصبحت لاتكفى بسبب النهضة العمرانية وزيادة الاستهلاك ?

يحدث ذلك فيما يجرى على قدم وساق تفكيك المستشفيات التعليمية وتحويل التخصصات الدقيقة لمستشفيات تتبع لولاية الخرطوم رغم اعتراض الاطباء والكوادر الصحية , وظهر جليا ان ولاية الخرطوم لاتملك الامكانيات المالية لتوفير الميزانية اللازمة لتسيير تلك المستشفيات التى كانت تشكل ملاذا للفقراء من ولاية الخرطوم والولايات الاخرى , لكن من يسمع اصوات المواطنين ومن يهمه مصالحهم خاصة اذا عرفنا الهدف النهائى من تفكيك المستشفيات بل وازالتها من الوجود لتحويل منطقة وسط الخرطوم الى موقع للتسوق السياحى ..وهكذا تسفر الانقاذ عن طبيعتها حتى وهى تتداعى ..عداء مستحكم للفقراء ومحاباة للقلة وسوء فى ترتيب الاولويات وهو امر لاينفصل عن مصالحها واهدافها .

والامر لايقف عند حد ازالة الوحدات العلاجية لصالح اقامة مراكز للتسوق انما يرتبط بهندسة اجتماعية واعادة هيكلة بحيث يحظى الاتباع من اصحاب رأس المال واصحاب الولاء والثقة بافضل المواقع فى قلب العاصمة حيث افضل الخدمات بينما يتم يوميا اقصاء الالاف لمواقع تنعدم بها ابسط مقومات الحياة تحت مسمى التخطيط للمناطق السكنية ويضمن ذلك تأمين قلب العاصمة من كل من يحمل الغبن والكره لسياسات الانقاذ و احاطة مركز النظام بمظلة تأمين , اضافة لتوفير المكان (الخالى من الموانع والمنافسة ) لاقامة مراكز علاجية تصب فى جيوب القلة غض النظر عن نوعية الخدمات المقدمة ?النظام هنا ينفذ سياساته بطريقة الخطوة خطوة لكن الخارطة الان اتضحت معالها لتعمق الشعور بالغربة لكل من تطأ اقدامه وسط الخرطوم الان حيث تتبدل معالمه كل يوم ان يعرف احد من المواطنين من ينشئ المبانى السامقة ومن يملكها فما بالنا عندما يتحول الوسط لمجمعات للتسوق السياحى؟

الميدان

تعليق واحد

  1. كراهية الفقراء هو في صلب فلسفة النظام ومعتقداته .. فالتمكين للقلة الذين هم إحسابهم ومريديهم ومنافقيهم وهم أصحاب العليا التي هي خير من اليد السفلى .. أما الفقراء فلهم الزكاة وبالتالي هم أصحاب اليد السفلى .. لا حظ هذا التراتب الطبقي المبني على مفاهيم التعالى والنظر من فوق إلى العامة من الفقراء الذين هم غالبية الشعب ..

    ولكن أين هي الزكاة نفسها؟؟ هل تجبى فعلاً من المكلفين وتصل إلى مستحقيها المنصوص عليهم في سورة براءة؟؟ أم هي لا تجبى أصلاً من المكلفين بالكتاب والسنة .. أو أن الذي يجبى على حاله صار مادة للفساد والإفساد (المؤلفة قلوبهم) ؟؟

    على كل حال نعلم من الأثر أن الزكاة لو جبيت من المكلفين الحقيقيين وأعطيت لمستحقيها المنصوص عليهم في القرآن لما بقي فقير واحد في دولة الإسلام .. وما أكثر الفقراء في بلادنا ؟؟ بل إن شعبنا كله فقير إلا أولئك الذين باعوا أنفسهم للدنيا ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..