أخبار السودان

?حالة اهتمام? مجريات الأحداث في الرياض تُحرك ساكن الخرطوم، لكن لماذا ازداد اهتمام السودانيين بما يحدث في المملكة؟

الخرطوم ـ الزين عثمان
ليس أمرا جديدا أن تحظى القضايا والأحداث الإقليمية والدولية باهتمام السودانيين، بيد أن ما يجري في المملكة العربية السعودية من أحداث متلاحقة، يقابله السودانيون باهتمام فوق العادة، ربما بسبب العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط البلدين، وربما لأشياء طارئة، فلا تكاد القوات الأمنية السعودية تعتقل شخصا ضمن حملة مكافحة ?الفساد?، إلا وكان خبره وصورته حاضرين في التداول الأسفيري الخاص بالمجموعات السودانية وفي تعليقات روادها، فضلا عن تناقل نبأ سقوط الطائرة السعودية التي أدت لمصرع الأمير منصور بن مقرن ومسؤولين آخرين، بل إن كثيرا من المتداولين لهذه الأنباء شرعوا في التفسير والتحليل أو على الأقل وضع الاستفهامات حول تطورات الوضع في المملكة.
تبدو الإجابة على سؤال: لماذا يهتم أهل السودان بما يجري في السعودية في قراءة أرقام السودانيين الموجودين في الجانب الآخر من البحر الأحمر من جانب، وفي الجانب الآخر اهتمام ينطلق من الأثر الكبير لما يجري في المملكة على مجمل أوضاع المسلمين في العالم، وهنا ربما تحضر عبارة ظلت حاضرة (الدفاع عن المملكة هو دفاع عن الحرمين الشريفين) بالإضافة للعامل الديني فإن عامل الاقتصاد المرتبط بالمغتربين يظل حاضراً بشدة في مبررات متابعة ما يحدث هناك.
أمر آخر يتعلق هذه المرة بوجود السودان ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والذي تتزعمه السعودية وهو ما يجعل أي تغييرات في السعودية تؤثر على الواقع في السودان بالتأكيد.
يرجع البروفيسور حسن الساعوري أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية والمحلل السياسي بروز هذه الحالة من الاهتمام إلى نقطة أولى تتعلق بقدرة وسائط الميديا العالمية على جعل العالم غرفة واحدة وبالتالي لم يعد اهتمام الإنسان مرتبطا بالبيئة التي يسكنها وإنما صار يمكننا القول بوجود ما يعرف بالمواطن العالمي، لكنه سرعان ما يعود ليثير عدة نقاط قال إنها هي التي ولدت هذه الحالة من الاهتمام وترتبط بشكل أساسي بعلاقة الترابط بين السودان والسعودية وخصوصاً في المرحلة الأخيرة والتي يسميها حقبة استعادة السودان لدوره الريادي في ما يتعلق بتواصله مع الخليج في الفترة الأخيرة حيث يشير إلى أن حدوث أي تغيرات من شأنه إعادة الخارطة من جديد.
ولا يستبعد الساعوري أن تكون ثمة علاقة بين ما يجري في السعودية ومحاولة إعادة رسم الخارطة الإقليمية للمنطقة وخصوصاً في ظل ارتباط ما يجري بالدور الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية.. يشير البروف إلى نقطة تبدو محورية وهي التصريحات التي رددها مسؤولون سودانيون في أعقاب رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وأن الأمر ارتبط بدور كبير للمملكة العربية السعودية في هذا الجانب وبالتالي فإن الاهتمام بما يجري في السعودية هو في الأساس بحث عن سؤال المستقبل في ما يتعلق بالسودان.
فيما يعزو البعض حالة الاهتمام السوداني بما يجري في السعودية الآن، إلى حالة من البحث عن أي شكل من أشكال التغيير بغض النظر عن مصدره، وهذه المسألة ترتبط بشكل رئيس بفئة الشباب التي لم يخرج اهتمامها بما يجري في السعودية عن التعليق عليه بأسلوب غلبت عليه (السخرية) حيث يعلق الصحفي السوداني المقيم في قطر محمد الفكي قائلاً: ?اعتقال الأمير الوليد بن طلال في الوقت الذي يعمل فيه الفريق طه عثمان مستشاراً بالقصر الملكي? مفارقة الصورة التي رسمها ود الفكي تلتقي وصورة مفارقة أخرى حين يرفع البعض صورة تجمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع عدد من الأمراء الذين طالتهم قرارات التوقيف الأخيرة ويعلق عليها: ?لا تنسي أن تتمسك في الأمل وحين يغلبك خت في بالك أن هذا الشاب قد نجح في اعتقال كل هؤلاء الأمراء، مما يجعل من صعود بن سلمان تحولا إيجابيا لتغيير يصب في مصلحة الشباب لذلك هم يهتمون بما يحدث في المملكة ربما اهتماما يتجاوز اهتمام بعض السعوديين?.
يرد البعض حالة الاهتمام بما يجري في السعودية إلى أن الأمر الجديد بدا وكأنه مخالف للمألوف، فأخبار تتعلق بتوقيف الأمراء وسجنهم ليست من الأخبار التي تعود البعض قراءتها حين يتعلق الأمر بالمملكة وتقاليدها المعروفة منذ زمن، كما أن الحديث عن وجود انقلاب في السعودية يبدو أمرا أكثر إثارة للدهشة ففلسفة الانقلابات تبدو غائبة حين يتعلق الأمر بحكومات الخليج الملكية، فيما برز نوع آخر من أنواع الاهتمام بما يجري في السعودية وهو حالة المتابعة لما يجري فيها من قبل السودانيين المقيمين في المملكة وهو اهتمام يتم رده في الأساس لحالة ارتباطهم بالمنطقة باعتبارها المكان الذي يكسبون فيه رزقهم وهو أمر قد يتجاوز الشخص المعني لمجموعة أشخاص يرتبطون به وبما يقوم بإرساله للسودان وهنا ربما يحضر المثل القائل: ?هؤلاء يونسهم غرضهم?.
يرد أحد الشباب في حديثه لـ(اليوم التالي) اهتمامه بما يجري هناك لأنه انطلق الأساس من تأثيرات وسائط التواصل الاجتماعي التي تصف في الحدث وعدم إلمامك به ربما يخرجك من السياق في المرة الأولى لكن الشاب سرعان ما يضيف بأن هناك سببا آخر لاهتمامه هو ارتباط إجراءات التحول في المملكة بشعارات مكافحة الفساد، بل أكثر من ذلك نحن في انتظار أن يتم نقل التجربة للداخل ومؤكد أنها ستعالج معظم مشكلاتنا المحيطة، في هذا الاتجاه فإن البعض مضى أكثر من ذلك حين بدأ تداول خبراً ساخراً مسبوق بعبارة عاجل (أنباء عن شن حملة كبيرة وواسعة ضد الفساد في السودان أسوة بالسعودية.. والقبض على العشرات المتورطين في قضايا فساد منهم ست شاي و50 بائعا متجولا وجاري مطاردة 1500 عامل درداقة)!
في وقت اختصر فيه البعض اهتمامه بكل ما يجري في السعودية بأنه يأتي في سياق اهتمامه بما يجري للملياردير الوليد بن طلال باعتباره أحد النماذج التي يتمنى الجميع الوصول إليها ولا ينسون هنا أن يضعوا سؤالا يتعلق بما هو مستقبل فندق (السلام روتانا)؟!

تعليق واحد

  1. كلام خارم بارم ليس الا…..خبراء شنو وبطيخ شنو يا وهم!!!!!السبب الوحيد هو كميه السودانيين في السعوديه لذلك تجدهم يهتمون بما يحصل هناك……اعتقد ان عدد السودانيين هناك اكتر من السودانيين في الخرطوم… قال خبراء قال

  2. كلام خارم بارم ليس الا…..خبراء شنو وبطيخ شنو يا وهم!!!!!السبب الوحيد هو كميه السودانيين في السعوديه لذلك تجدهم يهتمون بما يحصل هناك……اعتقد ان عدد السودانيين هناك اكتر من السودانيين في الخرطوم… قال خبراء قال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..