أخبار السودان

زيروهات نائب الوالي

حياة آدم

ستمضي خمسون عاما وليست خمسون يوما طالما هناك من يجلسون ليمارسوا الكذب على الشعب ويقولون مالا يفعلون، لذلك ظل الشعب لا يعر هذه الوثبات الكذوبة أدنى اهتمام خاصة وأنها وثبات هدفها الاول والاخير الدعاية الانتخابية والاعلامية ولان برامج الدولة جلها باتت تختزل في برنامج الحزب الواحد لذلك لن تجد الاذن الصاغية لانه و مايدعو للاسف أن المؤتمر الوطني يمارس سياسة (طق الحنك) ويطلق الوعود الجوفاء في الهواء الطلق من خلال منسوبيه ليؤكد للشعب حقيقة انه المالك الشرعي للدولة والشعب معا، وعليه اصبح كل من هب ودب من اصغر عضو الي اكبر قيادي يقول ما لم ينزل الله به من سلطان وكله فقط من خلال بطاقات العضوية التي يحملونها وهي البطاقة الاقوى سلطةً ونفوذاً في الدولة وهي المهابة من الجميع.
برامج (الزيروهات) التي اطلقها نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم لا يمكن تفعيلها بالكلام فقط وانما تحتاج لارادة وعزيمة وبرنامج وتخطيط واستراتبجية ومجموعات عمل متكاملة لذلك. فاذا نظرنا الى (الزيروهات) الثلاثة والتي هي نفسها زيرو كوش وزيرو حفر وزيرو عطش نجدها من اسهل المهام التي قد توكل بها مؤسسة او منظومة اذا خطط لها بطريقة سليمة بتوفر كل المعطيات والمقومات لذلك .ولكن للاسف ليس هناك تخطيطاً مبرمجاً كما اسلفنا و الاف العمال يجوبون الشوارع كل يوم بغية النظافة دون رقيب او حسيب ويتمركزون في شارع واحد كل يوم وهو شارع النيل كانه ليست هناك شوارع اخري وكثبان الرمال التي تكون علي جنبات الطريق وتظل فيه الي اليوم التالي او الي حين تاتي رياح ويعود الحال كما عليه ناهيك عن أكوام القمامة التي باتت تشكل مرتعا خصبا للذباب والبعوض والكلاب الضالة حيث تفتقر للمكبات المؤقتة علي جنبات الطريق كما أن المواطن نفسه يفتقر الي ثقافة الاهتمام بالنظافه من كثرة ما فتر مما يري من اوساخ حيث تري في بعض الاحيان سيارة فارهة بالطريق يقذف من هم بداخلها بقايا الأطعمة او بكيس ممتلئ بالاوساخ في قارعة الطريق لتاتي الكلاب الضالة والبشر المتضورين من الجوع يبحثوا عن الاكل في المزابل ليقتاتوا من بقايا اصحاب الاموال ، وبالتالي تتناثر الاوساخ في كل مكان مما يصعب مهمة العمال الذين يقومون بتلك المهام لذلك نجدهم ايضا لا يأبهون كثيراً بتجويد عملهم فكيف بربكم ستنظف الخرطوم وتصل الي زيرو كوشة.
اما بالنسبة لموضوع الحفر والمطبات فحدث ولا حرج للاسف الشديد ظلت الانقاذ تحتفل وتحتفي مرار وتكرار بأكبر انجازاتها منذ 28 عاما والتي تمثلت في الكباري والطرق ويا سبحان الله لم تتعلم طيلة هذه السنين والتي تعتبر انها اخذت ما فيه الكفاية من خبرة حيث جربت ذلك علي ارض الواقع كثيراً الا انها ظلت تسجل فشلا ذريعا في جعل هذا الانجاز مفخرة نسبة لتسليمها الي شركات تفتقر للمواصفات العالمية والخبرة الكاملة حيث انها درجت علي اعطائها لمنسوبي الوطني من اجل التمكين لذلك تجد أن الطرقات دائما ما تتخللها الاعطاب البالغة نسبة للمواد التي تستخدم وهي في غالب الاحيان لاتتطابق و المواصفات المطلوبة او الاشكالات الهندسية التي لاتنفذ بالشكل المثالي لشح خبرة هذه الشركات وان كانت شركات أجنبية تكون صينية أو من هي على شاكلتها وهي دائماً ما تأتي بأسوأ أنواع المواد المستخدمة في التنفيذ وهنا ينتهي الكلام لذلك الي أن تزول هذه الاسباب ستظل شوارع الخرطوم مليئة بالحفر والمطبات.
بالنسبة لزيرو عطش هنا يكمن بيت القصيد وبه ينتهي الكلام يا سبحان الله ربنا سبحانه وتعالى وهبنا بنيل يحلم بإمتلاكه كل العالم حيث يجري بطول دولة السودان من المنبع الي المصب علاوة علي أنهار ووديان وروافد الا واننا نشتري المياه داخل ولاية الخرطوم من الكارو هل فعلا هذا جحود منا وهل نحن جاحدين بحق وحقيبة؟؟ فعلا نحن قوم لا نشكر الله (وان شكرتم لازيدنكم). والسؤال ماذا تنتظر الولاية حتي تصل المياه للمواطن علما بأن المواطن يدفع فاتورة المياه مقدما مقرونة مع فاتورة الكهرباء يعني ببساطة يمكن أن يكون هناك اناس يسددون فاتورة المياه لمدة شهر كامل بدون أن تصلهم قطرة ماء .
انا اعتقد أن موضوع الوثبة (والزيروهات) التي بات يطلقها منسوبو المؤتمر الوطني في الهواء الطلق ما هي الا مادة الكسب الوقت من اجل الاعداد للبرنامج الانتخابي القادم والذي برايي لا يعني مواطن الخرطوم من قريب او بعيد لانه ظل يعاني من العطش ويقع كل يوم داخل الحفر ويعيش في كومة من الاوساخ والزبالة يتصارع مع الذباب والبعوض الذي يتناوب علبه في وردية راتبة حيث يبدأ في سباق مع الذباب منذ الصباح الباكر لياتي في المساء البعوض و يتسلم الوردية الليلية وبات يعيش في مرض وقرف مع ضنك العيش وشظف الحياة فإذا لم تتوفر الارادة الحقيقية ونية الاصلاح وتقويم السلوك والالتزام الجاد من جانب الدولة من خلال توفير المواعين التي تستوعب عمليات النظافة وتوفير المياه النقية الصالحة لاستخدام المواطن وبالكميات المطلوبة ورصف الطرقات بالمواصفات العالمية من خلال شركات ذات خبرات وتقنية عالية في مجال الطرق فلن تكون هناك زيرو الا في البشر حتي ولو انتظر الشعب خمسون عاما والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..