مذبحة بيت الضيافة: التحقيق الذي يكذب الغطّاس

عبدالله علي ابراهيم

صدر لي عن دار المصورات بالخرطوم هذا الكتاب الذي ناديت فيه بقوة إجراء تحقيق تأخر جداً في ملابسات هذه المذبحة اتي تحمل وزرها رفاق لنا نعتقد ببراءتهم. وقلت في مقدمته إنه إن لم تقم الدولة بهذا التحقيق فسنعلن، نحن رفاقهم، وبأعلى صوت براءتهم مما ذنّبهم به نظام طاغية ارتعب حتى من بدايات التحقيقات التي وعد بها. وفي الكتاب مرافعة عن رفاقنا الشيوعيين والديمقراطيين لا مهرب لمن لم يقتنع بها من أن يطلب بقوة وبعزيمة التحقيق في جريرة رفاق لنا كانوا جوهرة عقد الوطن. ويجد القاري الكتاب في دار المصورات بالخرطوم وفي معرض الشارقة للكتاب المنعقد حالياً. أرجو أن يجد نداء هذا الشيوعي الهرم صدى بينكم لننتزع من الدولة الصفيقة تحقيقاً لن يقتصر بالطبع على بيت الضيافة لأننا نريده تقليداً ديمقراطياً لا يغادر نبش صفحة من عنف الدولة والعنف المضاد. وجزاكم الله إحساناً عن إحسانكم إحسانا منتصفين لقيم القسط لمن هم بين يد رب غفور.

مقدمة الكتاب
إخلاء السبيل إن لم تركبهم التهمة
(If it doesn?t fit, you must quit)
جمعت في هذا السفر كتابات منجمة ترجع إلى منتصف السبعينات عن مذبحة بيت الضيافة في 22 يوليو 1971 في أعقاب مصرع انقلاب 19 يوليو الذي قام به ضباط شيوعيون وحلفاء لهم في وضح نهار ذلك اليوم. وهي المذبحة التي راح ضحيتها 16 ضابطاً وثلاثة من صف الضابط علاوة على مواجهات خارج القصر قضت على 17 مدنياً. وتحكمت هذه المذبحة، التي اتهم بها من قاموا بالانقلاب الفاشل من الضباط الشيوعيين وحزبهم، في ردة فعل نظام الرئيس لاحقاً النميري على الانقلاب. فجرت المحاكمات من وحي بشاعة تلك المقتلة. فاختلط تذنيب الشيوعيين بالانقلاب، وهي تهمة جلل في حد ذاتها، بتذنيبهم للمقتلة التي هي فظاظة كبرى في حد ذاتها. وجسدت هذا الخلط المروع والظالم محاكم الشجرة (معسكر مدرعات القوات المسلحة بفضاء حي الشجرة جنوب الخرطوم) التي نُصبت للانقلابيين. وكانت مثلاً يضرب في هرج محاكم الكنقارو. والكنقارو هو الحيوان الأسترالي الذي يضع ولده في جيب من جسده عند البطن. وسبب وصف مثل محاكم نميري بالكنقارو أنها كانت تعمل وفق هواه وكأنه يضعها في جيبه. فقد تربصت هذه المحاكم بالمتهمين، وتجنبت مقتضى العدل بصورة اثيمة صريحة. فقتلت جزافاً 3 من قادة حزبنا و11 ضابطاً من رفاقنا من زبدة جيل الـتأسيس الشيوعي والنقابي. ولا بد من استثناء قضاة عسكريين فيها تعففوا من الطأطأة لإرادة نميري ونزوته.
التزمت في هذه المقالات، بجانب الالحاح على وجوب الكشف عن المقابر المخفاة لشهداء حزبنا، اصراراً مستحيلاً بوجوب التحقيق الدقيق في من قام بهذه المذبحة. فقد تواترت الشواهد على أن من قتل الناس جميعاً فيها قوم آخرون غير الشيوعيين عرفوا ب”القوة الثالثة”. وهي القوة التي خرجت في ظهيرة يوم 22 يوليو بانقلابها الخاص. فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء تطلب الحكم غلابا. وخاضت في الدم في قصر الضيافة قبل أن يفسد عليها بهجة يومها خروج الرئيس نميري سالماً من معتقله، وسَبْقُه لها إلى الشارع والإذاعة، فطوت ذيلها وأوراقها، وركبت موجة عودة “القائد في خمس دقائق” كما جرى الهتاف في تلك الأيام. وسيجد القارئ أنني أسست لنظرية وجود هذه القوة الثالثة بما وسعني من حيثيات. ولم أرد منها في هذا الطور سوى الطعن في عقيدة تحميل الشيوعيين جريرة المقتلة المتوارثة من محاكم الشجرة الكأداء. ورغبت من هذا الطعن أن يكون حافزاً للجميع لاستدراك حس العدل والدين الذي ابتذلته محاكم الشجرة وتحقيقاتها. لا أزعم لنظريتي في هذا الطور الصحة. فالغاية منها إلقاء غلالة من الشك على ما تواضعنا عليه من توزير الشيوعيين بالمذبحة. فنجاحها قاصر في هذه المرحلة على بذر الشك في نسبة المذبحة للشيوعيين بما يستدعي التحقيق فيها من أول جديد.
لا يعترضن أحد على العودة لمنصة التحقيق بعد 46 من وقوع المذبحة بحجة استحالة توافر الوثائق والبينات. وكتبنا هذا الكتاب خصيصاً لكي نحمل من ساغ له هذا الاعتراض أن بوسعنا ما يزال، برغم صدأ الزمن، أن نحقق بصورة وثقى ومقسطة في المذبحة. وبدا لي أننا نجحنا في الكتاب في بيان إمكانية هذا التحقيق ولم نتجاوز الأدب المتاح عن المذبحة من صحافة ووسائط ومذكرات الضحايا الأحياء وذكرياتهم، وأرشيف الصور المتاح إلى الأدلة المادية التي بيد الدولة وأجهزتها. فمتى اتفق للدولة إعادة التحقيق تفتحت لها الوثائق من حصيلة لجانها للتحقيق في الانقلاب والمذبحة، ومضابط تحريات قسم القضاء العسكري، وسجلات المحاكم العسكرية الإيجازية، وأرشيف الأمن القومي، وتسجيلات الإذاعة والتلفزيون، وقسم التصوير الفوتغرافي بوزارة الإعلام والثقافة. ويمكن لها أن تستمع للشهود الأحياء القليلين وذريتهم، وكل راغب في الحديث في الشأن.
نريد من سعينا للتحقيق المجدد الحقيق للمذبحة أن يقوم جرم رفاقنا، أو تبرئتهم، على بينة لا على غل النفوس والهرج. فمتى ساقتكم البينات إلى إدانتهم فلا تثريب. ومتى عازكم الدليل والبرهان فأحسنوا إليهم بالبراءة. ولنا مثل في محاكمة ج أي سمبسون الرياضي الأسود المميز المتهم بقتل زوجته في أمريكا في 1994. فقد جرب الاتهام عليه قفازات كان يأمل أن تدل على ارتكابه للجريمة فوجدها ضاقت عنه. فقال المحامي كلمة مسجوعة سارت مثلاً “If it doesn?t fit, you must quit?
(أخلي سبيله إن لم تركبه التهمة)
فلنعد إلى التحقيق في من ذبح شهداء بيت الضيافة مستدبرين ذلك الذي انعقد وشياطين الجن والأنس ضاربة الأطناب في الوطن. فإذا وجدتم ما ينهض دليلاً على جرم رفاقنا كان بها، ويا رحمة الله على قتلى بيت الضيافة سائلين لرفاقنا عفو من لا يظلم أحد عنده. وإن لم تجدوا دليلاً عليهم فأذنوا، يا هداكم الله، لأرواحهم المثقلة بجريرة مستكرهة أن تأمن، وأن تغشى قبورهم سحائب الرحمن. وسنقول، نحن الذين استخلفونا من بعدهم على القضية، إننا لم نسلم الروح قبل تبرئة ساحتهم من محاكم البني آدم الغليظة. فقد كان عزاؤنا العمر كله أنهم بيد عزيز غفور مقتدر يعرف دبيب النمل في أجحارها وصليل أفاعي البشر في وكناتها. وأردنا ألا نرحل من بعدهم إلا وقد طلبنا لهم الإحسان حتى في تجريمهم، ونقينا ذكراهم والوطن من درن البغضاء، وراسبات الأحقاد.
الغلاف من تصميم الفنان محمد الصادق

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قوة ثالثة !! هل انت مصدق الفبركة الفارغة دي ؟ مجزرة بيت الضيافة خرج منها بعض الاحياء ولازال بعضهم على قيد الحياة بل وتكلم يعضهم مع المنفذين وترجوا من قاموا باطلاق النار على الضباط العزل بان لا يفعلوا مثل الضابط عثمان عبد الرسول وهناك من اعترف من الضباط الشيوعيين كعبد العظيم عوض سرور فلم يعد الامر خافيا ومافي شيء يجبر هؤلاء على الكذب بعد كم واربعين سنة وكمان عندك العماس من الانقلابيين والمشاركين في الانقلاب وهو الذي رفض قتل الضباط المعتقلين بمكان آخر بل وسلمهم سلاحه رغم صدور الاوامر له باطلاق النار وتصفية الضباط الذين كانوا تحت قبضته فمافي داعي للفبركات دي قول مجزرة بيت الضيافة نفذها افراد ينتموا للحزب الشيوعي وهو عمل فردي الحزب غير مسؤول عنه واتظلم الكثيرين من الشيوعيين وماتوا سنبلة ودفعوا ثمن عمل بعض المتهورين والموتورين من اعضاء الحزب الشيوعي وقول المجزرة لم يكن عليها اجماع من الحزب الشيوعي ولم ويوافق عليها الحزب وقادته بل تم وضعهم امام الامر الواقع ووافقوا على الانقلاب نفسه مكرهين حتى لا يتخلوا عن رفاقهم لكن حكاية قوة ثالثة وكلام فارغ زي ده كلام الناس اتجاوزوهو خلاص فبلاش فبركة معاك خسارة يموت مفكرين وجهابزة مثل عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق لاجل جريمة مخزية لايوافق عليها أحد لانها قتل لاناس لا حول لهم ولاقوة وهم اسري لا سلاح بيدهم حتى يدافعوا عن أنفسهم رجالة ساي مافي زول بيعمل عملة قذرة زي دي هؤلاء كانوا خايفين المحاكمات حاولوا يخفوا اي معالم لمعروفة شخوصهم لذا صدرت لهم اوامر بتصفية المعتقلين من الضباط فدفع كثير من الابرياء ثمن خسة ووضاعة البعض من الانقلابيين وليسوا كلهم حتى لايتم ظلمهم مرتين رحمهم الله جميعا قاتلين ومقتولين

  2. قوة ثالثة !! هل انت مصدق الفبركة الفارغة دي ؟ مجزرة بيت الضيافة خرج منها بعض الاحياء ولازال بعضهم على قيد الحياة بل وتكلم يعضهم مع المنفذين وترجوا من قاموا باطلاق النار على الضباط العزل بان لا يفعلوا مثل الضابط عثمان عبد الرسول وهناك من اعترف من الضباط الشيوعيين كعبد العظيم عوض سرور فلم يعد الامر خافيا ومافي شيء يجبر هؤلاء على الكذب بعد كم واربعين سنة وكمان عندك العماس من الانقلابيين والمشاركين في الانقلاب وهو الذي رفض قتل الضباط المعتقلين بمكان آخر بل وسلمهم سلاحه رغم صدور الاوامر له باطلاق النار وتصفية الضباط الذين كانوا تحت قبضته فمافي داعي للفبركات دي قول مجزرة بيت الضيافة نفذها افراد ينتموا للحزب الشيوعي وهو عمل فردي الحزب غير مسؤول عنه واتظلم الكثيرين من الشيوعيين وماتوا سنبلة ودفعوا ثمن عمل بعض المتهورين والموتورين من اعضاء الحزب الشيوعي وقول المجزرة لم يكن عليها اجماع من الحزب الشيوعي ولم ويوافق عليها الحزب وقادته بل تم وضعهم امام الامر الواقع ووافقوا على الانقلاب نفسه مكرهين حتى لا يتخلوا عن رفاقهم لكن حكاية قوة ثالثة وكلام فارغ زي ده كلام الناس اتجاوزوهو خلاص فبلاش فبركة معاك خسارة يموت مفكرين وجهابزة مثل عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق لاجل جريمة مخزية لايوافق عليها أحد لانها قتل لاناس لا حول لهم ولاقوة وهم اسري لا سلاح بيدهم حتى يدافعوا عن أنفسهم رجالة ساي مافي زول بيعمل عملة قذرة زي دي هؤلاء كانوا خايفين المحاكمات حاولوا يخفوا اي معالم لمعروفة شخوصهم لذا صدرت لهم اوامر بتصفية المعتقلين من الضباط فدفع كثير من الابرياء ثمن خسة ووضاعة البعض من الانقلابيين وليسوا كلهم حتى لايتم ظلمهم مرتين رحمهم الله جميعا قاتلين ومقتولين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..