الانقاذ .. سقوط أم تساقط ؟

لازال البشير يحكم نعم . ولكن أين الأركان التي ما كان أحد يظن حتى السنتين الماضيتين أو الثلاث أنها ستستمر ما استمرت الإنقاذ : أين رجل الدفاع الشعبي على كرتي؟ وأين صاحب التصريح : الانقاذ ستستمر مائة عام؟ وأين عوض الجاز. بل أين أين علي عثمان؟
يبدو أن قولنا أن سبتمبر قد اسقطت الإنقاذ إلا قليلا، نصفها أو زد عليه قليلا ، صحيح مائة بالمائة فالصورة الآن تختلف بالكلية عما كانت عليه قبل سبتمبر ولكن : من يحكم السودان الآن بالضبط؟ أو قل من يتحكم فيه؟ دعك من الكلام المعمعم ولنتحدث بلغة المثال ، من تراه أصدر على الفور قرار طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران؟ لاحظوا سيداتي آنساتي سادتي أن القرار السوداني جاء بسرعة قياسية وحتى الوكالات والمصادر الإعلامية العالمية تحدثت عنه في البداية بصيغة (قالت السعودية أن السودان أبلغها أنه فعل وفعل) بمعنى أنه لم يصدر بيان رسمي من جهة سودانية للصحافة والإعلام قبل إعلان الرياض أننا أخبرناها.
إذن نحن الآن أمام 3 مفارقات شكلية تباين المألوف والمتعارف عليه في مثل هذه الأحوال : سرعة اتخاذ القرار، وطريقة الإعلان عنه، والجهة الرسمية التي تولت اتخاذه وإعلانه للإعلام وإبلاغ الآخرين به. والترتيب المفترض لهذا الإبلاغ وذلك الإعلان.
ناهيك ? طبعا ? عن مفارقات المضمون. إذ لا يتطلب التضامن مع المملكة العربية السعودية بالضرورة طرد السفير الإيراني ولا يستوجب الانحياز التام لوجهة نظرها في الأزمة قطع العلاقات بالكلية مع طهران. فعدد الدول التي تضامنت مع السعودية وانحازت إليها كبير جدا بينما لم تفعل ما فعله السودان أية دولة خارج منظومة دول التعاون الخليجي.
بل لم تفعله كل دول التعاون باستثناء البحرين والكويت اللذين يجيئ موقفهما طبيعيا ومنسجما مع وضعهما كدولتي مواجهة مباشرة مع الفتنة الإيرانية مذهبيا وسياسيا وعسكريا. حتى الإمارات اكتفت فقط بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي وليس قطعه بالكلية. لاحظوا ? أكثر- سيداتي آنساتي سادتي أن ردود الفعل التلقائية والطبيعية والمنسجمة جاءت بعد المفاجأة السودانية المثيرة للضحك والرثاء بآن معا.
التأمل في هذا المثال يعيدنا مكرهين إلى التساؤل العمومي الأول : كيف تحكم ? بالضبط ? بلادنا الآن؟ وكيف تتخذ القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على مصائر عشرات الملايين من البشر؟
حسب ما أوردته وسائل الإعلام التي نقلت إبلاغ السودان للرياض بخبر طرده للسفير الإيراني أن ذلك (جاء في اتصال هاتفي تلقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي من معالي وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية مدير عام مكاتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الفريق طه عثمان الحسين )
وبالرجوع إلى ذاكرة السلطة الانقاذية نجد أن الرجل قد تقلد هذين المنصبين ? معاً ? في مرسوم جمهوري صدر في يونيو المنصرم. أي قبل 6 أشهر فقط . ويعتقد بأنه بدأ يتمتع بنفوذ أكبر منذ ذلك التاريخ في إطار صفقة تصفية النفوذ الإسلاموي في الخرطوم والتقارب مع دول الخليج وذلك ? في حد ذاته ? أمر جيد؛ أن تتخلص بلادنا وإلى الأبد من قيادات ورموز ممعنة في السوء والنهم من أمثال الذين تعرفونهم وغاب نجمهم بصعوده. بيد أن مشكلتنا مع الإنقاذ تكمن فيها ككل وليس في أجزائها وأبعاضها والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ بحيري حدث انقلاب في السودان صامت صمت القبور والانقلاب برعاية البشير وتنفيذ الفريق امنجي طة واللواء امن عبد الغفار الشريف ولقد حدث الانقلاب في نهايات ٢٠١٤ ،،،، المصيبة ان هؤلاء بزعيهم اسواء من الانقاذ في صورها الاولى ولعلمك القادم في غاية السواد ….مفاتيح البلد في ايدي امنية لا تجيد غير الدسائس والتأمر ومسنودة بدول خليجية تم خداعها ببعض المواقف وهي الان متجاوبة سياسيا وامنيا لكن اقتصاديا ما في شئ يذكر لحين الاستجابة الكاملة لكل طلباتهم …طلبات دول خليجية…هذا ما يفسر اعلان طة لقطع العلاقات مع ايران في سويعات ودون الرجوع لاي جهة مثل مجلس الوزراء او الخارجية …كل الوزارات والهيئات تحت يد طة فهو رب الكفر في يومنا هذا وماهنت ياسودان!!!!!!!؟؟؟

  2. خلينا اول نتخلص من الشيخ وابنائه الااسلاميين..وبعدين نشوف العساكر فاقدي التربيةالوطنية…
    بس اعملوا حسابكم بني كوز مايجوا بالشباك بعد طرد العسكر…

  3. خلينا اول نتخلص من الشيخ وابنائه الااسلاميين..وبعدين نشوف العساكر فاقدي التربيةالوطنية…
    بس اعملوا حسابكم بني كوز مايجوا بالشباك بعد طرد العسكر…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..