الرهانات الخاطئة.!!.العزلة السياسية والاقتصادية التي يعانيها السودان على الصعيد الدولي لا تحتاج إلى تبيان.!ا لم تعد بذات نفع تبريرات من قبيل الاستهداف والتآمر، هب أن ذلك حادث فمن نفذ أجندته؟،ولماذا؟ا

هناك حاجة لمراجعات حقيقية من أجل تغيير وإصلاح جذري في النظام السياسي السوداني تستند على أجندة بحجم الوطن، لا بحجم حزب أو طبقة حاكمة لا ترى سوى حسابات استئثارها بالسلطة وإن كان ثمن ذلك ذهاب ريح ما تبقى من الوطن.

[B]خالد التيجاني النور[/B]

هل دخل السودان في عزلة سياسية واقتصادية خانقة من قبل محيطه الدولي وجواره الإقليمي العربي والإسلامي دون أن يفطن الحكم في الخرطوم إلى عواقب ذلك على كفاحه من أجل البقاء، وإلى مآلاته على مستقبل البلاد والعباد؟.
في أنباء مطلع هذا الاسبوع خبران لافتان، الأول بثته رويترز السبت الماضي من مرسيليا الفرنسية التي شهدت اجتماعات وزراء مالية مجموعة الثماني حيث تعهدت المجموعة بتقديم 38 مليار دولار إلى تونس ومصر والمغرب والأردن على مدى ثلاث سنوات 2011 إلى 2013 موسعين بذلك نطاق اتفاق يعود إلى مايو مع دعوة ليبيا للمشاركة أيضا. كما تعهد صندوق النقد الدولي بتمويل إضافي قيمته 35 مليار دولار لدول انتفاضات الربيع العربي.
وقالت فرنسا الرئيس الحالي لمجموعة الثماني إن الرقم الذي اتفق عليه خلال محادثات في مرسيليا ضاعف المبلغ المتفق عليه في مايو عندما اجتمعت القوى الثماني في دوفيل بشمال فرنسا. وشهد اجتماع مرسيليا توسيع نطاق الشراكة الأصلية لتشمل الأردن والمغرب.
وأبلغ وزير المالية الفرنسي باروان مؤتمرا صحافيا «تعهدت المؤسسات بزيادة حجم شبكتها المالية إلى 38 مليار دولار مقارنة مع العشرين مليار دولار التي جرى التعهد بها في دوفيل .. هذه ليست مجرد كلمات بل خطوة مهمة جرى اتخاذها هذا الصباح».
ويهدف اتفاق التمويل الذي توصلت إليه الاقتصادات السبعة الكبرى زائد روسيا إلى دعم جهود الإصلاح في أعقاب انتفاضات الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وستقدم مجموعة الثماني والدول العربية نصفه والنصف الآخر من مقرضين وبنوك تنمية.
وحذرت المؤسسات المالية الدولية المشاركة في محادثات مجموعة الثماني من التحديات التي تواجه دول الربيع العربي إذ تحاول تدبير التمويل الأجنبي في ظل مخاوف من مخاطر عالية وضغوط اجتماعية ومالية في بيئاتها المحلية. ودعا المسؤولون إلى فتح أسواق الدول المتقدمة أمام المنتجات والقوى العاملة من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتفادي الاعتماد على المساعدات والمساهمة في تعزيز القطاع الخاص.
ويذكر أن مبادرة دوفيل قد تأسست تحت الرئاسة الفرنسية لمجموعة الثماني بهدف مساعدة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي شهدت انتفاضات شعبية على تبني إصلاحات ديمقراطية عن طريق جعل المساعدات والقروض التنموية مشروطة بالإصلاح السياسي والاقتصادي. وبحث مسؤولو مجموعة الثماني التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول أطاحت بحكام مستبدين مثل تونس ومصر وليبيا واتفقوا على تعزيز التجارة وفتح الأسواق بين المنطقة وبلدان العالم المتقدم.
أما الخبر الثاني المهم فقد جاء من تلقاء مدينة جدة السعودية التي احتضنت الأحد الماضي أعمال الاجتماع الوزاري العادي لدول مجلس التعاون الخليجي، وشارك فيه لأول مرة وزيرا خارجية الأردن والمغرب، الدولتان اللتان دعاهما مجلس التعاون الخليجي في خطوة مفاجئة في مايو الماضي للإنضمام إليه، على أن الأمر الاكثر أهمية هنا أن اجتماع جدة كشف عن برنامج اقتصادي تنموي تبناه مدته خمس سنوات لدعم الاردن والمغرب.
ومع أن الأردن والمغرب ما تزالان تدرسان الطلب الخليجي للانضمام إلى المجلس، فإن مما لا شك فيه أنه في حال نجاح مفاوضات الانضمام، فستشهد المنطقة العربية تغييراً مهما في بنية تحالفاتها السياسية والأمنية. هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن اليمن التي، ما تزال في انتظار إكمال نجاح ثورتها، مدعوة هي الاخرى أيضاً للانضمام للمجلس الخليجي فسيكون ذلك مؤشراً إضافياً إلى عمق التحولات السياسية التي ستشهدها المنطقة في غضون المستقبل القريب.
والسؤال الملح أين السودان من هذه التطورات الاستراتيجية؟ الإجابة التي لا تحتاج إلى كثير عناء هي أنه لا موقع له من الإعراب في خضم هذه التحولات المتسارعة، ومن الواضح أن السودان يكابد حالة عزلة سياسية واقتصادية دولية وإقليمية غير مسبوقة ولا قبل له بتداعياتها وتبعاتها. ربما لم يكن الأمر ليعني كثيراً لو أن السودان يعيش في أفضل حالاته سياسياً واقتصادياً، بيد أن ما يجب ان يثير القلق العميق أن حالة العزلة، الدولية والإقليمية، هذه تأتي والسودان الشمالي يكابد في أتون أخطر صدمتين تواجهه في تاريخه الحديث، الصدمة السياسية بسبب زلزال تقسيم السودان وفصل الجنوب، والصدمة الاقتصادية العميقة الناجمة عن توابع ذلك الحدث المزلزل.
والصدمتان شاخصتان إلى درجة لا تحتجان معهما إلى إقامة الدليل عليهما، فالتقسيم الذي جرى تسويقه سياسياً باعتبره قارب النجاة الوحيد إلى مفارقة الاحتراب وكسب السلام والاستقرار بعد طول تيه في صحراء الحرب الأهلية سرعان ما تبين أنه رهان خاسر إلى أبعد الحدود، فقد تحقق السيناريو الأسوأ خسران وحدة البلاد وعودة الحرب إلى «الجنوب الجديد» حتى قبل أن يجف حبر فصل «الجنوب القديم». ولئن احتملت الصدمة السياسية جدلاً حول جدوى الانفصال وعواقبه، فإن الصدمة الاقتصادية التي تبعته لا تحتمل ترف الجدل السياسي ورفاهية المغالطات الحزبية، فالتأثيرات السلبية العميقة للصدمة الاقتصادية جراء تقسيم البلاد بدأت تلقي بكلكلها مبكراً حتى قبل الانفصال فعلياً بوقت طويل، فقد تسارع تدهور قيمة العملة الوطنية لتفقد خلال أشهر قليلة ضعف قيمتها أمام العملات الصعبة، وانفلت التضخم وتصاعدت أسعار كل السلع إلى مستويات غير مسبوقة، حدث كل ذلك على الرغم من أن اتفاقية قسمة الثروة وتقاسم عائدات النفط ظلتا ساريتين حتى مطلع يوليو الماضي، وعلى الرغم من أن الميزان الخارجي سجل في العام الماضي، حسب آخر تقرير سنوي للبنك المركزي عن العام 2010، فائضاً بلغ اثنين مليار ونصف المليار دولار، ولك أن تتخيل كيف سيكون الوضع الاقتصادي في المستقبل القريب بعد الافتقار إلى العائدات النفطية؟. لم يعد حتى كبار قادة الحكم يخفون المآلات الاقتصادية الصعبة مما جرى التصريح به علانية عقب إجازة مجلس الوزراء لموازنة العام 2012، وقالها الرئيس البشير بوضوح أن المصاعب الاقتصادية المقبلة تعود إلى فقدان العائدات النفطية.
وليس في هذا كله جديداً سوى نهاية حالة الإنكار التي كان يمارسها كبار المسؤولين في الحكومة من السياسيين والاقتصاديين الذين طالما قللوا من التأثيرات السلبية للانفصال، بل وروجوا لتبرير أكثر غرابة بالإكثار من الحمد أن تخلصوا أخيراً من عبء الجنوب وأزاحوا عن كاهلهم «أوشابه»!
ربما لم يكن هناك ما يدعو لإلقاء اللوم عليهم لو أنهم أطلقوا تلك التصريحات من أجل بث الطمأنينة في نفوس المواطنين وعدم إثارة الهلع بينهم، ولكن تبين أنهم صدقوا فعلاً ما يصرحون به للاستهلاك السياسي وقعدوا عن التحسب بالجدية الكاملة للعواقب الاقتصادية الخطيرة جراء الانفصال.
والمأزق الآن أن السودان الشمالي يواجه هاتين الصدمتين السياسية والاقتصادية وهو في حالة عزلة دولية وإقليمية، ويفتقر إلى حليف أو صديق يقدم له يد العون الحقيقية، خاصة أنه سيفاقم من خطورة الأوضاع الاقتصادية عودة الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق لأنه حتى في حالة بسط السيطرة العسكرية عليها فستكون هناك حاجة مستمرة للصرف من موارد محدودة أصلاً لاستمرار المحافظة عليها، هذا إذا لم تسبب حرب عصابات محتملة في زعزعة استقرارها.
بالطبع سيرد المسؤولون عن العلاقات الخارجية بالنفي القاطع لوقوع البلاد في حالة عزلة وأن البلاد تتمتع بعلاقات وثيقة مع العديد من دول العالم والمنطقة وأن تلك الدول تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب السودان، كل ذلك حسن ولكن هل يقاس الأمر بمجرد الزيارات المتبادلة وإطلاق التصريحات الداعمة والتعبيرات الدبلوماسية الناعمة، أم بترجمة عملية بالدعم السياسي والاقتصادي الذي تحتاجه البلاد بشدة؟ سيكون الزعم بوجود علاقات خارجية وثيقة ونفي حالة العزلة صحيحاً وصالحاً بمقدار تقديمها لإجابات عملية وفعلية لحاجة السودان الماسة للدعم والعون الاقتصادي على وجه الخصوص وبصفة عاجلة.
وليس سراً أن مسؤولين رفيعين زارا دولة عربية كبرى غنية في زيارتين منفردتين خلال الاشهر الماضية طلباً لدعمها للسودان في مواجهة التحديات الراهنة ولم يظفرا بشيء غير الكلام الطيب، وكان لافتاً أنه بعد أيام قليلة فقط من الزيارة السودانية الرفيعة الأخيرة، أن قدمت تلك الدولة العربية منحةً، وليس قرضاً، لدولة آخرى بمليار ونصف المليار دولار دفعةً أولى لدعمها، في حين خرج السودان خالي الوفاض حتى من قرض دعك من منحة، ولم يفلح حتى في إقناع تلك الدولة بتمويل استثمارات ذات معنى في القطاع الزراعي السوداني الذي كان يعول عليه ذات يوم ليصبح سلة غذاء العالم العربي. وليس سراً أيضاً أن برنامج النهضة الزراعية الذي كان يهدف إلى إحداث نقلة كبرى تعثر لأنه لم يجد التمويل الذي كان يعول عليه من خلال الاستثمارات الخارجية، وليس سراً كذلك أن دول الخليج الغنية صنفت السودان في ذيل أولويات الدول التي قررت الاستثمار الزراعي فيها، فقد طرقت دولاً آخرى في إفريقيا جارة للسودان، وآخرى في أقاصي آسيا.
ولم يجد وزير المالية آذاناً صاغية من وزراء المالية العرب وهو يعلن في أبو ظبي الاسبوع الماضي على هامش اجتماعات صندوق النقد العربي، أن السودان يحتاج إلى مساعدات بمليار ونصف المليار دولار لتغطية عجز الموازنة العام القادم، وهو رقم أقل بكثير من رقم العجز الحقيقي الذي يقدره خبراء اقتصاديون بأربعة مليارات دولار، ومع ذلك لم يجد من يستجيب له، ولم تمض أيام حتى نهضت دول مجلس التعاون الخليجي لنجدة الأردن القريب، والمغرب البعيد، ببرنامج تنموي اقتصادي، ليس إسعافياً، ولكن لمدة خمس سنوات، ليس ذلك فحسب بل أفلحت في إدراجها أيضاً ضمن مساعدات مجموعة الثماني، وصندوق النقد الدولي.
لسنا هنا بصدد تقديم أجوبة أو تحليلات تفسر أسباب العزلة السياسية التي يعانيها السودان في محيطه العربي ولكن نرسم فقط صورة للحالة التي تتبدى واقعاً من خلال عجز الحكومة عن استقطاب أي دعم أو استثمار عربي ذا شأن في وقت تواجه فيه البلاد وضعاً اقتصادياً عصيباً. ومن المؤكد أن لهذا الموقف صلة بتحفظ أو عدم رضا من المحور الخليجي عن خيارات النظام الحاكم في الخرطوم ومواقف سياسية لا تعلن عنها بالضرورة أو تخفيها المجاملة الدبلوماسية ولكنها تنعكس واقعاً عملياً بدعم سياسي واقتصادي محدود للغاية لا يفي بالمطلوب أو المتوقع منها فعلاً. وإلا فمن أحوج من السودان في ظل أوضاعه الحالية وهو خارج من مأساة تقسيمه من أن يهب لنجدته ذوي قربته من جيرانه الأقربين من دول الخليج وقد هبوا لدعم دول الربيع العربي ولحقت نجدتهم حتى الجار الأبعد، والأولى بالسؤال أن لماذا لم يحدث ذلك هو في الحقيقة عند ولاة الأمر في الخرطوم وليس في عواصم الخليج.

أما العزلة السياسية والاقتصادية التي يعانيها السودان على الصعيد الدولي فلا تحتاج إلى تبيان، فالدول الكبرى التي نهضت لدعم دول الربيع العربي هي نفسها التي تجاهلت مكافأة الحكم في الخرطوم والوفاء بتعهداتها إذا التزمت بتنفيذ اتفاقية السلام إلى نهاياتها، وقد كان فتم التقسيم وحدث الانفصال فلا المجتمع الدولي ضمن السلام، ولا اعفى الديون، ولا قدم مساعدات، ولا أقال عثرة الاقتصاد، ولا أن واشنطن، عراب نيفاشا، نفذت شيئاً من وعودها بالتطبيع، أي باختصار لم يتم فصل الجنوب مجاناً وحسب، إذ لم يظفر الحزب الحاكم في الخرطوم بشيء مما ظنه استثماراً ناجحاً في تعبيد الطريق أمام الانفصال سيجلب عليه تطبيعاً دولياً ودخولاً سلساً في نادي المجتمع الدولي، بل أصبح يتعين عليه أن يدفع ثمناً باهظاً لهذه الغفلة السياسية وغياب الرؤية الاستراتيجية قد تكلفه سلطته وهو يواجه تبعات الانفصال وتداعياته بلا صديق حميم ولا حليف هميم مستعد ليدفع عنه غائلة الزمان. ولم تعد بذات نفع تبريرات من قبيل الاستهداف والتآمر، هب أن ذلك حادث فمن نفذ أجندته؟، ولماذا؟.
ومع ذلك، فماذا نحن فاعلون، ما تزال هناك فرصة لإنقاذ البلاد والعباد من مصير بئيس، ولكن ذلك بالطبع ليس مجانياً، ولا تصلح معها المكابرة، وهناك حاجة لمراجعات حقيقية من أجل تغيير وإصلاح جذري في النظام السياسي السوداني تستند على أجندة بحجم الوطن، لا بحجم حزب أو طبقة حاكمة لا ترى سوى حسابات استئثارها بالسلطة وإن كان ثمن ذلك ذهاب ريح ما تبقى من الوطن.

الصحافة

تعليق واحد

  1. هناك حاجة لمراجعات حقيقية من أجل تغيير وإصلاح جذري في النظام السياسي السوداني تستند على أجندة بحجم الوطن، لا بحجم حزب أو طبقة حاكمة لا ترى سوى حسابات استئثارها بالسلطة وإن كان ثمن ذلك ذهاب ريح ما تبقى من الوطن.

    يكفي أن أقتبس خاتمة المقال الذي اختصر كل شئ وأبان ما أريد .

  2. و لماذا يدعم المجتمع الدولي مجموعة السفهاء ؟ سفهاء لأنهم يصرفون على الأمن 74% من الميزانية المعلنة و يصرفون على القصر الجمهوري ما يساوي مجموع ما يصرفونه على وزارتي الصحة و التعليم مجتمعتين … الشعب يكابد الجوع و هم يصرفون المرتبات و الحوافز المليارية ، فمدير سوق الأوراق المالية يصرف قرابة المليار كراتب سنوي و وكيل وزارة التربية يصرف 120 مليون كحافز على أعمال امتحانات الشهادة السودانية فقط ناهيك عن الحوافز غير المعلنة … و هل هناك سفاهة أكثر مما نشاهده بأعيننا ؟؟ ففي بيت كل من أهل الكروش يرابط أسطول من السيارات منها البرادو و الهمر و البكسي دبل قبينة و هلمجرا … و الغالبية منهم تسكن القصور المزودة بأحواض سباحة و حتى السراميك يجلبونه من الخارج و الكثير منهم قد نكح من الصبايا أعدادا لا حصر لها و في عصمته مثنى و ثلاث و رباع … المجتمع الدولي ليس أعمى ليمنحهم أموالا ينفقونها على الأمن ليحافظوا على ملذاتهم من متع البطن و الفرج و السفه و التعذيب في بيوت الأشباح و شراء الطائرات التي تجيد قتل المدينيين الأبرياء و لكنها لا تتصدى للطائرات من غير طيار التي تدخل و تخرج و تقتل كما يحلو لها و الدبابات التي تقذف حممها على بني الوطن لكنها لا ترى الفشقة و لا حلايب و لم تدافع يوما عن الوطن … السفاهة مع الوحشية و التخلف و الجلافة و الغباء لا علاج لها ، لكننا نقول لهم مارسوا الكذب فعلى أنفسكم تكذبون و اهتفوا من أحشاء مليئة بالسحت : كله لله ، فلن يصدقكم أحد …. تفو .

  3. لابد لنظام البشير أن يكون صريح مع نفسه ومع الله الذي اخشى أن يكون اشد عضبا عليه من امريكا في انه فشل وتلاعب في تطبيق الشريعة قبل وبعد نيفاشا فهل ياترى انه كان يظن ان الآعيبه وشعاراته الزائفة الخاوية التي إنطلت على الكثير من البسطاء ستنطلي على الله ايضا هيهات ففاقد الشئ لايعطيه و أن بقائكم في السلطة اكثر من ذلك سيكلف السودان ثمنا باهظا بسبب ملاحقة الجنائية وعداء وإستهداف الغرب لكم الذي اتضح لنا ولكم انه لايمكن تغييره ولا يقبل سوى زوال هذا النظام او سياسة الأرض المحروقة بسبب ماإقترفتموه من جسام الأخطاء السياسية في المراحل المبكرة من مسيرتكم المتعثرة والتي لاتمت للعقل ولا للدين بصلة ولاشك ان الكيزان برعوا في حبك المؤامرات والدسائس التي تمد في اجل نظامهم على المدى القصير وجهلوا اثرها مدمر على المدى البعيد وكذلك بسبب مارسختموه في اذهان الغرب من عدائكم السافر له وعقليتكم الإرهابية المتطرفة ولعل الغرب كان اكثر إغتباطا بإستنفاركم للقتال وجهادكم المزعوم في الجنوب طوال فترة حكمكم بأنه سيمهد لإنفصام حاد ولإنفصال قسري وحتمي في القريب العاجل فكان الثمن باهظا بلفتنا لانظار الغرب وإستفززنا فيهم الشعور بالخطر بإعلاننا لسياسات ايدلوجية معادية وتوسعية ولم تكونوا على قدر تلك التحديات لإفتقاركم لادنى ابجديات التربية الإيمانية وذلك لإعتقادهم ان افريقيا هي منطقة نفوذهم التبشيري ومستودع ثروات المستقبل ولعلهم اكتشفوا وانا على يقين من ذلك وكل متخصص في علم وتحليل الجماعات الإسلامية أن طبيعة وتركيبة تلك التنظيمات (الإخوانية ) يحمل بذرة فنائه في دواخله وانهم في آخر المطاف سيحرقون انفسهم ومن حولهم بأنفسهم فراوا من الاولي تقسيم السودان حتى لا تتسع دائرة الحريق وحصرها في النهاية في اضيق نطاق فهل يشك احد ان إنفصال دارفور قضية صارت لا تقبل النقاش فهي مسألة وقت ولتهيأة الراي العام لتقبل الواقع ولا ينكر إلا مكابر ان صفقة إنفصال الجنوب كان من حيثياتها فكاك رقاب سدنة نظام الإنقاذ من الجنائية ولإستجداء الغرب لإعطائنا فرصة اخيرة لإثبات ولائنا وطاعتنا العمياء ولكن ذلك الحلم تبخر وتبدد بمرور الأيام ولم يجدي نفعا ولم يتبقى لهم إلا ان يولولوا (والله وبالله تلاته كنا بنهذر في تطبيق الشريعة) فلماذا لا نملك بعض الحكمة مثل الأسرائيليين عندما تورطت حكومة ايهود باراك وتسيبني ليفني في مجزرة عزة امام المجتمع الدولي فإذا بهم في الإنتخابات التالية مباشرتا عملوا على تغيير وإستبدل طاقم الحكومة المدانة الملاحقة دوليا بحكومة جديدة نظيفة فأنا على يقين أن سدنة الإنقاذ لهم اكثر من وسيلة لمغادرة السلطة والتنازل عنها للصف الثاني في الحزب على الاقل الغير ملاحقين بوجه عام وإلا فأعلموا انكم اخر من يتكلم عن الوطنية وحب تراب هذا البلد والولاء لله والرسول انما ولائكم لنزوات وشهوات انفسكم ليس إلا وضمان عدم ملاحقتهم وعدم إنزلاق البلاد في هاوية التمزق والإحتراب فقد آن اوان التنازل من عقدة الحفاظ على كرسي الحكم‎ ‎‏ وعذرا اخواني القراء فنحن مع ذلك لا ندعوا للإنتفاض على هؤلاء لما سيحدثه من فتن اعظم واطم ودونكم حال العالم العربي ولكن لا يمنع ذلك كشف ستر المتلاعبين والمضيعين لمقدرات الامة حتى نميز الخبيث من الطيب ولمن طالع مقالي اعلاه لابد ان تكون قد الحت عليه بعض الإحتمالات الموضوعية فماذا لو ان نظام البشير قد علم مبكرا انه لا قبل له بمجاراة نفس امريكا الطويل في المواجهة يعني نفسم انكطع قبل صافرة البداية لإفتقارهم لمكونات التربية والتنشأة الإيمانية ورأوا الهلاك لامحالة فعرضوا على امريكا غير الرسمية طبعا اقصد(C I A) ان يكونوا الراعي والمنفذ لسياسات امريكا لتقسيم السودان بدون تفلتات وبدون ضوضاء وان يكونوا اليد القوية والطولى لامريكا في المنطقة خلف الكواليس للحيلولة دون اي نزاعات وحروب ومجاعات في المنطقة تكلف الخذينة الامريكية باهظا عبر المؤن والإغاثات فبعد ان كانوا خصوم صاروا اذناب فلعل خمول ومهادنة احزاب المعارضة هذه الايام للنظام في انهم احسوا بهذا التواطؤ فإختاروا الإبتعاد لخوفهم من سطوة امريكا إلى حد ما فلا نجاة للجبهة من الجنائية إلا بالهرولة وراء امريكا في حيلة لا تجدي طويلا فمسلسل تآكل هيبة الدولة امام الأعدء والطامعين اكبر مهدد لمستقبل السودان ككل ولن يتوقف بسب المقاطعة والعزلة والملاحقة الدولية وهذا ماسيغري اعداء النظام اكثر واكثر في افتعال المواجهة مع النظام في اقرب فرصة سانحة ولن يغني عن النظام تحالفه مع امريكا الغير رسمية فوالله لم تتحقق آمال ومصالح وتطلعات إسرائيل في السودان إلا بوصول ادعياء الإسلام (الإخوان)للسلطة فتفشت العرقية والقبلية والفساد ودعاوى الجاهلية وتفتيت السودان هل اتو هؤلاء بشريعة الله لا اظن فدين الله براء من كل ذلك انا على يقين انهم اتو بشريعة ابليس اللعين وفن حكم الله جل وعلا البالغة ان كل من لم يطبق شريعة الله عز و جل وفق المنهج العلمي الصحيح سينقلب عليه بالخبال والوبال والخسران المبين في الدارين والله من وراء قصد.

  4. الأستاذ خالد التجاني النور لاتتوقع ان يقرأ احدهم او يستجيب اذا قرأ هذا الإنزار الخطير ؟ ان امثالك الوطنيين المخلصين الذين يحللون الأقتصاد بطريقة علمية شمولية وأمامهم خريطة العالم لن يكون لهم مكان بينهم ؟انهم يحبون امثال العنصري الفاسد عبد الرحيم حمدي الذي وجه اقتصاد السودان كله لمصلحة البنوك الأجنبية؟ ويكفي انه اتي به صالح الكامل صاحب بنك البركة الذي يعمل فقط في مصر والسودان حيث البيئة الصالحة للفساد اتي به من لندن وقدمه للبشير ليعينه وزيراً للمالية ؟ وطبعاً الثمن معروف ؟؟ فقد فصل لهم اقتصاد السودان ليتيح لهم النهب في وضح النهار مع كذلك بنك فيصل الأسلامي والذي كذلك لا يعمل الا في مصر والسودان حيث البهلة والفساد من اكبر رأس في الدولة والذي يرأس بنك امدرمان؟؟؟ نريد ان نتحقق في عمائل بنك فيصل الأسلامي وبنك البركة اللذان عاسا فساداّ في اقتصاد السودان منذ زمن نميري اي قبل اكثر من 20 عاماً بمساعدة هذا العنصري الفاسد والذي في احدي احاديثه في التلفزيون قال ان امنيته عند التقاعد إنشاء بنك خاص به في الجنينة الحارسها نائم ؟؟فالويل للصوص عندما يصحوا ويثور وأن غداً لناظره قريب ؟ انه خبر كيف يكون النهب وحلاوته ؟انهم عصابة تربطها مصالح مادية عصابة متحوصلة في الخرطوم تشارك البنوك والشركات في النهب ولا يهمها اي كان خارج نطاق هذه العصابة والخرطوم؟ واي وطني يقدم لهم النصح اوالتوجيه فهو ملحد كافر يمكن ان يزج به في بيوت الأشباح ؟ انهم مكتفين بما يدخله المغتربين من عملات صعبة تقدر بأكثر من 10 مليار دولار في شكل عملة ورقية وما تجود به بعض المنتجات يصرف منه 75% للجيش والبوليس والأمن والدفاع الشعبي لتأمين سلطتهم وماتبقي لرفاهيتهم وأن تبقي جزء يسير يصرف في الخرطوم والتي تعاني حتي في مياه الشرب ؟؟؟

  5. لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم – والدول العربية ليست لى إستعداد فيما يبدو لدعم نظام ينفق جل ميزانيته في حروب داخلية مع مواطني دولته وينفق على محسوبيه وتأمين نظامه ويترك شعبه في العراء يعاني المتربة والمسغبة – جلب المستفسدين بواسطة مفسدو نظام البشير ليستثمروا في السودان وضح عدم جدواه فنظام العمولات تحت الطاولة وصعوبة الإستثمار في بلد في كل يوم تشهد تدهوراً في عملتها جعل حتى من يفكرون في الإنغماس في متاهة الإستثمار في السودان يهربون بجلودهم – أنج سعد فقد هلك سعيد – البلد تسير نحو الهاوية والأسعار المتصاعدة للسلع لم يعد أحد قادراً على مجاراتها إلا أهل السلطة وأتباعهم والقلوب بلغت الحناجر ولا عاصم من الإنهيار سوى رجوع نظام البشير لرشده ودعوة كل أهل السودان للمشاركة في كيفية الخروج من هذا الدوامة .

  6. الصفوة السودانية تريد محاسبة الجبهجية
    وتتمني ان يريها الله يوما فيهم
    ولكن الحقيقة الغائبة عنهم هي ان البلد باسره
    في غرفة الانعاش والحل يكمن في انقاذ
    حياة الوطن ودي دايرة فكي كارب
    يجمع كل المتقاتلين من اجل السلطة مع اخوانهم
    من اهل الانقاذ لايجاد مخرج ىؤمن لهم جميعا الركوب علي
    صدورنا حتي يوم القىامة
    لان الواضح ان الجميع قد اسقطوا الوطن والمواطن من اجندتهم
    قل لي بربك كيف تمتلك المعارضة المسلحة الاف الغربات المصفحة في وقت تعاني مستشفيات اهلهم من جهاز لقياس ضغض الدم
    لقد اصبح الوطن مستباحا وغاب عن بنيه عشقه
    واصبحت المتاجزة بالعرق واللون وسيلة لكسب المريدين والانصار
    التاريح يتحرك ويشهد الوطن يوميا وعيا يذيب القبلية والعنصرية
    ويرشح القوي فهما واخلاصا لقضية المواطن السوداني ايا كان موقعه
    للرئاسة تمهلوا قليلا واسسوا لصراع البرامج والخطط لاجل النماء
    واعمار الوطن

  7. رسوم حرب على طلاب مرحلة الأساس
    (حريات)
    طردت مدرسة تسمى مدرسة (مجذوب الخليفة) بكرري أمس للطلاب الذين لم يسددوا رسوم جديدة بقيمة (3) جنيه لكل طالب لدعم الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق .
    وفي الصف الخامس لم يسلم من الطرد سوى ثلاثة فقط بعد رفض الطلاب دفع رسوم دعم الحرب .
    هذا وعبر اولياء الامور عن استيائهم من مطالبة الحكومة لابنائهم بدعم فاتورة الحرب .

  8. — من يقرأ الراكوبة يشعر أن النظام سيقط غداً!!!

    — من يذهب الي السودان ويسمع أحاديث الناس اللامبالية أو ذات الوعي المغبش بفعل آلة النظام الاعلامية والتدجينية الهائلة يشعر باحباط شديد !!

    — شروط اسقاط النظام الموضوعية متوفرة بشكل لا مثيل له في المنطقة والمشكلة فقط هي في الشروط الذاتية المتعلقة باستعداد الناس والمعارضة لدفع استحقاقات التغيير ..

    — لدي السودانيين ما لا يتوفر لدى الشعوب الأخرى وهو الارث الثوري وذاكرة ثورتين وطنيتين رائدتين !!

    — تجربة (الراكوبة وحريات) جديرة بالاعتبار والتوسيع !! ولا بد من قناة فضائية خاصة بالمعارضة لتأثيرها الهائل على رجل الشارع العادي الذي لا علاقة له بالنت وهم السواد الأعظم من الشعب.(كل قنوات السودان الحالية حكومية).. ويلاحظ أن الجزيرة التي لعبت الدور الاعلامي الأكبر في الربيع العربي .. ليست لها حماسة تجاه قضابا الثورة السودانية بل هي منحازة للنظام الحاكم في الخرطوم ولا بد من ايجاد بديل للجزيرة فيما يتعلق بالثورة السودانية القادمة لا محالة !!

  9. يازول نحن خلينا فى بروفسير قمبارى وجبريل باسولى عشان نحنا عندنا قنابير – باسولى ده ياجماعه بعد ماتم تعينه وزير خارجيه فى بلده جاء عندنا وقال ما حاانساكم طبعا فندق 5نجوم وضيافه 5 نجوم لحدى هسع الواحد ماعارف ماحاينسنا وماحاينسا مشكله دارفور كيف هو اصلا عمل شنو شعب قنبارى ياحليلو-

  10. مواطن من رعية بشبش ادالو سلحفاة هدية ….وقالو السلحفاة دي بتعيش 400سنة ..
    :
    :
    :
    :
    :
    قاله الريس "حنشوف"

  11. اللبيب من يحاسب نفسه قبل يوم الحساب . والحكم لايدوم لاحد والظلم ظلمات يوم القيامه .

  12. ذكرت قناة الجزيرة ان وزير الخارجية المصري أول مسؤول عربي يزور العاصمة الليبية طرابلس بعد دخول الثوار ,ألم يقم كرتي بزيارة طرابلس؟

    إخي كاتب المقال : كما توجد أقاليم مهمشة في السودان, كذلك توجد في الجامعة العربية دول مهمشة فلنعش واقعنا ولا نخدع نفسنا !

    هل يستطيع أحدكم أن يذكر لي أي مسؤول سوداني تولى منصبا رفيعا في الجامعة العربية أو في أي من الاتحادات العربية المهنية أو الثقافية؟

    أما عدم التحسب بالجدية الكاملة للعواقب الاقتصادية الخطيرة جراء الانفصال من قبل المسؤولين السودانيين لأنهم تعودوا حل كثير من المشكلات بالاعتماد على الحيطة المائلة و التي ربما أصبحت الان ميتة لا مائلة فأين المفر؟

  13. ود عثمان ، والله إنت تعبان ساكت . يا أخوي نحن أصلاً مش عرب بل أفارقه ميه بالميه ، وبعدين ناس الدول العربية بضحكوا علينا ومفتكرننا عبيد وما بنفهم أي شئ حتي العربي فاكرين نحنا ما بنعرف عربي ، وانا شايف لو رجعنا لأرفيقيتنا كان أحسن لينا . ممكن نكون في مقدمة الدول الأفريقية ميه الميه وليس الدول الافريقية بشمال أفريقيا .
    لبنان حتي هذه اللحظه وحتي تاريخ هذا اليوم بتعتبرنا عبيد . عبيد وبالدرجه الأولي . يا عالم أصحوا وحددوا هويتكم .
    كرتي قال ،،، يا عم كرتي مين دا حرامي حديد وبس ، والله يكون في عوننا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..