قراءة لمواقف بعض الرافضين لوثيقة الفجر الجديد

قراءة لمواقف بعض الرافضين لوثيقة الفجر الجديد
بدرالدين موسي المحامي
[email][email protected][/email]
مما لا شك فيه بان التوقيع علي وثيقة الاجماع الوطني السوداني الحقيقي الممثلة في الفجر الجديد هي قمة اعتصار الفكر والمجهودات والنقاشات والمراجعات للحقل السياسي السوداني التي حدثت طوال سنين الاستقلال وفشل نخبتنا الوطنية في عملية البناء الوطني السليم وتقديم المشروع الوطني ،وبعد اعتلاء نظام الانقاذ لسدة الحكم في الربع قرن الاخيريين عمق الازمة السودانية الي اقصي تعقيداتها وتشابكتها فكانت نتيجة الحصاد المر والاليم بتر جنوبنا الحبيب وافتقاد اعز ما نملك من ارض الوطن والقوة البشرية لا لشئ سوي ضيق الافق والتفكير، فكانت وثيقة الفجر الجديد بين الجبهة الثورية السودانية و غالبية قوي الاجماع الوطني نتاج نقاشات وحوارات ومراجعات لمشاريع سياسية وفكرية كانت قائمة امتدت وامتزجت لفترات وسنين طويلة منذ اسمرا للقضايا المصيرية مرورا بتفاهمات واتفاقات ورؤي سياسية ومشاريع اعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية لمختلف شرائح وفصائل التغيير التي تؤمن حقا وحقيقة بضرورة التغيير واعادة التاسيس والرجوع لمنصة الانطلاق لبناء سودان جديد وسودان عصري خالي من كل التشوهات والامراض القديمة التي ندفع ثمنها الان كاجيال عانت وتضررت من هذا الواقع المرير والتخبط العشوائي، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا نكص وتخلف البعض عن الاجماع الوطني ووثيقة الفجر الجديد بدعاوي ومبررات غير موضوعية و غير مقنعة لمن هم سنة اولي في ممارسة العمل السياسي ،،، رافضين اعلان مواقفهم الحقيقة للرفض وما وراء السطور والاكمة من حديث، انهم يريدون التغيير الشكلي الذي يبقي الازمة علي ما هي عليه دون مناقشة الاسباب الحقيقة والجذرية للمشكل السوداني يريدون معالجة الافرازات االشكلية والاثار دون الجوهر والجذور ، فالوثيقة تفصيلية ومفصلة وواضحة لكل ذو بصيرة وهي بها ملامح وخطوط عريضة لدستور وطني ودائم يلتف حوله كل السودانيين ويدنيون بالولاء له، وبالرجوع الي مواقف الرافضين للوثيقة وبيانتهم نجد ان السياقات اللغوية للرفض مستهبلة وفضاضة وحمالة اجه تتفترض الغباء في الاخريين ،، مثل الفقرات الواردة في بيان حزب الامة بان حزب الامة لا يوافق علي التعرض علي سيادة الوطن ووحدة السودان دون الاشارة بوضوح الي اي جزئية بالميثاق تتضمن التعرض لوحدة الوطن ولكن بمعيايير هؤلا الاسياد واصحاب العقلية المركزية الاقطاعية يعتقدون بان هم الوطن وما دونهم عملاء ودخلاء ومدفوعين من الخارج لان الوثيقة تناولت التسلسل لمستويات الحكم في السودان الي اربعة مستويات الفيدرالي والاقليمي والولائي والمحلي وحكام الاقاليم نواب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هذه القسمة تفطم المركز من البزة (الضرع) السايب الذي اعتادوا عليه علي مر سنين الحكم الوطني وما قبله يرفضون تساوي الكتوف والاوزان يرفضون ان ياتي ابكر حاكم اقليم دارفور الي الخرطوم نائبا لرئيس الجمهورية ويرفضون ان ياتي ود العوض ابن الجزيرة حاكم الاقليم الاوسط نائبا لرئيس الجمهورية ومتساوي الصلاحيات مع الاخريين يرفضون ان يناقش اوهاج حاكم الاقليم الشرقي السياسات الخارجية وهكذا دواليك ، لذا يقفون ضدها ويرفضونها ويدافعون عن رفضهم بالغظ العبارات والجمل مستخدمين التمويه كالاجماع والتوافق الخ لتخدير الناس، وايضا في اشارات اخري لبيانهم ان حزب الامة يرفض تقويض المؤسسات ولكنه يدعو لاصلاح مؤسسات الدولة دون تبيان وتوضيح اي تقويض مقصود ، ما مقصود وموضح ومفصل في وثيقة الفجر الجديد بناء مؤسسات وطنية تراعي الوجدان السوداني وتعدده وتصفية المليشيات والقوات التي تم انشاءئها خارج الاطر النظامية وديمقراطية التعليم والبحث العلمي هل هذه الاشياء تقويض لمؤسسات الدولة السودانية،،، وبالامس لم استغرب واتعجب حينما شاهدت في نشرة العاشرة ليلا بتلفزيون النظام في الخرطوم استطلاعات الدكتور/ بخاري الجعلي القيادي بالحزب الاتحادي جناح الميرغني واحدي حوار السيد الميرغني واللذين يسبحون بحمده وولي نعمته ،، واستطلاع الاخر الفريق/ صديق اسماعيل الامين العام لحزب الامة المطاح به من قبل هيئتهم المركزية وهم يوجهون بذئ وسئ القول وفاحشه للمناضلين والشرفاء، فهذا ديدن هؤلا اللذين تربوا علي واعتادوا علي تزييف الوعي وطمس الحقائق وفليعلموا بان التغيير قادم وقطاره سائرة بسرعة وسيتم انجازه ابي من ابي وشاء من شاء،و ستتم اعادة هيكلة الدولة السودانية لصالح كل السودانيين وانبلاج الفجر الجديد ،،،
سلمت يداك يا أستاذ هكذا هي القراءة الصحيحة لهذه الوثيقة التاريخية التي تناولت جذور العلة وأسباب المشكلة التي يعرفها جيدا هؤلاء المخذلون الذين أتعودوا أن يحلبوا من هذا الضرع حتى جف بئس النخبة التي لا تفكر إلا في مصالحها ولكن كما قلت لا فض فوهك التغيير قادم أبى من أبى وشاء من شاء…وليعلم هؤلاء الذين يخوفون السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني ويخييرونهم بين الذل والأمن إن هذه المعادلة ما عادت تخيف أحدا ونقول لهم….هذه الوثيقة لمصلحة أجيالكم أيضا…ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق هؤلاء تضيق وبمعني آخر يا تمشي رؤيتهم يا إلصاق التهم جاهزة أبشروا خيرا سوف يأتي الصبح والفجر قادم أو نسقط دونه شهداء..
فوائد ميثاق الفجر الجديد ظهرت فور التوقيع ، أصاب نافع بالهلع فتوعد من مخبئه ، اما الطيب مصطفي غير من لهجته لاول مرة منذ ظهوره في عهد الانقاذ بأن طالب الحكومة عدم سلب الأحزاب حقها في التعبير ، وبان الرعب فشمل صبي الانقاذ الهندي عزالدين فتوعد بالامس ثم أشاد اليوم بالمتراجعين عن الميثاق…..شوفتوا كيف هز توقيع الميثاق عرش الانقاذ.وكيف .أثر .الرجوع عنه أعاد الطمأنينة للعصابة الحاكمة فبدأوا الاعتقالات والمعلومة للجميع.أين جمال ادريس ، انتصار العقلي ….وغيرهم …….
نتفق بالنهار ثم نتراجع في المساء…. عشان كده الانقاذ قوية لأن قياديها يعلمون ان اتفاقنا صعب….والالتزام صعب…. ستستمر في تكميم الأفواه ومصادرة الحريات بقفل المراكز ومصادرة الصحف …والاعتقال للصحفيين وحلق رؤسهم والتكيل بهم ….الآن اشعر بخيبة امل كبيرة لا للمتخازلين
…لا للضعفاء ….
التحية للصامدين والثابتين علي مواقفهم …..العار للجبناء ……
الانتقادات منطقية ومبنية على تجارب سابقة، فجعل “جنوب كردفان” و”النيل الازرق” كل منها إقليم كامل يمثله نائب للرئيس بدون مسوغ تاريخي يذكرنا بتجربة فصل الجنوب خصوصا أن المنطقتين ما تزال لها ارتباطات مع دولة جنوب السودان
أما حل الجيش السوداني فلك في تجربة حل الجيش العراقي بعد إنهيار نظام صدام حسين خير دليل على خطأ الفكرة.