حكاية وكيل نيابة من حقبة البشير: فصلوه من الخدمة بسبب (عدم الصلاحية) وعاد للنيابة دون توضيح كيف أصبح صالحا

قبض على ويني عمر فى الشارع وقذفها بالزى الفاضح وفتش صور اسرتها فى هاتفها

فريق اخبار الوطن: تحرير جلال رحمة

عندما سمعت اسم وكيل النيابة عبدالرحيم الخير عادت بى الذاكرة الى احداث محاكمة عضو مؤتمر الطلاب المستقلين عاصم عمر حسن المحكوم بالاعدام، كنت قد سمعت بهذا الاسم للمرة الاولى وقت الانباء التى تلت جلسة املاء الشاهد الشهيرة، وانا اكتب هذا التقرير عن هذا الاسم الذى يرفض مغادرة التاريخ الجديد للعدالة فى السودان، اتصلت بمحامى من هيئة الدفاع عن عاصم عمر مستفسرا من جديد عن واقعة املاء الشاهد، قال لى الاستاذ المحامى ان هذه الواقعة الشاهد الوحيد فيها عاصم عمر نفسه الذى لاحظ من قفص الاتهام ما وصفه بالاملاء، والاستاذ الشيخ حسن فضل الله المحامى الذى قرأ الورقة التى كانت بيد وكيل النيابة، ولكنه لم يقف فى محضر المحاكمة على اثر لما اثاره الطالب عاصم عمر بل كل ما هو مدون بمحضر المحاكمة هو قرار القاضى بحرمان كل من وكيل النيابة عبدالرحيم الخير من تمثيل الاتهام، و الاستاذ الشيخ حسن فضل الله من تمثيل الدفاع، واضاف ان هذا القرار تم تاييده بواسطة محكمة الاستئناف و نقضه بواسطة المحكمة العليا غير اننا ? على حد قول محدثى ? لم نشأ مراجعته حرصا على تقصير زمن المحاكمة خاصة وان موكلنا الطالب عاصم عمر حسن فى الاعتقال لاغراض المحاكمة، علما ان المحكمة العليا ? الموقرة ? الغت فى قضاء النقض حكم الاستئناف المؤيد لحكم محكمة الموضوع بخصوص وكيل النيابة عبدالرحيم الخير ولكنها لم تتناول بالالغاء الامر الصادر فى مواجهة محامى الدفاع.
فى الاسبوع الماضى اثناء تصفح حسابى بالفيس بوك وقعت عيناى على خبر القاء الشرطة القبض على الناشطة الحقوقية وينى عمر وتوجيه تهمة ارتداء الزى الفاضح ضدها، وتبعا لحادثة القاء القبض تورط الناشط الحقوقى منتصر ابراهيم فى تقديم اقتراح للشرطة بمعاملة السيدة المقبوضة معاملة كريمة اثناء نقلها من قسم شرطة الخرطوم وسط الى قسم شرطة النظام العام ليجد نفسه فى مواجهة تهمة اسمها اعتراض موظف عام اثناء تادية عمله وهو ما كلفه عدد من الليالى بالحراسة و الاحالة للمحاكمة.
كنت قد سمعت و قرات منسوب للنيابة العامة قد قام بالقاء القبض على السيدة وينى عمر اثناء انتظارها المواصلات العامة باحد شوارع الخرطوم العاصمة. كلفنا احد المحررين بالذهاب الى المحكمة لمتابعة البلاغ فعاد الينا بحصيلة مذهلة .
تقول السيدة وينى عمر ، وهذه اقوالها التى قالتها بمحضر المحكمة، انها كانت فى نهاية دوام عملها فى انتظار حافلة المواصلات بالشارع العام للذهاب الى منزلها حوالى الرابعة عصرا عندما توقفت سيارة ملاكى بالقرب منها، قالت انها شاهدت رجل فى بدلة كاملة خلف مقود السيارة، والى جانبه رجل اخر فى بزة رجل نظامى، وصاح فى وجهى الرجل يا بت انت لابسة كدا ليه؟. تقول وينى عمر ان وكيل النيابة عبد الرحيم الخير اقتادها بعربته الخاصة ودون ان يخبرها الى اين هو ذاهب رغم السؤال من جانبها الى قسم شرطة الخرطوم وسط . عبدالرحيم الخير هو وكيل نيابة مختص بنيابة الخرطوم وسط، ويقع قسم شرطة الخرطوم وسط فى دائرة اختصاص نيابة الخرطوم وسط وهناك فوجئت وينى عمر انها متهمة بارتداء زى فاضح عبارة عن طرحة و اسكيرت منسدل حتى قدميها و قميص فضفاض، عندما راى الشاكى فى البلاغ وهو ليس وكيل النيابة السيدة عمر فى تلك الملابس امام المحكمة قال : (( فيها مشية ملفتة )) اما شاهد الاتهام وهو الضابط المناوب بالقسم الاوسط قال عن الاسكيرت ((كان مرفوع فوق))!!!
فى القسم الاوسط تعرضت السيدة وينى عمر لعملية استباحة لهاتفها المحمول من جانب وكيل النيابة الذى قام بتفتيش الهاتف حيث تصفح ما تيسر من تطبيقات بما فى ذلك الاستديو اذ قام بمشاهدة صورها الخاصة و الشخصية وصور صديقاتها و اسرتها دون ان يعثر على ضالته فى الهاتف فاكتفى بالاحالة الى قسم شرطة النظام العام التى فتحت فى مواجهتها بلاغ تحت المادة 152 من القانون الجنائى على الرغم من انها فى كامل (السترة) وترتدى ذات الثياب التى تتناثر على النساء و الفتيات فى الاسواق و اماكن العمل.