قصة شاب سعودي تعلم مادة الرياضيات بطريقة ممتعة

لم ينتظر معلم الرياضيات أنور الحجيلي الفرصة أو التدريب لينقل الأثر المعرفي للمجتمع، بل بادر بتعليم نفسه.
فمنذ السنوات الأولى في المدرسة كان المدرس أنور مهتما بتعلم اللغة الإنجليزية وإتقانها، بهدف فتح آفاق التعلم والاطلاع على المصادر الأجنبية، وكان هذا الدافع هو بوابة الدخول إلى شغفه في مجال التقنية والبرمجة، إضافة إلى تخصصه الأكاديمي في الرياضيات.

وأوضح أنور الحجيلي، المعلم والمدرب في “حاضنة اكتشف المعرفية”، والتي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، أن هذه المعارف جعلت لدي فرصة أكبر للتأثير على طلابه في المدرسة، والتواصل معهم فيما يتعلق بالتقنيات الجديدة، وابتكار أساليب جديدة في التعليم، وهذا ما كان يحلم به دائماً.

وأضاف بعد أن سمعت بمبادرة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “اكتشف”، وهي مختصة بتطوير أساليب التعلم وإثارة شغف الطلاب في مجالات الرياضيات والهندسة والعلوم والتكنولوجيا، وهذا بالضبط ما كنت أبحث عنه، في تلك الفترة حرصت على أن أكون ضمن المرشحين في هذا البرنامج لكي أستفيد على صعيد شخصي وأتمكن من نقل هذه الفائدة لمن حولي كما كنت أحلم”.

لكن يبدو أن الحظ لم يساير الحجيلي وقتها: “للأسف لم يتسنّ لي ذلك، حيث انتهت فترة الترشيح ولكني لم أتوقف أو أشعر بالإحباط بل دخلت على موقع المركز الإلكتروني، وقمت بالاطلاع على المقالات المنشورة عن “اكتشف” ولفت نظري استخدامهم لأدوات تدعى “زوم تول” والتي تسهل شرح القواسم الرياضية والأبعاد في الرياضيات بطريقة سهلة وممتعة”.

“أنور” كان جريئاً كثيراً فقام باتخاذ الخطوة اللازمة للتعلم: “لم أقف هنا بل بحثت في الإنترنت عن مبتكر زوم تول، وبالفعل تخاطبت معه وكان متعاوناً جداً إلى حدّ أنه أرسل لي بحثه عن أساليب التعليم بهذه الأدوات، لكنني لم أفهم شيئاً من البحث للأسف، والسبب أنني لم أمتلك الأدوات”.

وقام بإعادة الكرّة وأصر على تحقيق حلمه، ويوضّح: “جاءت النسخة الثانية من مبادرة “اكتشف”، وأصررت على ألا تفوتني الفرصة هذه المرة، وبحمدالله تم قبولي للدخول في الترشيحات”.

بعد تعب الرحلة الطويلة، تفاجأ أنور بما لم يكن متوقعا: “حين وصلت، دخلت قاعة يوجد فيها أكثر من 120 مرشحا، والمطلوب 8 فقط، وأتذكر أنني في المقابلة الشخصية حين هممت بالخروج سألني أحد الحكام: كم ناتج (14 × 16) وأجبت بسرعة: 22 متعمداً الخطأ، وقيل لي إن الإجابة خاطئة، فقلت لهم أعلم ذلك، ولكن لدينا فلسفة في الرياضيات تقوم على التعلم عن طريق الخطأ والمحاولة، والتجريب خطوة للأمام، ومن هذا الموقف أعتقد أنني استطعت جذب انتباههم، وتم قبولي”.

وذكر الحجيلي أنه تم بعد ذلك إرسال مجموعة المترشحين الذين تم قبولهم في البرنامج إلى الولايات المتحدة: “بدأ التدريب في الولايات المتحدة، وأذكر أول دخول لي إلى قاعة التدريب ورؤيتي للأدوات التي حلمت بها “زوم تول” ودهشة الطفل الذي يريد أن يفك ويركب وأن يجرب بنفسه، وتعجّب المدرب أنني على دراية جيدة بهذه الأدوات، وكنت قد طلبت منهم أن يبسّطوا محتوى الدورة لأننا سنذهب لننقل الأثر إلى عموم الطلاب في المملكة وليس الموهوبين فقط، وهذا حلمي ورؤية البرنامج كذلك”.

بعد العودة إلى السعودية، كان لدى الحجيلي إيمان بأهمية هذا البرنامج، وأوضح: “طُلب منا بعد أسبوعين من العودة من الولايات المتحدة أن نقدم تجربتنا في 5 مناطق بالمملكة، وكنتُ في تلك الفترة قد اقتنيتُ أدوات “زوم تول” وبدأت بالتعلم عليها ذاتياً، وحين عدت إلى بيتي في المدينة المنورة بدأت بتدريب بناتي أولاً، وجذبهم إلى المجالات العلمية، ووجدت أثر ذلك مباشراً بتعليقات معلمتهم في المدرسة، واستمر بحثي وقراءتي في مجال “زوم تول” لأتمكن منها ولأصبح مدرباً معتمداً”.

ما زال أنور في مرحلة التعلم الذاتي التي لم تفارقه طوال حياته ويؤكد: “وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من جولتنا، وكنت لم أكشف للزملاء عن معرفتي بالأدوات، وطلبت منهم في المدرسة الأخيرة أن يزوّدوني بالصابون كي أستطيع أن أعرض بالفقاعات البعد الرياضي الرابع، وجمعتهم جميعاً وبدأت بالمحاضرة واندهش الفريق من تمكني من هذه الأدوات والعرض بها بل وتقديم أمثلة على “البعد الرابع” رغم صعوبته”.

وتابع: “بعد ذلك تم اعتمادي كمدرّب للمدرّبين في أكثر من برنامج لاحق مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، مثل “إثراء لاب” الذي تم تقديمه في الرياض والمدينة المنورة، ومن ثم “حاضنة اكتشف المعرفية” التي أدرّب فيها حاليا مجموعة متميزة من المعلمين الذين سيعودون إلى مدارسهم في الحد الجنوبي ومتأكد من الأثر الجميل الذي سيتركونه”.

العربية.نت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..