خلاص بكيتوا وانفضيتوا؟!

تأمُلات
خلاص بكيتوا وانفضيتوا؟!
كمال الهدي
[email][email protected][/email]
? لا شك في أن محبة الناس لأي كائن بشري شيء جميل وهي هبة من الخالق عز وجل.
? وما شهدناه في الأيام الفائتة من محبة للمطرب الشاب الراحل محمود عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منزلة الصديقين والشهداء شيء يفوق الوصف.
? الحشود البشرية الهائلة التي تدافعت نحو دار الفقيد بالمزاد عكست المكانة الكبيرة التي أوجدها الراحل لنفسه وسط الكثير من مختلف شرائح أبناء الوطن.
? رغم الحزن الكبير الذي لف الجميع، إلا أنني سعدت بتلك الحشود الكبيرة لأن وراءها بالطبع كم هائل من الدعوات ومعروف أن دعوة المسلم لأخيه المسلم المتوفي هي خير زاد له بعد رحيله.
? والمغني عندما يتوفاه الله سبحانه وتعالى فإن أفضل طريقة للتعبير عن حبنا له هي أن ندعو له الواحد الأحد أن يتغمده بواسع رحمته ويفتح له أبواب جنانه.
? وجميل جداً ما سمعناه وعرفناه عن الراحل محمود من أعمال بر وخير لا تحصى ولا تعد وبذل وعطاء خلال حياته القصيرة وهذا هو زاده الحقيقي بعد أن اختاره رب العزة إلى جواره.
? كل كلام عن طيبة وبساطة وتواضع وحب محمود لفعل الخير مطلوب في هذا الوقت لأنه يحفز الجميع على الدعاء له ليل نهار، وكما نعلم جميعاً فإن الإكثار من الدعاء للميت فيه الكثير من الرحمة له.
? لكن ما استغرب له هو تعامل شريحة واسعة من المثقفين مع وفاة الشخصيات المشهورة بشيء من المبالغة والإفراط.
? فالبعض يحدثوننا عن محمود كقائد وناصح ومُشكل لوجدان الشباب، وهو حديث لا أظنه دقيقاً.
? ومثل هذا الكلام يصب في رأيي في خانة ركوب المثقف والمفكر السوداني للموجة دائماً وهي إحدى الآفات التي يعانيها هذا البلد الممكون والمثقل بالجراح.
? فمحمود عبد العزيز (رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الجنة) لم يكن مفكراً ولم يحظ بتعليم عال يؤهله للعب أي من الأدوار التي تناولها البعض.
? صحيح أنه كان مطرباً متمكناً وصاحب صوت قوي وطروب ولديه قاعدة جماهيريه لا تخطئها العين، أما الحديث عن قيادة الشباب وخلافه فهو يتطلب نوعاً مختلفاً عن شخصية محمود رحمه الله.
? فلماذا كلما مات نجم يحاول معظمنا ركوب الموجة والكتابة عنه بطريقة لا تكون دقيقة في الكثير من الأحيان؟!
? عندما يركب المثقفون والمفكرون الموجة ويحاولون مجاراة أصحاب الأجندة الخاصة الذين لا مانع لديهم من التكسب على حساب مرض وموت وخصوصية نجوم المجتمع تصبح المأساة التي يعاني منها الوطن مضاعفة.
? من حق أي واحد منا، بل المطلوب منا جميعاً أن ندعو لمحمود كشخص اختاره الله إلى جواره، وأن نذكر محاسنه.
? وما أجمل الحديث عن عطائه اللا محدود ووقفته مع الفقراء والمحرومين واليتامى، وأعتقد أن هذا الجانب من حياته أكثر من كاف عندما نريد أن نذكر الناس بجمال هذا الإنسان.
? لكن ما لا نحمده ولا نستسيغه هو أن يجاري كل واحد منا وسيلة إعلامية أو صحفي يريد أن يتكسب ولو على وفاة هذا الشاب الجميل.
? فما ظللنا نتابعه منذ أيام مرض محمود الأخيرة وحتى وفاته المفجعة يشير بوضوح إلى رغبة البعض الشديدة في استمالة بعض محبي هذا الفتى رحمه الله.
? وقد أصبحت هذه عادة محببة لبعض أجهزتنا الإعلامية والمؤسف أن بعض المثقفين والمفكرين وجدوا أنفسهم فيما يبدو مضطرين لمجاراتها حتى لا يفوتهم قطار الشعبية الواسعة.
? وها نحن نلاحظ أن الجميع وبعد وفاة الفقيد الكبير يحاولون أخذ نصيبهم من الكعكة.
? السياسيون لا يتورعون، فالمؤتمر الوطني ينسب محموداً له.. والحركة الشعبية تقول ضمناً أنه ولدها والمعارضون يرون أنه كان نصيرهم في حربهم ضد النظام.
? والرياضيون أرادوا حقهم أيضاً فبعض أهل المريخ يذكرون الناس بمريخية محمود الآن وقد حاولوا بالأمس الاستفادة من وفاته في تحقيق المزيد من الحضور الجماهيري لمهرجانهم لأن ناس عصام الحاج يريدون المال بأي شكل.
? ولعلكم شاهدتم شقيق المرحوم محمود جلوساً في المهرجان، وليته جاء لوحده، لكنه جلب معه صغيري المرحوم.
? لا يمكنني أن أفهم مشاركة شقيق شخص في احتفال أو مهرجان بعد أيام فقط و ( البكاء ما زال حاراً).
? وهذا يشير بوضوح إلى مشكلتنا الاجتماعية التي تفوق مشاكلنا السياسية والاقتصادية حدة وسوءاً.
? وما أستغرب له أكثر هو هذا البكاء بحرقة ومرارة على الأفراد، وفقدان هذه العاطفة عندما يتعلق الأمر بوطن بأكمله.
? من يقول أن محموداً ( رحمه الله) قد شكل وجدان محبيه من الشباب لا يبدو دقيقاً فيما ذهب له لأننا شاهدنا منظراً غير جميل بمطار الخرطوم من مجموعات من الشباب قاموا بكسر البوابة ودخلوا إلى مدرج الطائرة معرضين أنفسهم والآخرين للخطر ومتسببين في تأخير بعض الرحلات التي قد يكون فيها بعض المرضى المسافرين للاستشفاء خارج بلدنا الذي لم يعد قادراً على تقديم العناية الطبية ولو لنزلات البرد.
? أليس غريباً أن يتصرف من يبكي على فراق مبدع بهذه الهمجية؟!
? هذا تناقض غير محبب ويجب الوقوف عنده.
? وما يجب الوقوف عنده أيضاً هو عواطفنا الجياشة وانفعالاتنا اللحظية التي لا تدوم طويلاً ولا يكون لها أي تبعات.
? ولا أشك مطلقاً في أن كل الحشود البشرية التي ملأت بيت أسرة فقيد الشباب وكل ذلك البكاء وكل تلك الدموع الغالية ستنتهي بانتهاء مراسم الدفن.
? حيث لم يحدث أن وظفنا حالات حزننا أو فرحنا فيما يمكن أن يفيد على المدى البعيد.
? جميل جداً أن يجتمع كل أولئك الناس لحظة الإعلان عن وفاة محمود، لكنهم عبروا عن حزنهم بسلبيتنا المعهودة وسكبوا الدموع وما هي إلا أيام وستنسى غالبيتهم كل شيء.
? لا أقول ذلك افتراءً على الناس، لكن لدينا تجارب سابقة، فالفنان الجميل والكبير والظاهرة الراحل مصطفى سيد أحمد شكت عائلته بعد وفاته أكثر من مرة من الإهمال، رغم أن قاعدة معجبيه وعدد من بكوه وحزنوا على فراقه لم يكونوا أقل مما شاهدناهم في اليومين الماضيين بعد وفاة محمود.
? وكما نقول فالجواب يكفي عنوانه، فكل هذه الحشود البشرية لم ترسل ولو مجرد رسالة احتجاج بسيطة للمسئولين عن الأسباب التي فرضت على عائلة محمود تسفيره إلى الأردن وهو في تلك الحالة المتأخرة.
? لم يتساءل الحزانى لماذا وصلت الأمور الصحية لدى الفقيد لتلك الدرجة رغم أنه كان طريح أحد أكبر المستشفيات الخاصة؟!
? ولماذا لا توفر هذه الدولة – التي يتجمل وزير صحتها الولائي كل يوم عبر مختلف أجهزتنا الإعلامية- ولو القليل من الرعاية للمرضى.
? وإذا كان النجوم مثل محمود تتأخر أحوالهم الصحية إلى هذه الدرجة التي تجعل القائمين على مستشفيات الخارج يقولون ” ليته أتانا قبل أسبوع من الآن”، فما بالكم بالبسطاء الذين كان يساعدهم محمود نفسه قبل وفاته؟!
? المفارقة أنه بالرغم من معاناة نجمنا الراحل بسبب الأخطاء الطبية في مستوصف خاص كبير جداً، كنا نسمع قبل إعلان وفاته بيوم واحد الوزير مأمون حميدة يؤكد أنهم يصرون على تحويل أقسام المخ والأعصاب من مستشفى الشعب لمستشفى إبراهيم مالك بغرض تقديم خدمة طبية راقية وذات مستويات غير متوفرة في أماكن أخرى!
? إن لم تتوفر الخدمات الطبية الراقية في أحد أرقى المستشفيات الخاصة ولنجم معروف مثل محمود، فكيف نصدق أن حميدة سيوفرها بمستشفيات عامة.
? أثناء نفس لقاء حميدة وبعد أن ( دردقت) له المذيعة بت المهندس وزميلها أمجد الكرة راح الوزير يحدثنا عن توطين العلاج مؤكداً أن السودانيين بعد الآن لن يحتاجوا للسفر بحثاً عن العلاج، إلا إذا كان الواحد منهم يملك المال ويريد أن يسافر.
? وقبلها بساعات كنا قد سمعنا أن محموداً مات دماغياً في الأردن، فقلت في نفسي بالله الوزير ده ما بستحي! كيف يؤكد على توطين العلاج للبسطاء وهنا نحن نتابع أخبار أحد النجوم الكبار وقد تدهورت حالته بسبب الإهمال والأخطاء الطبية.
? وفي محطة خارجية خلال نفس الحلقة حدثنا كل من مدير عام وأمين عام مستشفى حاج الصافي عن الخدمات الراقية التي يقدمها المستشفى وأكد أحدهما أن خدمات الطوارئ تقدم هناك مجاناً ولا يطلب من المريض دفع ( مليم أحمر).
? كله كذب وافتراء وضحك على عقول المشاهدين وهي رسالة يفلح في تهيئة السبل لها عدد إعلاميينا ومذيعي قنواتنا الفضائية ويمارسون هذه العادة الرذيلة كل يوم بلا أدنى درجات الخجل.
? وحسب علمي أن السيد الوزير مأمون حميدة يصر على أن يدفع أي مريض طوارئ المال أولاً قبل حصوله على الخدمة الطبية بغض النظر عن حالته.
? هذا هو الوزير الهمام الذي يوزع الابتسامات يميناً ويساراً عندما يطل علينا عبر القنوات الفضائية ويتظاهر ناس أمجد بالإصغاء له بكل اهتمام وكأنهم يصدقون ما يقوله أو كأنهم لا يعيشون داخل هذا البلد ويعلمون تماماً ما يجري في مستشفياته.
? أمر آخر يدعو للأسى هو ما مارسته بعض أجهزتنا الإعلامية مع عائلة الفقيد محمود وصغاره الذين كانوا يتبارون في إظهار صورهم للمتاجرة بمرض ووفاة والدهم.. وهو عار كبير على هذه الأجهزة.
? فمثل هؤلاء الصغار ما كان يجب أن يتم تعريضهم لمثل هذه المواقف وليتهم تركوهم يعبرون عن حزنهم بشيء من الخصوصية.
? في البلدان المتقدمة ( وهي على فكرة بلدان نصفها بأنها مادية) يعتبر مثل هذا السلوك أمراً يستوجب المقاضاة، أما عندنا في بلد الفوضى والعشوائية والعواطف غير المرشدة فالصغار يمكن أن يُحطموا نفسياً من أجل مكسب رخيص.
? وليت هذه الأجهزة الإعلامية تقف مع هذا الأسرة بعد انحسار الأضواء، لكن ما أنا متأكد منه هو أن النسيان سيحدث إن عاجلاً أم آجلاً.
? ولوزير ثقافتنا المبجل أقول الاستحوا ماتوا، فقبل أن تكتمل مراسم دفن الفقيد راح هذا الوزير يكلمنا عن جمعية خيرية باسمه، والغرض من إنشاء مثل هذه الجمعيات طبعاً لا يخفى على أحد.
? قبل الحديث عن ( ساس يسوس) ومحاولات استغلال شعبية المتوفي لتحقيق أغراض سياسية علينا أن نواجه مشاكلنا الاجتماعية بكل شجاعة ووضوح، فما لم تعالج هذه المشاكل والظواهر الاجتماعية، لن تقوم لهذا الوطن قائمة اطلاقاً.
? قد يقول قائل أن التردي الذي نعانيه مجتمعياً يعزي للأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة، وهو ما اتفق معه لكن ليس بالمطلق.
? صحيح أن التدهور والتخلي عن الكثير من قيمنا وتقاليدنا الجميلة كان كبيراً جداً خلال العقدين الأخيرين بسبب ما أسموه إعادة صياغة الإنسان السوداني.
? لكن الشاهد أننا ومنذ عقود أبعد من ذلك نعاني من مشاكل اجتماعية وانتهازية على مستوى الأفراد و القيادات لا نريد أن نعترف بها.
? ودونكم الخلافات الكبيرة والمستمرة منذ استقلال هذا البلد وحتى يومنا هذا، ولو كانت مختلف قياداتنا السياسية تتمتع بالإرادة وحب الوطن حقيقة لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
? تعودنا أن نختلف حتى في أصغر وأتفه الأمور.. يعني عندما نهم بحفر أربعة أو ستة حفر لصيوان مناسبة نستغرق أحياناً عشر دقائق في النقاش حول المكان الذي يجب أن تكون فيه هذه الحفرة أو تلك، فهل تتوقعون من أناس مجبولين على الخلاف بهذا الشكل أن يحققوا سلاماً بين شطري الوطن الذي تمزق وانقسم بسبب أنانيتنا وتغليب مصالحنا الخاصة على المصالح العليا!
? نقادنا ومن يعول عليهم بإحداث التغيير يعيشون بأكثر من وجه ولدى الواحد منهم ثلاث نسخ من الرأي حول القضية الواحدة، نسخة للاستخدام أمام صاحب القضية وثانية في المجالس الخاصة وثالثة أمام عامة الناس، وبرضو راجين لينا تغيير!
? على سبيل المثال لا الحصر عندما أُثيرت مشكلة هيثم مع مجلس ومدرب الهلال كتب الكثيرون جداً عن هذه القضية وحرضوا الجماهير وقالوا أن القائد ( الرمز) يتعرض لمؤامرة كبيرة، لنعرف لاحقاً أن بعضهم كانوا يشاهدون بأم العين ومن داخل إستاد الهلال الاستهتار الذي مارسه هيثم أثناء التدريبات وشربه للقهوة وضحكه المستمر مع علاء الدين ( دي طبعاً شاهدنا عبر إحدى شاشات التلفزة خلال أحد التدريبات).
? كما علمنا أن بعض الشخصيات ذات الحظوة حضرت بعض مواقف هيثم البائسة وحديثه غير اللائق مع مدربه، ولو أنهم امتلكوا الشجاعة الكافية وكشفوا للناس كل ذلك وقتها لما تصاعدت المشكلة بذلك الشكل ولما انقسم الأهلة ولما تعرض الهلال لحالة من عدم الاستقرار على مدى موسم كامل.
? وضمن هذا السياق حدثني بالأمس صديق عائد من البلد بأنه التقى بأحد لاعبي الهلال وسأله عن شطب هيثم فقال له اللاعب أن زملاءه مبسوطين جداً لأن هيثم كان يتجبر عليهم ويهدد كل من يرضى عنه بالشطب من النادي مستنداً في ذلك على شعبيته الكبيرة.
? قلت لصديقي ليتني كنت هناك في موقع الحدث لأنقل لكم هذه التفاصيل الصغيرة مثل تناول القهوة وغيرها حتى لا تتفاقم المشكلة بهذا الشكل، فقال لي لو كنت هناك كنت حا تعمل زيهم.. ( عوجة طبعاً).. طالما أن هيثماً يفعل كل هذا فلماذا نصر عليه؟! لعب 17 عاماً للهلال نعم.. لكن هل هو الذي صنع الهلال أم أن الهلال من صنعه؟!
? كل واحد منا يتخوف من الآخر و ( يغتغت) على ما لديه من حقائق ومعلومات، حتى لا يغضب منه الناس، فكيف نتوقع أن يتقدم بلدنا ونحن علي هذا الحال؟!
? السياسة ليست مجرد شعارات ونظريات تتضمنها الكتب، وهي لم تضع نفسها، بل يضعها البشر ولو عالجنا مشاكلنا الاجتماعية وخلصنا أنفسنا من هذه الشرور الكثيرة وغلبنا المصالح العليا لاستطعنا أن نضع سياسات تقود هذا البلد لبر الأمان، كما فعلت شعوب أخرى كانت أكثر تخلفاً منا.
? فهنا مثلاً في سلطنة عمان التي أعيش فيها منذ سنوات تغيرت أمور كثيرة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية وأنطلق البلد لأن قائده غلب مصلحة بلده على كل شيء آخر وذلك بسبب حبه لهذا البلد.
? حُلت مشاكل قبلية أشد تعقيداً مما لدينا من خلافات وحدثت النهضة، لكن بالطبع ساعدهم في ذلك أن الناس يطيعون النظام ويعرفون معاني الانضباط، والاستثناء هنا هو أن يخالف أي كائن النظام.
? وقد عشت على المستوى الشخصي حادثة أكدت لي احترام الكل هنا للقانون، فقبل سنوات وقع حادث مرور بيني وبين أحد شباب الأسرة المالكة وكان هو المخطئ لأنه صدم العربة التي كنت أقودها من الخلف، وبعد تحية بعضنا طلب مني أن نغادر المكان وتعهد بإصلاح العربة، لكنني أصريت على انتظار الشرطة، فما كان من الأخ فيصل البوسعيدي إلا أن أذعن بكل أدب لطلبي واتصل بالشرطة بنفسه.. وبعد حضور أفراد الشرطة ولما كان في طريقه للمطار للسفر لأداء العمرة استأذنهم بعد أن عرفهم بنفسه في أن يتابع الإجراء السائق الذي حضر للمكان بعد لحظات نظراً لقرب دارهم من مكان الحادث، وقد وافقوا على ذلك بعد أن استلموا منه رخصة القيادة وملكية العربية ورسموا الحادث، فودعني وانصرف لكن ليس قبل أن يسألني إذا كان بخاطري شيء يجلبه لي معه من السعودية فشكرته على مبادرته.. بعدها توجهنا لمركز الشرطة التي دونت كل شيء وبعد ذلك أعادوا لي رخصة القيادة وبطاقة ملكية العربة، بينما احتفظوا برخصته هو باعتباره المخطئ وقالوا له بعد أن يأتينا الأخ السوداني ويؤكد أنكم أصلحتم له عربته يمكن استلام رخصتك وملكية عربتك، وفي اليوم التالي تم إصلاح عربتي وانتهت القصة.
? ما ذكرته أعلاه يحدث في بلد خليجي وهي بلدان نتحدث عنها نحن بسخرية باعتبار أن أنظمة الحكم فيها متوارثة.. لكن ماذا فعلنا نحن ببلدنا وكيف تعاطينا مع أحواله منذ استقلالنا وحتى هذا اليوم؟! يعني فصاحة والسلام!
? هم يطيعون القانون والنظام، أما عندنا فالقاعدة هي أن تخالف النظام، وإن أطعته أو طالبت أي من الموظفين في أي من دوائرنا ووزارتنا بالتقيد به سيوجه لك سؤالاً من شاكلة: يا زول انت عايش وين؟!
? أذكر أن صديقي الكابتن حسين عبد الحفيظ قال لي ذات مرة بعد عودته من إحدى الإجازات أنه تجادل مع صاحب مكتب لتأجير السيارات في الخرطوم بسبب مشكلة في العربة التي استأجرها منه فقال له حسين يا أخي إنت ما عندك مصداقية، فتخيلوا ماذا كان الرد؟! قال الرجل لحسين ” يا خوي الكلام الكبار ده شنو انت ما قاعد معانا في البلد دي ولا شنو؟!
? رحم الله محمود وألهم أسرته الصغيرة الصبر والسلوان ونسأل الله أن يجدوا من يقفون بجانبهم وقفة حقيقية بعيداً عن فكرة التكسب من شعبية والدهم.
اخي كمال اولاً نسأل الرحمة والمغفرة للفنان محمود
ثانياً ان القيادة في حالات كثيرة لا تحتاج الى شهادات عليا ودراسات .. وقد فرضها الجمهور على محمود بدون ترتيب او قصد.. واعتقد ان لم يكن كل الشباب فان معظمهم لو طلب منهم محمود طلب فلن يتأخر احد في تنفيذه ولذلك ان يكون محمود قائداً ليس ببعيد عن محبيه ومريديه .. وعندك الامثلة كثيرة في قيادة الاحزاب والكيانات الكبيرة ..
لا اعتقد ان التذكير بمحاسن الاموات خاصة من الشخصيات المعروفة فيه نوع من التجارة في كل الاحوال (صحيح ان بعض من هؤلاء يستغلون موت احدهم) وكما قلت ان ذلك مدعاة الى ان يترحم الناس على الفقيد .. فلذلك حتى ان دعا المريخ اسرته فلماذا لا يفسر ذلك انه نوع من الوفاء لعضو ومحب للمريخ وما كان حضور اسرته الى الاحتفال (والبكا حار) الا لانهم يؤمنون بمواصلة فيما بدأه فقيدهم .. وكانت لمسة بارعة من المريخ ..
لماذا لم يتحدث هؤلاء عن تهديدات هيثم مصطفى لهم وتجبره عليهم .. فلماذا يقبلون تجبره ؟؟ لا اعتقد هنالك ما يدعو لذلك ان كان اللاعب واثق من نفسه وامكانياته ومهاراته الفنية .. وعندك مثلاً مهند الطاهر كان يمكن تسجيله في المريخ بمبلغ خرافي لا يحلم به في الهلال فلماذا صمت في حين اني كنت الاحظ لعب مهند افضل عندما يكون هيثم غائباً عن التشكيلة ..ولماذا سكت خالد بخيت وشهد زوراً ؟؟؟
رحم الله محمود وكل موتى المسلمين
تربت يداك يا ود الهدي
ولعلكم شاهدتم شقيق المرحوم محمود جلوساً في المهرجان، وليته جاء لوحده، لكنه جلب معه صغيري المرحوم.
? لا يمكنني أن أفهم مشاركة شقيق شخص في احتفال أو مهرجان بعد يوم واحد فقط? وهذا يشير بوضوح إلى مشكلتنا الاجتماعية التي تفوق مشاكلنا السياسية والاقتصادية حدة وسوءاً.
الراجل ده بيتكلم صاح .. كيف واحد اخوهو مات بيمشي المهرجان .. وبيجلس بين الحضور معناتها نحن كنا بنحب محمود اكتر من اسرتو .. ده كلام .. !!
مقال جيد وكلنا نترحم على الفقيد ولكن كما قلت ( كيف يكون قائد وناصح ومشكل وجدان الشباب )ونحن نرى الانحرافات الكثيره وما يعج بها المجتمع من تعاطى للمخدرات وخلافه اين القدوه فى ذلك تحت نظر وبصر الجميع
كفيت ووفيت اخى كمال الهدى ..والله قلت ما كان فى النفس واحسن منه ..على سيره الاسر الحاكمه لعلك قرأت معى خبر الراكوبه فى الاسابيع الماضيه عن ايقاف ومخالفه محمد بن زايد ال نهيان وزير خارجيه الامارات للتحدث بالهاتف اثناء القياده ..يعنى سايق براه بدون سواق .. وما مظلل .. ووقف للشرطى ودفع المخالفه .. واهم حاجه ماحظروا النشر فى القضيه هههههههه
عزيزى كمال. برضو هيثم مصطفى . لا ادرى هى صدفه ام هناك ماهو مقصود بين السطور. ثم لم يكن هذا نفسه محمود الذى استكترته عليه وقوف الرئس معه بتحمل كل مصروفات علاجه رغم عدم حدوث ذلك . حتى لاتكون متناقضآ وراكبآ للموجه عليك مراجعة ماكتبته فى مقالك السابق عن محمود لتعرف الى اى مدى ينطبق عليك ماكتبته الان .مع اكيد تقديرى
كثيرون فى ارض المهجر يجدون فى نقد الناس والأوضاع بالسودان فاكهة (السوالف)والمجالس المسائية ، تضفى عليهم الأحساس بالرضاوتعمق فى دواخلهم حكمة ومشروعية قرار الخروج من الوطن خاصة أولئك اللذين فشلوا فى تحقيق نجاحات فى الداخل لضعف مقدراتهم أو عجزهم أمام واقع صعب يحتاج لأرادة قوية وأيمان بضرورة النضال من أجل التغير وخلق واقع أفضل.فتفرغوا للتنظير والفلسفة وجلد واقعنا السودانى أستنادآ على حديث(حدثنى صديق)
مانسميه هنا (شمار)!.أسقطوا صورة الشاب الملكى على خليجهم وصورة تاجر السيارات على الوطن .بس حلوة (ياريتنى كنت هناك)دى..ملعوبة..السيستم بفتح شهر 6 ممكن نستعين بيك كصحفى (محترف)
والله من اجمل ماقراءت في الراكوبة من يوم ماعرفت ان هناك راكوبة مااعجبني هو خلاصة المقال حسب فهمي وهو احترام المهنية كل في مجالة والتاكيد غلي ان المثقفين هم كارثة البلد الحقيقية لخيانتهم امانة المعرفة والشباب يدفعون الثمن لاعدام القدوه ام العلام السوداني فهو للاسف معروف انو مطبلاتي ليس الا
منو القال ليك الثقافه دايره ليها شهادات عليا ياحاقد يا جبهجي يا معفن محمود قائد للشباب رغم انفك يا كوز ياوهم قال نور الهدي