عصاميون نعم.. حملة شهادات أكاديمية عليا يكتسبون زرقهم من ?الدرداقات? بدلا من انتظار الوظيفة التي قد لا تأتي

الخرطوم ? سناء أحمد
بدأت رحلة كسب العيش مع آدم موسى وعبد الطيف إسحق بعد أن تفرغا من دراستهم بإحدى الخلاوى، واتجها إلى الشارع العام للبحث عن وظيفة تضمن لهما ولأسرهما ما يسندهم على سد رمقهم وحاجياتهم من متطلبات الحياة والظروف الاقتصادية القاسية، ولأنهم لم يحصلا على شهادات تعليمية لم تقبل أي مؤسسة توظيفهما دون شهادة، فكان خيارهما الوحيد التجوال بالدرداقة أو الصينية التي تحتوي على (فول مدمس، فول مغلي، تسالي، ترمس، كبكبي، بلح، نبق، وحلويات مختلفة).
آدم وعبداللطيف يواجهان عنت الحياة ويبذلان كل ما في وسعهما من أجل كسب لقمة حلال، وإن كلفهما الأمر وألزمهما الحال حمل بضائعهما على أيديهما أو أن يقطعا بها مسافات طويلة قد تمتد من الحاج يوسف إلى الرياض. مستهدفين أماكن التجمعات مثل مواقف المركبات العامة والمدارس وغيرها. وقال آدم: ?ما نحصده من تجارتنا في آخر اليوم يكفي لسد المتطلبات الحياتية اليومية، وفي حال تعرضنا إلى خسارة نلجأ إلى استلاف مبلغ من المال من الأقربين وإعادته بعد أن نغطي خسارتنا من مفقود رأس المال وفي بعض الأحيان يكون هناك مخزون مالي مدخر نستند عليه في مثل هذه الظروف?.
وبالرغم من ما يلاقيه آدم وعبد اللطيف من إرهاق جسدي إلا أن الابتسامة لم تفارق وجهيهما، ويسعدان بنظرة الرضا التي تظهر على محيا وجوه أفراد أسرهما في توفير متطلباتهم اليومية غير أنها تهون عليهما كل ذلك، وسد حاجة أبنائهما وأشقائهما في الحصول على التعليم حتى يتمكنا من إيجاد وظائف مستقبلاً تعينهما على تحسين وضعهما الاقتصادي، وأن يكون واقعهما أفضل.
شهادات دراسية
آدم موسى يسكن شرق النيل التكامل مربع 2، درس في الخلاوى في دارفور، وأتى إلى الخرطوم لكسب المال وتحسين وضعه الاقتصادي ومساعدة أفراد أسرته في الحصول على مستوى معيشي وأكاديمي أفضل من ما هو عليه، تعلقت آماله بأن يحصل على عمل في شركة أو مؤسسة، إلا أن طلب الشهادت الدراسية كان عائقاً أمامه، فهو لم يتلق أي مستوى تعليمي، وقال: ?لأنني لم التحق بالتعليم في شتى مراحله لم أستطع إيجاد عمل في أي مكان، ولم أدرس سوى الخلوة فقط، ولحاجتي الماسة للعمل أخترت ولوج العمل التجاري حتى أؤمِّن مصدر رزق لي وأسرتي وبأقل الخسائر?. وتابع: ?ابتعت درداقة ثم اشتريت بضاعة من دكان إجمالي بسوق ليبيا، وأشتري جوال النبق بـ (480) جنيهاً سودانياً، وربع الفول بـ (200) جنيه، وكذلك التسالي أما جوال الدوم بـ (400) جنيه, أعبئها في أكياس يتراوح سعرها بين (1 ? 5) جنيهات أبدأ التجوال بداخل الأحياء والمدارس, مروراً بالشوارع الداخلية وصولاً بصنية (13) حتى أصل سلم كبري المنشية, حيث أن هناك أكبر تجمع من الناس, ليصل إلى مناطق الجريف والرياض?.
وبالرغم من هذا المجهود والتعب تواجه آدم الضرائب التي تفرضها عليه المحلية, قال آدم ?تصادر المحلية درداقتي مصدر رزقي إذا لم أدفع الضريبة المفروضة، لذلك على الرغم من هذا الرزق المعلوم أدخر مبلغاً من المال للحالات الطارئة، وأتوقع فقدان الدرداقة أو تلف البضاعة, وأتمنى أن لا يضطر الناس للعمل، فهذا المهنة الشاقة?.
هجرة إلى الخرطوم
وفي ذات السياق، أشار عبد اللطيف إسحاق إلى أنه لم يلتحق بأي مؤسسة تعليمية نسبة لاكتفائي بدراسة كلام الله، وجهلي لما يخبئه لي الزمن والظروف التي واجهتني بعد النزاعات والحروب التي ضربت ولايتي وحاجة أسرتي إلى مال لسد رمقها من متطلبات الحياة اليومية، فكانت هجرتي إلى الخرطوم واستقراري بمنطقة الحاج يوسف الشقلة، وحال عبد اللطيف لا يختلف عن حال آدم كثيراً، وكذلك يشترك مع آدم ويلفان مع بعضهما في ذات الأماكن، وقال العمل كتاجر متجول لا يتطلب سوى الخبرة والجهد والمال.
يشتري عبد اللطيف الفول والترمس والتسالي من دكان الإجمالي بالملوة، ويكلفه نصف ربع الملوة من الترمس بين (50 ? 70) جنيهاً، وكيلة التسالي الكبيرة بين (300-400) جنيه وكذلك الفول المدمس، بعد غلي الترمس وتحميص الفول قال عبد اللطيف: ?نعبئها في أكياس صغيرة بمختلف الأحجام والأسعار تبدأ بـ (1) جنيه، وهناك كيس بـ (5) جنيهات لتكون في متناول يد الجميع، وأضع محتوايات الصينية داخل كيس أنيق لأتمكن من استخدام المركبات العامة قاصدا أماكن التجمعات مثل الجامعات والمستشفيات?. وأضاف: ?أبدأ يومي من عند الساعة الثالثة ظهراً حتى السادسة مساءً، وما أعود به آخر اليوم يتراوح ما بين (50 ? 150) جنيهاً من بضاعتي يكفي لسد أبسط متطلبات أفراد أسرتي اليومية?. وأشار إلى أن تلف بضاعته في حال ركود البيع أكثر المشاكل التي تواجهه.
اليوم التالي.
عصاميون نعم.. حملة شهادات أكاديمية عليا يكتسبون زرقهم من ?الدرداقات? بدلا من انتظار الوظيفة التي قد لا تأتي.
العنوان لا يتناسب مع المحتوى…ديل خريجين خلاوى وين الشهادات الاكاديمية العليا؟! انتو عايزين تكتبو من اجل الكتابة بس …أنا أتضامن معهم واشجعهم بس بطريقة اخرى.
(عصاميون نعم.. حملة شهادات أكاديمية عليا يكتسبون زرقهم من ?الدرداقات? بدلا من انتظار الوظيفة التي قد لا تأتي )
مافي اي علاقة بين العنوان ومحتوي التقرير, احترموا عقولنا يا ناس الراكوبة
عصاميون نعم.. حملة شهادات أكاديمية عليا يكتسبون زرقهم من ?الدرداقات? بدلا من انتظار الوظيفة التي قد لا تأتي.
العنوان لا يتناسب مع المحتوى…ديل خريجين خلاوى وين الشهادات الاكاديمية العليا؟! انتو عايزين تكتبو من اجل الكتابة بس …أنا أتضامن معهم واشجعهم بس بطريقة اخرى.
(عصاميون نعم.. حملة شهادات أكاديمية عليا يكتسبون زرقهم من ?الدرداقات? بدلا من انتظار الوظيفة التي قد لا تأتي )
مافي اي علاقة بين العنوان ومحتوي التقرير, احترموا عقولنا يا ناس الراكوبة