حول بيان الحزب الشيوعى

حول بيان الحزب الشيوعى

سوزان كاشف
[email][email protected][/email]

فيما يختص بميثاق الفجر الجديد

كلمة حق أريد بها باطل

لقد إطلعت في صبيحة هذا اليوم على البيان الذى أصدره الحزب الشيوعى السوداني فيا يتعلق بميثاق الفجر الجديد . وقد هالني الامر وعقدت الدهشة لساني حيث أصابتني الدهشة و أعقبها إحساس بالإحباط والمرارة, وشيء مما لاتترجمه الاحرف و تذكرت كلمات لينين ( من أجل إنجاز الثورة إلاشتراكية نحتاج بالتأكيد لحزب ثوري ) ….. لذلك و فى تحليلى الخاص جداً , ان الحزب الشيوعى السودانى قد فقد هذه الخاصية و لم يعد يرتقي الى مستوى تطلعات الجماهير .السودانيه والتي كانت تترقب في السابق بيانات الحزب الشيوعي وتحليلاته الصائبه والتي تنظر الى الاحداث وتمحصها بعين العقل , لان في تلك التحليلات ماكان يعتبر دليلا وهاديا حتى للاحزاب الاخرى وعضويتها دعكم عن عضوية الحزب الشيوعي ومناصريه. والان يمكن أن نقول أن ذلك كان يحدث عندما كان الحزب الشيوعي حزبا شيوعيا بحق وحقيقة (من الشعب الى الشعب ) كما يقولون.

لكن الحزب الشيوعي السوداني الان وبعد تجربة انهيار المعسكر الاشتراكي, فقد بوصلته وأصبح يترنح في كل الاتجاهات . وأصاب العجز قيادته والتي ماعادت مبادرة ولاملهمة بل ومشوشة الفكر والموقف , ودليلي على ما أقول أن كلمة العدد الخاصة بجريدة الميدان كان تعبيرها أوضح رأيا عن البيان الذي أصدرته قيادة الحزب الشيوعي بعد توقيع الاتفاق الاخير, وأظن أن القاريء الفطن يدرك أن مواقف وبيانات وتصريحات الحزب الشيوعي في الاخير أصبحت تحتاج وعلى الدوام الى تفسير دائم وأنه لأمر عجيب فالحزب الشيوعي متخبط فهو أحيانا مع الشريعه الاسلامية وأحيانا مع الدولة المدنيه . وكل ذلك بسبب أن الحزب الشيوعي أصبح الحليف الاستراتيجي لقوى اليمين وهو مابين الترابي والصادق بعد أن حسم الميرغني موقف وأراح نفسه والاخرين.
ومن خلال البيان الفطير والمتهافت الذي أصدره الحزب الشيوعي بعد توقيع ممثله في قوى الاجماع مع الجبهة الثوريه كأن الحزب الشيوعي يريد أن يقول أن في النضال المسلح عيب كبير ومسبة لمن أراد أن يقوم بذلك. رغم أن قيادة الحزب الشيوعي موقنه بأن

النضال المسلح هو أرقى اشكال النضال فى الفهم الثورى ,و موقف الحزب الشيوعي السوداني واضحاً فيه , وفقاً لرؤيته … فإن أي فئة تحمل السلاح في ظل غياب الجماهير يعد عمها مرفوضاً و معزولاً . وهو أمر على غرابته كأنه يريد أن يقول لقادة الحركات المسلحه وأبناء الهامش أن الحزب الشيوعي , حزب لجماهير المدن وحلفاؤة الاصليون هم أبناء الشمال والوسط.

إلا أنه و عندما نحلل وضع السودان , نرى ان حمل السلاح و الثورة على الانظمة الشمولية واجب و ضرورة وفقاً لذلك المنظور الثوري . حيث يمكن أن تكون قد تحققت شروط النضال المسلح الموضوعية والذاتية . و فيما يبدو سيظل هذا الجدل قائما طالما إختلفت الجبهة الثورية في رؤيتها لالية إسقاط النظام عن أليات الحزب الشيوعي السوداني . وان حاولنا أن نجد العذر للحزب الشيوعي في موقفه هذا, علينا في الوقت نفسه ان لانغمط الاخرين حقهم فابناء الهامش هم من فقدوا اسرهم وشردوا وعذبوا وهجروا , وان ازيز الطائرة وصواريخها تحصد اسرهم في غرب السودان وفي جبال النوبة وفي جنوب النيل الازرق ولامناص أمامهم سوى حمل السلاح بل والتبشير بالفكرة, لانه ما من شخص عاقل يتمنى أن يرمي بنفسه في أتون الحروب عبثا ولكن ماحيلة من يرغم على ذلك؟ .

.و الجبهة الثورية ليست بمعزل عن الجماهير التي كانت هى إحدى أهم مفاصلها الاساسية فى نضالها ضد الطغمة العسكرية الاسلاموية , و لم تبنثق الجبهة الثورية و تتكون إلا بالجماهير و من الجماهير . فتلك الجماهير المهمشة و المضطهدة و المقهورة كانت نقطة إرتكاز إساسى فى العمل المسلح . لقد التفت جماهير الهامش حول قضاياها و قاومت الظلم و الاستبداد عبر المذكرات و إلاحتجاجات السلمية و كان عملا نضاليا .. يوميا … و سلميا , و كان نصيب مطالبتهم بحقوقهم من جهة النظام الحاكم , مزيدا من القمع و الاضطهاد و حرق القرى و إغتصاب النساء و التشريد القسرى .ألم تكن دافور و كل مناطق الهامش حبلى بتلك الجماهير التى اختارت مجبرة هذه الالية . و هنا يحضرني قول الشاعر العراقي مظفر النواب …و هو يقول ( أيحتاج دم بهذا الوضوح الى معجم طبقى لكى نفهمه ؟ ) .
لكن …. دعونا نتحدث بصراحة هل هناك تيارات تصارع بعضها البعض داخل أروقة ودهاليز الحزب الشيوعى السودانى ؟. فإذا كانت الاجابة بنعم …. فهى إشكالية يجب الوقوف عندها , حماية لتاريخ و نضالات هذا الحزب و الذى اؤيده و أثمن الكثير من مواقفه . و ان كانت الاجابة بلا …. فهذا سيثير كثيراً من التساؤلات حول مواقفه في القضايا , و خاصة تلك المتعلقة بخطابه وخطه السياسى والذي كان مميزا لوقت طويل أما الان فقد أصبح, غامضاً .. .و مبهماً و مهادناً .
من الواضح ان انهيار المنظومة إلاشتراكية و فتح باب المناقشة العامة لوضع برنامج للحزب قبل إنعقاد المؤتمر الخامس أحدثت كتيراً من التعقيدات داخل الحزب , و أصبحت المواقف غير مبدئية و لا تتوافق مع منهجه و خطه و تاريخه المعهود له بإلاتزان و الوضوح و التحليل العميق . و نتيجة لكل تلك الأسباب أنعدمت و تلاشت وحدة الفكر و إلارادة , فضعف الحزب و ابتعد عنه الكثيرين نتيجة لإختلافاتهم فى الرؤى… وهنا تحضرني مقولة القائد الشيوعي الشهيد..عبد الخالق محجوب عن الترهل القيادى ؟ . بمعنى ان القياديين و بقائهم فى القيادة لفترات طويلة يولد نوعا من القصور الفكرى و تصبح أدوات الحزب غير متطورة و لا تواكب الواقع الراهن .

سوزان كاشف

تعليق واحد

  1. إذا أوجدنا عذر لكل من الصادق المهدي والميرغني بحكم أن للأول إبنان يعملان مع الحكومة والأخير له إبن أيضا في الحكومة ويخشيا الإثنان علي أبنائهما فما بال الحزب الشيوعي يتنصل من إتفاق الفجر الجديد!!!! وحقيقة إما أن كل من الصادق المهدي والميرغني مؤيدان سراً للفجر الجديد ويخدعان الحكومة أو أنهما فعلاً جبانان يفضلان حياة أبنائهما علي الشعب .

  2. First of all, I believe in this article some of the concepts and part of the formula do not work.

    No not in Sudan and even in Europe or many countries of the globe, some part of the article took me 100 years back and then 20 years back as well. It just does not work?? no, no longer. Anyway, my respect.

    Second, I disagree that the communist party has stepped back
    .
    Actually it acted as it should act.

    There is no point to have parties leaders arrested in the regime prisons as the
    allegation is really serious. ?Changing the regime with act of force?or?in that meaning, and the sentence is death.

    I believe all parties in Kampala have divided the assignments according to the grounds and conditions they have and everyone is doing (its) homework, the regime knows that and is frustrated, and the gegime will wish to hear about the soft way again.
    Or might be that was you assignment to write us this article??.

  3. شكرا سوزان – تحليل رصين بالفهم الايديولوجي للماركسية اللينية – لكنه يحتاج نقدا اكثر إقناعا لغير الماركسيين حتي تتسع مواعين الفكرة لغير الماركسيين بالطبع ، خاصة وسط شعب جله لايزال يتعلق بالاشواق التقليدية في إطار الحزبين العريقين اللذين يواجان الآن تيارا صار أكثر تمددا كتيار الحركة الاسلامية بشقيها ( شعبي ووطني ) بسبب خلو الساحة علي مدي 23 عاما خلت ، ما يضع القوي الايدلوجية الاخري في مواجهة تكتل يرتكز علي ارض صلبة من حيث الوجود اليومي بالداخل مقرونا بالإمكانيات المادية واللوجستية التي لا تتوفر للغير ، مع ملاحظة نمو حركة الجبهة الثورية السودانية وإتكاءاتها علي الحركات المسلحة الخمس في جهات السودان الثلاثة ( دافور – جنوب كردفان – جنوب النيل الازرق ) ويبدو ان قيادة الشيوعي بالداخل تضع هذه المعادلات نصب عينيها .
    تحياتي ( ياسوزي ) وللأهل بلندن وام درمان
    من السعودية
    [email protected]

  4. شُكراً يا أستاذة، تحليل عميق وسليم.
    الحزب الشيوعي يحتاج إلى إصلاح حقيقي في داخله، وقد قال ذلك الراحل الخاتم عدلان في مساهمته الثرة “آن أوان التغيير”، فهل من ثوري حقيقي يمتشق حسام التغيير.

  5. موقف الحزب من الجيش والقضاء موقف سليم وهو ضد حل هذة الاجهزة كما اتى في بيان الحزب.
    صحيح هنالك ربكة بخصوص توقيع صديق يوسف والكلام هو ليست ممثل للحزب.
    اما بخصوص النضال المسلح هنالك اشكالية في عدم توحد في الرؤى وضمانات بين من يحملون السلاح ومن يناضلون سلمياً وكيف يكون الوضع بعد اسقاط النظام استناداً لتجارب الذين اسقطوا عبر النضال المسلح يتحولون الى دكتاتورية جديدة وذلك عكس النضال السلمي وخاصتاً الانقاذ زرعت الفتنة القبلية بين السودانيين.وكذلك عدد لايستهان بة لا يفرق بين القبائل وقيادات المؤتمر الوطني العنصرية ويأخذون القابئل بجريرة القيادات العنصرية.وكذلك كثير من قيادات هذة الحركات كانت مشاركة الكعكة مع الانقاذ وخلافها مع الانقاذ غير واضح هل بسبب مصالح شخصية ام لاجل المواطن الغلبان وفي هذة الحالة يكون النصال السلمي يسقط النظام ويحافظ على ماتبقى من السودان ويؤسس لنظام ديمقراطي

  6. كويس أنو فى زول تانى يشاركنى فى أنو ما يدور فى ( هذا الجزب و الذى اؤيده و اثمن الكثير من مواقفه)قد أصبح عصيآ على الفهم للأنسان البسيط فى شنقلى طوباى ناهيك عن الديمقراطيين والذين تفرقت بهم طرق النضال (من أجل غدآ أفضل)كما ورد فى لقاء السكرتير العام (الخطيب)فى جريدة السودانى وتنصل الحزب حتى عن (صديق يوسف)الحكاية بقت دايرة مراجعة !!!!!!!!!!!!

  7. ان النضال المسلح أرقى اشكال النضال فى الفهم الثورى.
    النظام قالها صراحة من يريد ان يقلعنا فاليحمل البندقية

  8. The World New System

    We Hope the Revolution in Sudan Produces a Democratic Regime that Qualifies Sudan and People of Sudan to the challenges of World New System

    ?Globalization is a trend toward greater economic, cultural, political and technological interdependence among national institutions and economic?, ((Wild et al 2010, p. 34).
    ?Globalization is trend characterized by denationalization (national boundaries becoming less relevant)? ((Wild et al 2010, p. 34

    As the world is globalizing there will be a new system that will rule the Globe, due to the fact that the internet and the very high and fast technologies developments in all industries and particularly in communications sectors, the distances between boarders are disappearing and as we can see in many parts of the Globe boarders have started to disappear example is the EU. (Unfortunately, Sudan is making new boarders).

    The System based on the definition above will increase the interdependency in the Globe?s Nations. For example in culture, the most serving religions in the globe population Christianity 34%, Islam 23% , Buddhism and Hinduism will get closer to the Agreed Human Rights and they might even meet in middle points.
    This is why sometimes some religious scholars come with new explanations such as women might lead prayers in Islam.
    (Personal issue ?I do not like the idea of religion but I have a great respect to all)

    Also, in culture since culture is a main factor of development and civilization, it is observed that two languages die very 15 days (believe it), so we are also getting closer to fewer languages (boarders) in this Globe. English, Arabic, Chinese and others are safe.
    In politics, some old fashion and collapsed theories will not have chances to survive, unless they develop themselves. The Scandinavian model for example can be explained in one phrase (Live as a capitalist and vote as a socialist). Therefore, I do believe Communism will not be in the Global Map. When we asked Mr. M. Gorbachev to talk to us at school he asked for 30 000 $ per hours. So walk up guys!!!

    Trade, which will no longer be called international trade but Global trade, has already advanced on the issue of Global Trade. ?Check out WTO?. Moreover, Muslim World will have to live with the Global Interest Rate System (RIBAA is Haram) until their scholars present to the Globe a competitive solution.
    so whenever Sudan borrows money no need for crying thsi is how the system works

    We Hope the Revolution in Sudan comes with a Democratic Regime that Qualifies Sudan to the World New System and not pulls it back.
    Adam Kat
    [email protected]

    Sorry for not making a proper referencing but try this book
    . International business, The Challenges of Globalization by Wild Wild Han, and others, 2010

    I wish Al Rakoba W.D. will find and correct my grammar mistakes and I am sorry for them.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..