أخبار السودان

تطاوُل على السودان ورموزه من بعض إعلاميي المحروسة زيارة أردوغان.. دموع في (عيون وقحة)

الخرطوم: عبد الهادي عيسى

بصورة غير مسبوقة، ثارت ثائرة الإعلام المصري، على السودان، في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم، ومدينتي سواكن وبورتسودان الساحليتين.

وتعاملت بعض وسائل الإعلام المصرية بسوء نية بائن مع الزيارة، وتوصلت إلى نتائج غير منطقية لها، مع إيحاءات بأن الزيارة لن تكون في صالح مصر.

ولكون الاستفزازات المصرية، وصلت ذروتها، تدخل وزير الخارجية السوداني، بروفيسور إبراهيم غندور الذي وصف رد فعل الإعلام المصري بالسالبة.

صوت لوم:

تُلام مصر بصورة دائمة بشأن تعاطيها مع السودان، فهو إما تعاطٍ أمني بالكامل، وصرح بذلك وزير الخارجية السوداني السابق علي كرتي في أولى تصريحاته بالوزارة، ويؤيد ذلك الرأي عدد من الكتاب والمحللين المصريين.

كذلك تتعاطى القاهرة مع جارها الجنوبي على أنه الحديقة الخلفية لفناء المحروسة، وهو أمر بات يثير حفيظة السودانيين، لا سيما مع إمكانية ردهم على المناوشات المصرية في وسائل التواصل الاجتماعي.

رد قوي:

في منظر نادر، توحدت الحكومة والمعارضة في السودان، على ذم الإملاءات التي تحاول بعض دول الجوار فرضها على السودان فيما يخص سيادته.

وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور “إن السودان لا يؤمن بسياسة “الأحلاف”، وقال إنه لن يكون طرفاً في حلف، وأكد أن السودان مُنفتح على كل دول العالم لتحقيق المصالح المُشتركة والسلم والأمن الدوليين.

وقال غندور في مؤتمر صحفي مُشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بمطار الخرطوم يوم الثلاثاء: “نحن لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة البعض، ولكن واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول”.

وقطع بنجاح زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان، وأضاف: “من يمت بغيظه فليمت، وليفرح بسعادتنا وفرحنا من يفرح”، وأكد أن زيارة أردوغان تضع العلاقات بين البلدين في طريقها الصحيح لتتحول من علاقات حب إلى علاقات منفعة للشعبين.

وقال الخبير المصرى أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي فى مقابلة إعلامية إن إهداء السودان جزيرة لتركيا بناء على طلب الرئيس التركي هي محاولة لمناكفة مصر سواء من السودان أو تركيا، وأضاف: السودان يريد أن يناكف مصر بسبب حلايب وشلاتين رغم أنها أرض مصرية على حد زعمه.

وضمن عدد مذكرات تفاهم أمضاها الطرفان (السوداني ? التركي) جرى التوافق على وضع شبه جزيرة سواكن تحت الإدارة التركية، وتعهد الرئيس التركي بجعل المدينة محطة للحجيج التركي في سعيهم للأراضي الشريفة في مكة المكرمة.

وقلل السفير السوداني في تركيا يوسف الكردفاني من مخاوف المصريين، وقال إن الزيارة ذات طابع اقتصادي بالكامل، ودلل على ذلك بوفد رجالات الأعمال الذي يرافق أردوغان ويضم 200 رجل أعمال.

المخاوف المصرية:

تأتي المخاوف المصرية لزيارة الرئيس التركي في شأن ملف حلايب وشلاتين وإنشاء قاعدة عسكرية تركية في البحر الأحمر خاصة بعد أن عرض السودان على روسيا إقامة قاعدة عسكرية حتى يتسنى له حماية شواطئه أو أي تهديدات محتملة من جيرانه خاصة في ظل التوتر الشديد القائم بين السودان ومصر وأيضا التوترات القائمة بين مصر وأنقرا خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، وقد سبقت زيارة الرئيس المصري السيسي إلى قبرص مشاركة القوات المسلحة المصرية في مناورات عسكرية مشتركة مع اليونان في جزيرة رودس اليونانية والتي استنكرتها تركيا بشدة ووصفتها بغير القانونية، ولهذا ربط الإعلام المصري بين زيارة السيسي لليونان وبين زيارة أردوغان للخرطوم، وأن الزيارة تمثل ابتزازاً لمصر رداً على تقاربها مع اليونان، بل ذهب الإعلام المصري في تحليلاته للزيارة أكثر في أن يدعم الرئيس التركي الخرطوم في نزاعها مع القاهرة بشأن حلايب مثلما أعلن السيسي دعمه لقبرص اليونانية في توحيد الجزيرة واستغلال ثرواتها الاقتصادية.

حقوق سودانية:

حول المخاوف المصرية من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال القيادي الإسلامي والخبير القانوني الأستاذ كمال عمر عبد السلام: من حق السودان التحالف مع أي جهة وفقاً لمصالحه. وأضاف مصر تنظر للسودان نظرة استعلائية استعمارية، كما أنه لديها مخاوف من أن القرار السيادي السوداني سيخرج السودان من بيت الطاعة المصري، وقال في تصريح لـ (الصيحة): السودان اتخذ مواقف مشرفة في سد النهضة، والآن يتخذ مواقف مشرفة في تحالفات وفقاً لمصالحه، وأضاف: هذا النظام الانقلابي المصري مفجوع من الإخوان وهو سرق إرادة الشعب المصري بانقلاب وهو يرتجف لكل أمر يتعلق بتركيا أو السودان وقطر، ولهذا الموقف المصري من الزيارة متوقع مؤكداً أن زيارة الرئيس التركي طابعها اقتصادي، وكان معه وفد من رجال المال والأعمال الذين وقعوا عشرات الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين وأتوقع أن يكون للزيارة مردود اقتصادي كبير وخير للسودان وشعبه ولهذا نؤيد كل ما اتفق حوله في الزيارة وفقاً لمصالح السودان العليا، وحول تخوف المصريين من دعم تركيا للسودان بشان حلايب قال: حلايب وشلاتين أراض سودانية ويستحيل أن نتنازل عنها، مؤكداً على استردادهما بالقضاء الدولي، ووصف مصر بالدولة المحتلة لهذه المناطق السودانية .

فرصة:

في ذات السياق، قال سفير السودان بمصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية عبد المحمود عبد الحليم إن بعض غوغاء وحمقى الإعلام المصري وجدوا في زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان في إطار جولة تشمل دولاً أخرى سانحة أخرى للنيل من السودان وخياراته بل وتحقير قياداته وتاريخ أمته ليبرهنوا مرة أخرى عن وضاعة بضاعتهم التي كلما يتطلع البلدان للارتقاء بعلاقاتهما المشتركة وتعزيزها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل سعى هؤلاء الحمقى لتسميم الأجواء وإفساد المساعي يحسبون كل صيحة عليهم، وكل نشاط سيادي أو تحرك سوداني كأمر نشاز تدق له طبول الرفض والتجريم، وأوضح السفير أن على هؤلاء إدراك أن السودان ليس بـ(جمهورية موز) وأن علاقاته الإقليمية والدولية تحددها خياراته ومصالح شعبه، وأنها ليست خصماً بالضرورة من رصيد علاقاته مع الآخرين.

الصيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..