أخبار السودان

من يضُحِك الخليفة.. ومن يُبِكيه ..!

نعمة صباحي ..

التحية بدءاً للشيخ محمد أبوعبيدة حسن .. والذي استمعت اليه لأول مرة ولم أكن أعرف ايضاً المسجد الجامع الذي كان يخطب منه ..!
قاتل الله الغربة والبعدعن الوطن وكان حريا بي معرفته وهوالذي قال ما لم يقله الكثير من الخطباء!
وما أبلغ كلمات هذا الشيخ وما أوضح معانيها التي قالها دون التواء في طريقة المواجهة بالحقيقة..لا النصح بلسان المتملق .. فهو يرى بعين الواقع المعُاش ما يسقط الخوف عن قلبه والإرتباك عن لسان الصدق ..حينما قال لمن لايرى إعوجاج رقبته ..إلا اعتدالا في مرآة الذين ينافقوه بأنه الحل الذي لن تتنزل السماء بنعمة غير توليه القيادة مرات ومرات ولو بتمزيق ما تعاهد عليه الناس أن يكون حكما بينهم وهو الدستور!
لقد أبان الخطيب الآريب بثبات من على ذلك المنبر بلسانٍ عربي فصيح كلاما صدح بقول الحق في وجه سلطان جائر …فسرد عليه سوءات زمانه التي صورها له المتزلفون بأنها فوق محاسن كل الأزمنة..!
فقال له يا فخامة الرئيس لقد وعدت بأن لا تترشح من قبل وحنثت بعهدك ..وكم منيتنا في كل عام جديد بكل ما هوجميل ..وما أتانا منك إلا الأقبح المغموس في أواني الفساد والجوع والغلاء والتدهورالإقتصادي!
ثم استطرد بان من ينافقون بالقول لا بديل للبشير إلا البشير هم من يسعون الى تمديد أماد مصالحهم الذاتية تقصيرا لمصالح عامة الناس من المكروبين!
فيا فخامة الرئيس وكما خاطبه ذلك الشيخ الشجاع ..بالقول بلامواربة .. يكفيك من الحكم ثلاثة عقود نضب فيها معين جعبتك.. وتكسرت فيها سهام كنانتك..فأفسح المجال لغيرك ..إن هوأصاب شكرك الناس لآنك ذهبت ليأتي من هوأحسن منك صنعا في شأن البلاد والعباد..وإن كان أساء من بعدك في تكليفه ذكروك بالخير ..وهذا في كلتا الحالتين أنفع
لك من أن تموت متشبثا بكرسيك مشيعاً باللعنات !
وهو قول رصين من شيخ حكيم..يذكرني بحكاية الخليفة هارون الرشيد وكان على فراش الموت يستدعي الناصحين من العلماء والحكماء .. فسأله أحدهم لو أنك يامولاي قد تملكك العطش في صحراء دونها الهلاك .. فبكم تشتري جرعة الماء .. قال الخليفة بنصف مُلكي .. ثم عاد الحكيم بعد برهة يسأله .. ولو أن تلك الجرعة إستقرت في مثانتك دون ان تعرف الى الخروج مسلكاً وبلغ منك الألم ذروته .. بكم تفدي حياتك من سموم تلك اللحظة القاتلة .. ؟
قال الخليفة بالنصف الآخر من ملكي يا شيخ .. سأله الحكيم وما قولك بعد كل ذلك ؟
.. فبكى الخليفة الرشيد وهذه صفته وليس إسمه .. حتى ابتلت لحيته .. وأخذ يردد وعيناه تنظران الى الخارج عبر نافذة قصره التي تطل على المقابر .. بئس من مُلكٍ نصفه يباع بجرعة ماء ونصفه الآخر يُعرض مقابل نقطة بول !
فيا لحكمة كل خليفة في أي مكان أو زمان يرى صورته بعيون الآخرين الصادقين في المناصحة والنقدالمباشرالبناء من الناقمين الذين يجعلوه يبكى خوفا من ظلم الناس في الدنيا حينما يقف أمام الحق في يوم الموقف العظيم ..!
لا أولئك المنافقين الذين يجملون له القبيح بالضحك عليه ويقبحون ما هو جميل من حديث منتقديه الصادقين !
.. وما أصفى صوت ذلك الخليفة حينما يسمعه بإذان الذين يجاهرونه بالحق ولا يخفون عليه باطل أقوال بطانته.. وشائن أفعال غفلته!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المنافقون عليهم من الله ما يستحقون، لا يرجى من ضمائرهم أن تصحى لأن مصالحهم الذاتية الضيقة وطمعهم قد أعمتهم فما فتأوا يزينون للحاكم الاستمرار فى الحكم بعد ثلاثة عقود من الزمان كانت كلها تخبط فى تخبط وأخطاء لم تتم الإستفادة والتعلم منها لاستخلاص العبر.
    هؤلاء المنافقون وحارقي البخور فاقدوا الحياء، عليهم أن يتذكروا أن الدنيا فانية وسيقفون أمام الله وهو سائلهم عن عدم نصحهم للحاكم وعدم صدقهم وافتقارهم للأمانة والأخلاق.
    كذلك على الحاكم أن يكون لديه ولو قدر بسيط من الحصافة والحكمة والرحمة وأن يدرك أن البلد فى عهده لم تشهد أي تقدم يذكر، وقد عم فى عهده الفساد وانتشر بصورة غير مسبوقة كما أن التدهور قد طال جميع المرافق، وأن المكوس والجبايات والأتاوات قد فاقت حد التصور، وهي تؤخذ من الفقراء وتذهب إلى جيوب الإغنياء من منسوبي حزب المؤتمر الوطنى الحاكم والمؤلفة جيوبهم، تؤخذ من أضعف طبقات المجتمع مثل ستات الشاي والكسرة وصبيان الدرداقات وصبيان الورنيش وغيرهم من المواطنين الكادحين وتذهب لمنسوبي الحكومة وجيشها الجرار من الوزراء ووزراء الدولة وغيرهم من شاغلي المناصب الدستورية والوظائف الهلامية وهم مجرد عطالة وعالة على الدولة ولا شغل لهم.
    ما لم تستطع حكومة البشير انجازه فى ثلاثة عقود فلن تستطيع انجازه بتجديد ولايته لأربعة سنوات أخرى، فلو كان عنده حكمة وعقل فعليه أن يفسح المجال لغيره عسى ولعل، وأن لا يكابر ويصر على العمل ضد إرادة الشعب كما هو ديدنه دائماً ولا يغرنه جيش المنافقين والمطبلين وحارقي البخور الذين يكيلون له الثناء ويشجعونه على تعديل الدستور للبقاء فى الحكم، فهؤلاء إنما تدفعهم مصالحهم الذاتية المرتبطة ببقاء البشير فى الحكم.
    يا نعمة:
    لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.

  2. والله ياأختى العزيزة نعمة مازال الشعب السودانى فيه الخير وفيه الشجعان ..

    كنت قبل من مدة فى زيارة قصيرة للسودان .حدثنى من أثق به أن البشير كان فى زيارة لأحد الشيوخ فى الخرطوم وهذا الشيخ سليل أسرة عرفت بالورع والأخلاق الكريمة …جاء البشير لهذا الشيخ وكان فى حالة نفسية سيئة وقال للشيخ ان الدنيا قد ضاقت عليه فكان ردالشيخ شجاعا ومفاجئا للبشير قال له إنك لم تعدل وإن تريد أن تفرج عليك أعدل فما كان من البشير إلا أن خرج مسرعا..

    وأقسمت بالله لمحدثى الذى أثق به أنه لو كان لدى وقت لذهبت لهذا الشيح لأحييه وأقول له تعظيم سلام على هذه الشجاعة…

    نحمد الله أنه رغم الظلام ما زال هنالك وميض يجعلنا نطمئن كثيرا أن شعبنا مازال بخير…

  3. المنافقون عليهم من الله ما يستحقون، لا يرجى من ضمائرهم أن تصحى لأن مصالحهم الذاتية الضيقة وطمعهم قد أعمتهم فما فتأوا يزينون للحاكم الاستمرار فى الحكم بعد ثلاثة عقود من الزمان كانت كلها تخبط فى تخبط وأخطاء لم تتم الإستفادة والتعلم منها لاستخلاص العبر.
    هؤلاء المنافقون وحارقي البخور فاقدوا الحياء، عليهم أن يتذكروا أن الدنيا فانية وسيقفون أمام الله وهو سائلهم عن عدم نصحهم للحاكم وعدم صدقهم وافتقارهم للأمانة والأخلاق.
    كذلك على الحاكم أن يكون لديه ولو قدر بسيط من الحصافة والحكمة والرحمة وأن يدرك أن البلد فى عهده لم تشهد أي تقدم يذكر، وقد عم فى عهده الفساد وانتشر بصورة غير مسبوقة كما أن التدهور قد طال جميع المرافق، وأن المكوس والجبايات والأتاوات قد فاقت حد التصور، وهي تؤخذ من الفقراء وتذهب إلى جيوب الإغنياء من منسوبي حزب المؤتمر الوطنى الحاكم والمؤلفة جيوبهم، تؤخذ من أضعف طبقات المجتمع مثل ستات الشاي والكسرة وصبيان الدرداقات وصبيان الورنيش وغيرهم من المواطنين الكادحين وتذهب لمنسوبي الحكومة وجيشها الجرار من الوزراء ووزراء الدولة وغيرهم من شاغلي المناصب الدستورية والوظائف الهلامية وهم مجرد عطالة وعالة على الدولة ولا شغل لهم.
    ما لم تستطع حكومة البشير انجازه فى ثلاثة عقود فلن تستطيع انجازه بتجديد ولايته لأربعة سنوات أخرى، فلو كان عنده حكمة وعقل فعليه أن يفسح المجال لغيره عسى ولعل، وأن لا يكابر ويصر على العمل ضد إرادة الشعب كما هو ديدنه دائماً ولا يغرنه جيش المنافقين والمطبلين وحارقي البخور الذين يكيلون له الثناء ويشجعونه على تعديل الدستور للبقاء فى الحكم، فهؤلاء إنما تدفعهم مصالحهم الذاتية المرتبطة ببقاء البشير فى الحكم.
    يا نعمة:
    لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.

  4. والله ياأختى العزيزة نعمة مازال الشعب السودانى فيه الخير وفيه الشجعان ..

    كنت قبل من مدة فى زيارة قصيرة للسودان .حدثنى من أثق به أن البشير كان فى زيارة لأحد الشيوخ فى الخرطوم وهذا الشيخ سليل أسرة عرفت بالورع والأخلاق الكريمة …جاء البشير لهذا الشيخ وكان فى حالة نفسية سيئة وقال للشيخ ان الدنيا قد ضاقت عليه فكان ردالشيخ شجاعا ومفاجئا للبشير قال له إنك لم تعدل وإن تريد أن تفرج عليك أعدل فما كان من البشير إلا أن خرج مسرعا..

    وأقسمت بالله لمحدثى الذى أثق به أنه لو كان لدى وقت لذهبت لهذا الشيح لأحييه وأقول له تعظيم سلام على هذه الشجاعة…

    نحمد الله أنه رغم الظلام ما زال هنالك وميض يجعلنا نطمئن كثيرا أن شعبنا مازال بخير…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..