أخبار السودان

إدريس سلميان وزير التعاون الدولي (2/2):لو كنت موافقاً على فض الشراكة لقدمت استقالتي .. ما عندي مشكلة أكون غفير

نحن الحمد لله في نعمة في مجال الحريات والآن متحققة عملياً

لا زلنا بعيدين عن 2020م

الذين رشحوا الرئيس، ليس محبةً فيه والذين لم يرشحوه ليس كراهيةً فيه

أصلاً لا يمكن أن لا يتأثر الحزب بغياب الترابي برغم ذلك شهد تماسكاً بعد وفاته

ما عندنا أصلاً أي تمويل لا من حكومة ولا من أي جهة من الجهات

حوار: جاد الرب عبيد – تصوير: سفيان

على الرغم من تعالي الأصوات وتباينها في حزب المؤتمر الشعبي في الآونة الأخيرة، في عدد من القضايا المتعلقة بالراهن الاقتصادي والسياسي، إلا أن هناك قيادات بالحزب يقبعون في خانة (الصمت)، وواحد من هؤلاء وزير التعاون الدولي إدريس سليمان، (آخر لحظة) جلست إليه وتناولت معه العديد من القضايا التي تشغل حزبه، بجانب الراهن السياسي بالبلاد هذه الأيام،.

 ما حقيقة الخلافات والشلليات التي ضربت ساحة الشعبي عقب وفاة الراحل الترابي؟
ـ العكس تماماً عقب وفاة الترابي عليه رحمة الله، الحزب شهد تماسكاً كبيراً، حتى أن كثيراً من المراقبين لم يتوقعوا  مثل هذا التماسك، والدليل الحزب اتفق في فترة وجيزة على قيادة جديدة، واستأنف نشاطه واجتماعاته، وأداءه وحركته، ولا توجد أي شلليات في الشعبي.
ولكن تصريحات منسوبي الحزب المتضاربة تقول عكس ذلك؟
ـ المؤتمر الشعبي حزب حيوي وفيه  تبادل للآراء بين عضويته، وأن كل المسائل تتم بالشورى، وبعد تداول حي وموضوعي وتشاوري، هذا صحيح، فالشعبي حزب ملئ بالكوادر، وفي ذات اللحظة ملئ بالآراء، ولكن لديه آليات لحسم المسائل والأمور، بمعنى أنه في مرحلة التداول متاح لأي عضو في الحزب أن يقول ما يريد بالطريقة التي يريد أن يعبر بها، ولكن عندما يصل المرحلة المراد البت فيها من أجهزة  الحزب المختلفة، يتم التوصل إلى قرار، وما عندنا خلافات.
هذا يعني أن الحزب لم يتأثر بوفاة شيخ حسن؟
ـ أصلاً لا يمكن أن لا يتأثر الحزب بغياب الترابي، فهو شخصية كاريزمية وقيادية وعبقرية، ولكنه يحاول تعويض غيابه  بالعمل الجماعي، وهذا ما فعلناه، وماضون في خطى الترابي، وحقيقة الفقد كان جللاً لكن هكذا حال الدنيا ما في إنسان مخلد، وبنحاول نسد الفرقة والثغرة التي حدثت برحيل الشيخ بالعمل الجماعي، والحمد لله وفقنا في ذلك.
هناك عدم رضى داخل الحزب على الشخصيات التي تم اختيارها في حكومة الوفاق الوطني؟
ـ غير صحيح طبعاً، لأن هؤلاء الذين اختيروا لم يختاروا أنفسهم، ولم يخترهم شخص، إنما تم اختيارهم عبر أجهزة الحزب، وبالتالي إذا أجهزة الحزب لم ترضَ على هؤلاء الأشخاص، سيتم تغييرهم بكل يسر وسهولة، بنفس  الطريقة التي جاءت بهم إلى سدة الحكومة، ويمكن أن تستبدلهم بغيرهم، فالحزب يا أخي لديه آلياته في الاختيار، وآليات في الرفض والتغيير، وما عندنا أي مشكلة في أن نتغير بآخرين، وأن أكون وزيراً أو غفيراً في مركز الحزب  العام ما بتفرق معاي، ما دام أنت عاوز تخدم قيماً ومثلاً وأفكاراً ومنهجاً محدداً.
هل أنتم راضون عن أدائكم في الحكومة؟
ـ نحن كأعضاء في المؤتمر الشعبي، كلنا أشواق للوصول  لطموحاتنا، والتي دائماً تكون أكبر بكثير جداً مما يتحقق، خاصة ونحن ليست لدينا الغالبية في الحكومة، لجهة أن تمثيلنا في الحكومة رمزي، ولكن نحاول نسهم بقدر ما نستطيع، ونحاول نتناغم وننسجم مع الآخرين، لأن ما دام أنت عضواً في فريق لا بد من روح الجماعية، وهذا ما نحاول عمله.. راضين ما راضين دي بعد سنة أو سنتين ثلاث، نجلس نقيم هل كان أداؤنا كويس والّا لا، ولكن نحن في بداية الطريق، لوضع سياسي واقتصادي معقد جداً.
مجموعة بالحزب طالبت بفض الشراكة مع الوطني ؟
ـ طبعاً من حق أي عضو في الحزب أن يطالب بما يريد، ولكن مثل ما قلت لك أي جهة من الجهات سواء كان على مستوى الولايات، أو المركز أو الأمانة العامة أو الأفراد، في طور إبداء الرأي والملاحظات، ما في أي مشكلة، لأننا حزب حر، وبندعو للحريات وهي واحدة من قيمنا الأساسية، فبالتالي حقو نطبقه في عضويتنا حيث نتيح لهم كافة المجالات ليقولوا آراءهم، لكن من يريد اتخاذ خطوة معينة، يجب أن تقدم للمؤسسة بصورة سليمة وإجرائية مكتملة، لينظر فيها الحزب ويقيمها ربما يكون رأيهم سليماً، وربما غير سليم، لأن القرار الذي اتخذناه بدخول حكومة الوفاق هو قرار مؤسسات لم يتخذه شخص، ومن يريد أن ينقض هذا القرار يجب عليه أن يأتي لذات المؤسسات التي اتخذت القرار ويطرح حجته ربما تقتنع المؤسسات، وفي حال حدوث ذلك ستفعلها، وإذا لم تقتنع ح ترفض وح تقول له نحن مستمرون في المشاركة والوجود لاعتبارات كثيرة، ونحن لسنا منزعجين من إبداء أعضائنا أو ولاياتنا لوجهة نظر مختلفة، في أي أمر من الأمور .
حسناً.. رأيك الشخصي في فض الشراكة؟
ـ طبعاً لو كنت عاوز أفض الشراكة لاستقلت، وما دام أنا قاعد معناتو موافق على المشاركة، وأنا مع الوفاق لأنو قرار مؤسسة، الحاجة الثانية أنا مقتنع بجدواه.
 الحريات واحدة من أسباب دخول شيخ حسن الحوار ، لكنها لم تتم بالصورة المطلوبة؟
ـ طبعاً الكلام ده فيهو تجاوز إذا قلنا إن الحريات لم تنفذ، الحريات الآن دخلت الدستور، ونحن بصدد توافق كامل مع كافة الشركاء حولها، وشددنا على ضرورة أن تعدل القوانين المتعلقة بالحريات، سواء كان قانون الأمن الوطني والصحافة والمطبوعات، والجنائي، يعني كل القوانين الشركاء موافقون على تغييرها، والدليل على ذلك عندما جاء قانون الصحافة إلى مجلس الوزراء، تم رفضه لأنه لا يتوافق مع مخرجات الحوار، لذلك تم إرجاعه لمزيد من المراجعة، ثم ثانياً لأول مرة في تاريخ السودان، حتى عندما يحدث تجاوز واعتقالات للسياسيين، تحدث مضاغطة للحكومة، وحديث بين أطراف الحكومة المختلفة عن ضرورة إطلاق سراح المعتقلين، ويحدث ذلك، وما عادت المدة متطاولة مثل ما كانت في الماضي، الآن لو بحثنا اسم السودان في سجلات حقوق الإنسان نجدها تحسنت جداً مقارنة بالفترة السابقة قبل الحوار الوطني، هناك تقدم لكن إذا كان ليس بالمستوى المطلوب، إذن مهمتنا ستكون بالمزيد من المطالبة حتى يكون مرضياً للجميع، ولأول مرة الحزب الشيوعي يقدم ورقة للحكومة لتسيير مظاهرة سلمية، هذه بالمناسبة قيمة انزرعت في البلاد بفضل الحوار.
ولكن الحكومة لم تسمح للشيوعي بتسيير المظاهرة؟
ـ بغض النظر عن ما حدث بعد ذلك، ولكن برضو في النهاية كونو يطلقون سراحهم، معناتو في سعي من قبل الحكومة والأحزاب المشاركة فيها، بأن قيمة الحرية معتبرة ولا بد من مراعاتها في كل أنشطتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، والشاهد في كلامي دا كلو، نحن في الطريق الصحيح لتحقيق المثل العليا، ولا بد من أن يتحلى الناس بالصبر، لأنها لن تتحقق بين يوم وليلة، بيد أن النظام اعتاد أن يعمل ثلاثين عاماً مثل ما يريد، أما إذا قارنا أوضاع السودان بالدول الشبيهة لنا، بفتكر أن السودان بلد عاشق للحرية  ويقدر قيمتها.
مقاطعاً.. بالرغم من الاعتقالات والمصادرات للصحف، ومنع نشاط الأحزاب؟
ـ صحيح أنها خطأ ولا نوافق عليها، ولا نقرها سنقاومها ونتحدث ضدها، لكن في النهاية هي أشياء نسبية، وأنا برضو بقارن بمن حولي، وبحمد الله على النعمة الأنا فيها وبطالب وبسعى للمزيد، ونحن الحمد لله في نعمة في مجال الحريات والآن متحققة عملياً، ونطالب بالمزيد لكل النواقص، وسنصل قريباً جداً ليوم لا يكون فيه مصادرة صحيفة أو تعبير عن رأي، ولا تكون هناك اعتقالات لإنسان عبر عن رأيه بطريقة سلمية، إن شاء الله ونحن ماضون في الطريق الصحيح.
هناك من يقول إن المؤتمر الشعبي أصبح مجرد ترلة يقودها الوطني؟
ـ (ضاحكاً.. ترلة جاريها قندراني)، والله شوف نحن أصلاً ما بنقبل نكون ترلة للوطني، ولو عاوزين نكون ترلة لكنا ترلات قبل المفاصلة، الشعبي حزب لديه أسسه وشعبيته وطريقته التي يعمل بها، ومؤثر سواء في المعارضة أو داخل الحكومة، وعلى العكس نحن راضون على درجة تأثيرنا على الأحداث بالبلاد، منذ المفاصلة إلى المشاركة، عندنا تأثير الحمد لله، وما بنقبل نبقى ترلة لأي زول، بل العكس، القيمة الأساسية التي تجعلنا نحترم أنفسنا هي التعبير عن آرائنا المستقلة في كل المنابر والمواقف والأزمان والأماكن.
 كمال عمر هدد عدداً من قيادات الحزب بنشر أسرار سلمها له الترابي؟
ـ طبعاً الأستاذ كمال عمر سياسي ضليع وقانوني جهبذ، يعبر عن آرائه بما يراهو مناسباً، لكن هل أقنع مؤسسات الحزب بهذه الآراء وهو كما قلت لك عن عضوية الشعبي بالقضارف، وليست هناك إشكالية في أن يكون كمال ملماً بأسرار الترابي، وأنا الآن أتحدث لك عن أسرار في الحزب، أنا برضو عندي أسرار مع كمال، وبنلتقي كل صباح وبنتحدث، الرجل كان مصاحباً لشيخ حسن لمدة طويلة من الزمن، وكان هو صوت الحزب الأساسي، حيث عبر عنه في المعارضة والحوار الوطني.
لكن تم تهميشه؟
ـ لا لم يهمش، نحن ما عندنا زول مهمش، ولكن الظروف عندما تتغير، أدوار الرجال بتتغير، والرجل مدخر لوقته، وهذا يدلل بأن الشعبي لديه وفرة في الكفاءات والقدرات، مثل كمال عمر وهو كفاءة ضخمة جداً، لا مانع أن يكون في استراحة محارب، هناك أحزاب لا تستطيع أن تعمل هكذا، حيث يظل الشخص مستمراً في العمل بالحزب إلى أن يغادر الدنيا.
هناك أنباء عن الاستغناء عنه؟
ـ  لا العكس، نحن أصلاً لن نستغنى عنه ولا بنهمشو، وعشان كده نحن الآن بنستمع لآرائه، عندما ينبهنا أن هناك خطأ ليست لدينا مشكلة في التنبيه، والإنسان محتاج للمناصحة، إذن في بعض الأحيان ركن لبعض الأشياء، يعني مثلاً أنا وزير قد أركن للحكومة وطالع ونازل مع أصحابي من الحكومة، قد أغض الطرف عن بعض الأخطاء الحكومة، لكن لم يكن في زول بالخارج يقول لي أعمل حسابك، القصة دي ما بالبراءة الانت بتنظر بيها أو غشوك طوالي بجرد حسابي، لأنو (الجمل ما بعرف عوجة رقبتو)، فبقول أخوي ده ربما شايف حاجة أنا ما شايفا، بعمل حسابي وبأخذ حديثه بصورة جدية.
طال غياب علي الحاج بألمانيا؟
ـ جزء من هذا الوقت كان منشغلاً بالتواصل مع الحركات التي تحمل السلاح وكانت لديه مساعٍ معها في ما يتصل بالسلام، وهو موضوع حيوي بالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي، وأحد الدواعي الأساسية التي دخلنا من أجلها الحوار الوطني، والحمد لله وصل معها لتفاهمات ولطريقة للتعاون والعمل، بعدها لديه ظروفه الخاصة اضطرته يقيم بقية هذه الفترة.
هل سيعود؟
ـ بالتأكيد قريباً إن شاء الله.
متى بالضبط ؟
ـ غالب الظن سيعود خلال هذا الشهر.
بعض الأحزاب السياسية بادرت بترشيح الرئيس لفترة رئاسية جديدة، ما موقف الشعبي من المبادرة؟
ـ لم يحن بعد الحديث عن الترشيح، لا زلنا بعيدين عن 2020، مركزون الآن على مسائل أساسية متمثلة في تهيئة الميدان لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة في كل المستويات، ومهتمون بإعادة تشكيل المفوضية القومية للانتخابات والتوافق بين كل القوى السياسية على قانون الانتخابات، بجانب تهيئة البيئة من ناحية الحريات، حتى تكون هناك انتخابات تنتقل بالبلاد من الصراع السياسي إلى ديمقراطية حقة ترضي الشعب السوداني، وبعد أن ننجز هذه القواعد الأساسية لهذه اللعبة الديمقراطية بهذه الأسس التي تحدثت عنها، حينها يمكن أن نتحدث عن من نرشح ومن لا نرشح، حتى المؤتمر الوطني هذه المسائل كانت خلاصة مؤتمره للشورى الأخير، وقالوا إنه لم يحن الوقت للبت في مرشح الرئاسة.
بماذا تفسر خطوة الأحزاب التي أقدمت بالمبادرة؟
ـ دي واحدة من ميزات الحرية أنك ترشح ما تريد، وفي اعتقادي أن الذين رشحوا الرئيس، ليس محبةً فيه، والذين لم يرشحوه ليس كراهيةً فيه، والذين بادروا رشحوا أنفسهم وليس الرئيس.
وضح أكثر؟
ـ اللعبة السياسية دي انت لو خارج التشكيلة، بتشوف طريقة تدخلك ليها، وفي ناس بشوفوا أفضل طريقة تدخلهم بطرق موضوع قبل وقته، محاولة منهم لحصد وتسجيل نقاط، وهناك ناس حريصون على شك الورق، وإنو اللعبة الموجودة تندكَ، حتى يأتون بحاجات تانية، والحزب الواحد بتكون فيه مثل هذه الألاعيب السياسية، وأخشى أن تكون الدوافع الذاتية أهم من الدوافع الحقة أو الأصيلة القيمية المبدأ والفكرة والحرص على المؤسسية والدستور.
هناك حديث دائر حول تمويل المؤتمر الشعبي من ممثليه في حكومة الوفاق الوطني؟
ـ أول حاجة كدي نمول أنفسنا، بعد ذلك نمول الحزب، من أين نمولو؟، من فلوس الدولة مثلاً؟،
ما أدونا لسه، وما عندنا، الحزب بمولوه أعضاؤه من الاشتراكات، وبنجمع التبرعات من الأعضاء إذا كان هناك مشروع كبير، وهو الحزب الوحيد الذي يعتمد اعتماداً كلياً على عضويته، وما عندنا أصلاً أي تمويل لا من حكومة، ولا من أصدقاء خارج السودان، ولا من أي جهة من الجهات، بنعتمد اعتماداً كاملاً على عضويتنا، وربنا ببارك في هكذا اعتماد.

آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..