بيع الدم

بلا حدود
هنادي الصديق
هاتفني الاخ الأصغر أمير العماس من أمراء الجرف غرب خلقا وتأدبا، ناعيا لي (فساد دم) القائمين علي أمر المهن الطبية وهم يتاجرون في (دماء المواطنين)، يقول أمير : كنا نذهب ومعي بعض الاصدقاء للتبرع بالدم كل ثلاثة اشهر للمحتاجين وكانت وجهتنا دوما معمل (استاك) ذلك المركز المتطور بأحدث الأجهزة التي تعمل على نقل وسحب الدم ولهم كوادر مؤهلة تعرف عملها جيدا، ولكن هذة المرة كانت وجهتنا غربا حيث مستشفي (السلاح الطبي)، لنجد أناس في حاجة ماسة إلى أشخاص متبرعين خصوصا أن مريضهم تحددت له عملية جراحية خطيرة ويحتاج الي عدد 2 زجاجة دم ولم يجدو طلبهم في بنك الدم وعمليتهم في نفس اليوم الساعة 3ظهرا.
بدأنا في الاجرات الخاصة بالمعمل ومنها الي الدكتور لمعرفة النتيجة التي تحدد كمية الدم وقياس ضغط الدم، لاحظنا ان الطريقة كانت عشوائية غير منظمة ما يدل علي عدم الخبرة وعدم وجود كوادر مؤهلة في هذا المجال في هذا المستشفي الضخم.
ففي أثناء الفحوصات تفاجانا بالمسؤولة تطلب من أهل المريض أن يدفعوا رسوم قدرها (250ج) للزجاجة الواحدة أي أن الزجاجتين ب (500ج) لأنهم لايوجد لديهم تأمين صحي، ولما تساءلنا لماذا ونحن متبرعين لهم كانت إجابة الدكتورة أن هذا أمر اللواء/المسؤل عن بنك الدم في الشؤون الادارية وماعليهم إلا تنفيذ الأمر،
مبررة ذلك بأسلوب باهت خال من الانسانية أن الدم يمر بفحص العديد من الأمراض، وذكرت لها أن من الطبيعي أن يتم فحص الدم من هذة الأمراض ولا أجد سبب لدفع هذا المبلغ وضربت لها مثلا : اذا كان هذا الدم ذاهب اليكم (يعني لو انا اتبرعتا ليكم انتو بشيلو قروش عشان تفحصووو دمي ولا بشيلو الدم وتفحصو مجاني وتختووو في بنك الدم ؟؟)
قالت لا في الحالة دي مجاني بالتأكيد، رددت عليها فورا بأن هذا يعني (انكم تبيعون الدم) بحجة رسوم الفحص. من هنا نستخلص مدي الفساد الذي وصل نخاع مهنة الانسانية والرحمة، وباتت دماء المواطنين تُباع وتُشتري دونما رقيب واحيانا بأمر الرقيب، في وقت بات فيه المواطنون لايملكون ثمن رغيف الخبز وثمن العلاج مع الظروف الاقتصادية الحالية خصوصا الأيتام والأسر الفقيرة.
نجد مثل هذه الإدارات الفاشلة في السودان في هذة الأقسام الحساسة في المستشفيات تضع مثل هذة القرارات التي تمثل (إعدام ميت)لانها يمكن أن تؤدي فعلا الي موت المريض لعدم تمكن أهلة من دفع رسوم الخاصة ب(بيع الدم).
هذه الحادثة تتكرر آلاف المرات يوميا بمعظم مستشفيات السودان، ولكنها تظل حبيسة (الحنك) لأن الجميع اصبح خائف، مذعور، يخش بطش السلطات متي ما فكر مجرد تفكير في رفض القرارات السلطوية، ينطبق عليهم ماقاله الشاعر العبقري نزار قباني: مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق .. وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن طنجة الى عدن
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
و عن سكن..
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع
وإن هتفنا .. يا رسول الله كن فى عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع
الجريدة
مأساة حقيقة ونهب يجب محاسبة هذا اللواء
مثل هذا التعامل موجود بالمستشفي الأكاديمي من زمن بعيد جدا كان الزجاجة 100جنيه رسوم معالجه
دا موضوع قديم جداً في السلاح الطبي و لا اعتقد انهم يشتروا مواد الفحص او اي شي لانها توفر مجاناً من منظمات دولية
مأساة حقيقة ونهب يجب محاسبة هذا اللواء
مثل هذا التعامل موجود بالمستشفي الأكاديمي من زمن بعيد جدا كان الزجاجة 100جنيه رسوم معالجه
دا موضوع قديم جداً في السلاح الطبي و لا اعتقد انهم يشتروا مواد الفحص او اي شي لانها توفر مجاناً من منظمات دولية