أخبار السودان

– د.ياسر أحمد ابراهيم رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية: تسييس النقابات (كلام ساي) .. إغلاق مستشفى الخرطوم أثر على المرضى القادمين من الولايات

الحقل الطبي من أهم الحقول التي تعمل من أجل المواطن، وبالضرورة أنه متميز ومتطور في ذاته حتى يستطيع أن يقدم الخدمات اللازمة للمواطنين، ولكنه ظل يعاني العديد من االمشاكل التي ظهرت آثارها جلية في مجال الصحة بالبلاد، وأهم التحديات التي يواجهها الحقل الصحي هجرة الكوادرة الطبية، التي أصبحت أعدادها في تزايد مضطرد، مما خلق عجزاً حاداً في المستشفيات، (آخر لحظة) حملت كل الملفات المتعلقة بالوضع الصحي بالبلاد، ووضعتها على منضدة رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية، د. ياسر أحمد ابراهيم، وخرجت منه بالمحصلة التالية:

* هنالك اتهام للنقابات بأنها مسيسة وتمثل ذراعاً وجناحاً للحزب الحاكم ماهو قولك؟
– هذا اتهام غير صحيح (وكلام ساي)، بدليل أن كثيراً من المشروعات تم تخصيصها للعاملين في الحقل الصحي، بجانب أن النقابة تلعب دوراً وطنياً تجاه المجتمع السوداني… وأن النقابة تدفع بخدماتها للقطاع الصحي بمختلف توجاتهم السياسية لاستشعارها بأن الدور الوطني هو دور مهم، وأن القطاع الطبي منتشر في كل بقاع السودان، ولابد أن يكون له دور يؤثر ويتأثر بالمجتمع من حوله، كما أن النقابة جاءت عبر انتخابات حقيقية شاركت فيها جميع الأحزاب، وتمت معالجتها بمراقبة ومرشحين بجانب وجود لجان مركزية في أحزاب معارضة وشهدوا بنزاهتها، ولكن لم يحالفهم الحظ.
*كثير من الكوادر الطبية هاجرت بسبب ضعف الرواتب، والتسكين في وظائف ثابتة، ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه النقابة في هذا الجانب؟
– الهجرة في السنوات الأخيرة طالت كل الكوادر الطبية من اختصاصيين واستشاريين، وأطباء أسنان، وطب بشري، وسسترات، وهذه الهجرة أثرت تأثيراً كبيراً جداً، وأحدثت نقصاً حاداً، لأن كل الذين تم اختيارهم للعمل بالخارج من ذوي الخبرات المؤهلة، ونجد في الفترة الماضية أن الدولة ساهمت في إنشاء العديد من المراكز الصحية في ولايات السودان، ونقص الكادر البشري والأجهزة والمعدات الطبية أعاق هذه المؤسسات وعجزت أن تقوم بالدور المطلوب، وأن قضية استبقاء الكوادر تمثل هاجساً كبيراً بالنسبة للبلاد، خاصة وأن وزارة الصحة عملت على رفع سقف الحوافز، تشجيعاً للأطباء والكوادر النادرة لأجل إبقائهم بالبلاد.
*هل هذه الحوافز مجزية في سياق إبقاء الأطباء بالبلاد؟
– الحافز أصبح غير مواكب في مواجهة تكلفة المعيشة، وزيادة الطلب على الأطباء في الخارج، والمرتبات والتعاقدات التي يحظى بها الكادر بدول الخليج، والنقابة طالبت بفتح الوظائف الشاغرة، خاصة وأنه منذ خمس سنوات لم يتم فتح باب هذه الوظائف، ومعظم هذه الكوادر تعمل بنظام التعاقد، وهذا مخل بالعملية الصحية، والنقابة فيما يليها بالجانب الإداري والفني طالبت بزيادة رواتب الفريق الطبي، وحسب توصيات مؤتمر الحوار الوطني التي نصت على أن يكون راتب الطبيب أعلى مرتب في الدولة.
*لماذا لم يتم تطبيق نصوص وبنود الحوار الوطني فيما يلي الحقل الطبي؟
– بنود الحوار طالبت بارجاع المستشفيات والمراكز القومية الى مرجعية، ونحن نأمل تطبيق ذلك حتى نساهم في استقرار الكوادر، والوزارة ليس بوسعها أن تقوم بتوزيع كل الكوادر على ولايات البلاد المختلفة، بجانب رفع مستوى الخدمة وإرجاع التدريب الخاص بالكوادر.
*ماهي المشروعات التي تعتزم النقابة تحقيقها على أرض الواقع؟
– عملنا على إطلاق حزمة من المشروعات تتعلق بمسألة حماية الفريق الطبي، وإنشاء صندوق التكافل الضامن في حالة الأخطاء الطبية، والوثيقة التأمينية حتى تحمي الكادر في حالة الوقوع في الأخطاء الطبية، وفي دورة( 2016_2021 ) في الربع الأول من العام أطلقنا مشروع دعم المعاشيين، وهذا المشروع يعطي العضو منحة تصل الى (8) آلاف جنيه، إضافة الى استقطاع يتم إرجاعه بإضافة 50%، وكذلك منحة من الصندوق 50% إضافية في حالة الوفاة، وهنالك صندوق آخر تكافلي في حالة الأخطاء الطبية، ومع ذلك قمنا بتوفير قطع سكنية بأقساط مريحة، بجانب المنازل الجاهزة، والسكن الاقتصادي والشعبي بأقساط مريحة، وكذلك تم التعاقد مع جهات تمويلية للعاملين في مشروعات مهنية، لزيادة الدخل في الجانبين الحيواني والزراعي، وتمليك وسائل إنتاج أخرى مثل (الركشة) و(التكتك) ويصل بعضها دون مقدم، وكذلك مشروع الزواج الجماعي لكل الولايات، والآن تمت تغطية ست ولايات بتمليك الزوجين شنطة متكاملة، تشمل كل المستلزمات، إضافة الى الاحتفال والاتفاق مع الولايات على تمليك هؤلا الأزواج أراضي سكنية مع الدعم المالي.
* في الآونة الأخيرة شهد الحقل الصحي اضرابات مع وجود أجسام موازية للنقابة كيف تعاملتم مع هذه الأجسام؟
– هذه الاضرابات لها أسس ونظم، والنقابة هي الجهة التي تقوم بتنظيم مثل هذه الاضرابات بعد استيفاء الشروط المطلوبة، إذا حدث خلاف مع الجهة المخدمة وهي وزارة الصحة، ولا يحق لأي كيان مهما كان أن يقود إضرابات، وإذا قام يعتبر جسماً غير شرعي، وتعمل النقابة على ملاحقته في ظل وجود كوادر صحية تعمل على استقرار الخدمة، لاهتمامها بمصلحة المريض، وفي حالة الاضراب يجب أن لا يتأثر المريض بها.
*هل لديكم إحصائية دقيقة بالكوادر التي هاجرت الى خارج البلاد؟
– لا توجد احصائية دقيقة، وأن الخمس سنوات الأخيرة بلغ عدد الكوادر المهاجرة (20) ألف كادر طبي، وهناك تعاقد مع وزارة الصحة، والآن عددية الكوادر العاملة بالحقل الصحي هي (100) الف كادر موزعين على كافة مدن البلاد، ورغم ذلك يوجد نقص حاد، وبعض المؤسسات العلاجية تواجهها مشكلة في التوظيف.
*من الملاحظ أن في مهنة التمريض النساء أكثر من الرجال، هل هذه الملاحظة صحيحة؟
– هذه المهنة بدأت بالسسترات والعنصر النسائي في التمريض والتوليد، وحقيقة أثبتن تميزاً كبيراً في الجانب الطبي، وهي أكثر عاطفة من الرجل، وهذا ليس تقليلاً من قيمة الرجل، ولكن لأنها أثبتت التميز والحضور في الكثير من المناشط، وكان التمريض بنسبة 90% والقبالة بنسبة 100%
* وزارة الصحة أقرت بوجود وظائف وهمية بمستشفى الخرطوم، وأن عدد العاملين قد تجاوز الـ(3900) ما مدى صحة هذا الحديث؟
-هذا خلل إداري من الوزارة، وهي لا تستطيع أن تضبط العمل الإداري بالمستشفيات، وحقيقة في الفترة الماضية كان هناك خلل إدراي كبير، مما دعا لتدخل نائب الرئيس حسبو لتشكيل لجنة للإصلاح الطبي، على المستوى الاتحادي، راجعت كل المستشفيات وأثبتت أن هناك خللاً كبيراً أصاب هذه المستشفيات، بجانب النقص الحاد في المعدات والأجهزة، وما حدث من إغلاق لمستشفى الخرطوم أثر على المرضى تأثيراً كبيراً، وبصورة أساسية خاصة القادمين من الولايات، الذين يشكلون نسبة 60% وخاصة أنها كانت تضم كل التخصصات النادرة، ولديها تكامل مع مستشفى الشعب، والأنف والأذن والحنجرة، ومستشفى الذرة، بجانب أنها تتلقى المريض وسط بقعة جغرافية واحدة وبالسرعة المطلوبة، وكانت هي المركز التدريبي الأول على مستوى السودان ومعترف بها عالمياً لتدريب الاختصاصيين والفنيين، وأطباء الامتياز، والعدد الكبير للعاملين بالمستشفى أتى نتيجة الدور الكبير الذي تقوم به المستشفى، والخدمة التي تقدمها تماثل كل المستشفيات الموجودة في الخرطوم، وهي تمتلك (30) غرفة للعمليات تعمل على مدار الاسبوع، ولا توجد قوائم للانتظار وبها كل التخصصات الجراحية، وتقدم خدمات الحوادث مجاناً، وهناك رسوم رمزية تدفع عند اجراء العمليات للمرضى الفقراء، وهذا ما افتقدته الآن، مما يتسبب في ضغط كبير على مستشفيات بحري وأم درمان، ولا يوجد اي مستشفى يستوعب الفاقد الذي خلفه مستشفى الخرطوم، وحتى مستشفى ابراهيم مالك لا تملك من الامكانيات التي يمكنها تسد العجز
*رفع العقوبات الامريكية وتأثيرها على الحقل الطبي؟
– الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد، أثر على كافة القطاعات، لكن التأثير الأكبر وقع على القطاع الطبي، وتمثل ذلك في إيقاف المنح التي كانت تأتي في شكل دعم فني للقطاع الطبي، بجانب توقف المعدات والأجهزة الطبية الحساسة، والأدوية المنقذة للحياة، إضافة الى التعامل المشترك في ابتعاث الكوادر الطبية والتدريب مجاناً وغيرها..
*علاج العاملين ماهي الخطوات التي تمت لأجل تفعيلها على أرض الواقع؟
– للأسف لم يكن هناك في الفترة الماضية علاج للعاملين وأسرهم بالصورة التي ترضي طموح العاملين، خاصة أوانهم يقدمون الخدمة لكل فئات المجتمع السوداني، ويتلقى الكثير من هذه الفئات داخل وخارج السودان، بميزات كاملة، ولا يحظى الفريق الطبي المعالج بنصف هذه الميزة، لذا كان لابد للنقابة العامة من التحرك في هذا المجال، بتوقيع اتفاقية مع الصندوق للتأمين الصحي بحضور نائب رئيس الجمهورية، وكل وزراء ومدراء الصحة بالولايات، على أن تنص الشراكة على علاج العاملين وأسرهم في الأجنحة الخاصة، والعنابر المميزة مجاناً في هذه المواقع.
*شهدت هذه الأيام حملات مكثفة اسفرت عن ضبط عدد من الأطباء المزيفين وأدوية منتهية الصلاحية ؟ كيف تنظرون لهذه الظاهرة
هذه الظاهرة غير جديدة لكن الجديد في الأمر تجدد الأساليب وتنوعها فنجدها تتخذ أشكالاً يجعل منها أقرب للشرعية ، فمثلاً تفتح عيادات للكشف أو معامل للتحاليل الطبية في مواقع طرفية بعيداً عن الرقابة الدورية من وزارة الصحة وإدارتها المعنية بالتصديق للمؤسسات العلاجية الخاصة، كما توجد فيها أدوية غير مسجلة بمعني دخولها للسودان بطرق التهريب وغيرها، بل هناك ظاهرة أكثر خطورة تحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية ، حيث تباع الأعشاب والعروق وغيرها، ليس تحت ظل الأشجار فحسب بل في عيادات وعلي ظهر البكاسي ،ويعلن عن العلاج بمكبرات الصوت لعلاج كل الأمراض بما فيها المزمنة التي عجز الطب الحديث علي علاجها ،مثل الإيدز والسرطان بأنواعة ،بل العلاج حتي للأمراض التي تحتاج لعمليات جراحية يعلن بعلاجها بالأعشاب، إن هذه الظاهرة قد تفشت في الفترة الأخيرة ، أولاً بسبب عدم قيام الأجهزة المختصة بدورها المطلوب وثانياً لعدم وجود قوانين رادعة في مواجهة هؤلاء وأولئك.
آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. يا أخي وقف النفاق والله والله والله حدثني اخ يعمل في وظيفة ادارية كبيرة في مستشفي سوبا الجامعي ان النقابات تكونت لوقف المعارضين ولذلك لقد واجهت حملة شرسة بمستشفي الذرة عندما أردت إصلاح وضع فئة مهنية معينة وضعها بائس جدا وهم بالحق يستاهلوا لان سلوكهم غير مشرف

  2. يا أخي وقف النفاق والله والله والله حدثني اخ يعمل في وظيفة ادارية كبيرة في مستشفي سوبا الجامعي ان النقابات تكونت لوقف المعارضين ولذلك لقد واجهت حملة شرسة بمستشفي الذرة عندما أردت إصلاح وضع فئة مهنية معينة وضعها بائس جدا وهم بالحق يستاهلوا لان سلوكهم غير مشرف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..