بعد قصف السعودية واغتيال علي صالح:هل الخرطوم امنة من ثار اليمنيين؟!!

بكري الصائغ

مقـدمة:
******
ثأر الشعوب والحكومات اشد قسوة وألم قوي من ثأر الافـراد والجماعات.

المدخل الاول:
***********
(أ)ـ
جاءت الاخبار بالامس الاثنين ٤ ديسمبر الحالي ٢٠١٧ بعد مصرع الرئيس اليمني عبدالله صالح وافادت، ان ابنه صلاح صلاح، دعا كل اليمنيين وأنصار والده إلى الثأر من جماعة “أنصار الله” الحوثي، وان الثأر لوالده هو ثأر لكل يمني، مضيفا: “يا شعب.. الثأر الثأر..قاتلوهم أين ما وجدوا”.. تحركوا”” ، وشدد صلاح نجل الرئيس اليمني السابق على أن أسرته لن تقبل العزاء إلا بعد الأخذ بثأرهم.

(ب)ـ
***ـ النظام الحاكم في السودان لمسه طرف سوط اليمنيين ، علي اعتبار انه نظام يشارك منذ اكثر من عامين في بكتيبة سودانية في حرب ضارية ضد الحوثيين المدعومة من ايران ، وايضآ ضد قوات علي صالح المسلحة بعتاد ثقيل ، ـ وبهذا المفهوم ـ يكون السودان قد ساهم بطريق غير مباشر في عملية تصفية الرئيس السابق علي صالح.

(ج)ـ
***ـ هناك ثلاثة جهات في اليمن تود الثأر من السودان:
١ـ قوات الحوثيين،
٢ـ قوات علي صالح،
٣ـ القوات الايرانية.

(د)ـ
نسـال:
***ـ هل السودان فعلآ أمن شر ثار اليمنيين في المستقبل، خصوصآ اذا ماوضعنا في الاعتبار، ان الاخذ بالثأرعادة متاصلة في اعماق اليمنيين منذ قرون طويلة بحكم بداوتهم وتاريخهم القبلي؟!!…

(هـ)ـ
***ـ لو كان الامر يتعلق بانتقام افراد يمنيين لهان الامر، الا انها الان اصبحت دعوة شعبية للجميع.

المـدخل الثاني:
***********
في هذه المقالة اليوم، رصد تاريخي لدول اجنبية اخذت بثأرها من نظام عمر البشير، جراء تصرفات كانت في غاية الخطورة
، وصدرت من الخرطوم في اعوام سابقة.

المدخل الثالث:
*********
الولايات المتحدة الامريكية تنتقم من السودان:
(…في يوم ٢٠ اغسطس عام ١٩٩٨، قامت بارجة امريكية كانت راسية في عرض البحر الاحمر خارج المياه الاقليمية السودانية باطلاق صاروخين استهدفا مصنع (الشفاء) في الخرطوم بحري ودمرته تمامآ، كانت هناك ثلاثة اسباب القصف الامريكي:

اولآ:
****
واحدة من اهم اسباب القصف ، الانتقام من نظام السودان الذي قد شارك ـ (حسب وجهة نظر واشنطن ) ـ في نسف سفارتي امريكا في كل من دار السلام (تانزانيا) ، ونيروبي (كينيا)؛ في وقت واحد، في يوم ٧ أغسطس عام ١٩٩٨.
.
ثـانيآ:
****
كان القصف بمثابة انذار صريح لنظام البشير ان يكف عن معاداة امريكا،وان تخرس الالسن التي تنادي ب( امريكا قد دنا عذابها).

ثالثآ:
***
قصف مصنع (الشفاء) جاء بعد ان اقتنعت حكومة بيل كلينتون وقتها بالتقارير الامنية التي افادت ان المصنع ينتج غاز الاعصاب، فقد ذكر وقتها مستشارالأمن القومي للولايات المتحدة ريتشارد كلارك أن المخابرات وجدت علاقة بين أسامة بن لادن ومشغلي مركز (الشفاء) الحالي والسابق وهما خبراء غاز الأعصاب العراقي والجبهة الإسلامية القومية في السودان.

المدخل الرابع:
**********
في واحدة من عمليات الثأر الامريكية من السودان ايضآ،ارغمت حكومة الولايات المتحدة نظام الخرطوم علي دفع مبلغ مالي كبير قدره (٢٠٠) مليون دولار كتعويض لأسر ضحايا المدمرة (كول) الامريكية التي كانت راسية في ميناء عدن، وتعرضت في يوم ١٢ اكتوبر عام ٢٠٠٠ لعملية تفجير انتحاري من طرف تنظيم (القاعدة) دمر البارجة ، بعدها تم توجيه اتهام امريكي رسمي للسودان بانه ضالع مع الارهابيين الذين قصفوا الباخرة ومصرع (١٧) بحار امريكي.

المدخل الخامس:
***********
من منا نحن السودانيين لا يعرف بالتفاصيل الدقيقة قصة احتلال مصر لمنطقة (حلايب) عام ١٩٩٥ ردآ علي محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في اديس ابابا، وهي المحاولة الفاشلة التي كلفت السودان ضياع ارض مساحتها (20,580 كم2)، واججت نيران الغضب بين البلدين طوال مدة (٢٢) عامآ ولازالت الازمة مستمرة، زادت في الاونة الاخيرة اشد حدة.

***ـ تعتبر عملية استيلاء منطقة (حلايب) من اقسي انواع الثأر المصري علي السودان ، وما عرف السودان لها مثيل من قبل الا في هذه الحالة النادرة،وحالة اخري هي حالة احتلال اثيوبيا لمنطقة (الفشقة).

***ـ الشيء المخجل في الموضوع ، انه خلال الفترة من عام ١٩٩٥ حتي اليوم، قد مر علي تاريخ مصر ثلاثة رؤساء هم : الرئيس حسني مبارك، الرئيس محمد مرسي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وماتجرأ البشير وفاتح مع احد منهم موضوع حلايب السودانية!!..زار البشير القاهرة اكثر من (١٧) مرة، وخلال هذه مافتح فمة بكلمة في حق حلايب!!

المدخل السادس:
***********
بعد فشل محاولة ااغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا يوم ٢٦/ يونيو /١٩٩٥، وانكشاف امر المؤامرة ، وان السودان ضالع فيها ، عندها غضبت الحكومة الاثيوبية غاية الغضب من النظام الحاكم في الخرطوم وقررت تاديبه شر تاديب علي تماديه في رعونته وغباءه ومحاولة ارتكاب جريمة في عقر الدار الاثيوبي، بعد ايام قليلة من بعد الحادث نشرت الحكومة الاثيوبية علي اراضي منطقة (الفشقة) البالغ مساحتها بنحو مليون فدان!!

***ـ ان الذي يزيد من حيرة السودانيين ، ان البشير اصلآ ما ناقش مع الرئيس الاثيوبي السابق ملس زيناوي قبل وفاته قضية الارض المحتلة، ولا ناقش ايضآ مع الرئيس الحالي مولاتو تشومي ورتو، ولا يبدو ان البشير عنده الرغبة في فتح هذا الموضوع مع الجهات لانه يعلم ان اثيوبيا ستظهر له (العين الحمراء)، وهو لا يقوي علي مجابتها!!

المدخل السابع:
*********
بعض المنظمات المسلحة في ليبيا ، والتي كانت عون وظهر لمعمر القذافي وقتها عام ٢٠١١ ، سبق لها ان اعلنت بعد سقوط نظام القذافي انها بصدد الانتقام من عمر البشير اذا زار ليبيا ، وكان سبب غضب هذه المنظمات الليبية يرجع الي التصريح الخطير الذي ادلي به البشير بعد مصرع القذافي بانه ساعد الفصائل المسلحة التي حاربت ضد القذافي بالسلاح والعتاد الحربي،

***ـ منذ عام ٢٠١١ لم يقرب البشير ليبيا !!

المدخل الثامن:
********
لويس مورينو أوكامبو، ارجنتيني الجنسية، شغل في السابق منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، وكان مسؤولآ عن التحقيق والملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ، في يوم ١٤/ يوليو عام/ ٢٠٠٨ أتهم مورينو اوكامبو الرئيس السوداني عمر البشير بعشر تهم تتعلق بجرائم حرب وأبادة وجرائم ضد الأنسانية ، في ٤ مارس ٢٠٠٩ وافقت المحكمة الجنائية الدولية على طلب المدعي العام أوكامبو إصدار مذكرة اعتقال لعمر البشير بتهمة تصفية مدنيين وتهجير قسري وتعذيب واغتصاب. يذكر أن اوكامبو دعا مجلس الأمن إلى الإسراع في تنفيذ أمر القبض.

***ـ اخذ لويس اوكامبو الثأرمن البشير نيابة عن شعب السودان المنكوب ، واذل النظام وبهدله شر بهدلة…..

***ـ بعد ان تقاعد اوكامبو وترك العمل في محكمة الجنايات الدولية عام ٢٠١٢، جاءت بعده في المنصب السيدة/ فاتو بنسودا من غامبيا لتولي منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، اكدت السيدة فاتو بانها ستلاحق الرئيس عمر البشير للمثول امام القضاة في محكمة الجنايات الدولية ، جددت مطالبتها باعتقال البشير وأعوانه ، وقالت لأسر الضحايا: “لا تيأسوا من الأمل”.

المدخل التاسع:
***************
ياتري، هل تستطيع القاعدة العسكرية الروسيةان (شاء لها ان تقوم) حماية عمر البشير (المزنوق) من اوروبا ، وعربيآ وافريقيآ ؟!!، وان تحميه من شر الذين يتربصون به بشتي الطرق ، اما اغتيال او جلبه لمحكمة الجنايات الدولية؟!!
[email][email protected][/email]