مدير مكتب الترابي السابق، صديق محمد عثمان في إفادات توثيقية 4-4 اعتقالات المفاصلة زادت الرؤية وضوحاً لدى الكثيرين .. لهذا السبب (….) تعاظَم دور جهاز الأمن في المفاصلة

كنتُ من عتاة الداعين إلى مواجهة السلطة ولكن..!!
منظومة النظام الخالف ليست بدعة من أفكار الشيخ
المعارضة ليست هدفاً و(الشعبي) حركة إسلامية تحكمها مرجعيات
حاوره: أبوبكر محمد يوسف
الحياة لها معادلات تُصاغ وفق معطيات معقدة، ولعل أصعب ما فيها التركيبات التي تصنع أدوار الإنسان في الحياة، البعض يستمد أهميته وحضوره في الحياة العامة من خصوصية المرحلة التي عمل فيها، والبعض يستمد أهميته من ذاته بعلمه والأدوار التي كان جزءاً منها، وبعضهم يستمد أهميته من الصحبة والرفقة لعباقرة غيّروا مجرى الأحداث والتاريخ. ولكن ضيفنا الأستاذ صديق محمد عثمان، استمد أهميته من كل هذه الأشياء، لكن بلا شك أن الأكثر أهمية في حياته أنه كان من رجال حول الشيخ حسن الترابي، فالأقدار كانت رحيمة به، وهي تخبئ له هذه الصحبة السعيدة، وكان ذلك في مرحلة تشكلت فيها بدايات الأحداث التي لا تزال الأكثر تأثيراً منذ ربع قرن في بلادنا الحبيبة. فالأستاذ صديق محمد عثمان هو مدير مكتب الشيخ الترابي السابق، فهو عند (الباحثين) يُعد أحد مديري مكتب الشيخ المُهمِّين، وهذه الأهمية جاءت من طبيعة المرحلة التي عمل فيها، فقد رافق الشيخ الترابي في السنوات الأولى التي بزغ فيها فجر الثلاثين من يونيو. ومن حسن الصدف أن صديق محمد عثمان يملك ذاكرة حديدية يجيد سرد المواقف والذكريات وكأنه يطل عليها من شرفة عالية. نحاول أن نبحر معه في عالم لا تزال خيوطه معقدة وتفاصيله مستعصية، لعلنا نُجلي للتاريخ وللأجيال القادمة ماذا حدث في تلك الأيام من مواقف وذكريات. الصيحة جلست إلى أستاذ صديق في حوار فوق العادة، فإلى مضابط الحوار..
* خروجك للخارج هل كان هروباً من المطاردات أم كان نزولاً عند أمر تنظيمي؟
– أنا خرجت لعلاج ابني الذي فقد سمعه بسبب السحائي وخرجت بمساعدة عدد من الإخوان الرسميين حينها صحيح أنه بعد ذلك ارتبطت بتكاليف تنظيمية بسبب الهجمة الشديدة التي كان يتعرض لها الإخوة في الداخل فكانت حركتنا في الخارج متنفساً لهم ومساهمة منا في رفع الضغط عنهم. ولكن الحياة في الخارج ليست أمراً سهلاً خاصة حينما تبدأ من الصفر وتواجه أنظمة وقوانين لا تعرف التمييز ولا المحاباة، ويكون مطلوبًا منك إعادة تأسيس حياتك مع عدم الانقطاع عن الإسهام في التزاماتك التنظيمية.
* هنالك اتهام للشيخ والشعبي بأنه من أوقد حريق دارفور ما رأيك؟
– كنتُ ضمن وفد الشعبي الذي زار جنوب دارفور في العام ٢٠٠١، وكان يفترض أن نصل غرب دارفور، ولكن عند وصولنا زالنجي فوجئنا بقطع الطريق، لأن الجنجويد هاجموا عدداً من القرى الآمنة وأحرقوها وعندما أرسل المحافظ سيارة الشرطة الوحيدة هاجمتها مجموعات مسلحة من الجنجويد وعطلوا إطاراتها، وبذلك انعدمت وسيلة التنقل للأجهزة الشرطية والأمنية
في هذه الأثناء كان عبد الواحد محمد نور لا يزال في زالنجي، وقد حكى لي لاحقاً أنه كان حاضراً الندوة التي أقمناها، واتهمني بأنني رفضت منحه فرصة للنقاش في الندوة، وهو اتهام غير صحيح.
ولكن الشاهد أن مشكلة دارفور سابقة المفاصلة، وأن الذي حدث هو أن جهة ما تعلم أن دارفور كانت دائماً رأس الرمح في المنعطفات التاريخية منذ تمردها على دولة الخليفة عبد الله التعايشي الذي أراد تحويل المهدية إلى (كيان) خاص، فخرجت مجموعة من المثقفين والعلماء والتحقوا بالسلطان علي دينار، وأقاموا حكومة أكثر نضجاً وأوسع تمثيلاً للسودان من حكومة الخليفة عبد الله.
لذلك فقد حاول بعضهم استغلال أزمة داخلية في دارفور بسبب الأرض والحواكير والتي كان يمكن حلها داخلياً لولا أن الحكومة تدخلت بتقوية الطرف الذي كل طموحه الاستيلاء على الأرض، وهو طموح لا يهدد السلطة المركزية عكس طموح دارفور كلها لتحقيق حكم اتحادي فيدرالي بعضهم حاول استغلال أزمة صغيرة لمعالجة أزمة فانفجرت الأزمات.
* ألا توجد علاقة بين الشعبي والعدل والمساواة، فهنالك أحاديث بأن العدل والمساواة هي الجناح العسكري للشعبي؟
– إذا كانت العلاقة العضوية السابقة سبباً لمثل هذا الاعتقاد فإن الأولى بها من ظلوا في الحكومة!! أي عاقل يدرك أن الشخص الذي يصل مرحلة حمل السلاح يكون قد استنفد رصيد صبره على البقاء ضمن منظومة يتطلب بقاؤه فيها التنازل عن رأيه المتطرف، وبذلك يكون قد حزم أمره على المضي منفرداً وتحمل تبعات قراره. ولكن الذي لا يعلمه مثل هؤلاء الأشخاص هو أن حمل السلاح ليس قراراً منفرداً، إذ سرعان ما يخلق لهم التزامات جديدة بعضها أكثر تقيدًا من التزامات منظومتهم السابقة. وبذلك فإن الشخص الذي يحمل البندقية قد يصبح أكبر من منظومته السابقة نفسها كما في حالتي ياسر عرمان والشهيد خليل إبراهيم، ولكنه أذا وعى درس السلاح سيدرك أن رصيد منظومته السابقة سياسياً أكبر من النجاح المحدود الذي يحققه بالبندقية، لانه أرسخ وأبقى.
* للشيخ تصريح مشهور بأن فى مقدوره إيقاف حرب دارفور خلال ساعات، ماذا كان يقصد إذاً بذلك؟
– أزمة دارفور الداخلية هي أزمة نزاع حول الحواكير وممرات الماشية، ولكن العقل السياسي في الخرطوم استغل هذا النزاع الداخلي في محاولة لتجنب الإجابة على السؤال الأزلي في السياسة السودانية، وهو سؤال نظام الحكم، فدارفور كانت دائماً رأس الرمح في معركة الحكم الفيدرالي، ولما كان السبب الأبرز للمفاصلة هو انتخاب الولاة والذي كان خطوة مهمة ولازمة في ترسيخ الحكم الاتحادي، فإن العقل السياسي للإنقاذ حينها اهتدى إلى أن خروج الحركة الإسلامية من الحكم سيضعف مركز الحكم في الخرطوم، وهذا من شأنه أن يغني أطراف البلاد بالمطالبة بمستحقات الحكم الاتحادي، ودارفور أكثر هذه الأطراف تأهلاً واستعداداً وإحساساً ووعياً بحقها لأنها كانت آخر السلطنات المستقلة التي شكلت السودان الحديث.
لكل ما تقدم، فقد فكر العقل السياسي للإنقاذ بأن أفضل طريقة لتجنب ضعف السلطة المركزية أمام استحقاقات الحكم الاتحادي هو إضعاف دارفور، لأنها إذا انتزعت حقها فإن ذلك سيغري الآخرين، ولما كان هذا العقل يعلم بأنه لا يستطيع اختراق نظام التعايش السلمي بين قبائل دارفور، فقد استعان بمجموعة مارقة على نظام قبيلتها وزاد جرعات تسليحها، ولاحقاً ساعدها تحت ستار محاربة التمرد.
إذا فهم الناس معضلة دارفور على حقيقتها فإن حلها أسهل مما يتصورون.
ولعلك لاحظت أن أول عمل شرع فيه الشيخ بعد الحوار هو زيارة أم جرس ولقاء موسى هلال ورئيس جمهورية تشاد.
* هنالك اتهام يطالك بأنك ظللت بالخارج للتنسيق مع الحركات؟
-لا أساس له من الصحة.
* معظم محاولات الوساطات إبان المفاصلة تكسرت عند عناد الشيخ؟
– دعني أحكي قصة القيادات الإسلامية التي حضرت للوساطة كمثال، فقد استضافتهم الحكومة حتى تبعد عنها شبهة رفض مبادرتهم، ثم حبسوهم لثلاثة أيّام في لقاءات بالرئيس، ثم علي عثمان، ثم أمانة الموتمر الوطني، وبعض أجهزته وفِي الْيَوْم الثالث أحضروهم إلى الشيخ ليلتقوا به ويستمعوا له، ومن ثم يغادرون، ولكننا رفضنا ذلك، وطلبنا من الشيخ استقبالهم بمنزله وإكرامهم وأن يطلب منهم لقاء أجهزة الحركة وبعض قياداتها، وبالفعل في الْيَوْم التالي رتبنا معهم لقاء بالفندق استمر ساعات طويلة، تفاجأوا خلاله بسماع رواية مختلفة تماماً لما سمعوه من الحكومة، فقال أحدهم بأنه كان قد اقتنع من خلال ما سمع بأن الشيخ رجل صعب يأخذ الناس بفقه العزائم ولكنه الآن أدرك الصورة كاملة.
وأذكر أن الشيخ الزنداني بدأ حديثه بضرورة عدم مواجهة السلطان ذي الشوكة، فلما انتهينا من أحاديثنا، قال له الشيخ الزنداني (سمعت يا شيخ عبد المجيد إخواننا السودانيون فقههم السياسي متقدم جداً بيقولك ما فيش شوكة عند حد وما فيش بيعة لحد، الشوكة للحركة والبيعة عهد الجماعة).
* انتقلتم من المعارضة المتشددة الداعية لإسقاط النظام الى منادين بالحوار كيف تنظر إلى ذلك؟
– المعارضة ليست هدفاً في ذاتها، فأنت تعارض سياسات تمنعك من تطبيق أفكارك واعتقاداتك، والشعبي حركة إسلامية تحكمها مرجعيات تحدد لها مواقيت ومدى المعارضة أو المصالحة.
* البعض ينظر للحوار بأنه بمثابة لملمة الشيخ لمشروعه وتلاميذه ما رأيك؟
– الحوار لم يبدأ في ٢٠١٣ فقد ظل في السلطة عقلاء يبادرون بالاتصال بالشعبي أو يستجيبون لمبادرات عامة وخاصة للحوار، ولكن الشعبي كان يعلم أنها مبادرات أولية.
وكان مهماً أن يرى الناس نتائج السياسات الإقصائية التي انتهجتها المجموعة المتنفذة لتتسع دائرة الاقتناع بالحوار وهذا ما حدث .
* هل اطلعت على فكرة المنظومة الخالفة قبل رحيل الشيخ؟
– كما تتوقع فقد حدثني الشيخ عليه الرحمة عنها عندما زرته في أكتوبر ٢٠١٥ وكان متفائلاً جداً بنتائج حواراته واتصالاته بشأن طرح الفكرة، وكان يتحدث عن التفرغ التام لها ببداية أبريل ٢٠١٦ حتى يوافي أكتوبر ٢٠١٦ وقد أنجز إكمال اتصالاته مع نهاية الحوار.
والفكرة نفسها ليست بدعاً من أفكاره عليه الرحمة، فقد ظل نهجه أن يوافي المنعطفات الكبيرة وهو مستعد لها بمشروع يوسع مؤسسة الحركة الإسلامية، فقد بدأ حياته السياسية بجبهة تواثق أخرجت الحركة من صفويتها، ولَم يكتف بذلك، بل سعى للتحالف مع حزب الأمة وحزب سانو، كذلك استقبل انتفاضة أبريل ١٩٨٥ بعمل جبهوي واسع حول رصيد الحركة من المصالحة إلى تيار عريض تجاوز أثره دائرة المؤسسة التنظيمية للحركة، وقد كان التخطيط أن يتوسع هذا التيار بعد انقلاب الإنقاذ، ولكن أصحاب العقول المغلقة حولوا كل شيء إلى كيان خاص .
*متى ستطرح المنظومة الخالفة للعلن؟
– المجهود الذي بذله الشيخ عليه الرحمة في طرح فكرة المنظومة الخالفة اقتصر على الاتصال بأعيان من القوى السياسية الوطنية وقيادات اجتماعية بارزة، وكان مهماً لأنه يأتي بين يدي إقبال الشعبي على الحوار بصورة رسمية مع السلطة والتي كانت حينها تمثل القسم المنشق عن الحركة الاسلامية حتى لا يظن الناس أن الحركة تلملم أطرافها، فالحوار عندها شامل وتفكيرها لم ينصب على مصالحة بنيها الذين انشقوا عنها بل هي تفكر في منظومة تعقب الحوار. وهذا كان مدخل الحركة الإسلامية لمباشرة فكرة الانقلاب ابتداءً إذ اعتبرت أن اضطرارها لاستخدام القوة طارئ سببه تربص جهات خارجية وجدت في بعض القوى الداخلية معاول لإيقاف مسيرتها، لذلك حرصت على أن يكون إجراء الانقلاب منضبطاً ومحدوداً بحدود دفع المخاطر التي تتهددها، وحمل الشيخ معه فكرة الدعوة لنظام يخلف حالة الاستقطاب التي انتهت بانقلاب تعذر على القوى السياسية حينها تجاوز غضبها من “انتصار” الحركة عليهم عسكرياً بعد انتصارها السياسي. لذلك قدرت الحركة أنها بحاجة إلى بناء الثقة مع هذه القوة من خلال إمضاء إصلاحات ذاتية كبيرة على هيكل النظام السياسي لإقناع هذه القوى بصدق توجهاتها نحو نظام حكم رشيد لا تنفرد فيه بالسلطة. هذه الرؤية واجهتها مصاعب داخل الحركة نفسها مما اضطرها لإتمام مصداقيتها لمفاصلة السلطة ثم مواجهتها بصدق وعزيمة لا تلين. وعلى الرغم مما تثيره القوى السياسية من غبار كثيف حول المفاصلة، فإن قطاعات وتيارات وأشخاصاً مهمين للغاية داخل هذه القوى يدركون صدق الحركة في ادعائها مفاصلة السلطة ومدافعتها، لكل ما تقدم فإن المنظومة الخالفة هي إكمال صدق الحركة مع الآخرين بأنها قصدت من انقلابها الإصلاح وليس الانفراد بالسلطة.
*كيف استقبلت نبأ رحيل الشيخ؟
– في مثل هذه الأحداث الجسيمة، تحتاج إلى شخص تستطيع الركون إلى مقدرته على ضبط عاطفته ليردك من مشارف الحيرة إلى يقين الرجعى إلى الله. حين وصلني نبأ نقل الشيخ للمستشفى بدأت اتصالاتي مع الأخ د. علي الحاج الذي كان متابعاً مع الإخوة بالداخل وخاصة الأطباء. تفرغت أنا للبحث في أمر نقل الشيخ إلى أوروبا بأعجل ما تيسر، وتركز بحثي عن وسيلة السفر العاجلة حتى أتاني بين هذه اللحظات صوت الأخ محمد محمد خير الذي اتصل بي بعد ذهابه للمستشفى والوقوف على حقيقة حالة الشيخ الصحية، وكان صوته ينقل إليَّ أسى بالغاً، وهو يؤكد لي بأن الأمر في غاية الخطورة، ولن أنسى جملة محمد محمد خير (كم تمنيت أن أعرفه أكثر) فقد كانت صادقة، بحيث لا تترك مجالاً للشك بخطورة الأمر. لذلك فقد تحول بحثي فوراً في طريقة ووسيلة سفري أنا إلى الخرطوم، وبالفعل التقيت الدكتور علي الحاج وأسرته والأخ محمد الحسن الترابي وأسرته في مطار إستانبول، ورغم أنني كنت قد مررت بذات التجربة قبل أقل من ستة أشهر عندما كنت أسابق للحاق بجثمان شقيقي الأصغر راشد الذي توفي في أكتوبر ٢٠١٥ إلا أن الإحساس برحيل الشيخ كان مختلفاً تماماً.
* كيف تنظر لمستقبل الشعبي بعد رحيل الشيخ الترابي؟
– بعد رحيل الشيخ بأسبوعين أصدرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرها الموسوم ( Sudan?s Islamists: From Salvation to Survival) والذي دعت فيه إلى تبديل سياسة الحصار والعقوبات على السودان بسياسة احتواء فقد رحل صاحب المشروع المناهض لنظام الظلم الدولي، والغربيون – ما عدا قلة متطرفة- حينما يتناولون سيرة الشيخ الترابي لا ينسبونه إلى التطرّف والإرهاب كما يفعلون مع باقي الحركات الإسلامية في الغالب، ولكنهم يدركون أنه كان يحمل فكراً مناهضاً لأطماعهم غير المشروعة في الحفاظ على قسمة حظوظ العالم على ما خططوه خلال حقبة الاستعمار. لذلك، فالحديث عن مستقبل منظومة الشعبي بعد رحيل الشيخ هو حديث محدود، فالشيخ نفسه كان يتحدث عن انتقال كبير بعد الحوار يمهد له بمصالحة حقيقية، وليس حواراً بين سلطة ومعارضة، كالذي حدث في الحوار الوطني، بل كان يتحدث عن مشروع مصالحة يعقب الحوار ويتجاوز المحاصصة السياسية إلى المشاركة في إصلاح النظام السياسي. أعتقد أن د علي الحاج قد قطع شوطاً كبيراً في ذلك من خلال تحركاته الأخيرة بدعوته لوقف الحرب ومبادرة السلام التي بدأت أجهزة الشعبي في بناء مؤسساتها بعد مشاورات الأمين العام مع السلطة والقوى السياسية، كذلك دعوته لقدامى الإخوان في لقاء اجتماعي له رمزيته، وكأنه بذلك يجدد محاولة جذب قطاعين مهمين إلى ساحة الفعل السياسي الأول هو قطاع المعارضين المحاربين الذين أدخلوا نفق التفاوض الرسمي وقبعوا داخله لا يكادون يملكون القدرة والمبادرة على الخروج منه، والثاني هو تيار قدامى الإخوان.
الصيحة.

تعليق واحد

  1. – المفاصلة لم تبدأ فى العام 1999م كما تحاولون ايهام الناس. لقد بدأت المفاصلة حبلى فى شهورها الاولى نتيجة وحم السلطة بعد ان ذهب (زوجها) شيخكم الهالك (للسجن حبيسا) وكل سجناء كوبر السياسيين فى ذلك الزمان يذكرون (جنون) شيخكم وغضبه من تلامذته الذين اطالوا حبسه فكفوا عن النفاق والفبركة. ولقد شهدت المرحوم الزاهد الاستاذ مبارك قسم الله زائد وهو يهرول بين القصر والمنشية فى رحلات ماكوكية تارة موبخا (للشيخ) واخرى شاتما التلاميذ. وكنت اداعبه قائلا (جنازة البحر ما بتتشال) وكان رده دوما (فال الله ولا فالك)
    – الكل يعلم ان مشكلة الحواكير فى دارفور قديمة قدم التاريخ. ولكن تم تسييسها بأيدى الاغبياء (صراع الجبهة الاسلاموية وحزب الغمة) وسمى الصراع فى احدى مراحله بالنهب المسلح. وفى عهد الانقاذ ارسلتم الجزار الطيب سيخة لحسمه بالاغتيالات فبدأ مجزرته باعدام صديقه داؤود بولاد وصنع عداوات فى كل الاتجاهات وكعهد الكيزان كلما حاولوا تكحيل شيئ عموه.
    فى العام 1999 وبعد ان تيقن شيخكم الهالك ان صراعه مع تلامذته لا محالة الى انفجار بدأ الاسراع بتكوين العدل والمساواة كذراع عسكرى لمناطحة السلطان باسم دارفور. وقد شارك شيخكم شخصيا ومعه على الحاج فى كتابة الوثائق الخاصة بالحركة. كان ذلك بمنزل كمال عمر بالسجانة. ومن المفارقات ان من تولى طباعة الوثائق هو ابن عم على عثمان {ختمى الولاء) وصديق لخليل ابراهيم نكاية فى ابن عمه على عثمان ولمن لا يعرف اين دهبت اموال طريق الانقاذ الغربى فهنا يقبع سر (خلوها مستورة) والخبث يأتى من الخبثاء. وليست من الصدف ان يكون معظم قادة بقية الحركات خريجى مدرسة الكيزان.
    – اما عن المؤتمر الشعبى بعد الترابى فحتما ستعود العرجاء لى (مراحا) بعد هلاك الراعى. (فالترلات عمرها ما حتبقى قندرانات). والمراح الما عندو سيد مصيرو الزوال. ويوم الحساب لا محالة آت وساعتها لن ينفع الندم.

  2. كان الترابي ذكياً عندما إختار (منذ وقت مبكر) الاسلام وجهاً يغطي به على طموحاته السياسية والشخصية. نجده هنا قد نجح سياسياً – حيث فشل آخرون – في استثمار المنطلقات الدينية للبسطاء من أجل الوصول للسلطة. كونه سياسي فهو لا يُلام- في اعتقادي- على هذا الذرائعية, فالممارسة السياسية المفضية للسلطة والنفوذ قائمة دائماً على الوسائل والذرائع, ولا علاقة لها بالاخلاق والمبادئ. أي مشروع سياسي – علمانياً كان أو دينياً – لا بد أن يثمر اخفاقاً أخلاقياً في منتهاه, وبالتالي فالمواقف السياسية – مهما كانت – ليست مواقف أخلاقية : هي مجرد خيارات باردة تخلقها رغبات الناس واهتماماتهم, ولا فرق بين هذه الخيارات مهما تناقضت, لأن محصلتها في المجال السياسي هي دائماً الفضيحة والفشل. هذه حقيقة مقررة في الحياة الاجتماعية التي تلتحم فيها أطماع النخب الذكية بأيدلوجيات العوام البسطاء, شواهد التاريخ لا حصر لها, والعلمانيوون وقفوا على هذه الحقيقة واستثمروها قبل الاسلاميين , ولذلك نجحوا سياسياً لفترة وجيزة في تاريخ السودان, ولكنهم عندما فقدوا المبادرة السياسية بانقلاب الانقاذ باتوا – ومن عجب – يلومون الاسلاميين عندما صاروا مثلهم : أهلَ ذرائع لا مبادئ تقودهم .

    الآن يقول لك الاسلاميون أن الترابي آمن بالاسلام وعمل له كغاية لا كوسيلة. طبعاَ مجرد كلام يجافي العقول. الثابت أن الرجل كان أذكى من أعدائه وأصحابه معاً, فاتخذ الدين وسيلة وقال للناس أنه غاية, ونجح بذلك سياسياَ نجاحاً منقطع النظير, وصارت أجندته تحكم السودان – شاء من شاء وأبى من أبى – هذا حتى بعد رحيله المتأخر( توفي في الثالثة والثمانين) . فلماذا حدث هذا؟

    حدث هذا لسببين . أولاً :الترابي في حقيقته لم يكن متصوفاً, بل كان سياسياً يكذب ويكيد كما يفعل كل السياسيين. فهل كان الترابي إذن أسوأ من باقي السياسيين السودانيين ؟ الجواب : كلا. هل كان إذن أفضل من باقي السياسيين السودانيين؟ الجواب : كلا. ثانياً: الترابي إنطلق للحياة السياسية من الدين وهو أحد أقوى المنطلقات العاطفية للحياة المحلية في السودان. ويقيناً قد كان الترابي في هذه أذكي وأفضل من باقي السياسيين السودانيين.

  3. – المفاصلة لم تبدأ فى العام 1999م كما تحاولون ايهام الناس. لقد بدأت المفاصلة حبلى فى شهورها الاولى نتيجة وحم السلطة بعد ان ذهب (زوجها) شيخكم الهالك (للسجن حبيسا) وكل سجناء كوبر السياسيين فى ذلك الزمان يذكرون (جنون) شيخكم وغضبه من تلامذته الذين اطالوا حبسه فكفوا عن النفاق والفبركة. ولقد شهدت المرحوم الزاهد الاستاذ مبارك قسم الله زائد وهو يهرول بين القصر والمنشية فى رحلات ماكوكية تارة موبخا (للشيخ) واخرى شاتما التلاميذ. وكنت اداعبه قائلا (جنازة البحر ما بتتشال) وكان رده دوما (فال الله ولا فالك)
    – الكل يعلم ان مشكلة الحواكير فى دارفور قديمة قدم التاريخ. ولكن تم تسييسها بأيدى الاغبياء (صراع الجبهة الاسلاموية وحزب الغمة) وسمى الصراع فى احدى مراحله بالنهب المسلح. وفى عهد الانقاذ ارسلتم الجزار الطيب سيخة لحسمه بالاغتيالات فبدأ مجزرته باعدام صديقه داؤود بولاد وصنع عداوات فى كل الاتجاهات وكعهد الكيزان كلما حاولوا تكحيل شيئ عموه.
    فى العام 1999 وبعد ان تيقن شيخكم الهالك ان صراعه مع تلامذته لا محالة الى انفجار بدأ الاسراع بتكوين العدل والمساواة كذراع عسكرى لمناطحة السلطان باسم دارفور. وقد شارك شيخكم شخصيا ومعه على الحاج فى كتابة الوثائق الخاصة بالحركة. كان ذلك بمنزل كمال عمر بالسجانة. ومن المفارقات ان من تولى طباعة الوثائق هو ابن عم على عثمان {ختمى الولاء) وصديق لخليل ابراهيم نكاية فى ابن عمه على عثمان ولمن لا يعرف اين دهبت اموال طريق الانقاذ الغربى فهنا يقبع سر (خلوها مستورة) والخبث يأتى من الخبثاء. وليست من الصدف ان يكون معظم قادة بقية الحركات خريجى مدرسة الكيزان.
    – اما عن المؤتمر الشعبى بعد الترابى فحتما ستعود العرجاء لى (مراحا) بعد هلاك الراعى. (فالترلات عمرها ما حتبقى قندرانات). والمراح الما عندو سيد مصيرو الزوال. ويوم الحساب لا محالة آت وساعتها لن ينفع الندم.

  4. كان الترابي ذكياً عندما إختار (منذ وقت مبكر) الاسلام وجهاً يغطي به على طموحاته السياسية والشخصية. نجده هنا قد نجح سياسياً – حيث فشل آخرون – في استثمار المنطلقات الدينية للبسطاء من أجل الوصول للسلطة. كونه سياسي فهو لا يُلام- في اعتقادي- على هذا الذرائعية, فالممارسة السياسية المفضية للسلطة والنفوذ قائمة دائماً على الوسائل والذرائع, ولا علاقة لها بالاخلاق والمبادئ. أي مشروع سياسي – علمانياً كان أو دينياً – لا بد أن يثمر اخفاقاً أخلاقياً في منتهاه, وبالتالي فالمواقف السياسية – مهما كانت – ليست مواقف أخلاقية : هي مجرد خيارات باردة تخلقها رغبات الناس واهتماماتهم, ولا فرق بين هذه الخيارات مهما تناقضت, لأن محصلتها في المجال السياسي هي دائماً الفضيحة والفشل. هذه حقيقة مقررة في الحياة الاجتماعية التي تلتحم فيها أطماع النخب الذكية بأيدلوجيات العوام البسطاء, شواهد التاريخ لا حصر لها, والعلمانيوون وقفوا على هذه الحقيقة واستثمروها قبل الاسلاميين , ولذلك نجحوا سياسياً لفترة وجيزة في تاريخ السودان, ولكنهم عندما فقدوا المبادرة السياسية بانقلاب الانقاذ باتوا – ومن عجب – يلومون الاسلاميين عندما صاروا مثلهم : أهلَ ذرائع لا مبادئ تقودهم .

    الآن يقول لك الاسلاميون أن الترابي آمن بالاسلام وعمل له كغاية لا كوسيلة. طبعاَ مجرد كلام يجافي العقول. الثابت أن الرجل كان أذكى من أعدائه وأصحابه معاً, فاتخذ الدين وسيلة وقال للناس أنه غاية, ونجح بذلك سياسياَ نجاحاً منقطع النظير, وصارت أجندته تحكم السودان – شاء من شاء وأبى من أبى – هذا حتى بعد رحيله المتأخر( توفي في الثالثة والثمانين) . فلماذا حدث هذا؟

    حدث هذا لسببين . أولاً :الترابي في حقيقته لم يكن متصوفاً, بل كان سياسياً يكذب ويكيد كما يفعل كل السياسيين. فهل كان الترابي إذن أسوأ من باقي السياسيين السودانيين ؟ الجواب : كلا. هل كان إذن أفضل من باقي السياسيين السودانيين؟ الجواب : كلا. ثانياً: الترابي إنطلق للحياة السياسية من الدين وهو أحد أقوى المنطلقات العاطفية للحياة المحلية في السودان. ويقيناً قد كان الترابي في هذه أذكي وأفضل من باقي السياسيين السودانيين.

  5. اولاً: كلام متناقض وكعادة الاسلاميين بدل الاعتراف بخطأ ما قاموا به من انقلاب، الذى يجسده حالة ومآلات الواقع السودانى الذى انحدر بالوطن والمواطن الى اسفل الاسفليين.
    ثانيا: من تناقضات سكرتير الترابى وهو اقحامه لفترة حكم الخليفة عبدالله التعايشى بدون مبرر، إلا اراد ان يقوم كان هنال صراع على السطلة بينه وبين اهل دارفور، وهذا تزوير للتاريخ ، فالسلطان على دينار كان موجود مع الخليفة حتى نهاية معركة كررى، وبعد نهاية معركة كررى ذهب هو و الناظر موسى مادبو وغيرهم من النظار والعمد الى دارفور، حيث اسس هو – اى على دينار – سلطنة الفور، وهى سطلنة قديمة وموجودة وتاسيسها كان حق مشروع، اى ان اعادة تاسيسها جاءت بعد معركة كرر وبالتالى ليس هنالك اى سلطة فى دارفور خلاف لسلطة الدولة المهدية قبل كرري.

    ثالثاً: برغم فرق الزمن بين المهدية والانقاذ والذى يقدر بقرن من الزمان واكثر، إلا ان المهدية كانت اكثر تطورا ومعرفة للواقع عن الانقاذ، حيث يرجع الفضل للمهدية فى اداكها للهوية السودانية المبكر، وجسدت ذلك فعلا وعملا، بينما الانقاذ اعادة الدولة الحديثة الى عصر ما قبل نشوء الدولة – اى عصر القبيلة والجهوية والعنصرية -.

    رابعا: ان على الحاج هو راس الرمح فى عملية تفتيت دافور، وذلك بسبب هزيمة جبهته فى انتخابات 1986م، حيث حلف يمين على الانقام من اهل دارفور.

    خامسا: الترابى كاذب ومات وهو كاذب، وسوف يموت البشير كذلك وهو كاذب، وقال الرسول صلى الله علية وسلم من غشنا ليس منا وهذا الحديث كاف ان يجعلهم فى جهنم والغش انواع عديدة ومن أهمها:

    أ. الغش في البيوع وغيرها من المعاملات، ومنه حديث الباب.

    ب. الغش في النصح، والمراد به عدم الإخلاص في النصح.

    ج. الغش للرعية، ومنه حديث معقل بن يسار المتفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)).

    وبناءا علية كل من دافع عن مشروع الانقاذ اوعمل فيه فهو شريك فى جرائمها من إزهاق للأنفس وتدمير للبيوت وتشريد للامنين من وظائفهم، ونشر المخدرات والرذائل وغيرها، سوف تكون منزلته بإن الله مع الترابى والبشير يوم القيامة.
    واخير قال الله تعالى ( ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) وهذه الاية فيها وعيد للظالم وتعزية للمظلوم.

  6. @العمدة

    استغلال الترابي لحماس الطلاب وبراءة العقول الشابة بدأ بعد مصالحته مع النميري, واستمر أثناء رئاسة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة. وهذه الفترة تحديداً هي التي انتجت انقلاب الانقاذ. أظنك توافق أن الساسة لا يحفلون بأوجاع الشعوب إلا إذا غدت مرتقاهم الى دسوت وأمجاد الوزارة, وعلى ذلك فاعتقادي هو أن أي سياسي – دع عنك الترابي – يرتقي الى الحكم يجب أن نعتبره ناجحاً حتى لو ارتقى إليه على رقاب العسكر و الحثالة. في الواقع, لن نستطيع الخوض في شدائد السياسة مع الاحتفاظ بمستوي طوبائي أومثالي من الاخلاق. لقد بُنيت أعظم الدول بمستوى مخجل من الشرف وبالنذر القليل الاخلاق. خذ كمثال الولايات المتحدة . هذه الدولة الإستيطانية : بُنيت على العبودية وإبادة الشعوب والثقافات المحلية, وهي الان – مع الاعتراف الدولي الكامل – تجلس بالاحتلال وقوة العين على نصف مساحة المكسيك جارتها الجنوبية . خذ أوروبا أيضاً. الثروة المادية والعقلية والصناعية لهذه القارة أنتجها المال المسروق من المستعمرات الافريقية والاسيوية. خذ الفتوحات الاسلامية من الامويين الى العثمانيين وتصور جيداً مبلغ الانتهاكات الانسانية التي حدثت في بحر ذلك التاريخ جرياَ وراء الارض والمال والجواري. خذ اليابان والتي – مع تقدمها اليوم – كانت حتى أوائل القرن العشرين من أكثر الدول ظلماً وعداء لجيرانها. فلدينا خياران : إما أن نعتزل السياسة أو أن نقبل بطبعها القبيح. فماذا أنت فاعل ؟؟؟

    تنبيه: منذ بداياتهم كان الاسلاميون كياناً صفوياً يضم أكبر نسبة لحملة الشهادات العليا وأوائل المدارس. وبالطبع ليس في هذا مدح لهم. الحثالة – بحسب تعبيرك – دخلت بعد انشقاق الاسلاميين وانفتاحهم على أهلهم وقبائلهم. اسأل البشير ونافع وعلي عثمان وكرتي والجاز. العجيب أن الحثالة الوافدة على نخب الاسلاميين هي التي أطالت أجل الانقاذ وأبقت على نفوذهم . أخلاقياً أجل قد لانختلف أن هذا فشل. ولكن من وجهة النظر السياسية فهل هذا فشل .؟؟

  7. اولاً: كلام متناقض وكعادة الاسلاميين بدل الاعتراف بخطأ ما قاموا به من انقلاب، الذى يجسده حالة ومآلات الواقع السودانى الذى انحدر بالوطن والمواطن الى اسفل الاسفليين.
    ثانيا: من تناقضات سكرتير الترابى وهو اقحامه لفترة حكم الخليفة عبدالله التعايشى بدون مبرر، إلا اراد ان يقوم كان هنال صراع على السطلة بينه وبين اهل دارفور، وهذا تزوير للتاريخ ، فالسلطان على دينار كان موجود مع الخليفة حتى نهاية معركة كررى، وبعد نهاية معركة كررى ذهب هو و الناظر موسى مادبو وغيرهم من النظار والعمد الى دارفور، حيث اسس هو – اى على دينار – سلطنة الفور، وهى سطلنة قديمة وموجودة وتاسيسها كان حق مشروع، اى ان اعادة تاسيسها جاءت بعد معركة كرر وبالتالى ليس هنالك اى سلطة فى دارفور خلاف لسلطة الدولة المهدية قبل كرري.

    ثالثاً: برغم فرق الزمن بين المهدية والانقاذ والذى يقدر بقرن من الزمان واكثر، إلا ان المهدية كانت اكثر تطورا ومعرفة للواقع عن الانقاذ، حيث يرجع الفضل للمهدية فى اداكها للهوية السودانية المبكر، وجسدت ذلك فعلا وعملا، بينما الانقاذ اعادة الدولة الحديثة الى عصر ما قبل نشوء الدولة – اى عصر القبيلة والجهوية والعنصرية -.

    رابعا: ان على الحاج هو راس الرمح فى عملية تفتيت دافور، وذلك بسبب هزيمة جبهته فى انتخابات 1986م، حيث حلف يمين على الانقام من اهل دارفور.

    خامسا: الترابى كاذب ومات وهو كاذب، وسوف يموت البشير كذلك وهو كاذب، وقال الرسول صلى الله علية وسلم من غشنا ليس منا وهذا الحديث كاف ان يجعلهم فى جهنم والغش انواع عديدة ومن أهمها:

    أ. الغش في البيوع وغيرها من المعاملات، ومنه حديث الباب.

    ب. الغش في النصح، والمراد به عدم الإخلاص في النصح.

    ج. الغش للرعية، ومنه حديث معقل بن يسار المتفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)).

    وبناءا علية كل من دافع عن مشروع الانقاذ اوعمل فيه فهو شريك فى جرائمها من إزهاق للأنفس وتدمير للبيوت وتشريد للامنين من وظائفهم، ونشر المخدرات والرذائل وغيرها، سوف تكون منزلته بإن الله مع الترابى والبشير يوم القيامة.
    واخير قال الله تعالى ( ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) وهذه الاية فيها وعيد للظالم وتعزية للمظلوم.

  8. @العمدة

    استغلال الترابي لحماس الطلاب وبراءة العقول الشابة بدأ بعد مصالحته مع النميري, واستمر أثناء رئاسة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة. وهذه الفترة تحديداً هي التي انتجت انقلاب الانقاذ. أظنك توافق أن الساسة لا يحفلون بأوجاع الشعوب إلا إذا غدت مرتقاهم الى دسوت وأمجاد الوزارة, وعلى ذلك فاعتقادي هو أن أي سياسي – دع عنك الترابي – يرتقي الى الحكم يجب أن نعتبره ناجحاً حتى لو ارتقى إليه على رقاب العسكر و الحثالة. في الواقع, لن نستطيع الخوض في شدائد السياسة مع الاحتفاظ بمستوي طوبائي أومثالي من الاخلاق. لقد بُنيت أعظم الدول بمستوى مخجل من الشرف وبالنذر القليل الاخلاق. خذ كمثال الولايات المتحدة . هذه الدولة الإستيطانية : بُنيت على العبودية وإبادة الشعوب والثقافات المحلية, وهي الان – مع الاعتراف الدولي الكامل – تجلس بالاحتلال وقوة العين على نصف مساحة المكسيك جارتها الجنوبية . خذ أوروبا أيضاً. الثروة المادية والعقلية والصناعية لهذه القارة أنتجها المال المسروق من المستعمرات الافريقية والاسيوية. خذ الفتوحات الاسلامية من الامويين الى العثمانيين وتصور جيداً مبلغ الانتهاكات الانسانية التي حدثت في بحر ذلك التاريخ جرياَ وراء الارض والمال والجواري. خذ اليابان والتي – مع تقدمها اليوم – كانت حتى أوائل القرن العشرين من أكثر الدول ظلماً وعداء لجيرانها. فلدينا خياران : إما أن نعتزل السياسة أو أن نقبل بطبعها القبيح. فماذا أنت فاعل ؟؟؟

    تنبيه: منذ بداياتهم كان الاسلاميون كياناً صفوياً يضم أكبر نسبة لحملة الشهادات العليا وأوائل المدارس. وبالطبع ليس في هذا مدح لهم. الحثالة – بحسب تعبيرك – دخلت بعد انشقاق الاسلاميين وانفتاحهم على أهلهم وقبائلهم. اسأل البشير ونافع وعلي عثمان وكرتي والجاز. العجيب أن الحثالة الوافدة على نخب الاسلاميين هي التي أطالت أجل الانقاذ وأبقت على نفوذهم . أخلاقياً أجل قد لانختلف أن هذا فشل. ولكن من وجهة النظر السياسية فهل هذا فشل .؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..