زيادة تعرفة المواصلات شبح يلاحق المواطنين

نقابي: الحل بدعم الوقود التجاري وفتح استيراد الاسبيرات المستعملة وإعفاءها من الجمارك
تحقيق:عماد النظيف
عجزت ولاية الخرطوم عن إيجاد حلول لأزمة المواصلات، التي باتت تتجدد كل يوم وعلى الرغم من المقترحات المقدمة من قبل المتخصصين، إلا أن مبررات الأزمة من قبل الحكومة الولاية وجهتة بالسخط والاستنكار من قبل المواطنين.. وخلال جولة لـ(آخرلحظة) في مواقف الخرطوم تلاحظ أن أصحاب الحافلات يرفضون الدخول للمواقف الرئيسية كموقف (جاكسون والاستاد وشروني)، نسبة لضيق مسارات الدخول والخروج لتلك المواقف، إذ يفضل بعض سائقي المركبات في خطوط مناطق جنوب الخرطوم وغربها الوقوف على جنبات المواقف، تفادياً للاكتظاظ وضيق المخارج والمداخل الرئيسية للمواقف.
شكاوي
يقول المواطن سعيد الماحي الذى كانت تبدو عليه علامات التعب والإهارق من الانتظار، أنه ظل منتظراً قرابة الثلاث ساعات داخل الموقف.. مشيراً الى أن بعض أصحاب الحافلات بالموقف يرفضون حمل الركاب، ويقوم الكمساري بإغلاق نوافذ المركبة وعدم السماح للمواطنين بالصعود.
المواطن حمدان سليمان يقطن بحري الكدرو يقول: إن أصحاب الحافلات يقومون بتجزئة الرحلة، مستشهداً بخط العربي الخرطوم بحري، حيث اعتاد أصحاب المركبات بشحن الحافلة من الخرطوم لمحطة صينية بري، وبعد نزول الركاب يتغير مسار الحافلة للكدرو، وعزا حمدان ذلك لانعدام الرقابة التي تحدد سير المركب، ومراقبة الخطوط واللوحات البارزة.
وقالت الطالبة الجامعية رؤى اسماعيل: باتت المواصلات صعبة للغاية خاصة على النساء، لأن الرجال يمارسون أسلوب القوة من أجل الحصول على مقعد، تأسفت بقولها.. بات الرجل لا يقدر ضعف المرأة، ولا يهتم بمساعدتها في مواقف المواصلات، وبمجرد وصول مركبة تجد أغلبية ركابها من العنصر الرجالي، ولا يفسحون مجالاً للنساء للركوب.
وأجمع سائقو حافلات القطاع الخاص(الهايس) على أن الأزمة ناتجه من سياسة الدولة في إدارة قطاع النقل، وذلك بعد قرار رفع قيمة الدية من (30) ألف جنيه الى(330) ألف جنيه، وفرض شروطاً جديدة من قبل شركات التأمين، وخروج بعض الشركات.. وأضاف.. ويعمل معظم سائقي المركبات الصغيرة (الملكي) في أوقات الذروة التي يخرج فيها الموظفون والطلاب والعمال حتى يتسنى لهم زيادة التعرفة.
أخطاء فنية
أقر رئيس غرفة الحافلات شمس الدين عبد الباقي بوجود أخطاء فنية في تعرفة المواصلات.. مشيراً لاتفاق الغرفة مع أصحاب المركبات بزيادة تعرفة المواصلات في بعض الخطوط كخط العربي الصالحة جنوب الخرطوم، لتصبح (4)جنيهات بدلاً عن (3)جنيهات، وعزا ذلك لربط منطقة الشيخ يوسف جنوب أم درمان بخط مواصلات الصالحة، وقال صدر قرار في الأسبوع الماضي بتركيب الاستيكرات لكل مركب، حتى يتمكن الركاب من معرفة وجهة المركب.. مشيراً لمنع الحافلات من الخروج من الخط المحدد للسائق أو المسار، وتوقع أن تشهد الأيام القادمة انفراجاً ملحوظاً في المواصلات، وكشف عن خروج (170)حافلة من خط جنوب الخرطوم الصالحة، الشقلة المربعات، وقال في السابق كانت تعمل في الخط (250)عربة، الآن جملة الحافلات (80)حافلة فقط، نسبة لعدم تغطية التعرفة.
تجزئة الرحلة:
وكشفت متابعات (الصحيفة) عن مضاعفة تعرفة المواصلات لمركبات الصغيرة (الهايس)، ويقوم أصحاب العربات باستغلال الأزمة التي أحدثها خروج عدد من بصات الولاية من الخدمة، لتصبح قيمة التعرفة من الخرطوم الى الصالحة جنوب أم درمان (10) بدلاً عن (7)جنيهات للراكب.. وأيضاً تعرفة الخرطوم الثورات، ويقوم سائقو المركبات العامة بتجزئة الخطوط لمضاعفة التعرفة في الفترة المسائية، وتستفحل أزمة المواصلات في الفترة الصباحية عند خروج الموظفين والطلاب والعمال، لجهة عملهم فضلاً عن الازدحام في الفترة المسائية، حيث يفضل بعض المواطنين السير على الأقدام حتى أصبح مصطلح (جر الشارع) ذائع الصيت، وهناك بعض المواطنين يقومون بمطاردة المركبات، وبعضهم يستقل المركبات الخاصة.
معالجات جذرية
أدخلت شركة مواصلات الخرطوم مجموعة من البصات لحل أشكاليات المواصلات، لكنها باءت بالفشل، وبعد وصول الفوج الأول من البصات التي عملت بأسعار أقل من السعر المحدد، الأمر الذي دفع الى خروج حافلات وبصات من القطاع الخاص خارج السوق، خلقت فجوة كبيرة يصعب على شركة مواصلات الخرطوم سدها، وأيضاً أسباب أن بصات القطاع العام لا تعمل في الليل بعد الساعة العاشرة، في الوقت نفسه ترى المواطنين في انتظار المواصلات في الساعات الأولى من الصباح، دون مراعاة لظروف الأطفال والمعاقين وكبار السن والمرضى.
تعود أسباب زيادة تعرفة المواصلات الى زيادة الضرائب، وارتفاع تكلفة إجراءات التشغيل، وارتفاع أسعار قطع الغيار المستوردة، ومنع استيراد قطع الغيار المستعملة، مما يجعل تعريفة المواصلات التي تحددها الحكومة لا تغطي، أي أنها غير مجزية بالنسبة لهم، بينما يشكو أصحاب الحافلات من غرامات (إيصالات) تفرضها عليهم شرطة المرور، وأيضاً يشكو المنتظرون من رهق الانتظار في محطات الطريق، والاختناق المروري المستمر.
فرض رقابة:
بحثاً عن حلول للحصول على بعض الاضاءات ذهبت (آخرلحظة ) بتساؤل للنقابي السابق عبد السلام عبد الجبار الذي قال: تعد مشكلة المواصلات قديمة، لا يمكن حلها لا بفرض رقابة من قبل إدارة النقل والبترول ونقابة الحافلات، وتحفيز العاملين في مجال النقل والمواقف، ودعم الوقود التجاري على الأقل، وفتح استيراد الاسبيرات المستعملة مع فتح اعتمادات لها وإعفاءها من الجمارك، وضبط حركة المواصلات في أوقات الذروة وسحب رخصة كل المخالفين والغرامة، واخراج العربات الملاكي من المواقف، وأضاف حينها تبدأ الأزمة في الإنفراج، وانتقد تجاهل الدولة الى قطاع المواصلات الذي يعتبر من القطاعات الخدمية المهمة.
بحث عن حلول
وكانت نقابة الحافلات قد دفعت بخطاب لوالي الخرطوم عبر رئيس الهيئة الفرعية للمواصلات الداخلية يطالب فيها بالبحث عن حلول لأزمة المواصلات، عن طريق زيادة التعرفة والنظر في سبب غلاء الاطارات والاسبيرات، واختفاء بعضها من الأسواق، بجانب البحث عن توفير المواصلات في أماكن السكن المختلفة بالولاية، لكن ما لفت انتباه (آخرلحظة) هو تبرير الهيئة للنقص الحاد في عدد المركبات العاملة بالولاية، بسبب صدور قرار من المرور بحجز أي حافلة غير مرخصة.