مقالات وآراء سياسية

الهوة الأمنية… كتابة على هامش الفجر..!!

الهوة الأمنية… كتابة على هامش الفجر..!!

عثمان شبونة
[email][email protected][/email]

الهوة الأمنية… كتابة على هامش الفجر..!!
خروج:
* بشفاه حنظلية وسرد عفوي، يحدثني أحد السناجك: هل تعلم أن 458 معلماً من ولاية الجزيرة وحدها ابتلعتهم المهاجر الشهر الماضي (تحت شوف وسمع الوزارة المسوسة)..؟ وهل تعلم أن مرتب الاستاذ الجامعي في الجزيرة أفضل منه مرتب أي عامل هامشي خارج البلاد..؟! وهل.. وهل..؟!
* المشهد هكذا، بينما حوافز الأمين العام لاتحاد العمال بولاية المشروع القتيل أكثر من 20000 جنيه شهرياً..! مما يحفز الحالة (المجائعية) العامة للتمدد..!
* ومعلومة صغيرة كهذه لا تجعل العاقل يضرب كفاً بكف إزاء سياسة إضرار الشعب وبعثرته، فقد ظل تهجير الآلاف عن قصد لبنة أساسية يسعى نظام الخرطوم لترسيخها بقوة؛ وتفرحه؛ فالتهجير حسب وعيهم الخائف يحقق تجفيفاً لمربعات الكثافة كخطر (يحسبونه).. فكلما قل عدد البشر رفع الخوف جناحه قليلاً عن كاهل (أهل التمكين) هكذا يحلمون؛ وما بين هاجسي الكم والكيف يشتغل تفكير (غرابيل النظام) مُصَـوّباً بإيغال ومغالاة نحو هوة دامسة؛ لا يتورعون من فتل الحبال فوقها بارتعاش صارخ كلما داهمتهم عوارض الهزيمة المزمنة… ورأينا كيف تلبست الشيطنة المأمورين بجهاز الأمن وهم يسدون قلاع الإستنارة ويكتبون شهادة عظمة مستحقة لمركز الدراسات السودانية ورئيسه الجليل د. حيدر إبراهيم، كما كتبوها لـ(مركز الخاتم عدلان) وغيره، فقد نجح (سفهاء المشاعر) في القضاء على الإعلام تماماً، ولابد لهم ــ والبلاد تنحني ــ من إحكام القبضة على الوعي في الدور الإنسانية المختلفة.. وكانت المحاقات الأخيرة لمليشيات المؤتمر الوطني في دارفور وجبهات كثيرة باعثة لشهوة الكبت، وكافية لإطفاء مشاعل النور داخل العاصمة وبنهج يتجاوز السعار الحيواني.. فمتى حاصرتهم التهديدات جنحوا للحقد والطيش كتعويض لهزائمهم على المستويين الإنساني والميداني، بيد أن مشعلة الفرح الشعبي بدحر المليشيات مؤججة عبر مواقع التواصل والدروب؛ كما هي في قلب كل توّاق للتحرر..!
النص:
* ما هو معتاد بفجاجة في سودان اليوم، أن تتمرس السلطة في الإجرام بنهم؛ ليكون فريضتها الأولى، ولكن اللا طبيعي أن يتغير المعطى السليم في جب قناعاتنا؛ ألا وهي الإمتناع عن تدعيمهم للحد من أهوالهم… أما الأصح من كل ذلك فهو إيماننا بأن ترياق الطغاة هو عين ما يفعله الثوار بين رمزيتي (الرمل ــ الجبل)، فالثائرون ضد مغتصبي الوطن يهدوننا أملاً إضافياً تحت شعار خاص أثير للنفس: (لابد من فواجع كثيرة لكي يحدث شيء)..!! وها هي دعواتنا للتعامل بواقعية مع لحى النفاق تأخذ حيزها لدى بعض الشرفاء دعاة الثورة السلمية الذين تبين لهم أن خيطها سهل القطع.. وكم هي غبطتنا بالتحولات ونحن نرصدها بلهفة (المعصور)، آملين أن تصبح ثورة السلاح مقدسة كاسحة أكثر مما يتوقع “إبرهة”، بإعتبارها السِّجيل لصنع المستقبل رغم ثقل الدماء.. ومن قال بأننا لسنا مستعدون للتضحية ليسعد الجيل القادم..؟! فكل سوداني هميم موقن بأن لا مكان لهتافات سلمية بين وحوش كاسرة غريبة..!
* وبين يدي الصحفيين خصوصاً ـــ با ستثناء ما أسميهم الرقيق الأمنيين ـــ بين أيديهم فسحة ذهبية للإمتناع عن ذل أرواحهم بـ(دعم الداعمين للسلطة) ناهيك عن تقوية السلطة الفاسدة ودعمها مباشرة بتزيين وجهها الأقبح..! أمامهم رؤية المُـقل المتعبة وسمع الفؤاد وسطوة الجور التي أغشت الناس حتى أخذهم الخنوع تحت نير الباطشين… فهذا العهد الجبروتي الذي يطعم كثير من قيادات الصحف بدماء الشعب وعرقه بائد حتماً مهما تطاولت سنج القتل..! ويبقى حكم التاريخ العادل كأخطر الخطوط التي لا يستطيع رقيب الإجرام مسحها..!
* وبهذه المناسبة: (تخيلوا) كتابات رجل مثل د. عبد الله علي إبراهيم ــ نموذجاً ليس حصراً ــ تخيلوها عرضة لأصابع رقيب صحفي جلّ تفكيره يتوزع بين أصابعه وكتفه وجيبه.. أمنجي معلوف بميزانية 100 مواطن، لم يقرأ كتاباً في حياته، ما سمع أغنية سوى تعاسات المطبلين لقادة التدمير، وما تأمل يوماً القمر أو النجم الذي خط جيلي عبد الرحمن أشجانه للمسحوقين تحت ظله، وقد أفرد مركز الدراسات السودانية لشاعرنا الكبير الحزين كتاباً ضخماً فخماً بصحبة أسفار حية أخرى:
حين رفــّـت كلماتي تلثم الأنجم
في هام الذُّرَى..
كنت قد أفنيت ذاتي للملايين التي
تنضج خبزي في القرى..
تغزل النور.. ولكن.. لا تــُــرى..!
* مع كل هذا الصهد والتفاني والسهر المميت؛ ما زال معنا في العتمة ملايين ينسجون طرحة لفتاة الوطن القادم من أزقة المعاناة وسقر المرحلة؛ مخلصون لا يكفون عن الخربشات لأجل (حائط الفجر الجديد الزاهي) يدفعهم إيمان رباني خلاّب بأن التغيير تلزمه تضحيات جليلة..! (ألم ترى لصوص الحزب الوطني أنفسهم يضحّون في سبيل الباطل بخزي الدنيا؟!) فكيف نحن والحق أمامنا أوضح من حشرجات المشير؟!!
أعوذ بالله

تعليق واحد

  1. أنتظرناك كثيراً!
    إليك هذه الكلمات وهي علي ما أظن للكابلي المبدع: زمان الناس هداوة بال وأنت زمانك الترحال, بس ما تقول لي الانتقام المبتكر, هناك ما هو أكثر من مبتكر يا مبتكر.

  2. سوف يأتي باسم الثغر يلوح بالأماني يا عفان .

    لك أن تكتب وتكتب فقط ، فإن كتاباتك في شأن اللصوص ومغتصبي الأرض والعرض بمثابة ثورة تؤرق مضاجعهم .

    حتما ستشرق شمسنا والعار والويل لهم من غضبتنا القادمة ..!!

  3. روعة يا شبونة. (ألم ترى لصوص الحزب الوطني أنفسهم يضحّون في سبيل الباطل بخزي الدنيا؟) ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير! ولا يستحون! أشهد بأنهم لا يستحون مهما قلت فيهم وهكذا يصل الفاسد إلى درجة من طمس البصيرة فلا يشعر بأدنى قدر من الحياء! يا أستاذي! الحياء شعبة من شعب الإيمان، أفتتوقع أن يتمتع لص كبير بأي قدر من الحياء؟ أتوقع أن يكون هذا السنكوح الذي يتلقى حوافز 20 مليون شهرياً كرئيس لاتحاد عمال الجزيرة شبه أمي، قليل الذكاء، كثير الجعجعة وجل مؤهلاته أنه يتبع للمؤتمر الماسوني اللاوطني! إن كانت هذه مخصصاته فكم هي مسروقاته؟ كم راتبه الفعلي، كم مبالغ الرشوة التي يتلقاها؟ هذا السنكوح نموذج “مثالي” للإنقاذيين، فكم تبلغ حوافز علي عثمان ونافع ومصطفى عثمان وأمين حسن عمر؟ أخبرني أحدهم أن علي عثمان كان من المفترض أن يسافر مع بعض الإنقاذيين للعمرة ومع كل واحد منهم نثريات 6 ألف دولار فتخلف علي عثمان، وربما عمداً، ثم زار العائدين من العمرة ملمحاً لهم: “وين حقي” فذهب بعضهم واستخرج تأشيرة عمرة لعلي عثمان حتى يتمكن من الاستيلاء علي مبلغ الستة آلاف دولار وهو لم يذهب إلى العمرة! هذه فعلة أمير الحركة الإسلامية فكيف بمن دونه؟ انظر إلى حرصه على الستة آلاف دولار فكيف بحرصه على المبالغ المهولة التي يستولي عليها أمثاله من الزبانية وقد قرأنا بالأمس أن أسامة عبد الله اشترى منزلاً في كندا بمبلغ 500.000 دولار! الفجر آت يا شبونة لا ريب في ذلك لكن الأنظمة الفاسدة تصل إلى قمة سطوتها الأمنية وفسادها وانفصامها عن واقع حاشيتها الفاسدة ورعيتها المسحوقة قبل أن تسقط على وجهها ويبتلي الله رموزها بالخزي والعار وهكذا سقط نظام بن علي وعلي صالح ومبارك والقذافي وهكذا سيسقط نظام البشير وربما قبل نظام بشار الأسد!

  4. نفتقدك كثيرا حينما تغيب ونخاف عليك أكثر من غدر هؤلاء الوحوش الكاسرة الغريبة كما قلت أو كما قال عنهم الأستاذ الطيب صالح ال من أين أتى هؤلاء ..بالأمس بالصدفة سمعت أحدصحفى السلطان أو كما أسميتهم رقيق الأمن يمجد فى حكومة السجم وتابعت رده للنهاية حينما سألته المذيعة فى قناة الشروق(قناتهم طبعا يعنى زيتهم فى دقيقهم)وإتمنيت لو كانت أى قناة تانية عشان كان يزنقوه ..قالت ليه هل الربيع العربى ليس ببعيد عن السودان ؟؟..رد عبدالملك النعيم بمكر وبنفس غباء الجماعة الجاهم الدور واحد واحد مصر ليست كتونس ولا ليبيا..وليبيا ليست كتونس..وسوريا حاجة تانية..قال ليها بنفس العبارة التى لم تكن درسالأى حمار منهم..السودان ليست زى مصر لأنه النظام فى مصر ليه فترة طويلةتلا تين سنة.. وليبيا أربعين سنة.. ومافى هامش حريات ..كانما نحن نعيش فى دولة غربية ؟؟ومستمتعين بالديمقراطية الماخمج ..رجعت سالته لو الحكومة حتلتفت لى مطالب الشعب ولا لا ؟؟قال ليها مفروض تنتبه ليهاوفجأءة غير كلا مه..لأنه أدرك بسرعة ربما من يغرد خارج السرب حيكون مصيره شنو ؟؟ وما زى ما بقولوا أهلنا فى البادية العرجاء لمراحها؟؟ دى حييودوها فى ستين داهية وومكن يركبوها أنتينوف أو أقلاها دفع رباعى..ما علينا نرجع لباقى الكلام..قال ليها فى الحقيقة الشعب ما ينقصه ليس بكثيرولا يقارن بمطالب الشعوب الثارت دى و أكتر حتة كانت مضحكة ودى إضافة منه هو بدون ما تسأله المذيعة ..قال ليها لو لاحظتى كل ثورات الربيع العربى أتت بالإسلا ميين ونحن فى السودان زى ما عارفة حكومتنا إسلامية والحمد لله …يعنى يا جماعة الراكوبة نحنا نعيش فى الربيع من ربع قرن شفتوا الدجل ده ؟؟ قال إ سلاميين قال.. والله يا جماعة أنا من كتر دجلهم وكذبهم وتجارتهم بالدين بقيت لما أشوف أسماء المحلات المسمية بالاسماء الدينية التى هى حق أريد به باطل من تدليس وغش وضحك على عقول الناس .والله احس بمرارة وتكش نفسى منها حتى كنت أقول بإذن الله سنسمى ألأشياء بما يجب أن تسمى به وسنرد عليهم بضاعتهم ..ده لو ما قالوا إسلا ميين يارب كانوا عملوا شنو أكثر من كده ؟؟زى ما قال المثل حرامى بيتبجح بسرقته فى عز النهار الله يعجل برحيلهم إلى مزبلة التاريخ وزى ما قال الأستاذ أحمد فؤاد نجم دى مزبلة التاريخ واسعة أوى يا ولاد..لكن والله بقدر ما أنا متألمة لبلدنا الما بستاهل الذل والهوان الحاصل ده لكنى متفائلة جدا بالتغيير ..مهما كان الحيجى من بعدهم الأهم هم يغوروا فى ستين داهية إنشاء الله يجى جن أزرق وزى ما قال المهاتما غانجى للإنجليز أن نحكم نفسنا حكما سيئا أفضل من أن تحكمونا أنتم حكما جيدا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..