حوار مثير مع مبارك الفاضل / فتح الرحمن شبارقة

مبارك الفاضل يترافع.. عن الموازنة واتهامات أخرى:
– أنا صادق مع نفسي ومع الآخرين وليس من طبيعتي السعي للكسب الرخيص
لا يمكن أن أكون أسيراً لوظيفة ويمكن أن أترك المنصب غداً
– الحديث عن احتمال انهيار الحكومة اقتصادياً تمنيات
أنا جزء من الحكومة وأدافع عن موازنة وسياسات مقتنع بها
– أدافع عن سياسات صحيحة ستقودنا للتغيير
الناس (المتضايقين) من ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة من الأفضل لهم الرجوع للريف
– على المعارضين أن يفرقوا بين رأيهم في الاسلاميين والحكومة ومصلحة الوطن والاقتصاد
من الأفضل أن ننمي بلدنا بأيادينا بدلاً من البحث عن مستثمرين من الخارج
– الموازنة صادقة ومن مصلحة الشعب والسيناريوهات الأخرى أسوأ
لهذا (…) اخترت الاستثمار من بين ثلاث وزارات
– الشراكة تقتضي أن أضع وزني في خدمة الدفاع عن السياسة التي وافقت عليها
حاوره: فتح الرحمن شبارقة
ما الذي يجعل السيد مبارك الفاضل يتصدى للدفاع عن الموازنة وسياسات الحكومة بكل هذه القوة؟.. أهو ثمن المناصب الرفيعة التي يتقلدها في وزارة الاستثمار ورئاسة القطاع الاقتصادي ومجلس الوزراء؟.. كيف ينظر مبارك للحديث عن احتمال انهيار الحكومة وعدم قدرتها على تسيير دولاب الدولة بسبب الوضع الاقتصادي؟.. وأليس غريباً أن يدعو مبارك المعارضين للتفريق بين الوطن ومعارضة الحكومة والوطني ؟ لماذا لم يقدم هو المثال على ذلك النوع من المعارضة الفاضلة عندما كان يستخدم كل أسلحته الثقيلة في مواجهة الحكومة؟.. ثم، ألا يزعج المعارض الشرس والمصادم سابقاً ووزير الاستثمار الحالي، وصف البعض بأنه أصبح ملكياً أكثر من الملك؟
تلك التساؤلات، وأخرى تفرعت منها، طرحتها على السيد مبارك الفاضل عندما أستأذنته الأيام الفائتة في الجلوس على المقعد المجاور له في طائرة قادمة للخرطوم من الأبيض التي وصلها مع مجموعة من وزراء القطاع الاقتصادي للتنوير بالموازنة الجديدة، فأجاب على تساؤلات (الرأي العام) بوضوح فوق المعدل، فإلى مضابط الحوار:

* كيف تقرأ الوضع الاقتصادي العام في البلاد، وألا ترى أن هنالك مشكلة حقيقية؟
– ممكن تكون هناك مشكلة حقيقية لو لم تكن هناك قدرات أو السودان لم يكن غني بالموارد، فهناك دول ليست لديها موارد، ولكن السودان لا يعاني من هذه المشكلة. فهو لديه موارد وقدرات وقاعدة اقتصادية كبيرة، وعنده كل المقومات والامكانات التي يمكن أن تخلق نهضة اقتصادية.. نحن عندنا عجز محدود في الميزان الخارجي لأننا نستهلك أكثر مما ننتج، وإذا قللنا استهلاكنا إلى أن يزيد انتاجنا سيحدث التوازن، وبتوجّيه الامكانات التي نصرفها في تمويل العجز نحو الانتاج ستعالج المشكلة.

* لكن الوضع الإقتصادي الآن على وشك الانهيار برأي البعض؟

– لا أبداً.. وهنالك مشكلتان مشكلة الفضاء الافتراضي الاسفيري، وهذا عائش عالم تاني بعيدا عن الواقع.. والمشكلة الثانية أن انسان العاصمة والمدينة ينظر بمقاييسه هو. لكن أنت لو ذهبت للريف ورأيت أثر الانتاج الزراعي هذا الموسم سيتضح لك أن هنالك هوة كبيرة جداً بين انسان المدينة الذي يعبر عن الضيق، وبين انسان الريف المستمتع بالانتاج الوفير وبالزيادة في أسعار المحاصيل..

*عفواً سيد مبارك، فإنسان الريف الآن غير مستمتع، بل هو متألم في الواقع من ارتفاع مجمل أسعار السلع؟

– زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه يستفيد منها المنتج، وهنا تناقض بين مصلحة المنتج وبين مصلحة المستهلك. فالمنتج يستفيد من تخفيض القيمة لأن ذلك يزيد من صادراته وأسعار منتجاته. والمستهلك يتضرر من زيادة الواردات بالنسبة له. وفي مرحلة ما حصل نزوح من الريف إلى المدينة، وهناك كثيرون ارتبطوا بالمدينة بأشغال هامشية ووظائف محدودة الدخل وغيرها وتركوا الانتاج والزراعة، وهؤلاء هم المتضررون الآن لأن المدينة فيها مواصلات وتكاليف سكن ومشاكل كثيرة، لكن لو أخذت موضوع الذهب تجد أن مليوني مواطن يعملون في الذهب الآن ولديهم دخل عالٍ لهم وللبلد..

*هل تقصد أن يعود غير القادرين على العيش في المدينة إلى الريف؟

– أنا أتوقع مع الطفرة الصناعية والزراعية التي نستهدفها من خلال الارتقاء بالصادر، أن تحدث عودة للريف، و(الناس المتضايقين) من ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة ومحدودية الدخل فيها سيكون من الأفضل لهم أن يذهبوا للريف حيث لا تكلفة للسكن أو المواصلات، ودخلهم سيكون أفضل وقدرتهم على التكيّف في الريف ستكون أفضل مما هو في المدينة، وهذا حدث في كل العالم وليس في السودان فقط.

*إمساكك بوزارة الاستثمار في هذا الوقت الذي يعج بالمشاكل الاقتصادية ألا ترى أنه ورطة أم ربما كان ثقة في قدراتك ربما؟

– أنا أصلاً كسياسي في العمل العام أذهب إلى التحدي وأمشي للأشياء التي بها تحدي وليس للأشياء السهلة، وأنا لدى هدف هو الارتقاء باقتصاد البلد، وأنا اخترت هذه الوزارة من بين ثلاث وزارات، وأخترت أن أكون في القطاع الاقتصادي وفي وزارة الاستثمار تحديداً لأنها مُطلة على كل الوزارات، وبالنسبة لي وضعي كرئيس للقطاع الاقتصادي يسهل وضعي كوزير للاستثمار، لأني استطيع أن أُنفذ وأتكلم مع كل وزراء القطاع في دفع خطط الاستثمار والانتاج والعمل..

*أختيارك لوزارة الاستثمار هل لأن لديك ما يمكن أن تقدمه فيها، فهنالك حديث عن أنك كنت ترغب في وزارة أخرى؟

– أنا أختِرت هذه الوزارة من ضمن وزارات عُرِضت علىّ باعتبار أنها تعطيني مساحة أوسع للطلة على الاقتصاد السوداني ولكي أنجز شيئاً مهماً ومفيداً للشعب السوداني.
* لكن في تصريح سابق لك قلت إن الوزارة أصبحت مجرد نافذة لمنح التصاديق أو شيئاً قريباً من ذلك؟
– لا .. أنا قلت الوزارة كانت كذلك، ولا ينبغي أن تكون نافذة فقط للتصاديق، بل يجب أن تكون مبادرة وتضع الخطط وتسعى وراء الاستثمار والمستثمرين لتنفيذ الخطط والرؤى التي تخدم الاقتصاد السوداني، وترى أين هي الاحتياجات والثغرات في الاقتصاد ثم تذهب لتستقطب المستثمرين لسد تلك الثغرات بما يخدم الاقتصاد، ولا تجلس في الشباك لمنح التصديق فقط.

* يقال إنك أصبحت من أكثر المدافعين عن الموازنة، ألا ترى أن هذه مفارقة أن تنبري للدفاع عنها بعد أن كنت تنتقد شاكلة هذه الموازنات في السابق؟

– أنا زول صادق مع نفسي ومع الآخرين، وأنا رئيس قطاع وناقشت كل هذه التفاصيل وأرى ان هذه مصلحة الشعب السوداني لأن السيناريوهات الأخرى كلها أسوأ، وأرى أنه عُملت شبكة حماية اجتماعية كافية. والبعض يعتقد أن القضية هذه محتاجة لخبراء، وإذا أنت دخلك (5) آلاف وبتصرف (10) آلاف فأنت لست بحاجة لخبير لكي يقول لك ماذا تفعل، فأنت إما أن تعمل عملا اضافيا لكي تُغطي احتياجاتك أو تنقّص صرفك. وأنا ليس من طبيعتي كزعيم سياسي أن أسعى لكسب رخيص ومهمتي أن أقود الناس لما أرى فيه مصلحة لهم وللبلد ولا أنقاد لهم، وأرى أن هذه الميزانية صادقة وفيها محاولة لاصلاح الوضع الاقتصادي، وهذا الاصلاح فيه مصلحة للشعب السوداني، وخداع الناس بعمل دعومات لكي تظهر الأمور طيبة سيؤدي إلى تضخم والتضخم سيؤدي إلى انهيار، وهذه (ستودي في 60 ألف داهية).

ومثلما قلت لك، نحن جئنا بخبراء من داخل وخارج الحكومة جلسوا وعملوا سيناريوهات، وهناك سيناريو صفري سيؤدي إلى تدهور أوضاع الناس بصورة كبيرة جداً، وهناك السيناريو الثاني وهو اتخاذ اجراءات حازمة في السيطرة على التضخم وعرض النقود وخفض الطلب على الاستيراد لعمل التوازن، وأخترنا ما هو أفضل للناس، وأنت تذهب للطبيب الآن لكي يعطيك الدواء، وممكن ترى أنه مُر وتتركه لكن هذا الدواء فيه شفاؤك، فالمعارضون أو الناس العندهم رأي في الحكومة يجب أن يفرقوا بين رأيهم في الاسلاميين والحكومة وما بين رأيهم في مصلحة الوطن ومصلحة الاقتصاد، والناس يخلطون بين الاثنين.. فمن هم ضد الحكومة يتمنون أن تكون الأمور بطالة وتذهب لانهيار وكذا ويتشائم ويبث الاشاعات وهذا خطأ، أنا في رأيي أنت لو معارض يجب أن تعارض بطريقة صحيحة، وتقول: (أنا بفتكر إن إجراءاتكم هذه خاطئة والصحيح كذا..)..

*ولكنك لم تقدم لنا نموذجا للمعارض الذي يفرق بين مصلحة البلد وكراهيته للحكومة والاسلاميين عندما كنت تستخدم كافة الأسلحة للنيل من الحكومة؟

– الوضع مختلف، فأنا كنت أرى أن هنالك سياسيات أدخلت البلد في مشاكل، فمثلاً لا يمكن أن تتحالف مع ايران وتقاطع الدول التي لديك معها مصالح استراتيجية فهذا سيتسبب لك في مشكلة وإيران (ما عندها ليك حاجة)، وهناك أخطاء سياسية حدثت، وكنا ننتقد آثار هذه الأخطاء على مجمل الاقتصاد والوضع، لكن الآن نحن نتكلم عن وضع فيه وفاق وبرنامج تغيير وتوصيات جاءت من هذا الوفاق متفق ومجمع عليها، ونتكلم عن اجراءات اقتصادية فنية لاصلاح الاقتصاد وليس عن المعاني التي تتكلم عنها أنت.

*المعارضون الذين خاب ظنهم فيك بعد مشاركتك في الحوار وحكومة الوفاق ينتقدونك بشدة ويقولون إنك أصبحت (ملكياً أكثر من الملك) في الدفاع عن الحكومة وسياساتها؟

– هذه سياستي أنا وليست سياسة الحكومة، وهي سياسة أنا مقتنع بها. وعندما تقول لي سياسة الحكومة كأني أنا ليس جزءاً منها بينما أنا جزء منها، ومن واجبي الدفاع عن هذه السياسة التي أنا جزء منها. والشراكة تقتضي أن أضع وزني السياسي. ووضعي في الحكومة في خدمة الدفاع عن السياسة التي وافقت عليها.

* ألا يفقدك هذا الدفاع أياً من من مبادئك أو أصدقائك في المعارضة؟

– أنا أصدقائي أيضاً أنصحهم باستمرار، ولو سمعوا نصيحتي (ما كان بقى عليهم كده)، وحتى في المعارضة أنا عندي رأيي وكتبته في الصحف. والآن أنا جزء من هذه الحكومة ومؤمن ببرنامجها وجزء منه، وأنا عندي يجب أن أُسخر وزني في انجاح هذا البرنامج، وانجاح هذا البرنامج يبدأ بالدفاع عنه، وأنا ليس كأي شخص آخر ولا يمكن أن أكون أسيراً لوظيفة ويمكن أن أتركها غداً، ولا يمكن أن يقول شخص إني أقول هذا الكلام لأنني أُريد المنصب، فالمنصب بالنسبة لي ما عندو أية قيمة فهو وسيلة وليست غاية، ومكانتي أعلى من المنصب، وأنا (جوه المنصب أو برة ما فارق معاي) ومكانتي في المجتمع محفوظة، وأنا أُعطي وزني السياسي للدفاع عن سياسات مؤمن بها لكي تنجح، وهي سياسات صحيحة ستقودنا للتغيير.

* هذه السياسات التي تدافع عنها يرى أصدقاؤك السابقون في المعارضة أنها سياسات حكومة ستنهار اقتصادياً ربما؟

– هذا ليس صحيحاً طبعا، وهذه كلها تمنيات. والناس يتكلمون عن دولار المغتربين الذي يزاود عليه بعض التجار الذين سمحت لهم ظروف المقاطعة والعقوبات المصرفية لكي يبنوا شبكة وأصبحت عندهم هذه الدولارات وأصبحوا يبيعونها في السوق كما يبيعون أية سلعة ويعتبرون هذا هو المقياس الاقتصادي، بينما المقياس الاقتصادي هو حجم انتاجك وقدراتك من حيث الامكانات والتطور الاقتصادي ومن حيث الخام والثروات الموجودة عندك.

*عندما يتكلم البعض عن احتمال الانهيار الاقتصادي فإنهم لا يتكلمون عن سقوط بالمظاهرات أو بالوضع الأمني أو خلافه وإنما من جهة أن الحكومة قد تكون لديها مشكلة أساسية في تسيير دولاب الدولة بسبب الوضع الاقتصادي؟

– لا أرى أي احتمال للانهيار، والحكومة الآن تُسيّر دولاب الدولة، ولو كان هناك دولار يباع أغلى فهذا لا يعني أنني ليس قادراً على تسيير دولاب الدولة. وأنظر للسوق الآن ملئ ومترع بالبضائع ..

* ولكن ليس في مقدور كثير من الناس شراء هذه البضائع؟

– لو لم يكونوا قادرين على شراء هذه البضائع، فإن التجار لن يأتوا بها، لكن أنت يمكن أن تقول لي إن هناك شرائح ضعيفة عندها مشكلة. وهذه الشرائح عليها صياغة وضعها، وبدل من أن تكون في وظائف هامشية أو مكتبية في مبالغ زهيدة لا تكفيها للمعيشة فلتذهب للعمل في وظائف تدر عليها عائدا أكبر، ونحن مشكلتنا نترك التعليم الفني وغيره ونمشي بندرس دراسات أدبية ونريد أن نعمل في وظائف مكتبية وهذه الأعمال المكتبية لا توفر قروشا، وإنما الدخل في الأعمال الفنية، والآن فنيو الكهرباء أو السباكة دخولهم أضعاف أصحاب الوظائف المكتبية. ومثلاً الناس في أوروبا أو أمريكا عندما تواجههم مشكلة في العمل فإنهم يتدربون ويتأهلون لعمل أعمال أخرى فيها فرص جديدة ولا يحرسون الأعمال التي أصبح دخلها لا يكفيهم. وأصلاً الصعوبات والاصلاحات الاقتصادية تفرض في النهاية على شرائح من المجتمع تغيير سلوكها الاستهلاكي وتغيير أوضاع العمل للتكيف مع الظروف كما ذهب مليونا شخص في ظروف صعبة للتنقيب عن الذهب، ويمكن أن يذهب مليونا شخص أو ثلاثة من العاصمة للزراعة مثلاً، فنحن الآن في الحصاد نضطر لنأتي بالعمال من دول الجوار لأن الأيدي العاملة مصرة على أن تظل في أعمال هامشية، ثم تأتي بعد ذلك لتقول لي أدعمهم، فأنا لا أدعم هؤلاء وإنما أدعم الانتاج بخلق المشاريع والمصانع وإذا أرادوا أن يعيشوا حياة جيدة فعليهم تكييف أنفسهم ليكونوا منتجين، لأن بقاءهم في العاصمة في أشغال هامشية ودعم الأسعار لهم ليس فيه عدالة بالنسبة لبقية أهل السودان.

* أبديت حماساً كبيراً في الفترة الأخيرة للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لترقية الانتاج والصادرات، فهل يمكن أن يكون مبارك الذي يمتلك (بزنس كبير) جزءاً من ذلك القطاع الخاص؟

– لا .. ففي هذه الحالة سيحدث تعارض مصالح، وأنا ليس لدى (بزنس) في داخل السودان. لكن وزارة الاستثمار من ضمن مسؤولياتها التسويقية مسؤولة عن رعاية القطاع الخاص. وأنا مع الاستثمار الوطني وأعتقد أنه أفيد وأفضل لنا، ومن الأفضل أن ننمي بلدنا بطريقتنا وبأيادينا السودانية بدلاً من البحث عن مستثمرين من الخارج، ومن يريد أن يأتينا من الخارج فأهلاً وسهلاً يأتي ويستثمر في المجال الذي نريد أن نستثمر فيه. وأنا أرى أن القطاع الخاص السوداني قادر إذا تكاتفت الجهود مع الحكومة على النهوض بالسودان، وهذا ما حدث في تركيا وكثير من بقاع العالم، فلماذا نحن نمشي نفتش عن الأجانب لكي يأتوا وينموا لنا بلدنا؟!، فهذا غير صحيح.

* في السابق كان يقال إن المعارضة في الخارج فقط، لكن ألا يزعجك وأنت نائب رئيس الوزراء أن توجد معارضة الآن داخل كل بيت بسبب الوضع الاقتصادي؟

– هذا طبيعي، وموجود في كل الدنيا، ولا حل غير أن ندعو الناس للعمل ونوفر لهم سبل العمل، فأنا أُعطي معاول للانتاج وأوفر فرص العمل ولكن لا أُستطيع أن أعُطي قروشا في اليد، وإذا أنت لم تعمل وتنتج فغيرك سيعمل وينتج، وهو سيتقدم وأنت ستتأخر.

[email][email protected][/email]