هل تفعلها أنجلينا وصحبها بقلب الطاولة علي أحلام النخبة ..؟ا

نـور ونـار
هل تفعلها أنجلينا وصحبها بقلب الطاولة علي أحلام النخبة
م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]
طالبة جامعية جنوبية جمعتني بها الصدفة وجدتها جالسة علي الطاولة في كافتيريا في قلب الخرطوم بدت لي وكأنها تنتظر غائبا وموعدا أنتهزت الفرصة حملت إفطاري وأتجهت اليها والطالبة ترحب بي وتدعوني للجلوس تعارفنا فكان إسمها (انجلينا) مال حديثنا الي السياسة -فقد كان هو المدخل لجلوسي وحديثي معها -الي حيث المستقبل المجهول والطالبة تصارحني بحبها للوحدة حيث أنها تجد في الشمال جل الخدمات التي لاتعرف أن كانت ستجدها حقيقة في الدولة الجديدة أم لا تقول لي أنها قد شاهدت الجنوب في حياتها مرتين وفي تلك المرتين كان أصرارها كبيرا علي العودة الي الخرطوم رغما عن أسرتها التي تفضل طول الأقامة بالجنوب تقول لي كنت قلقة تجاه الوضع وأنا أري التخلف في كل شئ فماكنت أتمتع به في الشمال فقدته حقيقة هناك وشعرت بالفرق الواضح مابين حياتنا في الشمال وأقامتنا في الجنوب وأقولها لك وللتاريخ قد ينجذب أهلنا الي أحلام النخبة وأحلامهم التي تجعل منا من يترك وظيفته ومن يهجر دراسته ومن يبيع منزله وممتلكاته ليلحق بالغنيمة الكبري ويعيش في الدولة المستقلة صدقني حتما سيرجعون وخصوصا جيلنا من الطلاب والشباب الذين حتما سيرجعون الي الوراء بعدما كانوا في ركب التنمية وتطور الخدمات حتما سيحسون بالفرق الواضح وبالبون الشاسع بين الحياة في الشمال والمواطنة في الجنوب نعم نحن في سكرة ومنساقين خلف أحلام النخبة ولكن من شاهد منا نحن معشر الشباب والطلاب الجنوب الراهن فحتما سيتمسك بالوحدة وسيحاول قدر أمكانه أن يدعو لها فالتعايش الجميل الذي نلقاه في الشمال قد ينعدم بييينا أبناء العرق والسحنة الواحدة .
أستمعت لها بأهتمام بالغ والطالبة تثير أعجابي حديثا ومنطقا سألتها أن كانت تعرف الوضع الجديد أذا أختار شعب الجنوب الأنفصال والفتاة تتمني أن لايحصل هذا لأنها ستفقد الكثير وتحتاج لسنين لأستيعاب الوضع الجديد قلت أذا هو دورنا ودوركم في الدعوة للوحدة والتبشير بها وجعلها واقع يمشي علي قدمين هناك حيث الدولة الواحدة والخدمات المتكاملة التي حتما ستتطور مع الوحدة الي الأيام وماتفعله الدولة الموحدة المتطورة في عام واحد يحتاج لعشرات السنين لقيامه في الدولة الجديدة..
إذا فالكرة في ملعب جيل الطالبة الجامعية التي تمثل جيلا ناهضا وفاعلا في قلب الطاولة علي النخبة وأحلامها الزائفة بالتمسك بخيار الدولة الواحدة والعمل بداخلها تعايشا وخدمة وأنتاجا ويقيني أن تلك الشريحة بيدها يقبع الخيار المفضل وواجبهم يبقي كبيرا في التبشير بالوحدة وعمل علي دفع الجهود المفضية اليها بالنزول الي القواعد وتوعية المواطن الجنوبي بضرورة التحام الجنوب والشمال وذلك لايتأتي الا بالتصويت الحقيقي والتدافع الوحدوي لأستدامة التنمية وتطوير الخدمات ومجاراة العصر .
تحلم أنجلينا بوضع وحدوي وتعايش سوي وأخوي هي تعشق الشمال كما انها تحب الجنوب وبين الشمال والجنوب يقع علي أنجلينا وأخوتها عبء التقارب الحقيقي والأنتماء الفعلي وتجسيد واقع الوحدة علي البلاد وقطع الطريق أمام الأحتمالات التي تقع علي القلوب فتزيدها هلعا وتوجسا وعلي الوجوه فتزيدها كلحا وشحوبا .
روى مستر دوقلاس : (كان ذلك أيام استقلال السودان و قد حدثني أحد الطلاب السودانيين الذين التقيتهم صدفة في محطة كنجزكروس صارحني بحبه لبرطانيا حيث أنه يجد فيها الخدمات التي لايعرف أن كان سيجدها حقيقة في الدولة المستقلة أم لا يقول لي أنها قد شاهد السودان و كان قلقا تجاه الوضع وأنه يري التخلف في كل شئ فماكان يمتع به في برطانيا فقده حقيقة هناك وشعر بالفرق الواضح مابين حياتنا في برطانيا و حالته في السودان ….. تابع : أقولها لك وللتاريخ قد ينجذب أهلنا الي أحلام النخبة وأحلامهم ويفكر في العيش في الدولة المستقلة صدقني حتما سيرجعون وخصوصا جيلنا من الطلاب والشباب الذين حتما سيرجعون الي الوراء بعدما كانوا في ركب التنمية في برطانيا )………. هذه الرواية مدبلجة من كلام الكاتب حتى تتضح الصورة …. بالله ده كلام ده ….. من غير استقلال مش برضو كان يكون في تنمية …. هذه إدانة لسياسيينا و بصيرتهم العمياء التي نشرت الخراب خصوصا فكر الأسلمة و التعريب …. بدلا من التباكي و استمراء الحياة المرفهة و نسيان المساكين الغبش ، يجب المشاركة في التنمية في الجنوب .
تحية لك ولإنجلينا ، لكن أحبتي العمل للوحدة هذا ليس أوانه ،
يا ريت صادفني حنانك بدري
لو لاقيتك بدري شوية
هي سكرة وتأتي بعدها الفكرة وقبل أيام استمعت للدكتور الاصم وقد قابل رئيس وزارء ليتوانيا وسأله عن الحال بعد الانفصال من الاتحاد السوفيتي أبلغه بأنه فقد الكثير من الأشياء وأهمها الغطاء المعنوي الكبير….
دعوهم يبثوا ما في صدورهم من ظلم ويحسوا بذواتهم وكيانهم الخاص ( دون أن نردد عبارة قبول الاخر) ونتمنى أن تكون أصدق وأوفى الجيران لأنه بالتأكيد إن إنقسم التراب فلن ينقسم الوجداني السوداني الوحيد
لكم التحية