اتساع دائرة التحقيقات في قضية أيمن المأمون، وتحريات حول مصادر ثروته

اتسعت دائرة التحقيقات في قضية اعتقال رجل الاعمال السوداني ايمن المامون حسن محجوب المعتقل في الامارات منذ الاول من اكتوبر الماضي دون توضيح مسببات الاعتقال على هامش زيارة سجلها رجل الأعمال المذكور إلى دولة الأمارات، التي يمتلك فيها أعمال واستثمارات متنوعة
واعتقلت السلطات الاماراتية 12 شخصا بين مواطن ومقيم شملت اثنين من الموظفين في ديوان الرئاسة وثلاثة رتب رفيعة المستوى وخمسة مصريين واثنين من الاردنيين كما بدأت السلطات المختصة تحريات حول مصدر ثروة ايمن المامون وكيفية اختراقه للنظام المصرفي الاماراتي وعلاقته بمراكز نفوذ في دول خليجية حيث تبين انه يمتلك ارصدة مصرفية في قطر ولديه اسهم في شركة فودافون قطر اضافة لحسابات مصرفية في كل من كينيا ومصر .
كما رصدت الامارات 72 عملية اختراق لحسابات عملاء بنوك العام الماضي وتسببت عملية اختراق لبنك الاستثمار الإماراتي في كشف معلومات سرية عن عشرات الآلاف من العملاء.
ويتهم ايمن المامون باختراق النظام المصرفي الاماراتي حيث اشارت مصادر لمونتي كاروو ان اعتقاله تم بايعاز من الفريق طه بعد ان تمكن ايمن المامون من الحصول على حسابات مصرفية سرية تقدر ب 107 مليون دولار تخص الفريق طه عثمان كان قد قدم كشف حساب لرئاسة الجمهورية باوجه صرفها ليتبين انه حولها لحساب آخر وكانت واحدة من الاسباب التي اطاحت به من منصبه.
وبذلت جهات رفيعة في الحكومة على راسها الرئيس البشير جهودا حثيثة لاطلاق سراح ايمن المامون حيث م بعث مدير مكتبه الجديد حاتم حسن بخيت برسالة خطية الى مدير مكتب محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الى جانب شقيقه عبد الله البشير الذي سافر للامارات لهذا الغرض الا ان كل تلك المساعي لم تسفر عن نتائج ايجابية .
وأشارت مصادر لمونتي كاروو إلى ان رجل الاعمال الشاب ايمن المامون تربطه معاملات مالية وتجارية واستثمارية مع اشقاء رئيس الجمهورية العباس وعبد الله حسن احمد البشير ، اضافة لشراكات مع عدد من رجال الاعمال الاخرين مثل حازم مصطفي محمد وعبد الله الجراري ووجدي ميرغني محجوب .
وكان الفريق طه قد اشتكى للسعوديين من ان ظهره بات مكشوفا على الرغم من الخدمات التي يقدمها لهم .
واجرى مسؤول رفيع في الديوان الملكي السعودي اتصالا هاتفيا بمستشار الأمن القومي الاماراتي الشيخ طحنون بن زايد احتج خلاله على كشف ارصد تخص الفريق طه الذي يعمل حاليا مستشارا لوزير الخارجية السعودي للشؤون الإفريقية واستبعدت مصادر ان يتم اطلاق سراح ايمن المامون في القريب العاجل بعدما رصدته كاميرات المراقبة وهو يقوم بتصوير الحسابات المصرفية السرية للفريق طه.
وارسل رجل الاعمال ايمن المامون رسائل من معتقله لجهات نافذة في الخرطوم انه لن يكون كبش فداء لوحده في اشارة الى انه سيهدم المعبد بمن فيه على من معه.

مونتى كاروو

تعليق واحد

  1. ياللا اهدم المعلد لكن كشف اامستور مواده حتكون فطيره حتي صبي اادرداقه كاشفها ولكن العبره في الفضايح التي علم بها القاصي والداني ونقول اللهم استرنا ولا تفضحنا ولهم نقول الكسب الحرام مابودي قدام وماربك بظلام للعبيد

  2. سقوط هذا الكوز الحرامي سيؤدي إلى تلطيخ سمعة أشقاء الرئيس الذين يحسبون أنفسهم من المحسنين – رغم كل فسادهم. نسأل الله أن لا يخرج منها هذا الحرامي ولا تكلل مساعي الرئيس البشير الفاسد المغرم بإبعاد الحرامية والفاسدين من العقوبات

  3. معارك تكسير وطحن العظام بين ود المأمون وود الحسين، وأسرة البشكير الفاسدة عامل مشترك في الحالتين.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين .. وأخرجنا من بينهم سالمين.

  4. ياللا اهدم المعلد لكن كشف اامستور مواده حتكون فطيره حتي صبي اادرداقه كاشفها ولكن العبره في الفضايح التي علم بها القاصي والداني ونقول اللهم استرنا ولا تفضحنا ولهم نقول الكسب الحرام مابودي قدام وماربك بظلام للعبيد

  5. سقوط هذا الكوز الحرامي سيؤدي إلى تلطيخ سمعة أشقاء الرئيس الذين يحسبون أنفسهم من المحسنين – رغم كل فسادهم. نسأل الله أن لا يخرج منها هذا الحرامي ولا تكلل مساعي الرئيس البشير الفاسد المغرم بإبعاد الحرامية والفاسدين من العقوبات

  6. معارك تكسير وطحن العظام بين ود المأمون وود الحسين، وأسرة البشكير الفاسدة عامل مشترك في الحالتين.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين .. وأخرجنا من بينهم سالمين.

  7. لن تظفروا بالمسروق ولو بعد قرن .. سيعود المسروق إلى الشعب السوداني ولو من أيدي أحفادكم .. وإن لم يعد في الدنيا فسيعود لأصحابه في الآخرة على يدي مليك مقتدر ربنا جل وعلا ..

    وسوف تكون حسرة عليكم وعلى كل من شايعكم ..

  8. من هو ود المامون؟ تعرف عليه من هذا المقال للكاتب سيف الدولة حمدناالله

    على مائدة “ودالمامون” !!

    طالعت النصيحة التي قدمها الكاتب الحاذِق عبدالباقي الظافر عبر عموده الصحفي لرئيس القضاء والتي طالبه فيها بعدم حضور دعوة العشاء التي قدمها له رجل الأعمال محمد المأمون عبد المطلب وشهرته “ود المامون” والتي زعم فيها الأخير أنه يريد بها تكريم رؤساء القضاء الأفارقة الذين وفِدوا لحضور مؤتمر بالخرطوم، كما شملت الدعوة شخصيات أخرى ذات وزن وصحفيين من بينهم عبدالباقي الظافر نفسه، لأنه يرى – أعني الظافر – أن صاحب الدعوة قصد منها تدعيم موقفه وفرد عضلاته أمام خصمه في نزاع قضائي حول مصنع قيمته مائة مليون دولار (رأس الخيمة للسيراميك) بأن يُظهِر لغريمه مكانته ودلاله في عيون رئيس القضاء من واقع الصور والتقارير التي لا بد أن ينشرها على الملأ الصحفيون الذين شملتهم المَكرَمة.

    وبحسب ما كتبه الظافر، أن ما جعل ذهنه ينصرِف إلى أن هذه دعوة ملغومة وليست لله فلله، هو أن مثل هذه الحيلة (الإستقواء بأصحاب السلطة) وفي هذه القضية بالذات له سوابق وجذور، فالطرف الثاني في النزاع قام هو الآخر في وقت سابق بنشر صورة فوتوغرافية بالصحف أثناء سير القضية وهو يقف كتفاً بكتف مع مساعد رئيس الجمهورية، ويرى صاحب العمود أن كلا الطرفين يرميان من هذا العمل التأثير على سير العدالة بما يحقق لهما كسب الدعوى.

    جوهر القضية التي تستحق النظر من رئيس القضاء هي السبب الذي جعل شخص بهذا الوصف يمتلك الجرأة في التقدّم إليه بهذه العزومة من الأساس، ويتحسس حوله عن وجود الثغرة التي حملت صاحبها لإقامة المأدبة بإختلاق مناسبة لا علاقة له بأطرافها (رؤساء قضاء أجانب)، فالذي جعل أهل المال والأعمال وطالبي الثراء في هذا الزمن يستقصدون التقرّب من كبار المسئولين في الدولة هو أنهم إنتهوا إلى معرفة أن جهاز الدولة لا السوق هو الذي يُحقق لهم الثراء، وأن الطريق للثروة يبدأ وينتهي بتأشيرة قلم من مسئول بترسية عطاء أو إسناد مقاولة يتم التعرف عليه بمثل هذه الولائم وتُحقق لهم في ربع ساعة زمن ما تحققه التجارة بمعناها الصحيح في عقود. أنظر إلى أثرياء اليوم، ثم أحسب كم إستغرقت رحلة تحوّل الواحد منهم من عاطل ومُعسِر ومُتسكّع في النواصي إلى صاحب ملايين فجأة له كلمة وأحباب ومريدون، من بينهم أفندية وضباط ومسئولين. أنظر إلى الذين حققوا الثروات التي تراها العين اليوم في قصورهم ويخوتهم وأسفارهم ودِعة عيشهم، هل ترى بينهم من حقّق ذلك من تجارة في السوق أو زراعة في الأرض؟

    في عهد مضى، حقق مشاهير رجال الأعمال ثرواتهم عبر رحلة عمر في التجارة والزراعة، فقد بدأ تاجر مثل الشيخ مصطفى الأمين تجارته بزراعة الفول السوداني بمنطقة “تندلتي” في النيل الأبيض، وكان يمضي معظم أيامه في “راكوبة” من القصب في الخلاء للإشراف على زراعته بنفسه، ثم طوّر زراعته في كل منطقة خور أبوحبل في نواحي السميح والرهد، ثم قام بعد ذلك بإنشاء معصرة زيوت بدائية في تندلتي كان يتم فيها طحن وعصر الفول عن طريق حجر ضخم يدور به جمل مثل الساقية، ثم إنتقل إلى الخرطوم بعد أن أنشأ معاصر زيوت حديثة، وحينما أصبح واحداً من أكبر أثرياء السودان، كان عمره قد تجاوز الخامسة والستين، وقد ساهم معه أبناؤه في بناء الثروة، والشيخ مصطفى الأمين ليس وحده الذي شقِي وأفنى عمره في تكوين ثروته حتى لم يبق له من العمر ما يجعله يستمتع بإنفاقها، فقد فعل مثله كل أثرياء ذلك الزمن، فقد بنى البرير الكبير مجده من تجارة الشاي عبر سنوات طويلة وقد طوّر إبنه مأمون التجارة بدخوله مجال الصناعات التحويلية، فهو أول من أدخل صناعة صابون الحمام المتطور “فونا” ومسحوق صابون الغسيل ثم دخل مجال الصناعات الغذائية، ومثله أيضاً عثمان صالح الذي كان يعمل في تجارة المحصولات والدقيق، وعبدالمنعم محمد (سُمّي بإسمه ميدان عبدالمنعم المواجه لمحلاته)، والصادق أبوعاقلة الذي بدأ تجارته كمقاول صغير وكان أول من أنشأ مصنعاً للحديد والصلب، وأبوالعلا الذي بدأ بتجارة الأرز والأواني المنزلية ثم إنتهى إلى وكيل سيارات المارسيدس وكذلك الشنقيطي وعلي دنقلا وغيرهم مئات الأسماء التي لم يعد لها ذكر اليوم.

    لم يعرف أيّ من هؤلاء الرجال الطريق إلى أبواب الوزراء والمسئولين، ولم يسعوا إلى معرفتهم أو التقرّب إليهم، وكانوا يُمسكون بدفاتر دقيقة لحساب الدخل والمصروف ويسددون عن طريقها ما عليهم من ضريبة، ولم يسع أيّ منهم لموقع يحقق له شهرة أو شعبية، مثل إتحادات الكرة والأندية الرياضية، وكانوا يتمثلون بمعاني الدين ومقاصده لا شكله، فقد كانوا يقصدون الفقراء في بيوتهم تحت جُنح الظلام ليوزعوا عليهم زكاة المال، وقد جعل كثير من هؤلاء التجار قسماً كبيراً من ثرواتهم أوقافاً يُنفق منها على الطلبة الفقراء والمعسرين ولا تزال كذلك حتى اليوم.

    بالعودة للموضوع، من هو “ود المامون” الذي يريد أن يستضيف رئيس القضاء وكبار القوم لمائدته؟

    محمد المامون شاب تخرّج في الجامعة الاهلية دفعة 1999، إستطاع خلال هذه الفترة القصير أن يُحقق من الصفر ثروة وضعته في مقدمة رجال الأعمال السودانيين، فقد حصد مبلغ (63) مليون دولار أرباح صافية من أول عملية نتجت عن حصوله مع شريكه في شركة (نوبلز) معتز البرير (وهو شقيق والدته) على عقد من ولاية الخرطوم (في عهد عبدالرحمن الخضر) أسند للشركة مهمة إستيراد قطار جرّار مع ثلاث عربات مقطورة من دولة الصين بقيمة (642) مليون دولار، ثم إتضح أن السعر يقل عن ذلك بالمبلغ المذكور وهو (63) مليون دولار، وقد حدث ذلك عن طريق الصدفة حينما أرادت هيئة السكة حديد إستيراد قطار وعربات مماثلة من ذات المصدر وبنفس المواصفات، كما أن القطارات التي قامت شركة “نوبلز” بإستيرادها إتضح فيما بعد أنها غير مطابقة للمواصفات ورفضت حكومة الولاية إستلامها ولا تزال منذ أكثر من خمس سنوات مهجورة بمخازن الميناء في بورتسودان.

    هذا الشبل المحظوظ أُسندت ولاية الخرطوم لشركته عقداً آخراً في نفس الفترة لتشييد مبنى من سقف وجدران لعدد (7) محطات سكة حديد بمبلغ (28) مليون دولار، وعقداً ثالثاَ مع الولاية لتنفيذ مشروع لم ير النورلإسكان الفئويين بقيمة (290) مليون دولار، كما حصلت الشركة على عقد تأهيل خط السكة حديد هيا بورتسودان بمبلغ (400) مليون دولار دفعتها وزارة المالية وقد ورد في تقرير لجنة النقل والطرق والجسور بالبرلمان بعد إثارة بعض الأعضاء للموضوع أن الشركة قامت بتنفيذ (15%) فقط من المشروع خلال فترة ثلاثة سنوات (صحيفة الجريدة 15/9/2014)، وقد يسّرت هذه الأرباح لشركة “نوبلز” أن تتوسّع في أعمالها فأنشأت مستشفي رويال كير وشراء مصنع سيراميك رأس الخيمة، قبل أن يختلف الشركاء ويقوموا بتوزيع أصول الشراكة فيما بينهم، وهو الخلاف الذي نتجت عنه القضية التي ورد ذكرها في مقدمة هذا المقال وطرفه الآخر شريك ثالث “الهادي حسن الفاضل” بمصنع سيراميك رأس الخيمة. (تشمل أصول الشركة مصنع للأنابيب كما تمتلك 60% من شركة جياد للتراكتورات ومثلها في شركة جياد للألمونيوم وحقوق إمتياز إستكشاف وإستغلال الذهب بمربع 13 بمنطقة ابودليق).

    الذي جعل رئيس القضاء يتعرض لهذا الموقف بتجرؤ شخص له مثل هذه السيرة بدعوته إلى مائدته، هو أن القضاء في هذا العهد قد دخل مضمار المال والأعمال مثل كثير من الإدارات الحكومية، وأصبح يبيع ويشتري في كل شيئ، من الفراريج والبيض واللحوم والألبان وتأجير الفنادق حتى إسناد المقاولات الضخمة لتشييد الأبراج ومباني المحاكم …إلخ، وهذه مسألة لا يُسأل عنها رئيس القضاء الحالي الذي وقع ضحية لهذا الموقف، فهي جزء من التركة الثقيلة للممارسات التي سبقته، والتي مسحت الإرث الذي خلفه رجال القضاء في الزمن السابق، يوم كان مثل هذا الشبل وله دعوى أمام المحاكم لا يتجرأ بإلقاء السلام على قاضٍ جزئي، حتى جاء الوقت الذي أصبح فيه القاضي حينما يُنقل من محكمته تُجمع له التبرعات من موظفي الدولة وتُقام له المهرجانات الرياضية.

    هذه ليست قضية مأدبة عشاء !!

    سيف الدولة حمدناالله

  9. من هو ود المامون؟ تعرف على ود المامون الآخر من مقال الكاتب سيف الدولة حمدناالله

    دولة الفريق طه !!

    صدق الذين وصفوا مدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان بأنه بات أقوى رجال الإنقاذ، فللرجل من النفوذ والجبروت بحيث لا يستطيع أجعص كوادر النظام أن يذكر إسمه بخير او شر ولو في جلسة خاصة وفي غرفة مغلقة، برغم أن الوضع الفعلي لوظيفته لا يزيد عن كونه “سكرتير”، وهو في الأصل ضابط إداري كانت مهمته تحصيل القِبانة ببلدية بحري قبل أن يلتحق بجهاز الأمن ومنه بمكتب الرئيس، وفي هذا يكفي القول بأن “طه” كان السبب وراء أن ينتهي شخص في قوة ونفوذ “صلاح قوش” داخل حراسة متر في مترين، وهو الذي كان حين يصل عند بوابة مبنى جهاز الأمن الخارجية في يوم من الأيام يستوي مثل “طه” في مكتبه ويشِد جسده في وضعية الإنتباه.

    خطأ الفريق طه أنه جعل إسمه يرتبط بشخصين يحوم حولهما لغط كثير، أيمن المامون وشيخ الأمين، أمّا أيمن وشهرته “ودالمامون، فهو شاب صغير السن أصبح من أثرى أثرياء السودان اليوم، ومن المؤكّد أن “ودالمامون” وحتى تاريخ وفاة والده قبل بضعة سنوات، كان عاطل وعلى باب الله، وأقصى ما كان يحلم به هو أن يجلس على دركسون عربة أمجاد، وفي ليلة مأتم والده حضر الرئيس البشير لتقديم واجب العزاء بحكم صلته بالمرحوم كزميل سابق في الجيش وإبن دفعته، وهناك علم الرئيس بضيق حال الأسرة، فربّت على كتف “أيمن” في حنان وتأثّرٍ بالغين وقال له: “من اليوم سوف أعتبرك إبني”.

    أيّاً كان ما قصده الرئيس، إلاّ أن “ودالمامون” أخذ كلامه بالمعنى الذي جعله يعتبر من نفسه “ود بيت”، فأخذ يتردد على منزل الرئيس حتى يُخال للزائر أنه فرداً من الأسرة، وقد يسّر له هذا الوضع معرفة أصدقاء جُدُد منهم وزراء ومستشارين وأصحاب قرار عِوضاً عن أصدقائه القدامى الذين كان يتسكّع معهم في حواري بحري، وإستطاع أن يتحصّل بهذا الطريق على ورقة بها “تصديق” بتوريد شحنات من القمح والدقيق بكميات كبيرة، وبالنظر إلى عدم توفّر السيولة اللازمة لديه لتنفيذ مثل تلك التعهّدات، كان يكتفي بالحصول على عمولة في مقابل تسليم التصديقات كورق لوسطاء وسماسرة يتولّون تنفيذ – ولا يزالون – عمليات الإستيراد بمعرفتهم عبر شركة مُسجّلة خارج السودان، وجنى بهذه الطريقة مع شركائه مبالغ طائلة، وهو اليوم على رأس قائمة أثرياء السودان، ويستطيع اليوم توريد عشرة بواخر دقيق وقمح في وقت واحد بإشارة من طرف أصبعه، ولا يُذكر اليوم إسم “ودالمامون” إلاّ وإسم الفريق طه عثمان مرتبطاً معه إرتباطاً لا يقبل التجزئة.

    أمّا ثاني الإثنين، فهو شيخ الأمين، والأصل، أنه لا غرابة في أن يكون لشخصية عامة في دولة مثل السودان شيخ يتّبع طريقته مهما كانت غرابتها، فهناك سياسيون كبار غاية ما يطمحون إليه أن يحملوا حذاء من يعتقدون في صلاحهم ويضمّونه إلى صدرهم (الحذاء لا صاحبه)، كما أن هناك رؤساء في العالم الغربي يستعينون بدجّالين وقارئات الكف والفنجان لمعرفة الطالع وطرد النحس والحسد، بيد أن كل ذلك يتم في الخفاء ودون مُجاهرة وبعيداً عن ديوان الدولة.

    مشكلة الفريق طه أنه وبرغم سنّه ومكانته إختار لنفسه “شيخ” أفرنجي وغريب الأطوار، يتراصْ الشباب أمامه في ركوع وسجود وهم يتسابقون فيما بينهم لتقبيل حذائه، كما أن “الأمين” ليس فيه من سِمات الشيوخ بخلاف الملفحة الخضراء التي ريمي بها على كتفه، فهو – بإعترافه – لا يحفظ شيئاً يُذكر من القرآن، ويَلحَن في قراءته، حتى أن مضيفه في مقابلة تلفزيونية إضطرّ إلى تصحيحه أكثر من مرة وهو يستشهد بآيات من القرآن الكريم، وبخلاف الفتنة التي تسبب فيها هذا الشيخ وسط الحي الذي يسكن به في أمدرمان، وخطره على أمن المجتمع في ضوء موقف جماعات دينية أخرى من سلوكه الذي يصل إلى حد تكفيره، كان واجب سلطات الدولة التصدي له من تلقاء نفسها ومناقشته للوقوف على مشروعية أفكاره.

    ما كان ليعني أحد أن يُصبح الفريق طه من حواريي هذا الشيخ لو أنه كان قد فعل ذلك بصفته الشخصية وفي أوقات فراغه وبعيداً عن صفته كمسئول حكومي بالقصر الرئاسي، ولكنه فعل عكس ذلك، فقد إستغلّ موقعه في إبطال قرار معتمد محلية أمدرمان بإغلاق المسيد الذي يُقيم فيه هذا الشيخ نشاطه بموجب شكوى وصلت إليه من سكّان الحي، وقد ذكر هذه الحقيقة الشيخ نفسه في المقابلة التلفزيونية التي يرد ذكرها لاحقاً، ثم مضى “الفريق حُوار” إلى ما هو أبعد من ذلك بإصطحابه لشيخه في مهمة رسمية إلى خارج حدود لوطن، بيد أن الفريق طه لم يحسب حساب للسان شيخ الأمين الذي فضح نفسه وفضحه معه بما رواه عن ظروف وملابسات تلك الزيارة بحسب ما ورد في مقابلة تلفزيونية لم تذاع وجرى تسريب مقطع منها عبر شبكة الإنترنت.

    في هذا المقطع يقول شيخ الأمين مخاطباً مُضيفه: “أنت تعلم أن علاقتنا بالإمارات علاقة بايظة بسبب السياسات المعروفة، والفريق طه قال لي ياخي أنا بعرف أنه علاقتك بالإماراتيين ديل سمحة، وأنا عايز أعمل حاجة إسمها الديبلوماسية الشعبية، يعني بالواضح عايزك ترجّع العلاقات، وقلت ليه ما عندي مانع، وطوالي الفريق طه ساقني للرئيس الذي بارك الموضوع، والرئيس ضرب لينا مَثَل في موضوع الديبلوماسية الشعبية قال إنه أمريكا واليابان كانوا “متشاكلين” ليهم زمن وما قِدروا يرجعوا العلاقات إلاّ بمباراة في لعبة “البينق بونق”. أها، أخذنا جواب من الرئيس وسافرنا أنا والفريق طه وقابلنا الأماراتيين ورجّعنا العلاقات وحتى ضغطنا عليهم شديد لحدي ما خلينا الرئيس مشى ليهم هناك”.

    قبل ظهور هذا المقطع، لم يكن لأحد أن يصدّق أن هذه هي الطريقة التي تُدار بها دولة ترفع لنفسها علم بين الأمم، ولعل في هذا المنهج ما يُفسّر الكيفية التي أُتُّخذت بها القرارات التي إنتهت بما حاق البلاد، مثل إلغاء زراعة القطن وإستبداله بالقمح والفواكه بمشروع الجزيرة، ويكشف عن الطريقة التي يتم بها تعيين الوزراء وسفراء الدولة، فقد روى لي سفير سابق أن السبب في تعيين السفير عبدالحليم عبدالمحمود (أو العكس) كمندوب دائم بالأمم المتحدة يرجع إلى أن الرئيس شاهده وهو يعترض في هياج وعصبية على قرار أثناء إجتماع في دوائر الإتحاد الأفريقي يناقش موضوعاً عن السودان، وبعد فترة من ذلك طُرح موضوع تعيين مندوب السودان بالأمم المتحدة فقال الرئيس لوزير الخارجية: أريدكم أن تعينوا السفير “أبوتفّة” في هذا الموقع. كما بهذه العقلية جرى النصب على الدولة بواسطة محتالين من بينهم إمرأة قامت بزيارة السودان في التسعينات بدعوى أنها أميرة مملكة ترينداد (لا توجد مملكة بهذا الإسم) وجرى إستقبالها على أرفع المستويات وفيما بعد إتضح أن عصابة دفعت لها 500 دولار لتقوم بهذا الدور.

    هذا درس جاء يسعى بقدميه حتى يفهم شعب السودان الكيفية التي تُدار بها شئون دولته، ثم يأتي من يبشّرك بأن تقوم للبلد قائمة بنظام تديره مثل هذه العقليات.

  10. دفاع البشير المستميت لتخليص المتهم الاسلامى و رحلات رجال الدولة الابرار الى الامارات , يعكس حرصه على الحركة الاسلامية و ادواتها و رجالاتها و استثماراتهم بالاموال السودانية.
    واى حديث حول حّل الحركة الاسلاميةالخدراء هو ذرّ للرماد فى اعين المجتمع الدولى و الاقليمى حتى تنهال القروض لتمويل الحركة الاسلامية, فى ظل ما تواجهه من ظروف اقتصادية وخسائر فى البورصات العالمية .
    و لعل هذه القضية التى تعد *قطرة من محيط* توضح أستحالة فك الارتباط بين الحركة الاسلامية و الحكومة , دون ذكر رجالات الحركة المتنفذين فى كل مؤسسات الدولة والمهيمنين عليها .
    لذا نهيب بالحكومة الاسلامية الخدراء التى حرص عليها الشعب الاغبش و شارك فى عرضاتهاأن تزيد الجمارك و الضرائب و البنزين و السلع الاساسية لتعويض ما فقدته الحركة الاسلامية السمحة .

  11. ارسل رجل الاعمال ايمن المامون رسائل من معتقله لجهات نافذة في الخرطوم انه لن يكون كبش فداء لوحده في اشارة الى انه سيهدم المعبد بمن فيه على من معه.كلام جميل ومتوقع لأن الشعب السودانى كله منتظر تلك اللحظة التى ترد فيه أموالهم المنهوبة ودعاء المظاليم لايرد نسأل الله رد المال حتى يعود عافية السودان وشعبه .

  12. هل الناس تعرف لماذا لا لن ولم ينجح اي حوار في السودان لان هذه الحكومة رفضت اقرار مبدأ المحاسبة علي الجرائم التي ارتكبت منهم من اتباعهم من قتل وفساد وتعذيب للشرفاء والوطنييين طوال 28 عاما؟!!!

  13. يا جماعة الخير النهب واللهط والفساد ده كله من اجل مشروع عظيم وهو تطبيق شرع الله واقامة الدولة الاسلامية العربية وكده!!!
    كسرة:اقسم بالذى فطر السماوات والارض ان جزمة العلمانيين اشرف واطهر من الحركة الاسلاموية والاسلامويين والاسسوا الحركة الاسلاموية!!!
    سودان ديموقراطى علمانى وبس افضل من هذا العهر والدعارة السياسية!!!

  14. المفروض الساده المحامين والذين هم يمثلون الشعب السوداني رفع دعاوي ضد المذكورين طه الحسين ودالمامون حسب توجيهات رئيس الوزارء محاربة الفساد

  15. لن تظفروا بالمسروق ولو بعد قرن .. سيعود المسروق إلى الشعب السوداني ولو من أيدي أحفادكم .. وإن لم يعد في الدنيا فسيعود لأصحابه في الآخرة على يدي مليك مقتدر ربنا جل وعلا ..

    وسوف تكون حسرة عليكم وعلى كل من شايعكم ..

  16. من هو ود المامون؟ تعرف عليه من هذا المقال للكاتب سيف الدولة حمدناالله

    على مائدة “ودالمامون” !!

    طالعت النصيحة التي قدمها الكاتب الحاذِق عبدالباقي الظافر عبر عموده الصحفي لرئيس القضاء والتي طالبه فيها بعدم حضور دعوة العشاء التي قدمها له رجل الأعمال محمد المأمون عبد المطلب وشهرته “ود المامون” والتي زعم فيها الأخير أنه يريد بها تكريم رؤساء القضاء الأفارقة الذين وفِدوا لحضور مؤتمر بالخرطوم، كما شملت الدعوة شخصيات أخرى ذات وزن وصحفيين من بينهم عبدالباقي الظافر نفسه، لأنه يرى – أعني الظافر – أن صاحب الدعوة قصد منها تدعيم موقفه وفرد عضلاته أمام خصمه في نزاع قضائي حول مصنع قيمته مائة مليون دولار (رأس الخيمة للسيراميك) بأن يُظهِر لغريمه مكانته ودلاله في عيون رئيس القضاء من واقع الصور والتقارير التي لا بد أن ينشرها على الملأ الصحفيون الذين شملتهم المَكرَمة.

    وبحسب ما كتبه الظافر، أن ما جعل ذهنه ينصرِف إلى أن هذه دعوة ملغومة وليست لله فلله، هو أن مثل هذه الحيلة (الإستقواء بأصحاب السلطة) وفي هذه القضية بالذات له سوابق وجذور، فالطرف الثاني في النزاع قام هو الآخر في وقت سابق بنشر صورة فوتوغرافية بالصحف أثناء سير القضية وهو يقف كتفاً بكتف مع مساعد رئيس الجمهورية، ويرى صاحب العمود أن كلا الطرفين يرميان من هذا العمل التأثير على سير العدالة بما يحقق لهما كسب الدعوى.

    جوهر القضية التي تستحق النظر من رئيس القضاء هي السبب الذي جعل شخص بهذا الوصف يمتلك الجرأة في التقدّم إليه بهذه العزومة من الأساس، ويتحسس حوله عن وجود الثغرة التي حملت صاحبها لإقامة المأدبة بإختلاق مناسبة لا علاقة له بأطرافها (رؤساء قضاء أجانب)، فالذي جعل أهل المال والأعمال وطالبي الثراء في هذا الزمن يستقصدون التقرّب من كبار المسئولين في الدولة هو أنهم إنتهوا إلى معرفة أن جهاز الدولة لا السوق هو الذي يُحقق لهم الثراء، وأن الطريق للثروة يبدأ وينتهي بتأشيرة قلم من مسئول بترسية عطاء أو إسناد مقاولة يتم التعرف عليه بمثل هذه الولائم وتُحقق لهم في ربع ساعة زمن ما تحققه التجارة بمعناها الصحيح في عقود. أنظر إلى أثرياء اليوم، ثم أحسب كم إستغرقت رحلة تحوّل الواحد منهم من عاطل ومُعسِر ومُتسكّع في النواصي إلى صاحب ملايين فجأة له كلمة وأحباب ومريدون، من بينهم أفندية وضباط ومسئولين. أنظر إلى الذين حققوا الثروات التي تراها العين اليوم في قصورهم ويخوتهم وأسفارهم ودِعة عيشهم، هل ترى بينهم من حقّق ذلك من تجارة في السوق أو زراعة في الأرض؟

    في عهد مضى، حقق مشاهير رجال الأعمال ثرواتهم عبر رحلة عمر في التجارة والزراعة، فقد بدأ تاجر مثل الشيخ مصطفى الأمين تجارته بزراعة الفول السوداني بمنطقة “تندلتي” في النيل الأبيض، وكان يمضي معظم أيامه في “راكوبة” من القصب في الخلاء للإشراف على زراعته بنفسه، ثم طوّر زراعته في كل منطقة خور أبوحبل في نواحي السميح والرهد، ثم قام بعد ذلك بإنشاء معصرة زيوت بدائية في تندلتي كان يتم فيها طحن وعصر الفول عن طريق حجر ضخم يدور به جمل مثل الساقية، ثم إنتقل إلى الخرطوم بعد أن أنشأ معاصر زيوت حديثة، وحينما أصبح واحداً من أكبر أثرياء السودان، كان عمره قد تجاوز الخامسة والستين، وقد ساهم معه أبناؤه في بناء الثروة، والشيخ مصطفى الأمين ليس وحده الذي شقِي وأفنى عمره في تكوين ثروته حتى لم يبق له من العمر ما يجعله يستمتع بإنفاقها، فقد فعل مثله كل أثرياء ذلك الزمن، فقد بنى البرير الكبير مجده من تجارة الشاي عبر سنوات طويلة وقد طوّر إبنه مأمون التجارة بدخوله مجال الصناعات التحويلية، فهو أول من أدخل صناعة صابون الحمام المتطور “فونا” ومسحوق صابون الغسيل ثم دخل مجال الصناعات الغذائية، ومثله أيضاً عثمان صالح الذي كان يعمل في تجارة المحصولات والدقيق، وعبدالمنعم محمد (سُمّي بإسمه ميدان عبدالمنعم المواجه لمحلاته)، والصادق أبوعاقلة الذي بدأ تجارته كمقاول صغير وكان أول من أنشأ مصنعاً للحديد والصلب، وأبوالعلا الذي بدأ بتجارة الأرز والأواني المنزلية ثم إنتهى إلى وكيل سيارات المارسيدس وكذلك الشنقيطي وعلي دنقلا وغيرهم مئات الأسماء التي لم يعد لها ذكر اليوم.

    لم يعرف أيّ من هؤلاء الرجال الطريق إلى أبواب الوزراء والمسئولين، ولم يسعوا إلى معرفتهم أو التقرّب إليهم، وكانوا يُمسكون بدفاتر دقيقة لحساب الدخل والمصروف ويسددون عن طريقها ما عليهم من ضريبة، ولم يسع أيّ منهم لموقع يحقق له شهرة أو شعبية، مثل إتحادات الكرة والأندية الرياضية، وكانوا يتمثلون بمعاني الدين ومقاصده لا شكله، فقد كانوا يقصدون الفقراء في بيوتهم تحت جُنح الظلام ليوزعوا عليهم زكاة المال، وقد جعل كثير من هؤلاء التجار قسماً كبيراً من ثرواتهم أوقافاً يُنفق منها على الطلبة الفقراء والمعسرين ولا تزال كذلك حتى اليوم.

    بالعودة للموضوع، من هو “ود المامون” الذي يريد أن يستضيف رئيس القضاء وكبار القوم لمائدته؟

    محمد المامون شاب تخرّج في الجامعة الاهلية دفعة 1999، إستطاع خلال هذه الفترة القصير أن يُحقق من الصفر ثروة وضعته في مقدمة رجال الأعمال السودانيين، فقد حصد مبلغ (63) مليون دولار أرباح صافية من أول عملية نتجت عن حصوله مع شريكه في شركة (نوبلز) معتز البرير (وهو شقيق والدته) على عقد من ولاية الخرطوم (في عهد عبدالرحمن الخضر) أسند للشركة مهمة إستيراد قطار جرّار مع ثلاث عربات مقطورة من دولة الصين بقيمة (642) مليون دولار، ثم إتضح أن السعر يقل عن ذلك بالمبلغ المذكور وهو (63) مليون دولار، وقد حدث ذلك عن طريق الصدفة حينما أرادت هيئة السكة حديد إستيراد قطار وعربات مماثلة من ذات المصدر وبنفس المواصفات، كما أن القطارات التي قامت شركة “نوبلز” بإستيرادها إتضح فيما بعد أنها غير مطابقة للمواصفات ورفضت حكومة الولاية إستلامها ولا تزال منذ أكثر من خمس سنوات مهجورة بمخازن الميناء في بورتسودان.

    هذا الشبل المحظوظ أُسندت ولاية الخرطوم لشركته عقداً آخراً في نفس الفترة لتشييد مبنى من سقف وجدران لعدد (7) محطات سكة حديد بمبلغ (28) مليون دولار، وعقداً ثالثاَ مع الولاية لتنفيذ مشروع لم ير النورلإسكان الفئويين بقيمة (290) مليون دولار، كما حصلت الشركة على عقد تأهيل خط السكة حديد هيا بورتسودان بمبلغ (400) مليون دولار دفعتها وزارة المالية وقد ورد في تقرير لجنة النقل والطرق والجسور بالبرلمان بعد إثارة بعض الأعضاء للموضوع أن الشركة قامت بتنفيذ (15%) فقط من المشروع خلال فترة ثلاثة سنوات (صحيفة الجريدة 15/9/2014)، وقد يسّرت هذه الأرباح لشركة “نوبلز” أن تتوسّع في أعمالها فأنشأت مستشفي رويال كير وشراء مصنع سيراميك رأس الخيمة، قبل أن يختلف الشركاء ويقوموا بتوزيع أصول الشراكة فيما بينهم، وهو الخلاف الذي نتجت عنه القضية التي ورد ذكرها في مقدمة هذا المقال وطرفه الآخر شريك ثالث “الهادي حسن الفاضل” بمصنع سيراميك رأس الخيمة. (تشمل أصول الشركة مصنع للأنابيب كما تمتلك 60% من شركة جياد للتراكتورات ومثلها في شركة جياد للألمونيوم وحقوق إمتياز إستكشاف وإستغلال الذهب بمربع 13 بمنطقة ابودليق).

    الذي جعل رئيس القضاء يتعرض لهذا الموقف بتجرؤ شخص له مثل هذه السيرة بدعوته إلى مائدته، هو أن القضاء في هذا العهد قد دخل مضمار المال والأعمال مثل كثير من الإدارات الحكومية، وأصبح يبيع ويشتري في كل شيئ، من الفراريج والبيض واللحوم والألبان وتأجير الفنادق حتى إسناد المقاولات الضخمة لتشييد الأبراج ومباني المحاكم …إلخ، وهذه مسألة لا يُسأل عنها رئيس القضاء الحالي الذي وقع ضحية لهذا الموقف، فهي جزء من التركة الثقيلة للممارسات التي سبقته، والتي مسحت الإرث الذي خلفه رجال القضاء في الزمن السابق، يوم كان مثل هذا الشبل وله دعوى أمام المحاكم لا يتجرأ بإلقاء السلام على قاضٍ جزئي، حتى جاء الوقت الذي أصبح فيه القاضي حينما يُنقل من محكمته تُجمع له التبرعات من موظفي الدولة وتُقام له المهرجانات الرياضية.

    هذه ليست قضية مأدبة عشاء !!

    سيف الدولة حمدناالله

  17. من هو ود المامون؟ تعرف على ود المامون الآخر من مقال الكاتب سيف الدولة حمدناالله

    دولة الفريق طه !!

    صدق الذين وصفوا مدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان بأنه بات أقوى رجال الإنقاذ، فللرجل من النفوذ والجبروت بحيث لا يستطيع أجعص كوادر النظام أن يذكر إسمه بخير او شر ولو في جلسة خاصة وفي غرفة مغلقة، برغم أن الوضع الفعلي لوظيفته لا يزيد عن كونه “سكرتير”، وهو في الأصل ضابط إداري كانت مهمته تحصيل القِبانة ببلدية بحري قبل أن يلتحق بجهاز الأمن ومنه بمكتب الرئيس، وفي هذا يكفي القول بأن “طه” كان السبب وراء أن ينتهي شخص في قوة ونفوذ “صلاح قوش” داخل حراسة متر في مترين، وهو الذي كان حين يصل عند بوابة مبنى جهاز الأمن الخارجية في يوم من الأيام يستوي مثل “طه” في مكتبه ويشِد جسده في وضعية الإنتباه.

    خطأ الفريق طه أنه جعل إسمه يرتبط بشخصين يحوم حولهما لغط كثير، أيمن المامون وشيخ الأمين، أمّا أيمن وشهرته “ودالمامون، فهو شاب صغير السن أصبح من أثرى أثرياء السودان اليوم، ومن المؤكّد أن “ودالمامون” وحتى تاريخ وفاة والده قبل بضعة سنوات، كان عاطل وعلى باب الله، وأقصى ما كان يحلم به هو أن يجلس على دركسون عربة أمجاد، وفي ليلة مأتم والده حضر الرئيس البشير لتقديم واجب العزاء بحكم صلته بالمرحوم كزميل سابق في الجيش وإبن دفعته، وهناك علم الرئيس بضيق حال الأسرة، فربّت على كتف “أيمن” في حنان وتأثّرٍ بالغين وقال له: “من اليوم سوف أعتبرك إبني”.

    أيّاً كان ما قصده الرئيس، إلاّ أن “ودالمامون” أخذ كلامه بالمعنى الذي جعله يعتبر من نفسه “ود بيت”، فأخذ يتردد على منزل الرئيس حتى يُخال للزائر أنه فرداً من الأسرة، وقد يسّر له هذا الوضع معرفة أصدقاء جُدُد منهم وزراء ومستشارين وأصحاب قرار عِوضاً عن أصدقائه القدامى الذين كان يتسكّع معهم في حواري بحري، وإستطاع أن يتحصّل بهذا الطريق على ورقة بها “تصديق” بتوريد شحنات من القمح والدقيق بكميات كبيرة، وبالنظر إلى عدم توفّر السيولة اللازمة لديه لتنفيذ مثل تلك التعهّدات، كان يكتفي بالحصول على عمولة في مقابل تسليم التصديقات كورق لوسطاء وسماسرة يتولّون تنفيذ – ولا يزالون – عمليات الإستيراد بمعرفتهم عبر شركة مُسجّلة خارج السودان، وجنى بهذه الطريقة مع شركائه مبالغ طائلة، وهو اليوم على رأس قائمة أثرياء السودان، ويستطيع اليوم توريد عشرة بواخر دقيق وقمح في وقت واحد بإشارة من طرف أصبعه، ولا يُذكر اليوم إسم “ودالمامون” إلاّ وإسم الفريق طه عثمان مرتبطاً معه إرتباطاً لا يقبل التجزئة.

    أمّا ثاني الإثنين، فهو شيخ الأمين، والأصل، أنه لا غرابة في أن يكون لشخصية عامة في دولة مثل السودان شيخ يتّبع طريقته مهما كانت غرابتها، فهناك سياسيون كبار غاية ما يطمحون إليه أن يحملوا حذاء من يعتقدون في صلاحهم ويضمّونه إلى صدرهم (الحذاء لا صاحبه)، كما أن هناك رؤساء في العالم الغربي يستعينون بدجّالين وقارئات الكف والفنجان لمعرفة الطالع وطرد النحس والحسد، بيد أن كل ذلك يتم في الخفاء ودون مُجاهرة وبعيداً عن ديوان الدولة.

    مشكلة الفريق طه أنه وبرغم سنّه ومكانته إختار لنفسه “شيخ” أفرنجي وغريب الأطوار، يتراصْ الشباب أمامه في ركوع وسجود وهم يتسابقون فيما بينهم لتقبيل حذائه، كما أن “الأمين” ليس فيه من سِمات الشيوخ بخلاف الملفحة الخضراء التي ريمي بها على كتفه، فهو – بإعترافه – لا يحفظ شيئاً يُذكر من القرآن، ويَلحَن في قراءته، حتى أن مضيفه في مقابلة تلفزيونية إضطرّ إلى تصحيحه أكثر من مرة وهو يستشهد بآيات من القرآن الكريم، وبخلاف الفتنة التي تسبب فيها هذا الشيخ وسط الحي الذي يسكن به في أمدرمان، وخطره على أمن المجتمع في ضوء موقف جماعات دينية أخرى من سلوكه الذي يصل إلى حد تكفيره، كان واجب سلطات الدولة التصدي له من تلقاء نفسها ومناقشته للوقوف على مشروعية أفكاره.

    ما كان ليعني أحد أن يُصبح الفريق طه من حواريي هذا الشيخ لو أنه كان قد فعل ذلك بصفته الشخصية وفي أوقات فراغه وبعيداً عن صفته كمسئول حكومي بالقصر الرئاسي، ولكنه فعل عكس ذلك، فقد إستغلّ موقعه في إبطال قرار معتمد محلية أمدرمان بإغلاق المسيد الذي يُقيم فيه هذا الشيخ نشاطه بموجب شكوى وصلت إليه من سكّان الحي، وقد ذكر هذه الحقيقة الشيخ نفسه في المقابلة التلفزيونية التي يرد ذكرها لاحقاً، ثم مضى “الفريق حُوار” إلى ما هو أبعد من ذلك بإصطحابه لشيخه في مهمة رسمية إلى خارج حدود لوطن، بيد أن الفريق طه لم يحسب حساب للسان شيخ الأمين الذي فضح نفسه وفضحه معه بما رواه عن ظروف وملابسات تلك الزيارة بحسب ما ورد في مقابلة تلفزيونية لم تذاع وجرى تسريب مقطع منها عبر شبكة الإنترنت.

    في هذا المقطع يقول شيخ الأمين مخاطباً مُضيفه: “أنت تعلم أن علاقتنا بالإمارات علاقة بايظة بسبب السياسات المعروفة، والفريق طه قال لي ياخي أنا بعرف أنه علاقتك بالإماراتيين ديل سمحة، وأنا عايز أعمل حاجة إسمها الديبلوماسية الشعبية، يعني بالواضح عايزك ترجّع العلاقات، وقلت ليه ما عندي مانع، وطوالي الفريق طه ساقني للرئيس الذي بارك الموضوع، والرئيس ضرب لينا مَثَل في موضوع الديبلوماسية الشعبية قال إنه أمريكا واليابان كانوا “متشاكلين” ليهم زمن وما قِدروا يرجعوا العلاقات إلاّ بمباراة في لعبة “البينق بونق”. أها، أخذنا جواب من الرئيس وسافرنا أنا والفريق طه وقابلنا الأماراتيين ورجّعنا العلاقات وحتى ضغطنا عليهم شديد لحدي ما خلينا الرئيس مشى ليهم هناك”.

    قبل ظهور هذا المقطع، لم يكن لأحد أن يصدّق أن هذه هي الطريقة التي تُدار بها دولة ترفع لنفسها علم بين الأمم، ولعل في هذا المنهج ما يُفسّر الكيفية التي أُتُّخذت بها القرارات التي إنتهت بما حاق البلاد، مثل إلغاء زراعة القطن وإستبداله بالقمح والفواكه بمشروع الجزيرة، ويكشف عن الطريقة التي يتم بها تعيين الوزراء وسفراء الدولة، فقد روى لي سفير سابق أن السبب في تعيين السفير عبدالحليم عبدالمحمود (أو العكس) كمندوب دائم بالأمم المتحدة يرجع إلى أن الرئيس شاهده وهو يعترض في هياج وعصبية على قرار أثناء إجتماع في دوائر الإتحاد الأفريقي يناقش موضوعاً عن السودان، وبعد فترة من ذلك طُرح موضوع تعيين مندوب السودان بالأمم المتحدة فقال الرئيس لوزير الخارجية: أريدكم أن تعينوا السفير “أبوتفّة” في هذا الموقع. كما بهذه العقلية جرى النصب على الدولة بواسطة محتالين من بينهم إمرأة قامت بزيارة السودان في التسعينات بدعوى أنها أميرة مملكة ترينداد (لا توجد مملكة بهذا الإسم) وجرى إستقبالها على أرفع المستويات وفيما بعد إتضح أن عصابة دفعت لها 500 دولار لتقوم بهذا الدور.

    هذا درس جاء يسعى بقدميه حتى يفهم شعب السودان الكيفية التي تُدار بها شئون دولته، ثم يأتي من يبشّرك بأن تقوم للبلد قائمة بنظام تديره مثل هذه العقليات.

  18. دفاع البشير المستميت لتخليص المتهم الاسلامى و رحلات رجال الدولة الابرار الى الامارات , يعكس حرصه على الحركة الاسلامية و ادواتها و رجالاتها و استثماراتهم بالاموال السودانية.
    واى حديث حول حّل الحركة الاسلاميةالخدراء هو ذرّ للرماد فى اعين المجتمع الدولى و الاقليمى حتى تنهال القروض لتمويل الحركة الاسلامية, فى ظل ما تواجهه من ظروف اقتصادية وخسائر فى البورصات العالمية .
    و لعل هذه القضية التى تعد *قطرة من محيط* توضح أستحالة فك الارتباط بين الحركة الاسلامية و الحكومة , دون ذكر رجالات الحركة المتنفذين فى كل مؤسسات الدولة والمهيمنين عليها .
    لذا نهيب بالحكومة الاسلامية الخدراء التى حرص عليها الشعب الاغبش و شارك فى عرضاتهاأن تزيد الجمارك و الضرائب و البنزين و السلع الاساسية لتعويض ما فقدته الحركة الاسلامية السمحة .

  19. ارسل رجل الاعمال ايمن المامون رسائل من معتقله لجهات نافذة في الخرطوم انه لن يكون كبش فداء لوحده في اشارة الى انه سيهدم المعبد بمن فيه على من معه.كلام جميل ومتوقع لأن الشعب السودانى كله منتظر تلك اللحظة التى ترد فيه أموالهم المنهوبة ودعاء المظاليم لايرد نسأل الله رد المال حتى يعود عافية السودان وشعبه .

  20. هل الناس تعرف لماذا لا لن ولم ينجح اي حوار في السودان لان هذه الحكومة رفضت اقرار مبدأ المحاسبة علي الجرائم التي ارتكبت منهم من اتباعهم من قتل وفساد وتعذيب للشرفاء والوطنييين طوال 28 عاما؟!!!

  21. يا جماعة الخير النهب واللهط والفساد ده كله من اجل مشروع عظيم وهو تطبيق شرع الله واقامة الدولة الاسلامية العربية وكده!!!
    كسرة:اقسم بالذى فطر السماوات والارض ان جزمة العلمانيين اشرف واطهر من الحركة الاسلاموية والاسلامويين والاسسوا الحركة الاسلاموية!!!
    سودان ديموقراطى علمانى وبس افضل من هذا العهر والدعارة السياسية!!!

  22. المفروض الساده المحامين والذين هم يمثلون الشعب السوداني رفع دعاوي ضد المذكورين طه الحسين ودالمامون حسب توجيهات رئيس الوزارء محاربة الفساد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..