الحوت .. والموت الأخير ..!!

إليكم
الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]
الحوت .. والموت الأخير ..!!
** رعاية المبدع والإبداع في بلاد الآخرين تكاد أن تكون علماً بحكم حاجة المجتمع إلى المبدع والإبداع..ولكن، تلك الرعاية في بلادنا كانت -ولاتزال – محض هتاف تهتف به حناجر الناس والساسة في المنابر.. ولذلك، يعيش المبدع في مجتمعنا ميتاً إلا أن يموت أخيراً.. وفقيدنا محمود عبد العزيز، له الرحمة باذن الرحيم ولأسرته الصبر الجميل، لم يمت يوم الخميس الفائت..بل منذ ميلاد موهبته وإلى يوم نقله إلى الاردن، ظل الحوت يموت – تحت سمع وبصر الدولة والمجتمع – في اليوم الف مرة، إلا أن مات أخيراً.. موت المرء، أيها الأكارم، ليس هو فقط أن يوارى جسده الثرى، بل أن تُقبر حياته – وهي على قيد الحياة – هو (الموت الحقيقي).. وحياة الحوت كانت تجسد وتعكس الموت الحقيقي بكل معانيه، فما سر البكاء – أوالتباكي -الأخير ..؟؟
** قبل أن يكمل نقاهة ما بعد عملية رويال كير، إقتادوه إلى مدني حبيساً..نعم لكل أجل كتاب، ولكن لكل مشهد من مشاهد حياة الحوت تفاصيل يكمن فيها معنى قتل الإبداع و المبدع وهما على قيده الحياة..فالكل كان يمشي على قلب الحوت بلارحمة، دون أي إحساس بالذنب، فلماذا االطائرة الخاصة ولبكاء – والتباكي- بعد الموت الأخير؟.. راجع المواقع الإلكترونية، وأرشيف الصحف، لتجده واقفاً ومن خلفه الجلاد والعسكر، وكل من حولهما يضحك ويبتسم للكاميرا، وكأنهم بهذا التوثيق والتوزيع والتشهير ينفذون فيه أمر الله..نعم لكل أجل كتاب، ولكن لكل مشهد من حياة الحوت أيضا تفاصيل وملامح الذين يوثقون ضحكاتهم حين يتألم الحوت، لا من وقع السياط، ولكن من وقع الموت البطئ المسمى مجازاً بالتشهير وإغتيال الشخصية، فلماذا الطائرة الخاصة والبكاء – والتباكي – عند الموت الأخير ..؟؟
** ما كان – ولايزال، وسيظل – يميز الحوت عن الآخرين، هو أن موهبته هي التي فتحت – للمواهب الأخرى – منافذ الإبداع في أزمنة قهر الفنون بخطب التنطع السياسي.. كان شجاعاً عندما راهن على جمهوره في حماية إبداعه، وكان شجاعاً عندما قهر قيود الواقع السياسي بالعناد الطروب ليشكل حزباً في وجدان الشعب الجميل ..ولهذا قهروه سراً وجهراً، وإبتزوه في الخفاء والعلن، وما لان الوتر ولا سكت الرباب، بل تعمق شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، بلسان حال قائل : لئن زدتم قهراً لزدناكم لحناً وحباً، ولئن زدتم إبتزازاً لزدناكم نغماً وجملاً..أوهكذا كان الحوت – كما القائد المحبوب – يتوسط قاعدته العريضة، ويتحدى بها متاعب الزمان والمكان، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، إلا أن غادر دنيا الناس والساسة إلى رحاب الغفور الرحيم الذي لا يظلم عنده أحد..فأكرمه بعفوك ورضاك وبظل رحمتك يا الله ..!!
** وثمة مشاهد على هامش النعي الأليم، تعكس بعض أوجه حياة الأحياء، نلامسها .. نعم لكل أجل كتاب، ولكن هذا لايعني غض الطرف عن الأسباب، وعليه تيقى الأسئلة : ماذا قالت فحوصات الأردن الطبية حين نقل إليها الراحل مريضاً – وفاقداً للوعي – من مشافي الخرطوم الخاصة؟..كيف؟، ولماذا تسربت فضلات البطن عقب الجراحة ، بحيث تسببت في التسمم وتعطيل الأعضاء الحيوية؟.. رهطاً من الزملاء رافقوا الفقيد بالأردن وجالسوا الفريق الطبي هناك وتحاوروا ويعلمون من الخفايا ما لايعلمها الرأي العام ، فليكتبوا فصيحاً لتطمئن قلوب الناس بأن توطين العلاج بالداخل – ولو في المشافي الخاصة – بخير، أي لم يعد كسباً للمال مقابل توطين الأخطاء في أوصال المرضى، فليكتبوا لتعلم الأنفس المؤمنة ب (إنا لله وإنا إليه راجعون)..!!
** ثم، كان الأفضل – والأمثل – لشكل الدولة، أن تسبق وزارة الثقافة مؤسسات الدولة وأجهزتها في إرسال طائرة خاصة لنقل جثمان الفقيد الى الخرطوم..ولكن يبدوا أن الوضع المؤسسي للدكتور أحمد بلال – وزير الثقافة والإعلام – في مؤسسية الدولة، أوهن من أن ينقل مريضاً بالمزاد بحري إلى حوادث مستشفى بحري، ناهيك عن نقل جثمان فقيد من الأردن إلى السودان..على كل حال ، لاراد لقضاء الله وقدره..وهكذا قواديس ساقية الحياة، إذ كما هي ترسل شلالات الفرح إلى جداول الأنفس، أيضا تملأ المآقي بدموع الحزن ..وعلينا ألانقول إلا ما يرضي الله، ف (الحمد لله) ..!!
إنا لله وإنا إليه راجعون وقضى الأجل ولكل أجل كتاب وللفقيد الرحمة والمغفرة والقبول الحسن عند الله.
الأخطاء الطبية صارت متلازمة لمستشفياتنا الخاصة والعامة وهو ناتج عن ضعف التأهيل في هذه المهنة الحساسة (الطب). كل مجال يحتاج لمراجعة يا الطاهر أخوي .. هو فضل شيء ماخرب في ظل هذا النظام ولكنهم مازالوا يكابرون ويصرحون بعظمة الإنجازات في ظل نظامهم ولا ندري أين هذه الإنجازات (الكباري والسدود والشوارع بالقروض أم ماذا؟؟؟).
الحمد لله رب العالمين!
استاذي الطاهر ساتي
اخاطبك اليوم بعد ان ادلمت بنا الخطوب ولم نعد نعي ما الخطا والصواب . اخي اود ان الفت انتباهكم لشي كثيراً يشغل تفكيري وهو هل رئيس الجمهورية ومعاونيه يملكون العقلية التي تدير بلد وتستطيع ان تطوره وترتقي به كاحد الدول الصاعدة والمجتهدة في النهوض باوطانها ؟ حقيقة اشك فكلما يتحدث الرئيس تسكن الحسرة دواخلي والالم من النوع الغامض الذي لا يعلم كنهه وسببه الا الله ؟ هل يعقل ان تكون عقلية رئيسنا ومساعديه عقلية اركان النقاش ؟ وهل نعلن عن انجاز وما ان يتفرق الاحتفال نكتشف بانه خطأ تاريخي لا يغتفر . ام يروا الرجال الذين يعملون في صمت حتي يخالهم الغافل بانهم متقاعسون وكسالي ؟ بالله اكتب لنا عن هذا الامر واقلها كاتبني علي ايميلي الخاص .
ولك التحية والتقدير
dear saty do you really want to know!!just pray you wont get sick here before u could fly away to eygypt or jordan,you know and u saw the condition and situation of our hospitals in both sectors !!the only differance is show biz. only
هذا زمان التجافى والجحود وهذه سلطة الخداع والافتراء التى لاتعرف من شرغتها الا العقاب متناسية فضائل الاخلالق والتسامح والستر هذه سلطة لاتستحى ولاماء في وجههها فهى تكذب لتكذب مرات ومرات ونحن نهتف ونصفق لها وهى تقتلنا كل يوم الالف المرات اين هذه السلطة من الابداع والمبدعيين فهى لاتعرفهم الا عند الموت فهى تتجمل وناسية انها دميمة وقبيحة ولا يمكن ان يصلح العطار ما افسده الدهر من افعالها فهى مقززة جدا الدين عندها حدودجلد وسجن وقطع وووو ومتناسية ان الدين قدوة واخلاق وصدق فهولاء لايختلفون عن جاهلية مكة قد اخذتهم العزة بالاثم ولكن فليتذكرو والذكرى تنفع المؤمنين هذا ان كان بقى فيهم ايمان ان الله يمهل ولا يهمل وانتم تخادعون انفسكم نسال الله الرحمة لمحمود ونساله تعالي ان يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين والعار للسلطان الجائر والجلاد الاعمى وحتما سياتى يوما نحتفل فيه باقتلاع هذا الصنم الجاثم على صدورنا
واللة ياالطاهر كلامك صاح احكي هة الحكاية مرة الشرطة قبضت علي المرحوم من داخل غرفة نومة الساعة 12 ليلابحي المزاد مدني وانا شاهد علي دلك
حسبي الله ونعم الوكيل, في الوقت الذي يموت فيه الناس في مستشفياتنا بالاخطاء الطبيه, انصار الحزب الحاكم في مدينة الدلنج يعدون العده لإستقبال مدير الجامعه الجديد
هناك همس يدور بالشارع بان القوى الامنية ارادت التحكم فى عملية مواراة الجثمان ليلآ حتى لا تخرج الامور عن السيطرة اذا تم ذلك صباح الجمعة وانفجار الاف المشيعين من الحواتة والمواطنين عقب الدفن وتحول الامر الى مظاهرة عارمة ضد النظام .. وكان ان تم ارسال طائرة جهاز الامن وليست اى طائرة تجارية مع تعمد تأخير وصول الطائرة من الساعة الخامسة الى العاشرة ليلآ .. رحم الله محمود رحمة واسعة فلم يكتفوا باستباحة جسده النحيل حيآ بل لاحقوه فى عمان ايضآ وانا لله وانا اليه راجعون .
سبق ان كتبت في هذه الراكوبة عن سفر محمود وقلته خوفي من أطباء الأردن ان يقولون ان التشخيص السوداني غلط وانتم وإنكم. متاخرين في الحضور والله هذا ماتوقعته لأني عدة مرات من أسرتنا حصل هذا لنا هذا الكلام وأصبحنا نتخوف من أي دكتور سوداني ومستشفي سوداني
الحمد لله رب العالمين، وصدقا ما قلت: الكل كان يمشي على قلب الحوت بلارحمة، دون أي إحساس بالذنب!! ولا مزيد علي إشارتك الواضحة للدور الدنيء لمؤسسات الدولة الميته في قبر هذا الرائع حيا وميتا، فهذا عين ما فعلوه ويفعلونه دائما بالمبدعين والنابهين عموما من أبناء بلادنا الجريحة. أعانك الله وكفكف دموعك ودموعنا، ولا أقول غير ما قال به السلف صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.