الهادي عثمان أندو عضو وفد التفاوض للمنطقتين: طرح الحلو لتقرير المصير هدفه رفع سقف التفاوض

الجنوب يحتضن الحركة ويسعى لتطويل أمد الأزمة
حوار :عيسى جديد
تثير جولة التفاوض السابعة عشرة مابين الحكومة والحركة الشعبية شمال حول المنطقتين، الكثير من القلق والترقب والحذر والتفاؤل ينتاب مواطني المنطقتين خاصة والشارع السوداني بصفة عامة، في انتظار ماتخرج به هذه الجولة، بعد أن فشلت الجولات السابقة،(آخر لحظة) في عينها على الأحداث وضعت العديد من الاسئلة لرئيس المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان، وعضو وفد التفاوض الهادي عثمان أندو لتكون إجابته واضحة حول الكثير من النقاط، خاصة ما تردد حول حق تقرير المصير.
*ما الجديد في ملف الحكومة لهذه الجولة من المفاوضات مع الحركة الشعبية؟ –
هذه الجولة تكملة ومواصلة لجولات المفاوضات السابقة، وتبدأ من حيث انتهت اليه الجولة السابقة، وجاءت بدعوة محددة من الوساطة للتفاوض حول اتفاق وقف العدائيات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، وهناك شق آخر من الجولة يتعلق بلقاء تشاوري حول الخطوات المتصلة بخارطة الطريق، والوقف الدائم لاطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، ثم الترتيبات الأمنية وكل هذه الحزمة التي سوف تؤدي الى اتفاق السلام الدائم بالمنطقتين.
* أعضاء وفد التفاوض أكثر تفاؤلاً هذه المرة، ما الأسباب؟ –
هذه الجولة توفرت لها جملة من الأسباب تجعلنا نطمئن بأنها ستخرج بنتائج مثمرة، منها الاستعداد المبكر لوفد الحكومة من حيث الترتيب والإعداد، وهنالك معطيات مهمة تجعلنا نقول إن الجولة القادمة بها كثير جداً من المحفزات منها الحوار الوطني كمشروع سياسي، استطاع أن يجمع كل القوى السياسية، وما حدث منه من اصطفاف وطني كبير وكذلك تكوين حكومة الوفاق الوطني كواحدة من مخرجات هذا الحوار، والتي ضمت طيفاً واسعاً من القوى السياسية المعارضة، وهم الآن يقودون البلد، الى جانب ما تم في المنطقتين من عمل تنموي كبير يجعل من ذلك قيمة مضافة لقضية السلام، فضلاً عن الإرادة الشعبية والوعي المتقدم لشعب المنطقتين فيما يتعلق بأن السلام قضية حتمية، وأن الحرب لا جدوي منها خاصة أن ما أفرزته الحرب بالمنطقتين هو مزيد من الأرواح التي زهقت والتنمية التي توقفت، والجموع التي تشردت ونزحت هنا وهناك، وكل هذه إشارات مأساوية وهذه الجولة ستمضي في اتجاه إنهاء هذه المأساة بالمنطقتين، ومن المحفزات أيضاً نجد الإلتزام المسؤول من حكومة المركز والأهتمام بإحلال السلام، وما أعلنه الأخ رئيس الجمهورية من وقف إطلاق النار وتجديد ذاك الإعلان، مما مهد كثيراً للسلام والاستقرار للمنطقتين، خاصة جنوب كردفان التي تعيش الآن في سلام.
*كيف تقرأون موقف الحركة الشعبية بعد انقسامها؟ –
أقول نحن نفاوض تنظيماً يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال ولن نحاور أشخاصاً، تبقى المؤسسة والأشخاص يتغيرون، ونحن نفاوض المؤسسة التي وقعت معنا اتفاق خارطة الطريق، ومضت خطوات متقدمة في المشروع الإطاري لوقف العدائيات ووقف إطلاق النار بالمنطقتين، الحركة الشعبية نقول نعم حدثت بها انشقاقات، ولكن هذا يعنيها هي في الداخل ونحن نفاوض الجسم الذي يحمل الشرعية، حماية لأهلنا بالمنطقتين، والحركة الشعبية أيضاً أبدت استعدادها وهي تقدم لهذه الجولة، وأعلنت وقف إطلاق النار لستة شهور.
* ولكن الحلو لوَّح من قبل بـ(تقرير المصير)؟
حق تقرير المصير هو أمر تناولته الحركة الشعبية في منابرها كثيراً، لكن نحن نقول إننا نتفاوض وفق مرجعيات أساسية، وهي اتفاق خارطة الطريق، والذي لم يشر الى حق تقرير المصير ولا حتى الحكم الذاتي، أيضاً الاتفاق الإطاري الذي أعدته الوساطة لم يشر الى حق تقرير المصير في أي بند من بنوده، مما يجعل هذا الأمر يأتي من باب رفع السقوفات التفاوضية، وهذا شأن موجود في التفاوض وربما تطرحه الحركة الشعبية الآن، لتتحصل على مكاسب أخرى ترمي إليه وإن طوحت هذا الموضوع، فلكل حدث حديث حينها.
*ما الجديد في ملف إيصال المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين من معسكرات دول الجوار؟ –
هنالك عائدون من معسكرات أثيوبيا الى ولاية النيل الأزرق، وكذاك عودة لأسر ضباط في الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان، وكلها مؤشرات للرغبة أكيدة للاستقرار والسلام، وكل هؤلاء يتلقون العلاج والإقامة وإتاحة الفرصة للذهاب الى أي مكان يختارونه في الوطن، وهذا تقدم كبير جداً والمواطن الذي يخرج من الحركة الشعبية يتجه الى الشمال، وهذا التقدم يحتاج الى اتفاق، وهذا ما نحن ماضون عليه، أما بالنسبة لإيصال المساعدات الإنسانية، هذا ما سوف نتفق عليه في الجولة القادمة.
*ماذا عن وضعية جيش الحركة الشعبية/ قطاع شمال، هل له مكان في الترتيبات الأمنية؟
– هذه قضية ستناقش وفق بند الترتيبات الأمنية، وتأتي في ملف آخر يقوم به الفنيون الأمنيون، وهي قضية لا تتم بين يوم وليلة، وترتيبات تتعلق بالشأن العسكري وهي أجراءات أخرى تتم وفق الآلية المحددة.
*المجتمع الدولي تغير موقفه وأصبح داعماً لخطة الحكومة، كيف تقرأ هذا التغيير؟
– دعنا نقول إن المجتمع الدولي تفهم موقف الحكومة الجاد نحو السلام، لأن هنالك تقدماً الآن بين الحكومة والمجتمع الدولي، وخاصة العلاقات مع أمريكا، وهناك تراجع من بعض الدول التي تدعم الحركات المسلحة، والعالم اليوم يتجه لاطفاء كل بؤر التوتر في العالم، إذن ينخفض الآن صوت السلاح ويعلو صوت السلام في كل منطقة توتر وحرب، وموقف المجتمع الدولي بقودنا الى تفاؤل حذر بأن لا خيار أمام الطرف الآخر إلا الاتفاق للسلام.
* الأمين العام للأمم المتحدة خلال القمة الافريقية عبر عن قلقه من الوضع في جنوب السودان ودعا جوبا للعمل من اجل تحقيق السلام ووقف الحرب.؟
– دولة جنوب السودان حاضن أساسي للحركة الشعبية وجيشها، وهي تسعى لتطويل فترة التفاوض حتى تكون متماسكة في وسط الحرب التي تدور بينها وبين المعارضة الجنوبية، لكن المجتمع الدولي يدفع بالعملية السلمية الى الإمام وأوصى حكومة جوبا بضرورة التوصل الى أتفاق. *إذا نظرنا الى واقع الحال في جنوب كردفان و في النيل الأزرق، تبدو جنوب كردفان أكثر ترتيباً في المعارضة السياسية.. -التمرد في النيل الأزرق أقل حدة وليس هنالك مناطق محتلة بصورة أكبر، لكن الوضع يختلف في جنوب كردفان، لأن هنالك وجود لأبناء النوبة كبير جداً وتأثيراً واضح بالتالي هنالك سيطرة على كثير من المناطق بجنوب كردفان، غير أن التغيير الذي حدث مؤخراً بالحركة الشعبية، وتفهم أبناء جنوب كردفان لقضيتهم جعل وجود عبدالعزيز الحلو كياناً منظماً متكاملاً مع وجود بعض أبناء النيل الأزرق تبدو الأوراق مرتبة ومحصورة كذلك المطالب، لكن كما قلت لك سابقاً نحن نتعامل مع المنطقتين ككتلة واحدة بحسب المرجعيات الأساسية للتفاوض. * هل لديك رسائل في بريد الحكومة، و بريد الحركة الشعبية، ماذا تريد أن تقول لكل منهما؟ – هو نداء ورسالتان للطرفين أولاً للطرف الحكومي عليه بالصبر على المفاوضات ورسالة للطرف الآخر بأن تقبلوا على هذه المفاوضات بقلب مفتوح، وإرادة سياسية لنقدم للوطن والمواطنين سلاماً دائماً وتنمية مستدامة، وتعايش سلمي عادل.
آخر لحظة.