أخبار السودان

محاكمة الرئيس – النسخة السودانية

سيف الدولة حمدناالله

ولا بد أن يكون الريس المصري حسني مبارك قد شعر بالندم على اساءته التقدير باصراره على عدم الهروب من مصر بعد ان تهاوى حكمه ، ولا بد انه قد ادرك – بعد فوات الاوان – انه مهما كان في الهروب من مذلة ، فهو افضل له من ان يشاهده العالم وهو يفرد جسمه على طاولة داخل قفص الاتهام كما يفرد الخباز رغيفه على مثلها قبل ان يحشره في الفرن ، ولكن الرئيس المصري فعل بنا خيراً ببقائه هو واسرته في مصر ، فقد اتاح بذلك للشعوب من امثالنا فرصة لا يمكن ان تعوض في بيان كيفية وحدود مساءلة الرؤساء بعد ان تزول عنهم السلطة وينقضي السلطان .

ومثل هذه الفرصة كان يمكن ان توفرها محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين وعصابته الحاكمة ، فالرجل الذي قضى الشهور الاخيرة من عمره في حفرة واحدة الى جوار ما كان يخرج من السبيلين ، وهو يهرش لحيته وحاجبيه الكثيفين ، لم يطق الشعب العراقي ان يصبرعلى محاسبته حول مسئوليته عن الدخول في حروب عسكرية حصدت ارواح الملايين من ابناء الشعب العراقي دون طائل او سبب ، ومحاسبته كذلك عن الفساد السياسي والمالي الذي كان يرتكبه الرئيس وابنائه ومن هم حوله من اركان النظام ، وفي تقديري ان الحكومة العراقية قد تعجلت في اعدام صدام حسين ومعاونيه دون محاسبتهم عن تلك الجرائم ، ولعلنا نجد للشعب العراقي العذر في ذلك ، فمسالة صدام عن جرائم الفساد المالي والسياسي يشبه مساءلة عصابة لقطاع طرق عن عدم التزامها بالتوقف عند اشارة المرور وهي في طريقها الى نهب الضحايا .

لا بد أن يأتي اليوم – وهو قريب – الذي يحاسب فيه الشعب السوداني الرئيس عمر حسن احمد البشير كما حوسب الرئيس صدام حسين ، وكما تجري الآن محاسبة الرئيس حسني مبارك ، فجمهورية النيجر التي آوت القذافي ليست لها حدود مع ما تبقى من الارض التي خلفها الرئيس البشير ورائه ليهرب اليها .

لقد اهدت الينا محاكمة الرئيس مبارك النموذج السليم لما يمكن ان تشمله محاكمات الرؤساء وحدود مسئوليتهم عن افعالهم التي يعتقدون انها تقع ضمن صلاحياتهم الرئاسية ، وخارج نطاق المسئولية الجنائية والمدنية والسياسية ، فالرئيس المصري لا تقتصر التهم المنسوبة اليه حول مسئوليته عن ازهاق روح اكثر من 3 الف شاب مصري بالرصاص اثناء اشتراكهم في مظاهرات سلمية ضد نظام حكمه ، (بحسب دفاع الرئيس مبارك ووزير داخليته العادلي تقع مسئولية اطلاق الرصاص على الصول النوبتجي في كل قسم شرطة) ، فالرئيس المصري يواجه ايضاً تهماً حول مسئوليته في منح اراضي استثمارية لخليجيين ، وترسية مقاولات وصفقات تجارية لافراد بالمخالفة للقوانين .. الخ ، ومثل هذه الافعال كان يعتقد الرئيس مبارك – حتى قبل زوال حكمه بيوم واحد- انها تقع ضمن صلاحياته ، وانه لن يأتي اليوم الذي يسأل فيه حولها .

محاسبة رئيسنا البشير لن تكون مثل ما يواجهه الرئيس المصري مبارك ، فمثل العدد الذي سقط من ضحايا حكم الرئيس مبارك خلال فترة ال 30 سنة ، يحققه بشيرنا في اسبوع واحد ، فالرئيس مبارك لم يشن حربا بالطائرات على شعبه ، كما فعل الرئيس بمواطنيه من الاطفال والنساء والشيوخ في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وليس في مصر نازح واحد او مشرد حرب ممن يتخذون من فروع الاشجار مساكن لهم ، والمواطن المصري لا يحارب في رزقه ، لا في عهد مبارك ولا في عهد الخديوي محمد علي باشا ، ففي مصر يخرج المعتقل السياسي من سجنه ليداوم في وظيفته بالسلك الاميري .

وجه الاختلاف بين محاسبة رئيسنا والرئيس مبارك ، ان الاخير قد يجد من يصدقه او لا يصدقه حول علمه بما ارتكب في حق ابناء وطنه من جرائم ، فالنكران سمة رئاسية متأصلة في حكامنا ، فهم اسود في الحكم يستحيلون الى نعاج بعد زواله ، ، ففي قول اعراب السودان : اذا امسكت الحكومة بالاسد من الغابة ، يطعمه الصبيان باللب في حديقة الحيوان ، (انكر كل من الترابي والعقيد صلاح كرار والرئيس البشير مسئوليتهم عن اعدام الشهيد مجدي فيما حمٌلت مسئولية ذلك الى المتوفين : الرائد ابراهيم شمس الدين واللواء الزبير ورئيس القضاء جلال علي لطفي) ، بيد أن رئيسنا واعوانه يهدون في كل جريمة من جرائمهم دليل الاثبات حول ضلوعهم فيها ، وهي ادلة لا تحتاج للغوص فيها لتمحيصها وتقدير سلامتها ، فرئيسنا واعوانه يطلقون مثل تلك البراهين بالحديث في الهواء الطلق او من منابر المساجد وبالتصريحات في الصحف .(بحسب علمي ، لا يوجد ضابط نظامي في هذا الكون ، يمكن ان يقول علناً مثل ما قال به الفريق اول صلاح قوش بتعهده بتقطيع اوصال شعبه)

في تقديري انه من الظلم لحقوق الشعوب ، أن تقتصر المحاكمات على الرؤساء ومعاونيهم الكبار ، فخلف كل بغي رئاسي في مثل اوطاننا ، تقف فئة من كل ملة تزين للرئيس اخطائه ، وتصور له الظلم عدلاً ، والبغي رشداً ، والضلال حكمة ، ففي مصر ، افتى الشيخ محمد سيد طنطاوي (شيخ الازهر) عام 2007 بشرعية الجلد حداً (80) جلدة لكل صحفي يتعرض بالحديث حول صحة الرئيس مبارك ، وهل بعد حديث الازهر كلام !!

بوصولي يوم امس الى سلطنة عمان ، ووجودي في مرمى الارسال التلفزيوني السوداني ، استمعت امس الى تقرير بقناة الشروق حول الحرب التي يجري رحاها في جنوب النيل الازرق ، وقد شمل التقرير حديث لشخص بدى لي انه احد آيات الله الايرانيين ، ثم ورد اسمه (الشيخ محمد المنتظر السراج) على شريط اسفل الصورة مع توضيح يقول بانه يمثل احدى المنظمات الاسلامية ، قال : ان ابناء ولاية النيل الازرق قد (تبرأوا) من مالك عقار ، ثم اعقبه متحدث منفعل يقال له (محمد طه ) تحدث فيما يشبه المؤتمر الصحفي بصفته رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال بولاية كسلا ، ثم اعلن (اصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه بالتنظيم) انسلاخهم من الحركة الشعبية .

سئل نائب رئيس المجلس الوطني عن ما ورد حول عزم المجلس على عقد جلسة (لاجازة) حالة الطوارئ التي اعلنها المشير عمر البشير في جنوب النيل الازرق فقال : " حالة الطوارئ لا تحتاج لاجازة من البرلمان لان اسبابها معروفة " (صحيفة الاهرام عدد 7 الجاري).

يقول ائمة الاسلام يجوز الحجر على ثلاثة : المفتي الماجن والحاكم الجاهل والمكاري المفلس ، والحجر ليس في المال وحده ،

فمن يحجر على حكامنا حتى يحين تاريخ الجلسة !!! ترى اين قفص الاتهام الذي يسعهم وما اكثرهم !!!

سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر

[email protected]

تعليق واحد

  1. دائما ما تأتي مواضيعك يا سيف الله المسلول في الصميم وباسلوبك الذي صرت اعرفه حتى لو لم تكتب اسمك كلامك يبث الامل والروح بعد ان بلغت الحلقوم ونحن ننتظر اليوم الذي تكون انت في مقدمة من يحاكمون هذه العصابة ولا يفلت منهم احد

  2. مولانا سيف الدولة حمدناالله
    المشكلة كيف نقدر نوصلهم القفص؟ الشعب السوداني المستكين والمعارضة النائمة كأنما يحدث في النيل الأزرق خارج حدود بلادنا والضحايا هناك ليسو بسودانيين، اولآ نعمل على توصيلهم للقفص ونخلي الكلام الكتيييير ونلبي نداء الوطن الممزق، وبالمناسبة ألم يستجب الدكتور ابو حريرة لنداء الغالبية الصامتة ولم يعتذر لهم عن عدم مقدرته على تلبية النداء، إذن لنبحث عن قائد آخر !!

  3. الاخت الغاضبة …. اطال الله غضبك حتى زوال النظام
    لك التحية ….

    حقيقةً اعتقد اننا نعانى مشكلة عويصة …. فالكل مستعد ويريد الخروج الى الشارع لإسقاط النظام ولكن لا نعرف كيف ومتى نخرج ؟؟ إذن هناك مشكلة قيادة ولا اقول انه توجد مشكلة تعبئه … فالشكر للمؤتمر الوطنى الذى عبأ الى الحلقوم بالظلم والمرارات …!!! فقط كيف لنا بمن يقود التحرك والحكومة فى اضعف حالاتها ….

    مولانا سيف الدولة … انت من الشرفاء الذين نعول عليهم كثيراً فى إعادة بناء الدولة .. خاصةً السلك القضائى …. ونتوقع انه فى وجود امثالكم لن يكون هناك مكان لعبارة مثل عفى الله عما سلف …

  4. مولانا سيف هو لست الجرم في دارفور او كردفان هو جرم على كافة الشعب السوداني تجويع وتشريد وفصل تعسفي وتخريب في الاعلام واعتقلات للصحفين ومنع الصحف الغير مواليه في بعض المرات للصدور والجرم الشنيع وسيظل غصه في حلوقنا فصل الجنوب حتى عندما كان الاجنبي محتل هذا الوطن لم يقم بفصل اي جزء منه هذا مسئوله منها كل المؤتمر الوطني والانتهازيين الذين يضللون ويجملون هذا الاجرام وجميع يقدموا الى محاكمات عداله وامام كل اعين الشعب السودان حتى يعرف هذا الشعب ماذا كان يدور في الخفاء والظواهر شئ والباطن شئ اخر

  5. والله يا جماعة اكبر طبيب نفساني ما يقدر يحلل الحالة النفسية اللي يمر بيها الشعب السوداني
    هل هي نوع من الصبر هل هي قوة تحمل هل هي حالة خوف ام هل هي نوع من الذهول امس كنا قاعدين امام الجزيرة لتنقل لنا بداية مظاهرات الجمع ومر اليوم كاي يوم عادي الظاهر الحكاية فيها كجور  

  6. اخونا سيف الدولة في العرف العسكرى اعتقد ان هناك مسمي محكمة عسكرية وهو ماقامت به الانقاذ في شهر رمضان تجاه ثمانية وعشرون ضابط من خيرت ابناء هذا الشعب واعدامهم خلال ساعات معدوده وكأن شيئا لم يكن ثم قامت بحشد الخريجين والطلبة في سبيل البقاء وكان الثمن جركانة زيت وشوال سكر والف جنية وعرضه امام صيوان عزاء الشهيد استخفاف بعقول البشر اى شرع هذا واى دين الذى تتكلم عنه الانقاذ من مات في عهد الانقاذ لم يمت في غزوات الفتوحات الاسلامية ولم يمت في تاريخ السودان القديم والحديث تحت مسمي عزة السودان اى عز يتحدثون عنه السودان كان عزيز قبل ان تستولوا علي سلطته فالمسالة بالنسبة لناليست مسالة محاكمة وجلسه ودفاع لانو المحاكم تعقد لتعرية المتهمين وتثبيبت الجرم ولكن الجرم هنا مشهود ومثبت استلام السلطة يعني تنفيذ القصاص فقط ليس الا ثم مصادرة ممتلكات الازيال وعدم السماح لهم بمغادرة البلد لانو معظم الارصده موجوده بالعملة الصعبة في بنوك خارجية وليعلم الجميع بانهم معروفون للعيان تاريخهم وسخ وقزر منذ الطفولة الكانت غير بريئة انعدمت فيهم روح السودان والشهامة والمرؤة حال لسانهم يقول يا ارض احفظي ما عليك مستجدين النعمة ولا عز لهم لانو العز لايتاتي بالمال الحرام المنهوب من دم الشعب السوداني ينطبق عليهم القول
    اتقلع الوتت واتوتت المقلوع وجاعت بيوت الشبع وشبعت بيوت الجوع
    وعمرها ما تشبع بيوت الجوع لانها جيعانه طول عمرها محاكمة لهذه الفئة ما محتاجة الحد الحد الحد بالجد الموت فقط هو سبيل الخلاص

  7. الشهيد صدام حسين لم يكن رئيس عصابة حسب زعمك …..بل كان
    العراق في عهده دولة محترمة ولم يسرق هو ورفاقه العراق …..كما يفعل حكام السودان
    اليوم …..من حاكم الشهبد صدام حسين هو الاحتلال الأمريكي وأعوانه وليس الشعب العراقي
    ولماذا لا تتحدث عن الحكومة العراقية الحالية تحت الاحتلال الأمريكي ( حكومة نوري المالكي )
    ودمار العراق في عهدها وتشريد الملايين ………الى الكاتب أقول : لن تعيد عجلة الزمان
    الى الوراء , فما حدث للعراق كان بمؤامرة عالمية وشاركت فيها أطراف عربية يتزعمها حسني مبارك …….وها هو العالم يحصد نتائج هذا الغزو لمهد الحضارات الانسانية ….ونتائجه ماثلة لكل ذي لب ….أزمات مالية تضرب بنية النظام الرأسمالي العالمي المتعفن وكساد لا
    مثيل له وتراجع للقوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة واطاحة بأنظمة عميلة في المنطقة …….
    لماذا لم يذكر الكاتب سرقة بول بريمر ( الحاكم العسكري للمحتل الأمريكي في العراق ) ل
    21 مليار دولار من خزينة الدولة العراقية بعد أن احتل العراق ……أنت قاضي ودرست القانون
    وعليك أن تكون عادلا في حكمك , ولا يعميك انتماؤك السياسي أو اختلافك مع حكام
    العراق السابقين عن قول الحق بحيادية وموضوعية وأدلة …….لقد سرق الأمريكان وأعوانهم
    دولة بأكملها فما رأي القانون في ذلك ؟

  8. من نفس الكاس الحكم معروف اعدام القشيروزوجاته بالرصاص وكل الشعب يشاهد الاعدام مباشر مثل شاوشيسكو بدون محاكمة ويتم رميهم فى عرض البحر الاحمرلاسماك القرش كما فعل الاسلاميين بالشهيد الاعزل محمود ومجدى وجرجس وشهداء رمضان لازم الحكم يكون بنفس القانون الذى اعدم به هؤلاء الشهداء بدون دفاع او محاكمة الدروة بس

  9. يا أخونا المواطن. انت أحوص في فهمك. تعليقك كله بنيته علي كلمتين في المقال وكانوا مجرد مقدمة.ثانيا البيهمك شنوبالشهيد صدام والحاكم بريمر؟و عليك الله بتدافع عن الشهيد صدام بعد ما ترك شعبة وعائلتة وانحشر في حفرة. هو انت قايل الرجالة بتجي بالساهل. انا باقترح لكاتب المقال المرة الجاية يبدا مقدمته بالسودان والمقال عن اسبانيا عشان تلقى ليك موضوع تتكلم عنه.

  10. عزيزي( المواطن) انت اكيد بتفتكر ان تعليقك مجرد تعليق وبس ولكن للحقيقة نوعك ده ياهو ذاتوا البيخلي نوع البشير والشهيد صدام يحكمون عشرات السنين ويملونا فقر بالخطب النارية وفي النهاية ينحشروا في حفرة.

  11. مولانا سيف الدولة .. لك منا كل التقدير والاحترام … ولا اخفي عليك سرآ , أذا قلت لك أن كتاباتك. هي وحدها من تجعلنا نؤمن بان هنالك لايزال ثمة أمل رغم كل المرارات والمحن الكثيرة التي نعيشها وتزخر بها بلادنا الحبيبة .. نشكرك بالنيابة عن الملايين من أبناء الشعب السوداني.. علي ما تقوم به من دور وطني مشرف حقآ سيحفظه لك التاريخ والاجيال بأنك كنت ولا تزال أحد شموع بلادي المضيئة..التي ترمز للعدالة والحرية .. في زمن لا يزهر فيه غير النفاق ..تأكد اننا نتوق مثلك الي فجر الانعتاق والذي لن نحسبه سيطول كثيرآ بعد الآن .. نسأل الله لك الحفظ وهو القادر عليه مع صادق محبتنا …

  12. مولانا سيف الدولة

    الحمد لله الدنيا مازالت بخير ما دام فيها أمثالك

    الحمد لله

    لحمد لله

    الحمد لله

    لحمد لله

  13. ماهو سر الشجاعة الثورية التي يتحلى بها الأخوان المسلمين حاليا؟؟

    ماهر التويتي
    لم تشهد الساحة السياسية في الوطن العربي وجود حركة برغماتية إنتهازية سلطوية كحركة الأخوان المسلمين، فهذه الحركة عبر تاريخها الأسود في كل الأقطار العربية لم تزرع إلا الفرقة والانقسام ومزيدا من التواطئ والدسائس التي تُحاك بالأوطان.
    فهذه الحركة ذات الأهداف الهلامية غير واضحة المعالم ما عدى هدف واحد واضح للعيان كالشمس في كبد السماء وهو الوصول إلى السلطة مهما كان الثمن، فالغاية عند الإخوان تبرر الوسيلة، وعودا للأهداف أو لنسميها المبادئ فلكل حزب او حركة مبادئ عامة وآداب تتقيد بها إلا الإخوان فنحن ومن خلال إطلاعنا على سلوك هذه الحركة نجد أنفسنا لا نستطيع أن نميز مبدأ واحد تؤمن به هذه الحركة، فهذه الحركة تُعرف نفسها على أساس أنها حركة إسلامية تسعى لإقامة حكم إسلامي ومذهبيا تتبنى المذهب السني، وهذا الكلام في ظاهره جميل ولقد سعت الحركة لهذا الهدف لكنها اصطدمت في بادئ الأمر مع قوى الإمبريالية و تحطمت آمالها بسبب أن ميزان القوى ليس في صالحها بل في صالح القوى الاستعمارية، لذلك وبدلا من أن تبحث هذه الحركة عن مواطن الضعف في القوى الاستعمارية وتعزز وتقوي مواطن القوة فيها لتديم زخم المواجهة مع الأعداء، وقفت منبهرة أمام القوة المادية الضخمة للعدو واستمر انبهارها بهذه القوة المادية إلى أن وصل إلى مرحلة العبودية، فالمعلوم أن أي شخص مادي التفكير مجرد من الروح حين يرى شخصا أقوى منه ماديا فإنه يعبده، وهذا ما حصل مع الإخوان فاكتشفوا أن طموحاتهم السلطوية للوصول إلى الحكم لن يتم إلا بالتوافق او التحالف مع القوى الاستعمارية، لذلك سارع الإخوان في كل الأقطار العربية إلى الاتصال بسفارات الدول الاستعمارية خاطبين ودهم وطارحين أنفسهم بديلا أنسب وأفضل من الحكام العرب وضامن للغرب الاستعماري بالحفاظ على مصالحهم، وهو ما جعل الغرب الاستعماري يحتفظ بهم كورقة ضغط على الحكام او كرت لعب يرمونه في الساحة حين الحاجة.

    برتوكولات حكماء الإخوان
    في سبيل تحقيق هدف الحركة الأسمى وهو الوصول للحكم وضع الإخوان برتوكولات حكماء الإخوان يمكن تشبيهها ببرتوكولات حكماء صهيون ترتكز هذه البرتوكولات على التالي :
    كسب أنصار من الطبقات الفقيرة وتجنيدهم عن طريق الجمعيات الخيرية واستغلال حاجتهم للمال في فرض أجندتهم الفكرية المضللة والهلامية.
    السيطرة على وسائل الإعلام ونشر أتباع لهم فيها لخدمة أهدافهم المرحلية واختراق دعاة وعلماء مواليين لهم لوسائل الإعلام وظهورهم بمظهر عصري وفكر ضحل لكسب قاعدة عريضة من الشباب الغير مسيس والبسيط الثقافة لتحريكهم فيما بعد نحو رأي معين او خلق رأي عام مؤيد لأفكارهم وأهدافهم.
    التعامل مع كافة القوى الدولية والإقليمية لما يخدم أهداف الحركة وعدم التصادم مع تلك القوى، لذلك لا ترى الحركة حرجا في خدمة أهداف تلك القوى إذا كانت ستحصل مقابل ذلك على مكاسب في الأرض تخدم أهدافها المرحلية فمثلا فبينما تجد علماء الإخوان يتفـنون في التهجم على الشيعة وإيران وما إلى ذلك من الكلام الطائفي الذي نسمعهم في خطبهم في ذات الوقت نجد قيادات الإخوان تـُطبع علاقاتها مع إيران وتربطها بها علاقات استراتيجية بل وقبلوا بأن يخدموا مصالح إيران في الوطن العربي مقابل المال الفارسي الحرام بل ولا يجدون حرجا من الاعتراف بعلاقات ودية معهم وتجد بعضهم يخدر البسطاء بالتقليل من الخطر الإيراني.

    لماذا أصبح الإخوان الآن ثورا؟؟
    المتابع بدقة لمسار هذه الحركة عبر السنوات الأخيرة يجدها بأنها كانت تتحاشى التصادم مع الأنظمة بل أنها أحيانا كانت تنام معها في فراش واحد بل وتتقاسم معها الغنيمة أحيانا للحصول على مكاسب سياسية او اقتصادية ما، لكن السؤال لماذا الآن أصبحوا ثورا بالرغم من أن تجارة واستثمارات الإخوان في الأقطار العربية تقدر بالمليارات التي لم يكن سيكتب لها النجاح لولا توافقها مع هذه الأنظمة ومن يراعها؟؟
    وللجواب على هذا السؤال فهذا يرجع إلى التفكير الاستخباراتي المعقد لوكالات الاستخبارات الأجنبية، فدوائر الاستخبارات الأجنبية تعرف مسار تفكير هذه الحركة بل وتضع الاحتمالات المزدوجة ونقضيها، وهذه الدوائر المعادية تعلم ماذا سيجري عندما يُسمح للإخوان بحكم بلد ما، فهذه الحركة ذات طبيعة تآمرية اقصائية سلطوية، فما أن تمسك بزمام الأمور في بلد ما حتى تقام حفلات الذبح الانتقامي للخصوم السابقين " وقد شهدت ليبيا مؤخرا مثل هذه الحفلات "، وبما أن هذه الحركة ذات أجندة طائفية ستقوم بالاضطهاد الطائفي لكل ما يخالف فكرها لذلك ستنتج صراعات وثارات في ذلك القطر لا تنتهي ويتمزق الوطن الواحد إلى طوائف متعددة، كما أن الطبيعة السرية لهذه الحركة وتعودها على العمل في الظلام والتوقع من أن الجميع أعداء محتملون جعلها تحمل في داخلها أحقاد داخلية وتتمنى أن تلقى الفرصة لتشفي غليلها ممن عادوها.
    لذلك فإن صعود نجم الإخوان في هذه المرحلة بالذات هي مصلحة غربية لما سيترتب عليه حروب أهلية لا نهاية لها في كل الاقطار وهو ما نشهده الآن في ليبيا وسوريا واليمن ومصر.

    الإخوان بين النموذج التركي والنموذج السوداني
    من اجل أن يكتمل مشهد التضليل الاخواني ? الغربي ? الصهيوني فانه يتم تضليل الجماهير العربية بالنموذج التركي وبأنه حال صعود الإخوان للسلطة سيطبقون في كل قطر عربي النموذج التركي في الحكم، وهذا التضليل يتعمده الإخوان لقواعدهم وكذلك الأعداء من خلال التضخيم المتعمد لمسرحية تبادل ركل المؤخرات بين تركيا وإسرائيل، وللأسف فقد وقع الكثير في هذا الفخ وبدأوا ينساقوا وراء تخرصات الإخوان التي تقول بأن الإخوان يسيطرون على تركيا وليس العكس فتركيا الاستعمارية تستغلهم ومن وراءها حلفائهم لتحقيق أطماعهم في المنطقة.
    ولكي نقرب الصورة أكثر للقارئ العربي أو لنقل لنضعه في صورة الوضع في حال تولي الإخوان السلطة في أي قطر عربي، فسنقول بأنه إذا أردت أن تتخيل كيف سيحكم الإخوان قطر عربي ما فلا تنظر إلى تركيا فإنه نموذج مضلل ولكن أنظر إلى السودان، وهو في حقيقة الأمر النموذج الحقيقي لحكم الإخوان ونستطيع أن نأخذه نموذج مثالي للحكم الاخواني الرشيد، فهذا البلد العربي العريق واقع تحت حكم الإخوان من ثمانيات القرن الماضي وللأسف قاد الإخوان هذا البلد نحو الانقسام والفقر والفساد، فحين صعد الاخوان للحكم في السودان بدأوا يمارسوا سلطويتهم وطائفيتهم المقيتة فتعرض العديد من أبناء السودان للتمييز والاضطهاد الطائفي ترتب عليه اضطهاد مقابل من الطرف الآخر مما نتج عنه هجرات متبادلة بين الشمال والجنوب تحولت فيما بعد إلى حروب أهلية طويلة الأمد وفي ظل شغف الاخوان بالسلطة واستعدادهم للتخلي عن اي شيء لاجل السلطة فقد رضخوا للضغوط الغربية بشأن جنوب السودان ولأجل ان يجدوا مخرجا لذلك طلع المنظر لهم هناك " الترابي " ليقول يحق لأهل الجنوب الانفصال فلا دينهم ديننا ولا لغتهم لغتنا مع العلم أن اللغة الرسمية لأهل الجنوب هي اللغة العربية، فوقعوا على الاتفاقيات المخزية التي ترتب عليها انفصال جنوب السودان وفي الطريق ستنقسم أجزاء أخرى من السودان وسيجد الإخوان مبررات اخرى لانفصالها.
    في الأخير احذر الجميع من الانسياق وراء جنون السلطة للاخوان فهم على استعداد لعمل أي شيء لأجل ذلك فالقتل الجماعي مبرر عندهم وكذلك الكذب والتضليل والتأمر والخيانة بل والقتال تحت راية الصليب جائز ما دام سيؤدي إلى تحقيق هدفهم الأسمى، ويبدو أن الغرب أصبح لديه قاعدة او لنقل قانون وهو إذا أردت أن تقسم اي قطر عربي فما عليك إلا ان تزرع الاخوان المسلمين فيه وهم سيتمون المهمة!!

  14. الاخ المعلق مواطن خلاص قبلنا شهادتك فى صدام حسين بس كنا دايرين رايك فى القفص الذى يسع جلاوزة المؤتمر الوطنى والشعبى ،وكتابتك دى والله اعلم ربما تكون لديك ورشة حدادة ومن خلالها يمكن تصنع لينا (شبك) من الاكسبنده ننصبوا فى ميدان المولد ونلم فيه هؤلاء الربش قبل ما يلزموا الجحور مثل صدام حسين القلوه قل بعنكشتوا من داخل الحفرة!! وما ظنيتك اعلم بحال صدام اكثر من رعاياه العراقيين 00خليك مع الزمن00وكتابة مولانا واضح وما داير لت وعجن00الرجل بينبه البشير قبل ما الفاس تقع فى الراس وانت تبرىء فى صدام وما تبقى ذى البقولو ليه (تور فيقول احلبوه) وبالمناسبة دى نظره إنقاذيه ومثل ينطبق عليهم حصريا!!وديل ناس لايستفيدون من تجاربهم ولا تجارب الغير وببساطه قد أضلهم الشيطان ويزين لهم أعمالهم فى كل خطوه يخطونها لدرجة انهم لوثوا ما كنا نعتقد انهم علماء إسلاميون امثال عصام احمد البشير ويوسف عبد الحى وكل من يرفع عقيرته على منابر المساجد مدافعا عن هذه الشرزمة الضالة0

  15. هذه ليست شهادتي وحدي في الراحل صدام حسين ……ولكنها شهادة أغلبية أبناء الأمة
    العربية ……..بالمناسبة الراحل الشهيد صدام حسين درس القانون في جامعة القاهرة بمصر
    وأتمه بجامعة بغداد …..فلا تبخسوا الناس أشياءهم …..وخليك مستغرب يا مستغرب ….
    أما نظام عمر البشير فهو معلوم لدى الكل بنفاقه وتجارته بالاسلام ولا يحتاج شهادة مني ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..