السفير الفلسطيني في الخرطوم: ما أطلبه من الدول العربية والإسلامية وشعوبها أن لا يكون موقفها وقتيا

يجب ألا ننسى هذه القضية حينما تنقشع الحالة العاطفية الموجودة الآن
أمريكا استقالت طوعا من دورها كراع لعملية السلام
لن يتحقق أي سلام في الشرق الأوسط على وفي العالم بدون أن تنزع كافة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها القدس

الخرطوم ? أميرة الجعلى
من الخرطوم التي تنتظر (جمعة الغضب) كرد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى (القدس) يعلن سمير عبد الجبار سفير فلسطين بالخرطوم عن رفض بلاده لأي وساطة أمريكية مستقبلاً، وبحسب السفير فإن (المنحاز) لا يمتلك النزاهة التي بإمكانها تقريب شقة الخلاف ووجهات النظر وأضاف ?لن نرضى كفلسطينيين في ظل هذا الانحياز الواضح لإسرائيل ولن نقبل أن تكون الولايات المتحده الأمريكية وسيطا في عملية السلام لأنها أثبتت أنها وسيط غير نزيه ومنحازة لإسرائيل? وأردف: ?في قراره الأخير بدا ترامب إسرائيلياً أكثر من الإسرائيلين
وبدا السفير الفلسطيني بالخرطوم سعيداً بالرفض السوداني لقرار واشنطن واعتبر أنه يصب في ذات خانة أن القضية الفلسطينية ظلت من الأولويات في السودان في مختلف الحقب وأضاف أنهم كفلسطينيين سيقاومون القرار وفقاً لسيناريوهات مفتوحة على احتمالات متعددة.. في التالي تقرأون ردة الفعل الفلسطينية على ما حدث بلسان سفيرها في الخرطوم.
* ما هو رأيك في موقف السودان حول إعلان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي اعترافه بأن القدس عاصمة لإسرائيل؟
دائما موقف السودان تجاه فلسطين ثابت ويضع القضية الفلسطينية على قمة أولوياته وتصريح وزارة الخارجية هو مردود طيب لدى الشعب الفلسطيني صدر بعد أقل من ساعة من إعلان ترامب لقراره وتلى ذلك عدد من البيانات لمؤسسات شعبية ومؤسسات شبه رسمية في الدولة منها بيان الحركة الإسلامية السودانية وبيان هيئة علماء السودان ومن عده قيادات سودانية.
* أيضا خصص البرلمان السوداني جلسة طارئة لذات الأمر؟
نعم جلسة البرلمان كانت تابعة للموقف السوداني واستمرت من الثانية عشرة ظهرا حتى بعد العصر وكانت حول تطورات الأوضاع وحول صياغة موقف سوداني برلماني موحد يلزم الحكومة السودانية.
* كيف تنظر للاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس التركي والرئيس البشير حول ذات الأمر؟
اتصال الرئيس رجب أردوغان الرئيس التركي بالرئيس عمر البشير هو تطور أيضا وقد أبلغه بالقمة الإسلامية التي ستعقد (الأربعاء) المقبل في أسطنبول وأبلغه البشير بموقف السودان الثابت وأنه غير قابل للمساومة في دعم الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، وأنا التقيت أمس بوزير الدولة بالخارجية حامد ممتاز ونقلت له شكر الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لموقف السودان.
* هل تتوقعون أن تخرج مسيرة احتجاج في الخرطوم تندد بالقرار؟
نعم ستخرج مسيرة في جمعة الغضب وقد أعلنا نحن في فلسطين في كافة الفصائل الوطنية والإسلامية عن جمعة الغضب في كافة المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات.
* ماذا عن جمعة الغضب في السودان؟
لقد أبلغت من بعض أئمة المساجد من بينهم الشيخ محمد حسن طنون بأن اليوم ستكون خطبة الجمعة موحدة في العديد من المساجد في الخرطوم والولايات وما تأكد لي أن كل المساجد ستشهد خطبا موحدة عن الأقصى تعبر عن الغضب على القرار الأمريكي الجائر.
* ما هو الموقف المتوقع من الحكومة الفلسطينية لمواجهة هذا القرار؟
الرئيس الفلسطيني أوضح موقف فلسطين في كلمات معدودة ومقتضبة ولها أدلة واضحة: إننا في دولة فلسطين الآن مفتوحه لدينا كافة الخيارات كل خيارات المقاومة التي ترفض وتقول إن أمريكا استقالت طوعا من دورها كراع لعملية السلام في الشرق الأوسط.
* إذن هذا إعلان عن رفض فلسطيني لأي وساطة أمريكية مستقبلية في عملية السلام؟
نعم لن نرضى كفلسطينيين طالما هذا القرار موجود وهذا الانحياز الواضح لإسرائيل لن نقبل أن تكون الولايات المتحده الأمريكية وسيطا في عملية السلام لأنها أثبتت أنها وسيط غير نزيه ومنحازة لإسرائيل.
* من هذا الحديث نفهم أنكم تعتبرون أن ترامب لم يكن منصفا لدولة فلسطين؟
الرئيس ترامب من إعلانه للقرار كان إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين أنفسهم لأنه يقول على إسرائيل دولة ديمقراطية في وقت يميز فيه الإسرائيليون دولتهم تمييزا عنصريا، يميز بينهم في أنفسهم، يقولون اليهودي الصهيوني رقم ثلاثة واليهودي الشرقي رقم اثنين واليهودي الغربي رقم واحد.
* هل تتوقع من اجتماع الجامعة العربية الطارئ والقمة الإسلامية المرتقبة موقفا قويا تجاه هذه القضية؟
لا شك على الإطلاق أنه سيخرج عنهما موقف قوي لكن ما أطلبه الآن من الدول العربية والإسلامية والشعوب العربية الإسلامية ومن الأحزاب العربية الإسلامية أن لا يكون موقفها وقتيا، يعني ألا ننسى هذه القضية حينما تنقشع الحالة العاطفية الموجودة الآن، لن يتحقق أي سلام في الشرق الأوسط على الإطلاق وفي العالم بدون أن تنزع كافة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها القدس أن تبقى عربية وإسلامية.

اليوم التالي.