أخبار السودان

ذكري اغتيال خوجلي عثمان..”ومازالت السواطير حائمة في امدرمان

بكري الصائغ

١ـ
***ـ ما كنت اود اليوم ان اكتب عن الفنان الراحل خوجلي عثمان، الذي اغتيل طعناً في يوم ١١ نوفمبر عام ١٩٩٤حتي لا انكا جراحات قديمة ، واعيد الحزن مجدداً لاسرة الراحل،لولا ان ما يحدث في امدرمان اصبح مثار قلق الملايين.

٢ـ
***ـ لم يعد يخفي علي احد ان الجرائم تطورت في مدينة امدرمان بصورة مخيفة ، فقد كانت البداية في الزمان القديم اغتيال شخص واحد هو الفنان الراحل زنقار الذي لم يعيش طويلاً فكانت الخمسة وأربعون عاماً التى عاشها هى سنوات إبداعه القصير والتى تغنى فيها بثلاث وثلاثين اغنية بصوته الأسطورى وكان من اشهرها (حبيبى غاب فى موضع الجمال بلاقى) و(زيدنى فى هجرانى) و(دمعة الشوق).كانت نهاية الفنان المبدع زنقار بسوق ام درمان فى مشاجرة استخدمت فيها الانصال الحادة فراح ضحيتها (عليه الرحمة).

***ـ اما الحادث الثاني، فقد قامت جريدة (الحياة) اللبنانية،التي تصدر في لندن فكتبت عن تفاصيل الحادث:
***ـ اعتدى متطرف ديني اول من امس (١١ نوفمبر ١٩٩٤) ، على مقر اتحاد الفنانين السودانيين في مدينة ام درمان، واستخدم مدية لقتل احد اشهر مطربي السودان خوجلى عثمان، والذي فارق الحياة اثر اصابته بثلاثة طعنات. وكذلك احتجز في المقر المطرب عبد القادر سالم واحد اعضاء الفرقة الفنية وطعنهما بعد ما هتف ثلاث مرات: “الله اكبر”. ونعى اتحاد الفنانين المطرب عثمان، وافاد مدير شرطة الخرطوم “للحياة”، ان الحاضرين في دار الفنانين تمكنوا من القبض على الجاني، الذي يدعى (ادم سليمان)، ولم تنشر اي معلومات اضافية عن هويته، الا ان كل الدلائل تشير الى انه مهووس دينيا.

وكان هناك جدل واسع يدور في المجالس الدينية بالبلاد عن الموسيقى وهل حلال ام حرام. وتردد الى ان القاتل ادم سليمان، الذي نفذ جريمته في اتحاد الفنانين ينتمي الى جماعة دينية تلقي دروسا في منطقة (ام بدة) غرب مدينة ام درمان، وانه حضر الى جار الفنانين لاول مرة، وسأل عن مطربين مشهورين هما (سيد خليفة ومحمد الامين). وعندما لم يجدهما سأل عن مطربين اخرين، فاشار احد الحضور الى المغني خوجلى عثمان، ثم توجه الجاني نحوه وسدد اليه الطعنات القاتلة، وعندما تحرك الموجودون في المكان لردعه، سدد الطعنات الى المغني عبد القادر سالم والى عازف موسيقي.
ـ (انتهي خبر الجريدة) ـ

***ـ الحادث الثالث في سلسلسة جرائم امدرمان الشهيرة وقعت في جامعة امدرمان امدرمان الاسلامية في يوم سبتمبر الماضي ٢٠١٧، ادي الي اغتيال ثلاثة طلاب طعناً بالسكاكين من قبل طلاب ينتمون للوحدة “الجهادية” بالجامعة،
***- القتلة لم يعتقلوا!!
***- ولم يتم معهم اي تحقيق او مساءلة من اي جهة مسؤولة في الدولة حتي الان!!
***- والغريب في الامر،ان وزارة الداخلية رفضت التدخل في الموضوع!!
***- وامتنعت وزارة التربية والتعليم العالي عن التعليق!!،
***- ولا تمت ايضاً اي نوع من محاسبة من قبل ادارة جامعة امدرمان الاسلامية! !..الطلاب القتلة طلقاءاحرار يمارسون حياتهم بصورة عادية،ويحضرون المحاضرات كأن شيئاً لم يكن!!

***ـ الحادث الرابع وقع في منطقة (امبدة) يوم الخميس الماضي ٩ نوفمبرالحالي، ونشر في الصحف المحلية تحت عنوان :(ليلة الرعب في امبدة)،وجاء فيه:
( أُصيب ما لا يقل عن (13) مُواطناً في هُجومٍ لمتفلتين” على أسواق مُتفرِّقة بأمبدة غربي أم درمان،وفتحت الشرطة بلاغات بالحادثة في قسم شرطة الحارة (20) أمبدة

٣ـ
***ـ مالها ام در(أمان) قد تحولت الي مدينة غير التي عرفناها زمان، واصبحت مرتع الجريمة المنظمة، والاغتيالات المحمية بالقانون، وبرعاية خاصة من فوق؟!!!

٤ـ
عودة الي حادث اغتيال الفنان الراحل خوجلي عثمان في ذكراه الثالثة والعشرين …القاتل ادم سليمان، منذ لحظة ارتكابه الجريمة وحتى يومنا هذا، ما زال حرا طليقا، يحمل نفس المدية ، مثله مثل الطلاب القتلة في جامعة امدرمان الاسلامية!

٥-
***ـ نزل خبر مقتل الفنان خوجلي علي الجميع كنزول الصاعقة ، واستغربوا ان تطال الأيادي الأثمة هذا الفنان الرقيق المؤدب، ولكن بعض الناس لم يستغربوا اطلاقاً مصرعه لان الهوس الديني وقتها علي اشده ، كان هوساً فظيع مريع (مازال) موجود في كل مكان بشكل وبائي ، بل حتي الجامعات معاقل العلم والثقافة لم تسلم من شره، فقد شهدت الجامعة احداث دامية افتعلتها جهات دينية متطرفة تحميها الحكومة ، فسقطوا فيها عدد كبير من القتلي والجرحي ، اشهرهم الشهيدة التاية أبوعاقلة التي اغتيلت بواسطة رصاص الإحتياطي المركزي بالقرب من “قهوة النشاط” في جامعة الخرطوم…ثم هناك ايضاً الطالب الشهيد بشير الطيب ، الذي قتل بيد زميله فيصل حسن عمر، وقام اللواء الطيب محمد خير (سيخة) وقتها بحمايته في منزله ، ورافض تسليمه للعدالة، ظل القاتل مختباً بالمنزل طوال اربعة شهور طوال، تم بعدها تسفيره سراً الي ايران!!

٦ـ
***ـ بعض المواقع الالكترونية التي تهتم بالشاًن السوداني، نشرت ما يلي لا احد الكتاب:
(ما زال حادث اغتيال الفنان/خوجلى عثمان..فيه كثير من الغموض ، وبه كثير من علامات الاستفهام …منذ فترة قرات وثيقة هامة لم اتأكد من مصدرها : ان خوجلى عثمان كان فى اديس ابابا فى نفس الفندق الذى نزل فيه الجناه الذين خططوا لاغتيال حسنى مبارك…وعادوا للسودان على متن طائرة الرئاسة السودانية دون ان يعلم البشير نفسه بتلك التفاصيل…ان صحت تلك الاخبار فان اغتيال خوجلى عثمان كان مخطط له لانه يعتبر الشاهد الوحيد…قيل ان الذى قتله شخص مجنون…استبعد ذلك لان المجنون فى عز نوباته يغنى ويطرب ويكون محب لاهل الفن عموما لاحظت ذلك فى اكثر من حالة فى السودان …اتمنى ان تظهر الحقيقة يوما وينال المتهمون الاصليون جزاءهم).
ـ (انتهـي) ـ

٧ـ
***ـ نشر احد الصحفيين ايضاً مقالةجاء فيها:
( معدلات الاعتدات بالسلاح الابيض في السودان قد وصلت الي حد ينذر بدق ناقوس الخطر، فقد سجلت دوائر الشرطة بالعاصمة المثلثة رقماً مخيفاً عن الجرائم التي استخدمت فيها السكاكين والمطاوي خلال هذا العام بنحو ٧٠ ألف جناية!!، بل والغريب في الأمر،ان النساء والطالبات دخلن موسوعة الجرائم بالسلاح الابيض!! ).

٨ـ
***- رحم الله الفنان خوجلي عثمان، وكل من ماتوا وهم في قلوبنا احياء،
***- اللهم احمنا من كل شر، ومن السلاح الناري والابيض الحائم في كل مكان بلا حسيب او رقيب، ومن المهووسين والمتطرفين الذين تدعمهم السلطة الحاكمة بلا حدود….انك سميع مجيب الدعوات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ونواصل الحديث عن الاغتيالات في ام(در)امان!!

    أبرز أحداث “جماعة التكفير والهجرة”
    اغتيال الفنان الراحل خوجلي عثمان
    **********************
    المصدر: جريدة “الشرق الاوسط” اللندنية،
    الاحـد 13 رمضـان 1421 هـ 10 ديسمبر 2000 العدد 8048

    ***ـ كشف حادث الاعتداء السافر الذي نفذته جماعة التكفير والهجرة بمسجد الجرافة بضواحي ام درمان عن خلل كبير في بنية المجتمع السوداني المعروف بتسامحه وتعاطيه المعتدل مع قضايا كثيرة بينها التدين، ومعروف عن السودان انه وطن متعدد الأعراق والثقافات. اول اوجه الخلل ينبع من هذا النزوع الواضح للعنف وتعاطيه في الخلافات السياسية والدينية بدرجة يمكن معها القطع بأن حادث امس الاول لن يكون الاخير اعتمادا على السوابق، والذاكرة السودانية تستدعي مع حقبة الانقاذ الحالية اكثر من حادث سواء لجماعة التكفير والهجرة او لشرائح سياسية اخرى لجأت الى البندقية في تصفية خلافاتها واختارت الخرطوم العاصمة مسرحاً. (ابرز الأحداث من سجل جماعة التكفير والهجرة اغتيال الفنان خوجلي عثمان بمقر نقابة الفنانين بأم درمان ثم الاعتداء على المصلين بجامع انصار السنة بالثورة احدى ضواحي ام درمان ثم حادث امس الاول بمسجد الجرافة الذي اوقع عشرين شهيداً وخء جريحاً، وهناك وعلى صعيد الممارسات السياسية الصدامات المسلحة بين انصار دكتور الترابي والشرطة بالخرطوم في اكتوبر الماضي، ومعه اعتداء جماعة من جيش الامة على د. عمر نور الدائم بمنزله في مدينة الرياض بالخرطوم في نفس الشهر).

    ***ـ ولذلك، فحادث مسجد الجرافة يرفع اسئلة اكثر مما يقدم الاجابات المطلوبة لها، وبين الاسئلة، على من تقع مسؤولية هذا الانسلاخ لجماعة دينية عن تيار السلوك والتدين العام في السودان، ومن اين امتلكت هذه الجماعة ومعها جماعة اخرى من انصار الترابي السلاح الآلي الخفيف، ولماذا تقترب الحكومة من ترك الحبل على الغارب لهذه الجماعة منذ اغتيال الفنان خوجلي عثمان ونهاية بحادث امس الاول (آخر عملية لجماعة التكفير والهجرة في مصر المجاورة كان في منتصف السبعينات يوم اغتالت الشيخ الذهبي ولم يعد يسمع بها احد في مصر منذ ذلك التاريخ).

    ***ـ على صعيد المسؤولية لا يمكن الفصل بين الخطاب العام للانقاذ وبين نشؤ مثل هذه الجماعة المتطرفة برغم وجود خلافات اخرى مذهبية بين جماعة انصار السنة والتكفير والهجرة حول المرجعيات الدينية، ولكن ذلك موضوع آخر.

    ***ـ وهناك السؤال المتعلق باجادة استخدامها على النحو الذي فعله عباس عباس امس الاول بدرجة لم تخطئ طلقاته نحو مائة من المصلين ومقاومته لفرقة الشرطة لفترة زمنية فاقت الربع ساعة، وتمكنه من جرح احد افرادها. وتكمن اهمية مثل هذا السؤال في امتداداته المتجهة الى القطع بوجود الآلاف من شاكلة هذا العباس ممن يجيدون استخدام السلاح الخفيف وهم خارج منظومة القوات النظامية، وبين الامتدادات ايضاً سياسات الانقاذ التي فرضت واقعاً جديداً في بنية المجتمع السوداني في سنواتها الخمس الاولى وحسبت ان ذلك الواقع سيزول بسياسات السنوات الخمس اللاحقة، وذلك تأويل لا يلبي ابسط قواعد التحليل السياسي الناضج. حادث مسجد الجرافة مع تهاون الحكومة تجاه الظاهرة لن يكون الاخير وهو يتطلب قطعاً سياسة جديدة لنزع السلاح وأحكام محاولة الحصول عليه، حتى لا يصبح حصد الأرواح وجبة عادية في طبق الاخبار السودانية في المستقبل القريب..!

  2. ربنا يرحم من رسموا البسمه في حياة الكثيرين ممن لازموا هذا الشبل النابغ والمبدع المتميز باخلاقه وحضارته وفهمه الراقي اما الذي قتله فقل فيه ما شئت مهوووس ديني حاقد مجنون كاره نفسه عنده مشكله شخصيه حاسد قبيح خلقه واخلاق قل ما شئت فكيف تقتلون رجل يحمل كل الخير والحب لشعبه ويساهم في اسعادكم كيف تقتلون رجل لا يستطيع ان يقتل نمله بحكم معرفتي به وبعائلته الكريمه فتقتله لتعيش انت أيها السافل الحقير اين تذهب من ربك ومن قال لك انه كافر فقط لانه غني واطرب الجميع ثم حتي لو فرضنا بانه كافر وتم تكفيره من جانبكم الم تتذكرو أسماء الله سبحانه العفو الغفور لماذا قتلتوه؟ ومن قال لك بان الله لم يغفر له او يدخله الجنه؟ هل اخذت من الله موثقا؟ خوجلي مات مظلوم وانشاء الله ربنا يدخله جنات النعيم بما وقع عليه من ظلم وحسبنا الله ونعم الوكيل

  3. رحم الله خوجلي عثمان
    حادثة اغتيال خوجلي استاذنا بكرى الصائغ حدثت فى نوفمبر 1994
    ومحاولة اغتيال حسنى مبارك كانت فى 26/6/1996
    وهذا ينفى الرابط بين الحدثين يعنى محاولة اغتيال مبارك حدثت بعد عام ونصف من اغتيال خوجلي وهذ جدير بفك الرابط بين الحدثين
    كون المتهم حتى الان حرا طليقا يؤكد تورط النظام القمعى فى الخرطوم لشىء ما والله اعلم

    مع خالص شكرى وتقديرى

  4. يابكري عيب ، ما تنقل اي كلام ،، محاولة اغتيال حسني مبارك كانت منتصف عام 1995 و خوجلي عثمان قتل في نوفمبر 1994 ،و خوجلي قبل ان يقتل لم يكن في اديس و انما كان في اسمرا ،، عليكم الله ما تضحكوا علينا الكيزان

  5. عاوزين توضيح ل مرتكبي الجرائم من اين اتوا حتي نقدر مقيم الوضع المعروف أن عصابات النقرز هم ليس ب سودانيين أصولهم من دارفور وتشاد و فلاتة

  6. هذا زمان طغى فيه القبح على الجمال. تلفتوا حولكم من أي مكان كان ، في أي وقت كان ، في أي جهة تختارون . تجدون الفساد والفقر والمرض والقتل والعبوس والخيانة والنفاق والخوف وقليل جدا جدا من بقايا إبتسام في طريقه إلى الزوال إلا أن يرحمنا الله. رحماك يا ربي……..

  7. تلك هي المشكلة يا سيد بكري ، تأريخ الأحداث المرتبطة بإغتيال خوجلي، و محاولة قتل حسني مبارك ..لا أري اي رابط بينهما بسبب وقوعها في عامين مختلفين ، كما ان قاتل الفنان خوجلي كان يسأل عن محمد الأمين ، و ظن من كانوا موجودين بدار الفنانين لحظتها انه – أي القاتل – كان يود ان يطلب إحياء حفل او خلافه ، و لذلك أشاروا اليه بوجود المرحوم خوجلي عثمان بالداخل ، و يفهم أنه كان يود فقط ان يقتل مغنياً إسمه محمد الأمين او سيد خليفة .
    لا أري اي رابط بين احداث أديس أبابا في العام 1995 ، و الغدر بالفنان خوجلي في العام 1994.
    مع خالص الود و بالتوفيق في كتاباتك التوثيقية الهامة جداً .

  8. سجل موثق لجرائم من ينتمون إلى عصابة البشير ويقتلون ويسرحون ويمرحون وكأنهم لم يفعلوا شيئاً البتة! يخبرك من شهد الوقيعة، يا بكري الصائغ، أن جهاز الأمن هو الذي قتل خوجلي عثمان لأنه كان شاهداً على جريمة محاولة إغتيال حسني مبارك والقاتل لا يزال يسرح ويمرح وكأنه لم يفعل شيئاً البتة وكذلك الأمر مع بن كثير المخنث الذي مارس الفاحشة مع زميل له في الجامعة الإسلامية ثم قتل ثلاثة من زملائه ولا يزال يسرح ويمرح وكأنه لم يفعل شيئاً البتة لأنه يتبع لنظام البشير المجرم – مجرم الحرب والسلم، قاتله الله!

  9. يا حبوب الفنان محمود عبد العزيز قتلت الحكومه كما عارف اعرف
    اما مقتل الفنان خوجلى حصل ما قبل محاوله اغتيال حسنى مبارك

  10. من جرائم امدرمان الغامضة
    *******************
    رحل الشيخ الطيب السرّاج عن دنيانا مقتولآ في اليوم الحادي عشر من مارس عام (١٩٦٣م) ، ورغم مرور اربعة وخمسين عامآ علي هذا الحدث الفاجع الكبير الذي هز السودان وخاصة مدينة امدرمان ، فان لا احد يعرف بالضبط وعلي وجه الدقة خفايا واسرار مقتله التي تمت بصورة بشعة.

  11. ونواصل الحديث عن الاغتيالات في ام(در)امان!!

    أبرز أحداث “جماعة التكفير والهجرة”
    اغتيال الفنان الراحل خوجلي عثمان
    **********************
    المصدر: جريدة “الشرق الاوسط” اللندنية،
    الاحـد 13 رمضـان 1421 هـ 10 ديسمبر 2000 العدد 8048

    ***ـ كشف حادث الاعتداء السافر الذي نفذته جماعة التكفير والهجرة بمسجد الجرافة بضواحي ام درمان عن خلل كبير في بنية المجتمع السوداني المعروف بتسامحه وتعاطيه المعتدل مع قضايا كثيرة بينها التدين، ومعروف عن السودان انه وطن متعدد الأعراق والثقافات. اول اوجه الخلل ينبع من هذا النزوع الواضح للعنف وتعاطيه في الخلافات السياسية والدينية بدرجة يمكن معها القطع بأن حادث امس الاول لن يكون الاخير اعتمادا على السوابق، والذاكرة السودانية تستدعي مع حقبة الانقاذ الحالية اكثر من حادث سواء لجماعة التكفير والهجرة او لشرائح سياسية اخرى لجأت الى البندقية في تصفية خلافاتها واختارت الخرطوم العاصمة مسرحاً. (ابرز الأحداث من سجل جماعة التكفير والهجرة اغتيال الفنان خوجلي عثمان بمقر نقابة الفنانين بأم درمان ثم الاعتداء على المصلين بجامع انصار السنة بالثورة احدى ضواحي ام درمان ثم حادث امس الاول بمسجد الجرافة الذي اوقع عشرين شهيداً وخء جريحاً، وهناك وعلى صعيد الممارسات السياسية الصدامات المسلحة بين انصار دكتور الترابي والشرطة بالخرطوم في اكتوبر الماضي، ومعه اعتداء جماعة من جيش الامة على د. عمر نور الدائم بمنزله في مدينة الرياض بالخرطوم في نفس الشهر).

    ***ـ ولذلك، فحادث مسجد الجرافة يرفع اسئلة اكثر مما يقدم الاجابات المطلوبة لها، وبين الاسئلة، على من تقع مسؤولية هذا الانسلاخ لجماعة دينية عن تيار السلوك والتدين العام في السودان، ومن اين امتلكت هذه الجماعة ومعها جماعة اخرى من انصار الترابي السلاح الآلي الخفيف، ولماذا تقترب الحكومة من ترك الحبل على الغارب لهذه الجماعة منذ اغتيال الفنان خوجلي عثمان ونهاية بحادث امس الاول (آخر عملية لجماعة التكفير والهجرة في مصر المجاورة كان في منتصف السبعينات يوم اغتالت الشيخ الذهبي ولم يعد يسمع بها احد في مصر منذ ذلك التاريخ).

    ***ـ على صعيد المسؤولية لا يمكن الفصل بين الخطاب العام للانقاذ وبين نشؤ مثل هذه الجماعة المتطرفة برغم وجود خلافات اخرى مذهبية بين جماعة انصار السنة والتكفير والهجرة حول المرجعيات الدينية، ولكن ذلك موضوع آخر.

    ***ـ وهناك السؤال المتعلق باجادة استخدامها على النحو الذي فعله عباس عباس امس الاول بدرجة لم تخطئ طلقاته نحو مائة من المصلين ومقاومته لفرقة الشرطة لفترة زمنية فاقت الربع ساعة، وتمكنه من جرح احد افرادها. وتكمن اهمية مثل هذا السؤال في امتداداته المتجهة الى القطع بوجود الآلاف من شاكلة هذا العباس ممن يجيدون استخدام السلاح الخفيف وهم خارج منظومة القوات النظامية، وبين الامتدادات ايضاً سياسات الانقاذ التي فرضت واقعاً جديداً في بنية المجتمع السوداني في سنواتها الخمس الاولى وحسبت ان ذلك الواقع سيزول بسياسات السنوات الخمس اللاحقة، وذلك تأويل لا يلبي ابسط قواعد التحليل السياسي الناضج. حادث مسجد الجرافة مع تهاون الحكومة تجاه الظاهرة لن يكون الاخير وهو يتطلب قطعاً سياسة جديدة لنزع السلاح وأحكام محاولة الحصول عليه، حتى لا يصبح حصد الأرواح وجبة عادية في طبق الاخبار السودانية في المستقبل القريب..!

  12. ربنا يرحم من رسموا البسمه في حياة الكثيرين ممن لازموا هذا الشبل النابغ والمبدع المتميز باخلاقه وحضارته وفهمه الراقي اما الذي قتله فقل فيه ما شئت مهوووس ديني حاقد مجنون كاره نفسه عنده مشكله شخصيه حاسد قبيح خلقه واخلاق قل ما شئت فكيف تقتلون رجل يحمل كل الخير والحب لشعبه ويساهم في اسعادكم كيف تقتلون رجل لا يستطيع ان يقتل نمله بحكم معرفتي به وبعائلته الكريمه فتقتله لتعيش انت أيها السافل الحقير اين تذهب من ربك ومن قال لك انه كافر فقط لانه غني واطرب الجميع ثم حتي لو فرضنا بانه كافر وتم تكفيره من جانبكم الم تتذكرو أسماء الله سبحانه العفو الغفور لماذا قتلتوه؟ ومن قال لك بان الله لم يغفر له او يدخله الجنه؟ هل اخذت من الله موثقا؟ خوجلي مات مظلوم وانشاء الله ربنا يدخله جنات النعيم بما وقع عليه من ظلم وحسبنا الله ونعم الوكيل

  13. رحم الله خوجلي عثمان
    حادثة اغتيال خوجلي استاذنا بكرى الصائغ حدثت فى نوفمبر 1994
    ومحاولة اغتيال حسنى مبارك كانت فى 26/6/1996
    وهذا ينفى الرابط بين الحدثين يعنى محاولة اغتيال مبارك حدثت بعد عام ونصف من اغتيال خوجلي وهذ جدير بفك الرابط بين الحدثين
    كون المتهم حتى الان حرا طليقا يؤكد تورط النظام القمعى فى الخرطوم لشىء ما والله اعلم

    مع خالص شكرى وتقديرى

  14. يابكري عيب ، ما تنقل اي كلام ،، محاولة اغتيال حسني مبارك كانت منتصف عام 1995 و خوجلي عثمان قتل في نوفمبر 1994 ،و خوجلي قبل ان يقتل لم يكن في اديس و انما كان في اسمرا ،، عليكم الله ما تضحكوا علينا الكيزان

  15. عاوزين توضيح ل مرتكبي الجرائم من اين اتوا حتي نقدر مقيم الوضع المعروف أن عصابات النقرز هم ليس ب سودانيين أصولهم من دارفور وتشاد و فلاتة

  16. هذا زمان طغى فيه القبح على الجمال. تلفتوا حولكم من أي مكان كان ، في أي وقت كان ، في أي جهة تختارون . تجدون الفساد والفقر والمرض والقتل والعبوس والخيانة والنفاق والخوف وقليل جدا جدا من بقايا إبتسام في طريقه إلى الزوال إلا أن يرحمنا الله. رحماك يا ربي……..

  17. تلك هي المشكلة يا سيد بكري ، تأريخ الأحداث المرتبطة بإغتيال خوجلي، و محاولة قتل حسني مبارك ..لا أري اي رابط بينهما بسبب وقوعها في عامين مختلفين ، كما ان قاتل الفنان خوجلي كان يسأل عن محمد الأمين ، و ظن من كانوا موجودين بدار الفنانين لحظتها انه – أي القاتل – كان يود ان يطلب إحياء حفل او خلافه ، و لذلك أشاروا اليه بوجود المرحوم خوجلي عثمان بالداخل ، و يفهم أنه كان يود فقط ان يقتل مغنياً إسمه محمد الأمين او سيد خليفة .
    لا أري اي رابط بين احداث أديس أبابا في العام 1995 ، و الغدر بالفنان خوجلي في العام 1994.
    مع خالص الود و بالتوفيق في كتاباتك التوثيقية الهامة جداً .

  18. سجل موثق لجرائم من ينتمون إلى عصابة البشير ويقتلون ويسرحون ويمرحون وكأنهم لم يفعلوا شيئاً البتة! يخبرك من شهد الوقيعة، يا بكري الصائغ، أن جهاز الأمن هو الذي قتل خوجلي عثمان لأنه كان شاهداً على جريمة محاولة إغتيال حسني مبارك والقاتل لا يزال يسرح ويمرح وكأنه لم يفعل شيئاً البتة وكذلك الأمر مع بن كثير المخنث الذي مارس الفاحشة مع زميل له في الجامعة الإسلامية ثم قتل ثلاثة من زملائه ولا يزال يسرح ويمرح وكأنه لم يفعل شيئاً البتة لأنه يتبع لنظام البشير المجرم – مجرم الحرب والسلم، قاتله الله!

  19. يا حبوب الفنان محمود عبد العزيز قتلت الحكومه كما عارف اعرف
    اما مقتل الفنان خوجلى حصل ما قبل محاوله اغتيال حسنى مبارك

  20. من جرائم امدرمان الغامضة
    *******************
    رحل الشيخ الطيب السرّاج عن دنيانا مقتولآ في اليوم الحادي عشر من مارس عام (١٩٦٣م) ، ورغم مرور اربعة وخمسين عامآ علي هذا الحدث الفاجع الكبير الذي هز السودان وخاصة مدينة امدرمان ، فان لا احد يعرف بالضبط وعلي وجه الدقة خفايا واسرار مقتله التي تمت بصورة بشعة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..