كبسوول….. فيصل سعد….!!!

كبسوول…الممثل فيصل سعد

منتصر نابلسي
[email][email protected][/email]

كردفان ارض ملهمة، بما حباها الله سبحانه من طبيعة متفردة … فهى معطاءة بدون ان نطلب منها، وهى كريمة لم تعرف البخل مطلقا، فكم انجبت من مبدعين افذاذ ملْ السمـــع والبصر…ولا اشك ان كل شبر فى السودان، فيه من الخير ما يطمع الغير فى التكالب علي خيراتنا من الداخل او الخارج… الابيض حاضرة شمــال كردفان ،مدينة ليست كــكل المدن ،تخجلك اريحية اهلها وطيبة معدنهم، وبساطة معشرهم، فيضفى على تلك الارض الفـــــة ومودة …وسماحة اصيلة… وروحا جميلة……
عفوا ايها الاحباب ، ربما سرقتنى ذكريات جارفة ذاخرة بالشجون والحنين الى كـــردفان، ام خيرا جوه وبره …وتحديدا عروس الرمال… فلن ولا انسى ايام لاتنطوى خلف سيــاج النسيان…. وقد كان لى الشرف فى الدراسة فى مدرسة الاميرية المتوسطة ، انذاك وكان معلم اللغة الانجليزية الاستاذ العزيز فيصل سعد، ذلك الممثل القامة_ كبسول_ كما يحلــو لنا ان نتذكره بعد ان توغل فى التمثيل…. فقد كان فيصل سعد بحق يمثل المعلم المؤمن برسالته فتخرج على يديه فى مدينة الابيض الكثير من الشباب المبدع .. ولم تقف طموح استاذ فيصل كمعلم فى المدرسة المتوسطة فحسب بل ثابر وتعلم وتقدم، واكمل دراستــه فى معهد الموسيقى والمسرح ،ولم يرضى ذلك طمـــوحه الجامح، بل دفع به الى ان نـال شهادة الدكتوراه …
وحينما اذكر الاستاذ فيصل سعد يتجسد امامى الطموح المشرأب الى القمم، والرغبة فى بلوغ اعلى الدرجات..و ليس بدافع الاطمــاع قطعا … انما بروح التطلــــع ونية الارتقاء بالنفس البشرية… من اجل النهوض برسالة ترقى بالفرد والمجتمع، وهى رسالة الممثل الحقيقى والمعلم المثابر… فهل ياترى يطور المجتمعات الركون؟؟ ام هل يخدم البشـرية الخمول والاسترخاء والخنوع والاستسلام؟؟ لقد كان هذا الاستاذ العظيم … الفنان بكل ما تحمل كلمة الفن من معنى بل شعلة من العطاء المتميز… وشخصية مازلنا نفخر ونعتزبها وهو يمثل القدوة الرائعة لطــــلابه وللمجتمع وينتظر منه الكثيرمتعه الله بالصحة والعافية … ومن خلال مثل هؤلاء الابطال نطمع ان يولد الممثل السودانى والمسرح من جديد بثقة وتحدى حتى يؤدى الرسالة على الوجه الاكمل…
وعطفا على ما ذكرته عن استاذنا المبدع فيصل سعد ، كان لابد لى ان اعـــرج قليلا على ما ال اليه هذا المسرح ، وما ادراك مالمسرح وما ادراك ماالممثل السودانى المغلوب على امره… وهو مهمش من قبل الدولة، بقصد ان يظل الجمود الفكرى مستوليا على الحراك الانسانى … فاصبحنا لانسمع كلمة مسرح… الا عبر برنامج مسرح فى الهواء… ورغــم انها تجربة لابأس بها رغم محدودية تأثيرها وخضوعها للرقابة السياسية. ولكن يمكن ان تطور بموضوعية اكثر حتى لا تهان شخصية الممثل السودانى .وكانه يستجدى المشاهد، فنحن نتمنى ان يسعى اهل الفن المسرحى الى فـــرض شخصيتهم الاعتبـــــارية ، حتى لا ينقرض المسرح تماما ، كما انقرضت السينما، واصبحت اسطورة لا وجود لها فى ارض الواقع….يقول شكسبير اعطنى مسرحا اعطيك شعبا عظيما … ان الحديث عن المـــسرح لا يختلف كثيرا عن الحديث عن كل مؤسسات الدولة، التى تهشمت فى فترة الانقاذ والتى اصابت كل ركن من اركان الوطن بالوهن ، والتدهور والانكسار والدمــــار حتى اكاد اجزم ان المسرح ضـــــل الطريق ،عن اداء رسالته السامية… التى هى فى الاســـاس رســـالة تعليمية… وتثقيفية… وقبل هذا وذاك تربوية للمجتمع وارتقاء… به وسمو بفكره وتقويم لسلوكه الخاطىء ،وتغير المفاهيمه المتخلفة، وبالتالى تشيكل وجدانه العام ….
نحن ننتظر من المسرح فى مستقبل فجر جديد ان تتكامل مقوماته الجوهرية، من نص جيد وممثل متمكن، ومخرج مبدع، ومشاهد متفاعل ومنفعل ، والهدف خــدمة قضــــــايا الانسان السودانى ومعالجة الكثير من السلبيات الاجتماعية والسياسية، وطرحها بحرية خالية من التكبيل والتكميم. لنستطيع بذلك فتح نوافذ جديدة للهواء النقى ليدخل الى رئة المجتمع اكسجين الديمقراطية والاصلاح والتطور والعافية…والسلام

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..