* بعد أن عجزوا تماماً عن إغراق السودان بالخير من أرضه (بخصبها ومعادنها) جربوا في الشعب كل مُهلِك.. حتى وصلنا إلى مرحلة إغراق البلاد بالمخدرات.. إنها آخر (عبقرياتهم) في التدمير..!
النص:
* المؤسسة الإنسانية الأولى في العالم والمختصة بمكافحة الجوع تدق ناقوس الخطر؛ فقد قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بحسب صحيفة الجريدة أمس (إن الأسواق في السودان تعيش حالة أزمة، وأعلن حالة الإنذار بشأن ارتفاع أسعار الغذاء في البلاد. وذكرت منصة التنبيه والأمان التابعة للبرنامج أن السودان يشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع، بعد تحرير سعر القمح ورفع الدعم الحكومي عنه، وإقرار الحكومة لموازنة 2018م برفع سعر الدولار الجمركي من 6.9 جنيهات إلى 18 جنيهاً للدولار الواحد).
* رغم أننا نعيش على الأرض السودانية المنهوبة المقفرة ولسنا بحاجة إلى أجراس الأمم المتحدة لتنبهنا بالكوارث الاقتصادية لجماعة البشير؛ إلّا أن حالة الإنذار لا تضر وسط ركامنا وظلامنا الذي ينتظر صباحاً ليس بعيد..!
* نعلم أنه مهما استمر قرع الأجراس فبالكاد يلامس رنينها آذان القائمين على أمر السودان اليوم؛ لكنه لا ينفذ إلى قلوبهم التي (كالحجارة أو أشد قسوة).. وهذا الإنذار الأممي ناتج معادلة بسيطة للغاية (بلاد غنية زائد مسؤولين لصوص وفشلة تساوي جوع شعب) فإذا أضفنا للمعادلة نقائص أخرى للمسؤولين (الرماد) حصلنا على حقيقة صارخة؛ وهي أن السودان اليوم يساوي أقل من (جمهورية موز)! ولن تنفعه الأمم المتحدة مهما صرخت منظماتها؛ إنما تنفعه الشوارع التي تتحفز للثورة إنقاذاً لما تبقى من كرامتنا.. ويخطئ من ظن أن (الطاعون) عمر البشير ورهط الاستبداد من حوله جاءوا ليسرقوا قوتنا فحسب؛ فقد سرقوا معه أرواحنا وكرامتنا وعزتنا..!
عثمان شبونةعثمان شبونة* نحن ــ بوجه ما ــ شركاء في الكارثة التي حلت بمشيئة المتسلطين (نحن شركاء بانتظارنا وصبرنا لا أكثر)! فالصبر على أقذار السلطة دون (قيامة) نشعلها؛ أوصلنا لهذه الهوة التي تُقرع الأجراس في حافتها الآن..!
أعوذ بالله
ــــــ
الجريدة الالكترونية




عافية منك يا شبونة….أفضل و أصدق صحفي. لعنة الله على البشير وعلى و والديه و على على حزبه البغيض. تخيلوا لو أن حاكم دبي محمد بن راشد كان حاكم السودان بدلا عن هذا الطرطور البشير !
بدء العد التنازلى لقيام ثورة الجوع الكافر
لم يعد هناك مايقال .. استنفذ البشير كل الكلام خلال 30 عام من حكم البلاد .. حتى اصبح رصيد البنك المركزى السودانى من العملات الاجنبيه يساوى صفر .. فى حين ان السودان يحتاج هذه العملات الاجنبيه لانه يستورد كل شىء من الخارج.
خلال فتره وجيزه .. سوف يتوقف الاقتصاد تماما .. سوف تتوقف محطات الكهرباء لعدم وجود وقود .. سوف تتوقف المصانع لعدم وجود طاقه كهربائيه للتشغيل وارتفاع الاسعار .. سوف تستنفذ كافة السلع من الاسواق .. سوف تذهب البلاد فى اتجاه مجاعه حقيقيه.
بخصوص اغراق البلد بالمخدرات وعلي عينك يا جايع وبالكونتنات وليس بالحقائب والصرر بل الحاويات من الميناء الرئيسئ وتهريب الدهب بالسبائك من مطار البلد الرئيسي وليس بالكيلو بل بالاطنان ولا عزاء للجوعي
وانا في محاربة المخدرات يعجبني رئيس الفلبين الشجاع والمهموم والهميم بمصير امته التي امنته قيادتها وامنها ومستقبل فلذات اكبادها
عندما تسلم قبل عامين وجد البلد في قبضة عصابات المخدرات وحماية المسولين ىالفاسدين في الشرطه والجيش والخدمه المدنيه مثلما هو الحال في لدنا المنكوب
وبدء في محاربة تلك العصابات القويه والمحميه وصاغ القوانين التي تجرم وتدين والعقوبه الاعدام بدون تردد او خوف وساق لغرف الاعدام المئات مما اثار عليه مدعي الانسانيه والرحمه واتصل به الرئيس اوباما ولب من هه مراعاة الانسانيه والرحمه فما كان منه الا ان رد عليه وخاطبه بلغة بذئية وقال لهyou son ofa whore >>ان ابناء بلدي يموتون الالاف والملاين خربت المخدرات حياتهم وانت تريد تحمي جماعة الامجرمين والعصاات الدوليه
لله ده هذا الجرئ الشجاع وليس مثل ريس الغفله الذي يحمي الفاسدين من تجار مخدرات ومن مهربي الدهب وخاطفي اللقمه من افواه اليتامي والارامل والعجزه
عافية منك يا شبونة….أفضل و أصدق صحفي. لعنة الله على البشير وعلى و والديه و على على حزبه البغيض. تخيلوا لو أن حاكم دبي محمد بن راشد كان حاكم السودان بدلا عن هذا الطرطور البشير !
بدء العد التنازلى لقيام ثورة الجوع الكافر
لم يعد هناك مايقال .. استنفذ البشير كل الكلام خلال 30 عام من حكم البلاد .. حتى اصبح رصيد البنك المركزى السودانى من العملات الاجنبيه يساوى صفر .. فى حين ان السودان يحتاج هذه العملات الاجنبيه لانه يستورد كل شىء من الخارج.
خلال فتره وجيزه .. سوف يتوقف الاقتصاد تماما .. سوف تتوقف محطات الكهرباء لعدم وجود وقود .. سوف تتوقف المصانع لعدم وجود طاقه كهربائيه للتشغيل وارتفاع الاسعار .. سوف تستنفذ كافة السلع من الاسواق .. سوف تذهب البلاد فى اتجاه مجاعه حقيقيه.
بخصوص اغراق البلد بالمخدرات وعلي عينك يا جايع وبالكونتنات وليس بالحقائب والصرر بل الحاويات من الميناء الرئيسئ وتهريب الدهب بالسبائك من مطار البلد الرئيسي وليس بالكيلو بل بالاطنان ولا عزاء للجوعي
وانا في محاربة المخدرات يعجبني رئيس الفلبين الشجاع والمهموم والهميم بمصير امته التي امنته قيادتها وامنها ومستقبل فلذات اكبادها
عندما تسلم قبل عامين وجد البلد في قبضة عصابات المخدرات وحماية المسولين ىالفاسدين في الشرطه والجيش والخدمه المدنيه مثلما هو الحال في لدنا المنكوب
وبدء في محاربة تلك العصابات القويه والمحميه وصاغ القوانين التي تجرم وتدين والعقوبه الاعدام بدون تردد او خوف وساق لغرف الاعدام المئات مما اثار عليه مدعي الانسانيه والرحمه واتصل به الرئيس اوباما ولب من هه مراعاة الانسانيه والرحمه فما كان منه الا ان رد عليه وخاطبه بلغة بذئية وقال لهyou son ofa whore >>ان ابناء بلدي يموتون الالاف والملاين خربت المخدرات حياتهم وانت تريد تحمي جماعة الامجرمين والعصاات الدوليه
لله ده هذا الجرئ الشجاع وليس مثل ريس الغفله الذي يحمي الفاسدين من تجار مخدرات ومن مهربي الدهب وخاطفي اللقمه من افواه اليتامي والارامل والعجزه
دائمآ عند الموعد ياشبونة يارائع
تحية للصحفي الجسور شبونة حماه الله الشخص البقول الحقيقة بدون رتوش ومساحيق نعم ثورة الجوع قادمة مافي شك وان غدا لناظره قريب لعن الله الكيزان والبشير الحرامية تجار الدين والله غالب علي امره
استاذ شبونة كما عودتنا بتضرب دائما فى المليان نهايتهم قربت الناس حتواصل مظاهرات اضرابات اعتصامات حتى سقوط الصنم…متعك الله بالصحة والعافية.
السودان عام 2020 ؟؟
مسجد وجامع النزير
مستعدون لاقامة كل الصلوات
1- اسلامية:-
صبح- ظهر- عصر- مغرب- عشاء- شفع ووتر- تراويح- استغاثة- تهجد- استسقاء
2- مسحية
يوم الاحد اسبوعيا- فصح- قيامة-شكر- قداس
3- يهودية
يوم السبت اسبوعيا- قيامة- تعميد
تنبية هام :- الرجاء احضار اباريق للوضوء + صلاية +
توجد اماكن منفصلة للنساء
اسعار الدخول 5 يوان للفرد
مع تحيات شركة شنقهاى – الصين-للاستثمار المحدود
جنيه الدمورية
قبل عشرة سنين كدة، وفي نوادي القراءة للكتب التاريخية السودانية كنا بنضحك علي أحداث سنة 1889م (سنة 1306 هـ)، لمن كان الخليفة عبدالله التعايشي حاكماً للسودان (رئيس الجمهورية بمسمي الآن). والأحداث الحصلت بي إختصار إنو كان داخل في حروب مفتعلة مع مصر ومع أثيوبيا، بي حلم إنو يواصل في المهدية (بعد موت المهدي المنتظر زاتو!!!) ويوصل لي القدس (اللي كانت إسلامية!!!) ويوعد فيكتوريا ملكة بريطانيا (الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) بعد ما تسلم ويحسن إسلامها يعرسها لي يونس ولد الدكيم (الساكن شارع العرضة!!!).
الخليفة قبل سنة 1889م عمل حاجتين ودوا البلد في ستين داهية إقتصادية، الأولي إنو ضرب العملة (قاصد ضَرب ما صك) لما قام جمع قروش الناس وأعاد صكها، وإتدخل (وهو ما زول إقتصاد) وزاد بي كرم منه نسبة الذهب والفضة في العملة الجديدة الشايلة ختم النبي (بركة وكدة وحركة سبق فيها الخليفة عبد الله ناس داعش)، وطبعا الناس شالت العملة الجديدة الغنية بالذهب والفضة وسيحتها عملتها حلقان وسلاسل دهب وفضة ودكّنتها للزمن (دولارات الزمن داك)، والسيحوها ديل هما الكان عندهم قروش أصلا، وإستفادوا من غباء حكومة الخليفة وتساهلها.
المهم إنو الخليفة ما وقف الحروب دي الإحتاجت صرف كتير، وإحتاجت رجال كتير (ودي الضربة التانية للإقتصاد)، فعشان كدة الخليفة (صدفة كدة!!!) إستنفر ناس شمال ووسط السودان (أولاد البحر ومزارعين بطبيعة الحال) للعمل العسكري، والفضلوا منهم وزرعوا جاتهم أسراب الجراد وأكلت الزرعوه. وفي الحملات المفتعلة أخدنا في توشكي هزيمة بطالة شديد في نص ساعة، وفي قندر عاصمة أثيوبيا الأنصار إنتصروا ودمروها وعملوا عمايل وجابوا رأس يوهانس الثاني ملك الحبشة لي الخليفة في أم درمان، وسبب الحرب هنا كان شأن داخلي أثيوبي بس أنحنا شليقين وحمقاء.
وكنتيجة طبيعية للصرف الحكومي وقلة الناتج القومي في عهد الخليفة عبدالله (بي مسميات الزمن ده) حصلت مجاعة سنة ستة الشهيرة (1306هـ) ومن أهم قرارت التصدي ليها هو إنو الخليفة عبدالله بعد ما العملة بتاعتو راحت في السوق (شمار في مرقة)، أصدر قرار لي بيت الأمانة (البنك المركزي بتاع الزمن داك) إنو يعتمد عملة من قماش الدمورية!!! والقماش طبعاً ده الزمن داك كان في أي بيت طبعاً يا جلابية لابسها راجل يا فردة يتغتوا بيها النسوان، ووعد الناس بتحديد قيمة للعملة دي وتستبدها الحكومة لاحقاً، وأي زول بقي يقطع من جلابيته ويحاسب!! الفرق الليلة إنه طباعة الجنيه عند ناس صك العملة بس محتكرين ورق جنيه الدمورية، وكان أمل الخليفة إنو يقدر يجمع منصرفات الحكومة ولما تجي موارد راجعة يسدد.
والحصل إنو الفشل الإقتصادي ده أوقف التعامل التجاري تماماً، والبلد خشت في كساد عظيم، وبقي في حالة عجيبة من الإقتصاد، ناس تموت عشان ما لاقية تاكل ذرة، وناس تاكل لحم بس لعشان ما قادرة تشتري ذرة، والعنده ذرة مخليها في مطمورته يبيعها بي شنو، والبيفتح مطمورته للناس تخلده الأغاني الشعبية.
والخليفة الوقت داك كتف يدينه ساي، وقعد يتفرج وياكل ويشرب ويطلع قوانين لا تغني ولا تسمن من جوع، وقال ده إبتلاء من الله، وبعد من الشريعة والدين، رغم إنو هوا زاتو الحاكم البلد كخليفة لخليفة رسول الله الإمام المهدي المنتظر مع إنو في أمير مؤمنين في تركيا (المنتظر دي إتنازل منها المهدي قبل وفاته للأمانة والتاريخ). والناس بدت تفرفر من حكمه وتهوره السريع وقراراته الفاشلة، وقالو إنه هوا ما متعلم وفاشل في الخلاوي (حتي في خلوة أبوه) وذكاءه بسيط وما عنده شهادة يستوفي بيها شروط القيادة (حافظ 16 سورة بس من جزء عمّ)، وإنو زول عسكري فاشل وتابع وفّي بس لي المهدي. وزعل الخليفة عبدالله لما سمع الكلام ده طبعاً وما كان عنده حاجة يرد عليهم بيها فتاريخه يشهد. وفي صلاة فجر شهيرة (كان ناس أم درمان إلا تغيب عن الصلاة في الجامع بي عذر) أدي الناس خطبة وقال (جاءني جني مدردم وأعطاني شعرة العلم فبلعتها وأصبحت أعلم الناس)، وكدة خلص علي أي زول يفتح خشمه يشكك في قدراته، وخلاص ما في تغيير قيادة وما في إنتخابات ولا تجديد ولا شوري ولا دستور، ومعني كلامه: أنا أصلي بيكم، وأنا رئيس ليكم، ولا أريكم إلا ما أري، أعين البيعجبني وأشيل الما بيعجبني، أطلع القرارات والعساكر ينفذوها، وأنا آخد الضرائب وإنتوا تموتوا بس.
وكنتيجة طبيعية للفشل في القيادة الناس حصلت المجاعة الأليمة ديك والناس بدت تموت جوعاً، ووصلت مرحلة إنو أعدموا واحدة أكلت ولدها الطفل (وناس قالو ولد أختها في لحظة جوع حيوانية)، وفي أم درمان العاصمة في أصعب أيام المجاعة ديك، الناس وصلت مرحلة إنها لما يموت عندها زول تخت جثمانه برة الشارع قدام باب البيت، لأنو ما عندها حيل تشيلوا تدفنه في المقابر. والكلام ده طبعاً زعل الخليفة شديد (وهوا طبعا ماكل شارب)، فقام أصدر قراره مافي زول يخت جثمان برة الشارع عشان الريحة!!. وطلع كتيبة الجهادية ناس الدعم السريع المآكلين وشاربين، شالوا كل الجثامين دفنوها في ذات حملة، وأي حلة أو منطقة عملت فرفرة مشوا عليها سكتوها بي قوة السلاح الناري. وفي أم درمان أي زول فتح خشموه ودوه سجن الساير، والساير ده (زول وسجن) لو قريت وصفه ساي ما بتنوم يومين، وناس كتار قتلوهم عشان إتكلموا في الخليفة أشهرهم الشيخ حمد النيل، وبقت الناس تقول يحلنا الحل بلة، وده من أمثال الزمن داك، وبلة حلته طبعاً الواسطة والرشوة.
المهم بعد الحروب ديك إنتهت، والمجاعة عدت بي أمر الله، طلع الخليفة هوا المستفيد الوحيد، فالناس الماتوا في الحروب ديل ناس الجهات الهوا كان عارفها ما حترضي عنو (أولاد بحر زي ما كانوا الحوله بيقولوا وفيهم ريحة ختمية) وبي الحرب الماتوا فيها والمجاعة الحصلت دي بقي ما فيهم ناس ولا حيل يعملوا ليه أي جوطة سياسية، لكن فضلوا علي ولائهم للمهدية، رغم إنو الجهادية ناس الدعم السريع ما ريحوهم في حالهم، وعشان ما تنسوا هما من قبل طبعا كانوا جنجويد الزبير باشا في دارفور، وإعتمد عليهم الخليفة في كل شي، وما سلم من الظلم ده أهل المهدي زاتو وكان نصيبهم أحداث الخليفة شريف في 1891م.
بعد الحصل في فترة القمع ديك الناس وصلت الناس لي قناعة إنها تسكت عشان ما تتظلم، و ناس كويسين كتار من قادة المهدية الأوائل إنسحبوا من مجلس الخليفة، وناس تانيين ماتوا في السجن عشان أتكلموا في الخليفة أو في البلد، وناس إتوفوا في ظروف غامضة (وفيهم لون الشيخ برات بعد وفاته: قرصة وكدة!!) وإتملا مجلس الحكومة مشاكل ناس قالت فيك كدة يا خليفة المهدي، والخليفة يوديهم في ستين داهية بعد داك، وكل واحد منهم يعمل فيه فيلم براه، والمجلس بقي قاعد لي الونسة والكلام، والبلد وصلت لي حالة من الفوضي والأحقاد تحت حكم الدراويش (المؤتمر الوطني بتاع الزمن داك)، الكانوا حاكمين عشان يحكموا ويظلموا، ويتبادلوا الحكم فيما بينهم، وكل واحد فيهم يحاول يتقرب للخليفة عشان يرقيه، ويتقرب ليه بي التضحية بالآخرين، وحول الدراويش ديل الجهادية ماسكين سلاحهم. وأصبح الفشل في كل جوانب الحياة السودانية، وفي نهاية الفترة بتاعته دي خسرنا مناطق أسوان في الشمال، وفي الشرق خسرنا مناطق سهل كسلا (بين كسلا وكرن) ومناطق بني شنقول، وطبعا ما ننسي كان علينا حصار خارجي الخليفة معتبره سبب فشل الإقتصاد، والحصار كان سببه سياسة محاربة الرقيق (مخالفة الحكومة للقانون الدولي)، والخليفة زاتو ما كان مستوعب حجم تأثير الحصار علي الإقتصاد.
وكنتيجة لي سياسة الحكم الشمولي من الخليفة عبدالله تردي وضع البلد إقتصادياً وإجتماعياً، والناس بقت واثقة إنه مافي حكم رشيد، وبقت متململة من أحداث كتيرة لكن ساكتة خايفة من السلاح، وكل واحد بقي بيحل مشكلته بس، وكل منطقة تمسك نفسها، وحكم الوقت داك ما حاسة بي أي مسئولية غير جمع الضرائب والجبايات.
وفي سبتمبر 1898 حصلت معركة كرري (وكان تلتين الجيش الإنجليزي سودانيين ممغوصين من حكم الخليفة من كل أنحاء السودان!!!)، وحاربوا فيها الناس مع المهدية ما مع الخليفة عبدالله، وفيها أساساً إنسحب الخليفة عبدالله بي طريقة غير مشرفة وغير مقبولة وترك جيشه يقاتل وهوا مشا أم درمان ساق نسوانه وطلع نحو كردفان، وطبعا ناس تفسر ليه وتقول والله كان زعلان عشان أخوه يعقوب جراب الراي إتقتل (في أول المعركة) وجاهو إحباط شديد وزعل وما قدر يتكلم من شدة الحزن، وما قال للجيش ينسحب ويعلن الهزيمة ويحفظ الأرواح، وإنسحب هوا وخلا الناس المحاربة تسد الفرقة البيعملها رشاش المكسيم وتموت، ووصل عدد القتلي في تقدير المؤرخ العسكري عصمت زلفو لي 17 ألف رجل، وسكان السودان وقتها كانوا أقل من مليون، وده معناه إنو حوالي 1,5 في المية من الشعب في يوم واحد عشان سيادته ما كان واقعي في قرار الحرب، وسمع لي كلام ولده عثمان شيخ الدين (الكان عمره كم وعشرين سنة) وأخوه الأمير يعقوب، وأصر يدخل المعركة بي طريقة مكشوفة تحت شعار الرجولة وإنو ما حنحاربهم بليل، وما حنحاربهم في جبل قرّي عشان منطقة جبال والصحابة إتغلبوا في أحد، وفي النهاية كان هو أول من شرد من المعركة (مهما كانت التفاسير)، وده الخلده الشاعر عبدالواحد عبدالله يوسف في قوله (ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية)، ودي المقولة الأصاب فيها الشاعر ووصف وضع البلد الوقت داك.
وبعد كرري بي ساعة كانت ساعة الإنتقام، وأحمد حمزة العمل الشوشرة بتاعت المتمة لي خلافه الشخصي مع الأمير عبد الله ولد سعد إتقتل في مكان ساحة سوق الشهداء في أم درمان بي واسطة مجموعة جعلية لقوه قدامهم ماشي لا بيعرفوه لا بيعرفهم قبلها، وكل واحد كانت عنده مظلمة من ناس من الحكومة مشا أخدها طوالي بي يده، ولما جا كتشنر داخل أم درمان منتصراً، وماشي يلحق ياخد ليه صورة مع قبة المهدي المضروبة بالمدافع، مرا علي مسجد إحتلوه الختمية في الملازمين بعد ما بنوه الأنصار وكان من أجمل المساجد في أم درمان وقتها (في شارع الأزهري الآن)، وعملوا فيها أذكارهم لأول مرة بعد أن كانوا جماعة محظورة في مغرب يوم معركة كرري. والملازمين دي كانت كافوري الزمن داك، وكان فيها ملازمين الخليفة عبدالله، والمسجد ده كان تحفة عمرانية، بس ما بنوه أتراك.
وفي اليوم داك زاتو، جدتنا البتول بت ود بدري كانت أنصارية علي السكين، وساكنة في مدينة (ما حأقول إسمها لعدم تجاوز التابو التاريخي بعد) خرجت عن بكرة أبيها لإستقبال الجيش الإنجليزي، والجيش الإنجليزي كان ماشي لي رفاعة ومدني وسنار يفرض سيطريته عليها (كخطة مسبقة)، وجدتنا البتول زعلت ولمت عفشها وقالت ما بتسكن مع الناس الخونة ديل في مدينتهم دي بعد هزيمة كرري وطلوعهم لي إستقبال الجيش الإنجليزي، وركبت حمارتها ولمت حاجاتها وطلعت، وفي السكة بعد ناس المدينة دي أدوا فروض الولاء والطاعة لي الإنجليز يصادفوا سرية من أنصار الشرق راجعين من كرري، يقلعوا تحت تهديد السلام كل ملابس الناس الطلعت تستقبل الإنجليز (رجال ونسوان وذلة بس)، ويشيلوا كل سيوفهم وحرابهم، والبتول رحمها الله تصادف المشهد ده وتزغرد وتكّبر وتشمت فيهم، والأنصار يهدوها عمامة وسيف ناظر القبيلة الشهير مقترح الإستقبال، الكان عريان 100% طبعاً، وأهدوها ذهب وحاجات تانية وطلبوا منها ترجع بيتها لأنوا البلد كلها سقطت وهما راجعين بلدهم، وترجع البتول بيتها وتعلق العمامة والسيف في مجلسها. والهدايا الأنصارية المسلوبة دي إتسرقت بعد فترة طبعاً، والسيف ظهر تاني في يد صاحبه، وإتصرف زي كأنه ما في شي.
وبعد تلاتة يوم ما حأقول حصل فيها شنو في أم درمان، كان كتشنر يتربع في كرسي الخليفة في مجلسه القديم، ويقعد مع تجار أم درمان (إتحاد أصحاب العمل) يتشاور معاهم في وضع السوق وتنمية التجارة، ويشرح ليهم قوانين جا بيها جاهزة عشان ينظم العمل، والناس بدت تتعاون مع الحكومة الإستعمارية لأنها كانت شبعت خلاص من ظلم الخليفة وما لقت حل غيره غير الإنجليز (المتمصرين) كمرحلة، وتبحث عن نظام سياسي مستقر يدير شئون الناس، في إنتظار مهدي آخر يقود البلاد.
الأيام دول!!!
دائمآ عند الموعد ياشبونة يارائع
تحية للصحفي الجسور شبونة حماه الله الشخص البقول الحقيقة بدون رتوش ومساحيق نعم ثورة الجوع قادمة مافي شك وان غدا لناظره قريب لعن الله الكيزان والبشير الحرامية تجار الدين والله غالب علي امره
استاذ شبونة كما عودتنا بتضرب دائما فى المليان نهايتهم قربت الناس حتواصل مظاهرات اضرابات اعتصامات حتى سقوط الصنم…متعك الله بالصحة والعافية.
السودان عام 2020 ؟؟
مسجد وجامع النزير
مستعدون لاقامة كل الصلوات
1- اسلامية:-
صبح- ظهر- عصر- مغرب- عشاء- شفع ووتر- تراويح- استغاثة- تهجد- استسقاء
2- مسحية
يوم الاحد اسبوعيا- فصح- قيامة-شكر- قداس
3- يهودية
يوم السبت اسبوعيا- قيامة- تعميد
تنبية هام :- الرجاء احضار اباريق للوضوء + صلاية +
توجد اماكن منفصلة للنساء
اسعار الدخول 5 يوان للفرد
مع تحيات شركة شنقهاى – الصين-للاستثمار المحدود
جنيه الدمورية
قبل عشرة سنين كدة، وفي نوادي القراءة للكتب التاريخية السودانية كنا بنضحك علي أحداث سنة 1889م (سنة 1306 هـ)، لمن كان الخليفة عبدالله التعايشي حاكماً للسودان (رئيس الجمهورية بمسمي الآن). والأحداث الحصلت بي إختصار إنو كان داخل في حروب مفتعلة مع مصر ومع أثيوبيا، بي حلم إنو يواصل في المهدية (بعد موت المهدي المنتظر زاتو!!!) ويوصل لي القدس (اللي كانت إسلامية!!!) ويوعد فيكتوريا ملكة بريطانيا (الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) بعد ما تسلم ويحسن إسلامها يعرسها لي يونس ولد الدكيم (الساكن شارع العرضة!!!).
الخليفة قبل سنة 1889م عمل حاجتين ودوا البلد في ستين داهية إقتصادية، الأولي إنو ضرب العملة (قاصد ضَرب ما صك) لما قام جمع قروش الناس وأعاد صكها، وإتدخل (وهو ما زول إقتصاد) وزاد بي كرم منه نسبة الذهب والفضة في العملة الجديدة الشايلة ختم النبي (بركة وكدة وحركة سبق فيها الخليفة عبد الله ناس داعش)، وطبعا الناس شالت العملة الجديدة الغنية بالذهب والفضة وسيحتها عملتها حلقان وسلاسل دهب وفضة ودكّنتها للزمن (دولارات الزمن داك)، والسيحوها ديل هما الكان عندهم قروش أصلا، وإستفادوا من غباء حكومة الخليفة وتساهلها.
المهم إنو الخليفة ما وقف الحروب دي الإحتاجت صرف كتير، وإحتاجت رجال كتير (ودي الضربة التانية للإقتصاد)، فعشان كدة الخليفة (صدفة كدة!!!) إستنفر ناس شمال ووسط السودان (أولاد البحر ومزارعين بطبيعة الحال) للعمل العسكري، والفضلوا منهم وزرعوا جاتهم أسراب الجراد وأكلت الزرعوه. وفي الحملات المفتعلة أخدنا في توشكي هزيمة بطالة شديد في نص ساعة، وفي قندر عاصمة أثيوبيا الأنصار إنتصروا ودمروها وعملوا عمايل وجابوا رأس يوهانس الثاني ملك الحبشة لي الخليفة في أم درمان، وسبب الحرب هنا كان شأن داخلي أثيوبي بس أنحنا شليقين وحمقاء.
وكنتيجة طبيعية للصرف الحكومي وقلة الناتج القومي في عهد الخليفة عبدالله (بي مسميات الزمن ده) حصلت مجاعة سنة ستة الشهيرة (1306هـ) ومن أهم قرارت التصدي ليها هو إنو الخليفة عبدالله بعد ما العملة بتاعتو راحت في السوق (شمار في مرقة)، أصدر قرار لي بيت الأمانة (البنك المركزي بتاع الزمن داك) إنو يعتمد عملة من قماش الدمورية!!! والقماش طبعاً ده الزمن داك كان في أي بيت طبعاً يا جلابية لابسها راجل يا فردة يتغتوا بيها النسوان، ووعد الناس بتحديد قيمة للعملة دي وتستبدها الحكومة لاحقاً، وأي زول بقي يقطع من جلابيته ويحاسب!! الفرق الليلة إنه طباعة الجنيه عند ناس صك العملة بس محتكرين ورق جنيه الدمورية، وكان أمل الخليفة إنو يقدر يجمع منصرفات الحكومة ولما تجي موارد راجعة يسدد.
والحصل إنو الفشل الإقتصادي ده أوقف التعامل التجاري تماماً، والبلد خشت في كساد عظيم، وبقي في حالة عجيبة من الإقتصاد، ناس تموت عشان ما لاقية تاكل ذرة، وناس تاكل لحم بس لعشان ما قادرة تشتري ذرة، والعنده ذرة مخليها في مطمورته يبيعها بي شنو، والبيفتح مطمورته للناس تخلده الأغاني الشعبية.
والخليفة الوقت داك كتف يدينه ساي، وقعد يتفرج وياكل ويشرب ويطلع قوانين لا تغني ولا تسمن من جوع، وقال ده إبتلاء من الله، وبعد من الشريعة والدين، رغم إنو هوا زاتو الحاكم البلد كخليفة لخليفة رسول الله الإمام المهدي المنتظر مع إنو في أمير مؤمنين في تركيا (المنتظر دي إتنازل منها المهدي قبل وفاته للأمانة والتاريخ). والناس بدت تفرفر من حكمه وتهوره السريع وقراراته الفاشلة، وقالو إنه هوا ما متعلم وفاشل في الخلاوي (حتي في خلوة أبوه) وذكاءه بسيط وما عنده شهادة يستوفي بيها شروط القيادة (حافظ 16 سورة بس من جزء عمّ)، وإنو زول عسكري فاشل وتابع وفّي بس لي المهدي. وزعل الخليفة عبدالله لما سمع الكلام ده طبعاً وما كان عنده حاجة يرد عليهم بيها فتاريخه يشهد. وفي صلاة فجر شهيرة (كان ناس أم درمان إلا تغيب عن الصلاة في الجامع بي عذر) أدي الناس خطبة وقال (جاءني جني مدردم وأعطاني شعرة العلم فبلعتها وأصبحت أعلم الناس)، وكدة خلص علي أي زول يفتح خشمه يشكك في قدراته، وخلاص ما في تغيير قيادة وما في إنتخابات ولا تجديد ولا شوري ولا دستور، ومعني كلامه: أنا أصلي بيكم، وأنا رئيس ليكم، ولا أريكم إلا ما أري، أعين البيعجبني وأشيل الما بيعجبني، أطلع القرارات والعساكر ينفذوها، وأنا آخد الضرائب وإنتوا تموتوا بس.
وكنتيجة طبيعية للفشل في القيادة الناس حصلت المجاعة الأليمة ديك والناس بدت تموت جوعاً، ووصلت مرحلة إنو أعدموا واحدة أكلت ولدها الطفل (وناس قالو ولد أختها في لحظة جوع حيوانية)، وفي أم درمان العاصمة في أصعب أيام المجاعة ديك، الناس وصلت مرحلة إنها لما يموت عندها زول تخت جثمانه برة الشارع قدام باب البيت، لأنو ما عندها حيل تشيلوا تدفنه في المقابر. والكلام ده طبعاً زعل الخليفة شديد (وهوا طبعا ماكل شارب)، فقام أصدر قراره مافي زول يخت جثمان برة الشارع عشان الريحة!!. وطلع كتيبة الجهادية ناس الدعم السريع المآكلين وشاربين، شالوا كل الجثامين دفنوها في ذات حملة، وأي حلة أو منطقة عملت فرفرة مشوا عليها سكتوها بي قوة السلاح الناري. وفي أم درمان أي زول فتح خشموه ودوه سجن الساير، والساير ده (زول وسجن) لو قريت وصفه ساي ما بتنوم يومين، وناس كتار قتلوهم عشان إتكلموا في الخليفة أشهرهم الشيخ حمد النيل، وبقت الناس تقول يحلنا الحل بلة، وده من أمثال الزمن داك، وبلة حلته طبعاً الواسطة والرشوة.
المهم بعد الحروب ديك إنتهت، والمجاعة عدت بي أمر الله، طلع الخليفة هوا المستفيد الوحيد، فالناس الماتوا في الحروب ديل ناس الجهات الهوا كان عارفها ما حترضي عنو (أولاد بحر زي ما كانوا الحوله بيقولوا وفيهم ريحة ختمية) وبي الحرب الماتوا فيها والمجاعة الحصلت دي بقي ما فيهم ناس ولا حيل يعملوا ليه أي جوطة سياسية، لكن فضلوا علي ولائهم للمهدية، رغم إنو الجهادية ناس الدعم السريع ما ريحوهم في حالهم، وعشان ما تنسوا هما من قبل طبعا كانوا جنجويد الزبير باشا في دارفور، وإعتمد عليهم الخليفة في كل شي، وما سلم من الظلم ده أهل المهدي زاتو وكان نصيبهم أحداث الخليفة شريف في 1891م.
بعد الحصل في فترة القمع ديك الناس وصلت الناس لي قناعة إنها تسكت عشان ما تتظلم، و ناس كويسين كتار من قادة المهدية الأوائل إنسحبوا من مجلس الخليفة، وناس تانيين ماتوا في السجن عشان أتكلموا في الخليفة أو في البلد، وناس إتوفوا في ظروف غامضة (وفيهم لون الشيخ برات بعد وفاته: قرصة وكدة!!) وإتملا مجلس الحكومة مشاكل ناس قالت فيك كدة يا خليفة المهدي، والخليفة يوديهم في ستين داهية بعد داك، وكل واحد منهم يعمل فيه فيلم براه، والمجلس بقي قاعد لي الونسة والكلام، والبلد وصلت لي حالة من الفوضي والأحقاد تحت حكم الدراويش (المؤتمر الوطني بتاع الزمن داك)، الكانوا حاكمين عشان يحكموا ويظلموا، ويتبادلوا الحكم فيما بينهم، وكل واحد فيهم يحاول يتقرب للخليفة عشان يرقيه، ويتقرب ليه بي التضحية بالآخرين، وحول الدراويش ديل الجهادية ماسكين سلاحهم. وأصبح الفشل في كل جوانب الحياة السودانية، وفي نهاية الفترة بتاعته دي خسرنا مناطق أسوان في الشمال، وفي الشرق خسرنا مناطق سهل كسلا (بين كسلا وكرن) ومناطق بني شنقول، وطبعا ما ننسي كان علينا حصار خارجي الخليفة معتبره سبب فشل الإقتصاد، والحصار كان سببه سياسة محاربة الرقيق (مخالفة الحكومة للقانون الدولي)، والخليفة زاتو ما كان مستوعب حجم تأثير الحصار علي الإقتصاد.
وكنتيجة لي سياسة الحكم الشمولي من الخليفة عبدالله تردي وضع البلد إقتصادياً وإجتماعياً، والناس بقت واثقة إنه مافي حكم رشيد، وبقت متململة من أحداث كتيرة لكن ساكتة خايفة من السلاح، وكل واحد بقي بيحل مشكلته بس، وكل منطقة تمسك نفسها، وحكم الوقت داك ما حاسة بي أي مسئولية غير جمع الضرائب والجبايات.
وفي سبتمبر 1898 حصلت معركة كرري (وكان تلتين الجيش الإنجليزي سودانيين ممغوصين من حكم الخليفة من كل أنحاء السودان!!!)، وحاربوا فيها الناس مع المهدية ما مع الخليفة عبدالله، وفيها أساساً إنسحب الخليفة عبدالله بي طريقة غير مشرفة وغير مقبولة وترك جيشه يقاتل وهوا مشا أم درمان ساق نسوانه وطلع نحو كردفان، وطبعا ناس تفسر ليه وتقول والله كان زعلان عشان أخوه يعقوب جراب الراي إتقتل (في أول المعركة) وجاهو إحباط شديد وزعل وما قدر يتكلم من شدة الحزن، وما قال للجيش ينسحب ويعلن الهزيمة ويحفظ الأرواح، وإنسحب هوا وخلا الناس المحاربة تسد الفرقة البيعملها رشاش المكسيم وتموت، ووصل عدد القتلي في تقدير المؤرخ العسكري عصمت زلفو لي 17 ألف رجل، وسكان السودان وقتها كانوا أقل من مليون، وده معناه إنو حوالي 1,5 في المية من الشعب في يوم واحد عشان سيادته ما كان واقعي في قرار الحرب، وسمع لي كلام ولده عثمان شيخ الدين (الكان عمره كم وعشرين سنة) وأخوه الأمير يعقوب، وأصر يدخل المعركة بي طريقة مكشوفة تحت شعار الرجولة وإنو ما حنحاربهم بليل، وما حنحاربهم في جبل قرّي عشان منطقة جبال والصحابة إتغلبوا في أحد، وفي النهاية كان هو أول من شرد من المعركة (مهما كانت التفاسير)، وده الخلده الشاعر عبدالواحد عبدالله يوسف في قوله (ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية)، ودي المقولة الأصاب فيها الشاعر ووصف وضع البلد الوقت داك.
وبعد كرري بي ساعة كانت ساعة الإنتقام، وأحمد حمزة العمل الشوشرة بتاعت المتمة لي خلافه الشخصي مع الأمير عبد الله ولد سعد إتقتل في مكان ساحة سوق الشهداء في أم درمان بي واسطة مجموعة جعلية لقوه قدامهم ماشي لا بيعرفوه لا بيعرفهم قبلها، وكل واحد كانت عنده مظلمة من ناس من الحكومة مشا أخدها طوالي بي يده، ولما جا كتشنر داخل أم درمان منتصراً، وماشي يلحق ياخد ليه صورة مع قبة المهدي المضروبة بالمدافع، مرا علي مسجد إحتلوه الختمية في الملازمين بعد ما بنوه الأنصار وكان من أجمل المساجد في أم درمان وقتها (في شارع الأزهري الآن)، وعملوا فيها أذكارهم لأول مرة بعد أن كانوا جماعة محظورة في مغرب يوم معركة كرري. والملازمين دي كانت كافوري الزمن داك، وكان فيها ملازمين الخليفة عبدالله، والمسجد ده كان تحفة عمرانية، بس ما بنوه أتراك.
وفي اليوم داك زاتو، جدتنا البتول بت ود بدري كانت أنصارية علي السكين، وساكنة في مدينة (ما حأقول إسمها لعدم تجاوز التابو التاريخي بعد) خرجت عن بكرة أبيها لإستقبال الجيش الإنجليزي، والجيش الإنجليزي كان ماشي لي رفاعة ومدني وسنار يفرض سيطريته عليها (كخطة مسبقة)، وجدتنا البتول زعلت ولمت عفشها وقالت ما بتسكن مع الناس الخونة ديل في مدينتهم دي بعد هزيمة كرري وطلوعهم لي إستقبال الجيش الإنجليزي، وركبت حمارتها ولمت حاجاتها وطلعت، وفي السكة بعد ناس المدينة دي أدوا فروض الولاء والطاعة لي الإنجليز يصادفوا سرية من أنصار الشرق راجعين من كرري، يقلعوا تحت تهديد السلام كل ملابس الناس الطلعت تستقبل الإنجليز (رجال ونسوان وذلة بس)، ويشيلوا كل سيوفهم وحرابهم، والبتول رحمها الله تصادف المشهد ده وتزغرد وتكّبر وتشمت فيهم، والأنصار يهدوها عمامة وسيف ناظر القبيلة الشهير مقترح الإستقبال، الكان عريان 100% طبعاً، وأهدوها ذهب وحاجات تانية وطلبوا منها ترجع بيتها لأنوا البلد كلها سقطت وهما راجعين بلدهم، وترجع البتول بيتها وتعلق العمامة والسيف في مجلسها. والهدايا الأنصارية المسلوبة دي إتسرقت بعد فترة طبعاً، والسيف ظهر تاني في يد صاحبه، وإتصرف زي كأنه ما في شي.
وبعد تلاتة يوم ما حأقول حصل فيها شنو في أم درمان، كان كتشنر يتربع في كرسي الخليفة في مجلسه القديم، ويقعد مع تجار أم درمان (إتحاد أصحاب العمل) يتشاور معاهم في وضع السوق وتنمية التجارة، ويشرح ليهم قوانين جا بيها جاهزة عشان ينظم العمل، والناس بدت تتعاون مع الحكومة الإستعمارية لأنها كانت شبعت خلاص من ظلم الخليفة وما لقت حل غيره غير الإنجليز (المتمصرين) كمرحلة، وتبحث عن نظام سياسي مستقر يدير شئون الناس، في إنتظار مهدي آخر يقود البلاد.
الأيام دول!!!