أخبار السودان

السودان والانفتاح عسكريا ً..من سلام الشرق 2 إلى «الافريكوم»

الخرطوم : متوكل أبوسن

اختتم يوم «الاحد» بمعهد المشاة بمنطقة جبيت بولاية البحر الاحمر فعاليات تمرين «سلام الشرق 2 « لقوات شرق افريقيا «ايساف» تحت شعار «نحن نصنع السلام والامن والاستقرار « بمشاركة اكثر من 1000 عنصر يمثلون دول السودان ،اثيوبيا ، الصومال، رواندا ، بروندي ، كينيا ، اوغندا ،سيشل ، جزرالقمر وجيبوتي بتشريف وزير الدفاع الفريق اول ركن عوض ابنعوف وتمثيل واسع من البعثات العسكرية الاقليمية والدولية ، و رؤساء أركان دول شرق إفريقيا وممثلين لعدد من المنظمات النظيرة علي المستويين الإقليمي والدولي من بينهم نائب رئيس الأركان البريطاني والمدير التنفيذي لمنظمة دول البحيرات العظمي.
«الخرطوم» ..الانفتاح عسكرياً
تمرين سلام الشرق 2 ،الذي استمر لاسبوعين بمنطقة «جبيت» يعد اول التمارين التي يستضيفها السودان منذ تأسيس القوات في العام 2004 ، ويعد بحسب الخبراء والمهتمين الاول من نوعه بالنظر الي طبيعة التمرين وعدد الوقات المشاركة فيه وسيناريوهات التدخل .
وسبق تمرين سلام الشرق 2 مشاركة السودان في مناورات» الدرع الازق 1 « بالولاية الشمالية مع سلاح الجو السعودي مارس الماضي وتمرين بحري «فلك 2» مع السعودية يناير من ذات العام ، فيما انطلقت امس تدريبات عسكرية بين السودان ودولة الامارات العربية ومن المنتظر ان تشهد الفترة المقبلة تدريبات عسكرية بين السودان ودولة قطر ،وغير بعيد ، مشاركة السودان في عمليات عاصفة الحسم لاسترداد الشرعية بدولة اليمن .
حالة من الحراك العسكري انتظمت القارة الافريقية خلال الفترة الماضية كان السودان محورها بدءا بتشكيل القوات السودانية المشتركة مع دول تشاد وليبيا واثيوبيا، ولكن تفعيل دور السودان في منظومة قوات «الافريكوم» الامريكية الافريقية يعد الابرز من بين تلك المشاركات عطفا علي وجود اسمه في القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب، حيث شارك لاول مرة في ابريل الماضي في اجتماعات قمة رؤساء أركان المجموعة الأمريكية الأوروبية الأفريقية -أفريكوم- بمدينة -شتوتغارت- الألمانية، بوفد يترأسه رئيس الأركان المشتركة بالقوات المسلحة السودانية، الفريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفى عدوي.
واعقبت زيارة «عدوي» زيارة قائد ثاني القيادة العسكرية لـ «افريكوم»اغسطس الماضي .
يشار إلي أن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا -USAFRICOM- هي وحدة مكونة من قوات مقاتلة موحدة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، وهي مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية في أفريقيا عدا مصر.
وكانت القيادة الأفريقية قد تأسست في 1 أكتوبر 2007، كقيادة مؤقتة تحت القيادة الأمريكية لأوروبا، والتي كانت لمدة أكثر من عقدين مسؤولة عن العلاقات العسكرية الأمريكية مع أكثر من 40 دولة أفريقية، وقد بدأت القيادة الأفريقية نشاطها رسمياً في 1 أكتوبر 2008.
السودان خط الدفاع أول
قضايا الارهاب و الاتجار بالبشر بجانب الصراعات الداخلية للدول الافريقية تبدو حاضرة في مشهد استعدادات القوات الافريقية والقوات السودانية علي وجه الخصوص والاخيرة تحصد اشادات المجتمع المحلي والاقليمي والدولي بدور فاعل في كل ما سبق .
ورغم توتر العلاقة بين السودان وبعض دول الغرب ، ، إلا أن الأولي تحظي بدعم أوروبي أمريكي لتعزيز قدراتها في الحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمهاجرين.
ورغم التصنيف غير المريح للسودان، لدي مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف، إلا أنه حظي بإشادة منظومة دول الاتحاد الاروبي والولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ، علي جهوده في ملف مكافحة الإتجار بالبشر ومنع تهريبهم بجانب جهوده في محاربة الارهاب.
قائد قوات شرق افريقيا العميد ركن علاء الدين عثمان ميرغني ،اكد ان السودان قوة لا يستهان بها وانه في طليعة الدول الداعمة لقوات «الايساف» التي اعتبرها الافضل من بين القوات الافريقية الاربعة الموجودة .
وقال في حديثه مع «الصحافة» من الطبيعي ان يقع الاختيار علي السودان لاجراء هذا التمرين باعتبار ان لديه القدرة علي استضافة مثل هذه التمارين واستضافة حدث كبير مثل هذا الحدث ، السودان لديه الكفاءة والخبرة والعراقة ..وهو كدولة ليس جديدا ان يشارك في عمليات حفظ سلام عالمية فقد شارك منذ العام 1954 في جزيرة القرم ضد القوات التركية والقوات الروسية وشارك في المكسيك وشارك في انجولا وشبه الجزيرة العربية وفي القارة الافريقية مشاركات السودان تدل علي خبرته وتمرسه في مثل هذه المهمات حقيقة السودان ظل في الفترة الاخيرة ظل يقدم الكثير من الاستضافات لتمارين تتعلق بالاخوة في الخليج والقارة الافريقية وليس من الغريب اختيار السودان واري انه كان اختيارا موفقا ملائما تماما للحدث بوصفه الحدث الاهم والاكبر ..
سلام الشرق 2 يعلن الجاهزية
رئيس تمرين سلام الشرق 2 ، اللواء عزالدين عثمان طه كشف ان عدد القوات المشاركة الف وتسعة وعشرين بجانب قوات داعمة للتمرين بقوة مئة وعشرة ضابط وسبعمائة جندي ، مؤكدا علي دور السودان الريادي في تأسيس قوات شرق افريقيا .
وقال في حديثه لـ «الصحافة» ان التمرين كان بمثابة تحدي للسودان لكننا نجحنا في تنفيذه بمستوي يليق بالسودان ومكانته في القارة الافريقية .
ومضي عزالدين الي ان سلام الشرق 2 كان ناجحا بكل المقاييس وبشهادة كل المشاركين والحضور بنسبة 100% ،مشيرا الي انه اضاف الكثير للمشاركين بما فيهم الضباط السودانيون، وقال: حقيقة مستوي المشاركة و الاستفادة كان عاليا جدا من خلال الاختلاط بقوات من عشر دول تمثل قوات شرق افريقيا .
ونبه عزالدين الي ان للتمرين عدة اهداف الا انه اشار الي ان الهدف المباشر استدامة الجاهزية لقوات شرق افريقيا للتدخل متي ما طلب منها ،ويشمل الاستعداد كل مراحل انتشار البعثة لحفظ السلام ، واكد ان التمرين يمثل قمة النجاح بالاستفادة من الدروس السابقة ،وقال : تلافينا فيه كل الاخطاء السابقة في التمارين السابقة ،لافتا الي ان التمرين كان تحت اشراف كامل من قبل قيادة القوات المسلحة ممثلة في رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ووزير الدفاع الفريق اول ركن عوض ابنعوف ورئيس قيادة الاركان المشتركة الفريق اول ركن مهندس مصطفى عدوي وقوات الشرطة والمكون المدني.
تحذيرات وزير الدفاع
وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف لدي مخاطبته ختام فعاليات تمرين قوات شرق إفريقيا « سلام شرق السودان 2 « اكد التمرين صمم للتأكد من جاهزية قوات إيساف العملياتية لمواجهة التحديات فضلا عن أنه جاء موافقا للخطة الاستراتيجية للاتحاد الافريقي لتعزيز روابط التضامن مع دول القارة ومع دول شرق إفريقيا علي الخصوص وقال « قناعتي أن القوات الآن جاهزة للاستجابة السريعة للتصدي لكل التحديات وتنفيذ أي مهمة توكل إليها بكل كفاءة واقتدار «
ودعا بن عوف إلي أن تتحمل القوات مسؤوليتها تجاه تنمية ورفاهية المواطنين في دول المنطقة، مشيرا الي خطورة الاضطرابات والصرعات التي تعاني منها بعض الدول خاصة الصومال والتي قال انها تشكل تحديا كبيرا، مؤكدا أهمية التضامن والتعاون لمراجعة الحراك الثقافي والقبلي عبر الاتحاد الإفريقي للحد من تلك الصراعات وذلك بتوفير برامج عملية داخل دول المنطقة .
وأعرب وزير الدفاع عن شكره للاتحاد الأفريقي الذي قدم الدعم لهذه القوات، مشيدا بأصدقاء إيساف لدورهم الأساسي في تنفيذ هذا التمرين.
و تسلم السكرتير التنفيذي لايساف علم « إيساف» إيذانا بانتهاء التمرين الذي بدأ في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، وتم إنزال أعلام الدول العشر المشاركة .
وكان رئيس الجمهورية قد أصدر مرسوما جمهوريا خاصا بمنح الأوسمة والانواط شمل مدير المنظمة الدكتور عبد الله عمر بو ،وسام النيلين من الطبقة الاولي ومنح مدير التمرين اللواء ركن عز الدين عثمان طه، وسام الجدارة من الطبقة الثانية إلي جانب عدد من قادة القوات الإفريقية المشاركة في التمرين .

الصحافة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..