تحالف جديد.. (جلاب ـــــ عقار).. التراص لهدم حلف الجبال

الخرطوم: عبدالرؤوف طه
عادت الحركة الشعبية ـــ شمال، بقيادة الجنرال مالك عقار، لواجهة الأحداث من جديد، بعد إماطة اللثام عن كيان جديد يجمع فصيل (عقار ? عرمان) مع الحركة الشعبية – الأغلبية الصامتة، بقيادة الفريق إسماعيل خميس جلاب.
وبموجب الاتفاق الجديد، أعيدت هيكلة الحركة، وتمت تسمية مالك عقار رئيساً للحركة، وخميس جلاب أميناً عاماً، وياسر عرمان نائباً للرئيس، والفريق أحمد العمدة رئيساً لهيئة الأركان.
مفاصلة شاملة
وطبقا للقيادي بالشعبية – شمال مبارك اردول، فإن الحركة الشعبية في عهدها الجديد ستعمل على ضخ دماء جديدة في المجلس القيادي والعمل في كل أنحاء السودان.
ويتضح من التكوين الجديد للحركة الشعبية أن مجموعة (عقار – عرمان) قامت بفك ارتباطها مع الحركة الشعبية بقيادة الجنرال عبد العزيز آدم الحلو، وتكوين حركة جديدة مع خميس جلاب ضمت أسماء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وتقاسم أبناء المنطقتين المواقع القيادية في التكوين الجديد، عطفاً على ذلك نأي التنظيم الجديد بنفسه عن مسألة تقرير المصير التي ينادي بها الحلو، وطالبوا بحكم ذاتي للمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).
قرارت أولية
في أول قرار له أعلن التنظيم الجديد إعفاء عبد العزيز الحلو من كافة مناصبه السابقة، والاستعداد للتعامل معه كرئيس لتنظيم سياسي جديد بالكلية، في إشارة للحركة الشعبية شمال في منطقة الجبال.
وطالب كيان الحركة الجديدة، بوقف القتال الداخلي بين فصيلي الشعبية في النيل الأزرق والتأكيد على التنسيق في قضايا إسقاط النظام (حد تعبير البيان).
وبالعودة للقرارات الأولية للتنظيم الحركة الشعبية في نسخته الجديدة، يتضح أن مفاصلة حقيقية قد ضربت مفاصل التنظيم القديم، وأصبحت العلاقة بين الحلو ورفاقه عقار وعرمان تقوم على التحالفات السياسية بعدما كانوا ضمن هيكل واحد للحركة الشعبية شمال.
ما وراء الخطوة
ربما دفعت الطريقة التي أبعد بها عقار وعرمان من الشعبية ? شمال، ربما دفعت بهم للبحث عن حلفاء جدد داخل جبال النوبة، لذا كان الفريق إسماعيل جلاب واحداً من خياراتهم للتحالف معه وتكوين كيان جديد يحمل اسم الحركة الشعبية في إشارة للتأكيد على أنهم الأصل بينما تظل المجموعات الأخرى فروعاً وإن حملت ذات الاسم.
المهم أن التحالف الذي نهض بين عقار والأغلبية الصامتة يحمل في طياته عدة رسائل موجهة إلى الحلو بصورة مباشرة أهمها أن النوبة لا يؤيدون الحلو بصورة جماعية، وأن تيارات أخرى من ذات القومية ولها وزن تناهض قيادته للحركة.
بينما جاءت الرسالة الثانية بشأن رفض مبدأ تقرير المصير بدليل الاستعاضة عنه بالحكم الذاتي عطفاً على الانحياز للتنوع في اختيار قيادة التنظيم التي تشمل عدد من الأسماء من مختلف بقاع السودان، عكس التنظيم الذي يقوده الحلو الذي تتكون قيادته من أبناء النوبة بصورة حصرية.
عداء قديم
العلاقة بين الحلو وخميس جلاب تشهد قطيعة كبرى منذ أمد طويل. ولم يتوانَ الأخير في دمغ الحلو بالسعي لشق الحركة الشعبية وإضعافها عقب إبعاد عقار وعرمان من كابينة القيادة.
وفي وقتٍ سابق، قال جلاب لـ(الصيحة) أن الحلو أراد شرعنة شق وإضعاف الحركة الشعبية بعد إخراج (عقار ? عرمان) منها، ومن ثم انتخابه عبر مؤتمر عام استثنائي. مضيفاً أن الحلو يريد الهيمنة على التنظيم وخلق فتنة وعداء بين الرفاق القدامى، يظهر ذلك من خلال هذه الأحاديث بين جلاب والحلو، وتشهد على جفوة أزلية بالتالي لم يتردد الفريق جلاب في التحالف مع عقار ضد الحلو.
فرز الكيمان
يقول المحلل السياسي والمراقب للأوضاع عن كثب بجبال النوبة د. علي إبراهيم لـ(الصيحة) إن ما يحدث من تكوين جديد هو عبارة عن مرحلة (فرز الكيمان) بين عقار والحلو وتوسيع الإنشقاق بشكل أكبر.
مضيفاً أن عملية العودة والوحدة بين المجموعتين (عقار ? الحلو) أصبحت مستحيلة بعد انضمام الفريق إسماعيل جلاب لمجموعة عقار يقول العلاقة بين جلاب والحلو تشهد عداء سافراً بداية من الفترة التي تلت التوقيع على اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا ? 2005)، خاصة وأن كلا الرجلين ينتميان لإثنية النوبة، بالتالي الصراع بينهما ظل يدور حول السيادة والقيادة.
ويردف بالقول: جلاب دخل في صراع مع الحلو إبان توليه لمنصب نائب الوالي بجنوب كردفان، ويرى أن الحلو قام بتهميشهم والعمل بمفرده رغم وجودهم في صفوف الحركة الشعبية، لذا وجد جلاب الفرصة سانحة أمامه للتوحد مع عقار وعرمان بسبب خلافه القديم مع الحلو.
توسيع الدائرة
يتوقع القيادي بمنطقة جبال النوبة اللواء (م) محمد مركزو كوكو توسيع دائرة التنظيم الجديد الذي أسسه عقار وجلاب، متوقعاً التحاق تلفون كوكو وكل المناوئين للحلو بالحركة الشعبية المتجددة.
وقال لـ(الصيحة) إن ما حدث أمر متوقع، خاصة وأن الحلو عمد إلى تهميش قيادات ذات وزن كبير منذ وقت مبكر مثل إسماعيل جلاب بالإضافة لمجموعة عقار وعرمان، وهذا لا ينطوي على حصافة سياسية وبالتالي من الطبيعي جداً أن يتحالف (جلاب، عقار) ضد الحلو بغرض إنتاج حركة جديدة بعد أن وجدوا أنفسهم خارج الكيان الجديد، ومضي للقول: إن المبعدين لديهم مرارات تاريخية مع الحلو.
وحول تأثير الحركة الجديدة على الشعبية ? شمال، يقول مركزو إن التنظيم الذي يقوده الحلو سيتعرض لضعف كبير خاصة أنه أتاح للمجموعة الخارجة فرصة خلق تحالف جديد.
حتى انت يامركزو كوكو لو انضميت ومعاك كودي وعفاف وتابيتا وتليفون كوكو وهلم جرا من الطباليين والمنتفعيين لن ترجحو كفة الحلو
حتى انت يامركزو كوكو لو انضميت ومعاك كودي وعفاف وتابيتا وتليفون كوكو وهلم جرا من الطباليين والمنتفعيين لن ترجحو كفة الحلو