منتدى عبداللطيف كمرات الثقافي: لا لإهانة القساوسة في بلد متعدد الأديان و الأعراق و الثقافات و الإثنيات

لا لإهانة القساوسة في بلد متعدد الأديان و الأعراق و الثقافات و الإثنيات بلد إسمه السودان و نعم للوحدة في إطار التنوع في كل شيء في بلد يسع الجميع و سيكون وطنا موحدا في حالة أن يجد الجميع فيه أنفسهم مواطنين معززين مكرمين دون تفرقة بينهم لأي من الأسباب.
بيان للرأي العام السوداني و لكل أصحاب الضمائر الحية حول محاكمة و إهانة القساوسة في السودان غدا الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر 2017 ميلادية .
لقد أعلنت الجبهة الإسلامية القومية منذ أن جاءت إلي سدة السلطة في السودان في 30 يونيو 1989 ميلادية الحروب الجهادية ضد السودانيين الجنوبيين فيما يمكن أن نطلق عليه تاريخيا إسم حرب الإبادة الجماعية الأولى وهي حرب راح ضحيتها أكثر من مليوني نفس سودانية طاهرة و قد كانت تلك الحرب ذات بعدين ديني و عنصري الأمر الذي أدى إلي أن ينال السودانيون الجنوبيون استقلالهم حتي لا يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية في بلد لا يعترف فيه القائمون على أمر السلطة بالآخر المختلف ثقافيا و دينيا و إثنيا. إلا أن المتابعين لتاريخ تأسيس حركة الإسلام السياسي في السودان و في غير السودان يعرفون جيدا بأن المنطلقات النظرية لهذه الجماعة السياسية الانتهازية التي اختطفت الإسلام لتتستر خلفه لتحقيق أغراض سياسية لا تعترف بالآخر المختلف على الإطلاق و لن تعترف به إلي الأبد.
فالتاريخ حدثنا بأن الجبهة الإسلامية القومية أدارت حربا ذات أبعاد عنصرية في كل من دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق بعد أن فقدت شماعة الجهاد بإسم الإسلام في جنوب السودان سابقا وهي الحرب التي يمكن أن نطلق عليها حرب الإبادة الجماعية الثانية.
الآن يمر جميع السودانيين داخل و خارج السودان بمنعطف تاريخي خطير فهم أمام إمتحان عسير في حالة تقاعسهم عن مناصرة قضية القساوسة السودانيين الذين يتعرضون لمحاكم تفتيش داخل بلدهم و تحت مسميات شتى … ستجرى أحداث هذه المحاكمات الظالمة غدا الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر المجيد و ستجرى المحاكمات و نحن نعيش ذكريات هذه الثورة المجيدة التي تم اختطافها هي الأخرى و نقول تم اختطافها لأنها لم تحقق على أرض الواقع السوداني أحلام و طموحات السودانيين الذين كانت لديهم مصالح حقيقية في قيامها في 21 أكتوبر 1964 ميلادية بعد مخاض عسير.
إن الوقفة الصلبة التي يجب أن يقفها جميع السودانيين الذين يؤمنون بالتعدد الديني و الثقافي و الإثني في السودان هي وقفة فرض عين على الجميع و لا يمكن أن يقوم بها أحد نيابة عن الباقين و نخص بالذكر هنا الذين يعيشون في بلدان المهجر وهي بلدان تحترم إنسانية الإنسان و تحترم حرية التعبير و حرية العقيدة إلا أن هذا الوضعية للذين يعيشون في بلدان المهجر لا تعفي السودانيين الذين يعيشون داخل بلدهم من مهمة مناصرة قضية القساوسة السودانيين لأنهم أي الذين يعيشون داخل السودان رأس الرمح في أي تغيير قادم مهما طالت رحلة المعاناة .
إن الأحداث التاريخية الجسيمة التي راح ضحيتها الملايين من السودانيين في حربي الإبادة الجماعية الأولى و الثانية كانت بسبب تقاعس القاعدة الإجتماعية للنظام الحاكم الآن في السودان فهل سيعيد التاريخ نفسه أكثر من مرة لنصبح مسخرة في حالة حدوث التقاعس مرة أخرى من قبل القاعدة الإجتماعية للنظام الحاكم الآن مع إضافة متقاعسين جدد من سكان المناطق الذين تعرضوا لحرب الإبادة الجماعية الثانية.
بناءً على كل الحيثيات التي تم ذكرها في متن هذا البيان يناشد منتدى عبد اللطيف كمرات الثقافي بمدينة كاردف العاصمة الويلزية – المملكة المتحدة وهو أحد المراكز الثقافية التي تعني بحرية الفكر و حرية المعتقد و الإعتراف بالآخر المختلف ثقافيا و فكريا و دينيا و إثنيا يناشد جميع منظمات المجتمع المدني السودانية و جميع الروابط الإقليمية الروابط صاحبة الإهتمام الأكبر بقضايا التطهير الإثني في السودان كحقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها في الوقت الذي كان يجب أن تكون فيه قضية التطهير الإثني في السودان القضية المركزية لكل السودانيين. كما أننا نناشد كل القوى السياسية الحية و كل أولئك الشرفاء بالوقوف مع القساوسة السودانيين في محنتهم التي هي محنتنا جميعنا لأن وقوف الجميع ضد المحاكمات على أساس ديني يعني اعترافنا الصريح بالتعددية الدينية و اعترافنا بالتعددية الثقافية و بالتعددية الإثنية و في مجمل القول إعترافنا بمجتمعات سودانية متعددة في كل شيء و وقوفنا يعني أيضا رفضنا للمادة 126 المعنية بالردة و يعني بأننا يمكن لنا العيش معا في بلد يسع الجميع.
و معا يمكن لنا الحديث عن المستقبل في حالة عدم التقاعس على أن يتحمل كل فرد منا له ضمير نصيبه من المسؤولية . فهذا هو المحك التاريخي الجديد القديم الذي يضاف الي المحكات التاريخية السابقة التي رسب فيها معظم السودانيين سيما القاعدة الإجتماعية العريضة لنظام الهوس الديني في السودان. فهل من مجيب لهذه المناشدة في هذا التوقيت الحرج من تاريخ شعبنا السوداني الغير متحد لإزالة هذا الكابوس الجاسم على صدره منذ ما يقارب الثلاثين عاما بعد أن أصبحت وحدة السودانيين ضد الظلم و بالتالي ضد النظام الحالي ضرورة تاريخية دونها تمزيق ما تبقى من السودان شعبا و أرضا خاصة بعد أن نجح نظام الجبهة الإسلامية القومية مدعوما بقاعدة إجتماعية لا تحرك ساكنا نجح بدرجة كبيرة جدا في تمزيق وحدة النسيج الإجتماعي السوداني داخل وخارج السودان.
● المكتب التنفيذي لمنتدى عبد اللطيف كمرات الثقافي.
● مدينة كاردف – المملكة المتحدة
30 أكتوبر 2017 ميلادية