حاجز الخوف .. نعمة صباحي

كانت ناظرة مدرستنا الوسطى في ذلك الزمان إمرأة متسلطة ليس على الطالبات فحسب بل على المعلمات دونما استثناء وحتى اللائي كنّ يتقربن اليها نفاقاً وخوفا تتعاطى معهن بترفع غير خافٍ.. وكانت مشكلاتها الذاتية كما يبدو تشكل عقدة مترسبةً في نفسها لاتجدلها متنفساً إلا في التقريع العنيف لكل من تقف أمامها من المعلمات ولوتأخرت لدقائق عن طابور الصباح ولا تفيد مع هيجانها الأرعن كل الإعتذارات أوالتوسلات ..أما عقاب الطالبات في هذا الصدد فلا يصده عنهن حالات المرض المثبتة في دفتر العيادة المدرسية ..فتصف ذلك بالتصنع ودلع البنات ولاتأبه للظروف القاهرة مهما أثبتتها شهادة ضابطة الداخلية القريبة من سور المدرسة .. فكان العامل المشترك بيننا والمعلمات هو تجنب نظراتها التي يتطاير منها شرر لاعلاقة تجمع بينه وبين بقية جمال ضامر يتوارى خلف الحقد الدفين التي ضاقت به سعة عينينها الغاضبتين .
كانت مدرسة التربية البدنيةرغم قوة بنيتها البدنية الواضحة إمرأةً في رقة العصفور وتشع من ثغرها ابتسامة ودودة قربت منها البنات ..بالقدر الذي جعل غيرة الناظرة تتجلى في نبرة العداء الذي كانت تفتعله حيالها كلما وجدت سانحة لذلك..وهوما كانت تقابله أبلة الكابتن كما يحلولنا بمناداتها بكل صبر وتجاوز !
حتى جاء ذلك اليوم غير المتوقع الأحداث..وكنا اثناء الفسحة حيث وجدت الناظرة..مدرسة التربية البدنية تقف مع بعض الطالبات في الصالة الطويلة التي تربط بين الفصول وتتبادل معهن حديثا ضاحكاً..اعتبرته الناظرة اضعافا لهيبة المعلمة وخروجاً عن التقاليد التربوية التي تفرضها بطريقتها تلك المبالغ فيها ..فجاءت على حين غرة وجذبت المعلمة من ثوبها بصورة استفزازية حتى كات أن تمزقه..!
فرت بعض الطالبت فزعا من المشهد بينما وقفت أنا مع أخريات في ذهول ونحن نتابع بالرجفة منظرا لم نتخيله أن يحدث ولو في أحلامنا..أبلة الكابتن تلك الرقيقة اللطيفة تتحول الى نمر كاسروكأنها تستجمع كل شحنات كرهها المكبوت زمنا وراء شفافيتها وحلمها ..فأخذت الناظرة على ثقل وزنها في صدرها وطرحتها أرضاً وسط صرخاتها المفزوعة وهي تستنجد بخفير البوابة الذي وقف مشدوها وهو يناشد المتصارعتين بالستر والتعقل ..بينما وقفت بعض المعلمات دونما حراك إلا من نظرات الذعر ..وركضت احداهن تستدعي الطباخ من على البعد..و الذي وصل بعد أن استطاع الخفير أن يفض الإشتباك..وقدنهضت الناظرة بعد جهد مرعوب مكسورة الخاطر وهي تلملم جراحات عنجهيتها و تتوعد المعلمة الطيبة بالويل والثبوروعظائم الأمور!
ولم تمضي ساعة حتى أتى مندوب إدارة التعليم الذي أجرى تحقيقا استمع فيه الى شهادة المعلمات اللائي أنصفن ابلة الكابتن..دون خوف من سطوة الناظرة المهزومة و التي ما لبثت أن أثرت الإستجابة لقرار الرحيل منقولة الى مكتب الإدارة بعيدا عن الإحتكاك مع المعلمات أواحتمال نظرات الشماتة في عيون الطالبات ..وكان هنالك سببا أكبرمن كل تلك الأسباب ..وهوأنها لن تستطع التعايش مع بيئة مدرسية الفتها منكمشة خلف حاجزالخوف الذي سقط مدفوعا بسواعد أبلة الكابتن !
نعمة النعمة التى أنعم الله علينا بها ..نفتقدك كثيرا حينما تغيبني ونفرح بكتاباتك التى تخاطب وجداننا ..لك التحية ولكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن ..
سرد رائع لقصة الناظرة التى تشبه الكثير من ناظرات ذلك الزمن الغابر والجميل ..
اللهم أرزق الشعب السودانى بأبلة الكابتن التى تخلصنا من براثن عصابة التتار التى إبتلينا بها …
الناظرة المتسلطة هي الإنقاذ والأبلة الكابتن البطلة التى أطاحت بالناظرة،هي الشعب، وكما استطاعت الأبلة البطلة رفع الناظرة من على الأرض والإطاحة بها على الأرض مذمومة مقهورة، فسيستطيع الشعب الإطاحة بالإنقاذ لا محالة وإن غداً لناظره لقريب.
سيدتي المشكلة إن الأنقاذ مولود غير شرعي فلا نعرف له أبا أو قائدا فهل هو المشير أم الفريق x أو الفريق y وهل ابناؤها هم الأسلاميين أم بقايا المايويين وهل أبناء عمومتها هم للختمية والأنصار وهل معارضيها هم الفاشلون من اليسار الذي يحارب أبناؤه وأعداؤه بنفس السلاح ؟؟
أين هو ناظر الأنقاذ من كا هؤلاء حتي أطبح به .
نعمة النعمة التى أنعم الله علينا بها ..نفتقدك كثيرا حينما تغيبني ونفرح بكتاباتك التى تخاطب وجداننا ..لك التحية ولكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن ..
سرد رائع لقصة الناظرة التى تشبه الكثير من ناظرات ذلك الزمن الغابر والجميل ..
اللهم أرزق الشعب السودانى بأبلة الكابتن التى تخلصنا من براثن عصابة التتار التى إبتلينا بها …
الناظرة المتسلطة هي الإنقاذ والأبلة الكابتن البطلة التى أطاحت بالناظرة،هي الشعب، وكما استطاعت الأبلة البطلة رفع الناظرة من على الأرض والإطاحة بها على الأرض مذمومة مقهورة، فسيستطيع الشعب الإطاحة بالإنقاذ لا محالة وإن غداً لناظره لقريب.
سيدتي المشكلة إن الأنقاذ مولود غير شرعي فلا نعرف له أبا أو قائدا فهل هو المشير أم الفريق x أو الفريق y وهل ابناؤها هم الأسلاميين أم بقايا المايويين وهل أبناء عمومتها هم للختمية والأنصار وهل معارضيها هم الفاشلون من اليسار الذي يحارب أبناؤه وأعداؤه بنفس السلاح ؟؟
أين هو ناظر الأنقاذ من كا هؤلاء حتي أطبح به .