أخبار السودان

أنباء عن اقتراب مغادرته إبراهيم محمود.. عثرات ومطبات في طريق (المساعد)

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
قليل من الجهر وكثير من الهمس تشهده أضابير حزب المؤتمر الوطني هذه الأيام حيث تدور الأحاديث حول موجة تعديلات مرتقبة داخل صفوف الحزب تنظمياً وتنفيذياً، ومن المتوقع إبعاد عدد من الوجوه من قيادة الحزب والدولة، وتصدر إبراهيم محمود قائمة المغادرين بحسب أحاديث المدينة ومراصد إعلامية.
في المساحة التالية تعيد (الصيحة) قراءة حظوظ بقاء أو مغادرة محمود لموقعه الرفيع بالحزب والدولة..
ديباجة تعريفية:
في يناير1956م والسودان يحتفل بميلاد استقلاله، رزق العمدة محمود حامد الذي يقيم بإحدى ضواحي كسلا المتاخمة للحدود الإريترية رزق بمولود أشاع البهجة والحبور في أوساط الأسرة الكبيرة. وكان والده يعمل عمدة وحاكماً بالقرية. اختير له اسم (إبراهيم). درس اليافع وقتها إبراهيم محمود حامد مراحله الدراسية الأولية بمدنية كسلا وكذلك المرحلة الثانوية. كان والده يعمل مزارعاً. وكان الابن يعمل كتفاً بكتف إلى جانب والده في العمل الزراعي لفترة زمنية طويلة. لم يدر بخلد والده التربال وعمدة القرية البسيط بأن ابنه سيكون من أصحاب الشأن في السودان، ولكن الابن الطموح حطم كل القيود وصار علماً لا يضاهى في سماء السياسة السودانية منذ أن خطى الخطوة الأولى في سلم السلطة عندما عُين مفتشاً زراعياً بكوستي، ثم معتمداً لأم كدادة في العام 1993 ثم معتمداً لسنار ووالياً لكسلا ووزيراً للداخلية ثم وزيراً اتحادياً للزراعة، وصولاً لمحطة مساعد رئيس الجمهورية.
سلم المجد:
العام 1974م شهد تغييراً جوهرياً في حياة إبراهيم محمود حامد الذي انتقل للدراسة بالجامعة بالخرطوم. من هناك امتدت أحلامه وبدأ الطالب القادم من الشرق يحلق في فضاء العلوم بحثاً عن علم ينفع به أهله فقضى ثلاث سنوات في الجميلة ومستحيلة (جامعة الخرطوم ) حيث درسة بكلية الزراعة بشمبات ومنها ابتعث لكلية الزراعة بالاسكندرية ليتشبع بمزيد من الدراسة في مجاله من نواحٍ تعليمية ليعود للخرطوم مرة أخرى ويعمل ( أفندياً ) في المجال الزراعي.
أفق جديدة:
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية كانت مهنتي التدريس والمفتش الزارعي تخطف عقول خريجي تلك الأعوام لما توفره من عائد مادي حيث عمل الرجل معلماً بمدرسة الخرطوم شرق وذلك في العام 1975م ثم انتقل لمعهد شمبات الزراعي لصقل نفسه أكاديمياً حيث قضى مدة ثلاث سنوات به وبعدها حقق طموحه في العمل كمفتش زراعي حيث عمل مفتشاً زراعياً في منطقة كوستي ثم تدرج في التمرحل الوظيفي للمفتش الزراعي وانتقل للعمل بولاية سنار كمفتش زراعي بدرجة أعلى. لم يستكن الرجل للوظيفة، وشغفه للعلم جعله يلتحق بجامعة الخرطوم من أجل نيل الماجستير. وفي العام 1988م نال درجة الماجستير في المجال الزراعي.
مرحلة جديدة
بعد أن صقل نفسه أكاديمياً وعملياً تم اختياره في العام 1993م، معتمداً لمحلية أم كدادة بشمال دارفور مفارقاً درب الزراعة بصورة شبه نهائية حتى عاد إليها وزيراً للزراعة في العام 2013م، قبلها عمل الرجل وزيراً للداخلية لمدة لخمس سنوات وقبلها والياً لكسلا ثم اختير مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس المؤتمر الوطني لشؤون العضوية وهو آخر منصب يتقلده.
المفاوض المرن:
عقب اختياره مساعداً لرئيس الجمهورية أسندت للرجل مهمة التفاوض مع الحركة الشعبية شمال التي يتزعم وفد تفاوضها ياسر عرمان، وشهدت الجولات التي قادها إبراهيم محمود انهياراً تاماً دون أي تقدم ملحوظ، وكانت البيانات الواردة من الشعبية شمال تحمل الوفد الحكومي المفاوض مسؤولية انهيار المفاوضات وتتهم إبراهيم محمود بصورة شخصية بالعناد والتمترس في المواقف. بيد أن عضو الوفد الحكومي المفاوض حسين كرشوم كان له رأي مغاير حول إدارة إبراهيم لملف التفاوض. ويقول إن الحنكة والدراية بإمساك الملفات المعقدة هي ما يميز إبراهيم محمود، بل يعمل بصبر في أثناء التعقيدات التي كانت تواجههم في التفاوض. ويردف كرشوم بالقول إن إبراهيم محمود (كان يشاورنا في أدق التفاصيل ولا ينفرد برأيه وهو شخصية مرنة جداً). ويمضي كرشوم في حديثه لـ(الصيحة) قائلاً: تقلب إبراهيم محمود في الوظائف التنفيذية المختلفة أهله لإدارة وفد التفاوض مع قطاع الشمال بحكمة كبيرة. وختم بالقول: حينما تشتد المواجهات مع وفد قطاع الشمال، وحينما يصل الأمر مرحلة صعبة وانسداد في الأفق بين الجانبين الحكومي وقطاع الشمال كان يقابل إبراهيم محمود هذه التعقيدات بابتسامة تدل على صبره ومصابرته.
مصابيح مضيئة:
أهم ما يميز المهندس إبراهيم محمود في الجوانب التنظمية أنه رجل عفيف اليد واللسان، لم تحم حوله شبهات فساد ولم يدخل في أي مهاترات مع القوى السياسية رغم أن أسلافه في منصب نائب الرئيس للشؤون التنظمية كانوا ألد خصومة مع القوى السياسية المختلفة، ودخلوا معها في معارك (كلامية) عديدة، ويحسب للرجل أيضاً أنه كان أحد نشطاء الحوار الوطني حيث نشط بشكل فاعل في كل لجانه وقضاياه وأسهم بشكل كبير في اقناع عدد من القوى السياسية بأهمية الحوار الوطني، حيث تعد مرحلة الحوار من أصعب المراحل التي مر بها إبراهيم محمود وهو يجلس على كرس الرجل الثاني في الحزب الحاكم، وبحسب أمين إحدى الأمانات بالوطني (للصيحة) – طالب بحجب اسمه – فإن من مزايا إبراهيم محمود في فترة قيادة الأمور التنظمية بالحزب أنه كان يتعامل بهدوء مع قضايا حزبه ولم يهدد باستخدم البندول من أجل حسم التفلتات التنظمية كما هدد نافع علي نافع في أوقات سابقه، عطفاً على ذلك نأى محمود بنفسه بعيداً عن التكتلات والتيارات داخل الوطني الذي ظل مثخناً بصراع الاجنحة (صقور وحمائم) منذ أمد طويل فلم يكن محمود جزء من أي تيار طوال فترة تقلده منصب مسؤول التنظيم الأول بالوطني. ويصف القيادي بـ(الوطني) في حديثه لـ(الصيحة)، إبراهيم محمود بالرجل قوي الشخصية رغم مرونته، وأنه يتعامل بحزم في اللحظات التي تتطلب ذلك، وأنه عفيف اليد واللسان ويخلو من أمراض الجهوية والقبلية. قبل أن يختم بقوله: “في حالة مغادرة قيادة (الوطني) سيفقد الحزب أهم ركائزه”.
مصابيح مظلمة
في المقابل قطاع عريض بالحزب الحالكم غير راضٍ عن أداء الرجل التنظمي خاصة وأن كثيرين يصفونه بالبرود والتعامل بصورة أكثر (سلبية) مع الملفات التنظيمية الحساسة وهو أمر يتطلب التعامل بحزم من قبل الرجل الأول تنظيمياً والذي يمثله محمود. ويبرر هذا القطاع العريض أن مقعد نائب رئيس الحزب يقتضي شخصية قوية وحاسمة وهو ما كان متوفراً فيمن سبقه على ذات المقعد نافع علي نافع، الذي كان يتعامل بحزم في الملف التنظيمي. ويرى هؤلاء أن المؤتمر الوطني شهد في عهد محمود عدة تفلتات تنظيمية أبرزها في الولايات خاصة الخرطوم والجزيرة والبحر الأحمر، ففي الخرطوم كادت المعارك تصل قمتها بين تيارات الحزب دون أن يتدخل إبراهيم بصفته المسؤول الأول من أجل تهدئة المعركة. وفي البحر الأحمر كاد منسوبو الوطني أن يقذفوا بالوالي علي حامد خارج كابينة الحكم في الولاية ليتدخل المركز بعدما بلغ الصراع مداه. ليضع مكمدات كان عنوانها العريض الإطاحة برئيس المجلس التنشريعي وأنصاره من كابينة المجلس لتسهم هذه المكمدات في خفض حرارة الأوضاع بالبحر الأحمر. وفي ولاية الجزيرة كان الصراع أصعب وأشرس من ولايتي البحر الأحمر والخرطوم. وظل رئيس (الوطني) بالجزيرة محمد طاهر ايلا في عاصفة المواجهة مع قيادات الحزب هناك لدرجة وصفهم بخفافيش الظلام وسط صمت مريب من المؤتمر الوطني بالمركز الذي يقف على أبوابه المهندس إبراهيم محمود، ليتدخل الرئيس (شخصياً) هذه المرة ويعلن الطوارئ بولاية الجزيرة ويُقيل المجلس التشريعي ويحله.. ما ذكر من نماذج يوضح نقاط ضعف مقدرات الرجل من نواحٍ تنظمية، وهذا يعود إلى (قدرات) هي تنفيذية في المقام الأول وهي القدرات التي عرف بها منذ عمله كمفتش زراعي وصولاً لمحطته الحالية.
الجوكر:
مازال إبراهيم محمود يحتفظ بعدة أوراق رابحة تأهله لاستمراره في قيادة الحزب حتى موعد انتخابات 2020م بالرغم من قوله بأنه يلعب في الزمن الضائع، إذ يحتفظ محمود بورقة علاقته القوية مع الرئيس عمر البشير، الذي تتوفر لديه الثقة في محمود ما لم تتوفر في آخرين، عطفاً على ابتعاد محمود من صراع التيار داخل الوطني. في ذات الوقت يحتفظ الرجل بعلاقة إيجابية مع رئيس الوزراء بكري حسن صالح الذي يعد الرجل الثاني في الدولة والساعد الأيمن للرئيس البشير بالتالي فإن هذه العلاقات والثقة المفرطة من قبل قيادة الدولة في إبراهيم محمود ربما تؤمن بقاءه في منصبه إلى حين حلول انتخابات 2020م، في ذات الوقت يحتفظ محمود بورقة أخرى رابحة هي ورقة حوجة الحزب لرجل متزن ومرن في المرحلة القادمة وهي مرحلة لا تقبل رجلاً بمواصفات قاسية أو كثير الهجوم على المعارضين أو له طموح سياسي في الجلوس على المقعد الأول للحزب، بالتالي سيكون محمود صاحب المرونة المعروف، الأوفر حظاً في قيادة الحزب مستقبلياً.
خميرة عكننة:
هنالك أشياء لا يمكن اغفالها يمكن أن تسهم في إبعاد إبراهيم محمود من مقعد مسؤول التنظيم الأول بـ(الوطني) منها: الهجمة الشرسة التي تعرض لها من قيادات بالحزب تتهمه بالقصور التنظيمي وعدم مقدرته على حسم الصراعات التي ضربت الحزب مؤخراً في عدد من الولايات، وفشل محمود في حسمها بصورة عاجلة لدرجة جعلت الرئيس البشير يتدخل بنفسه لحسم الصراع التنظيمي في ولاية الجزيرة، بجانب أن البعض يطالب بأن يكون قائد الحزب في مرحلة انتخابات 2020م شخص يمتاز بقوة الشخصية لحسم التفلتات التي قد تظهر من قبل العضوية في انتخابات 2020م وربما تسهم هذه النقاط في إعفاء محمود من موقعه وتكليف شخص آخر بمنصب مساعد الرئيس مع إسناد موقع آخر لمحمود.

الصيحة.

تعليق واحد

  1. شغل منصب وزير الداخلية في عام ٢٠١٣، وهو مسؤول مسؤولية مباشرة الي جانب محمد عط مدير جهاز الأمن السابق عن مصرع (٢٧٧) مواطن بالرصاص الحي ابان انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣.
    بكري الصائغ

  2. زي محمود وزي حسبو ديل ما داخلين مزاج الناس اصلا ولانعرف لهم سابق ذكر في الساحة ولاشئ يغري الناس بالتعلق بهم واحسن لهم ينصرفوا الآن قبل الانصراف الكبير فيومئذ يحمدون الله اانهم خارج يوم الزللة

  3. السودان للسودانيين شعار رفعه مؤتمر الخريجين ونرفعه الآن بوجه المتسودن المتأسلم.
    يا غريب ياللا لبلدك ولملم عددك.

  4. انسب موقع لابو خليل بعد كل هكذا تطواف واداء وتفانى هو الخلود الى الراحه وزيرا لوزارة تربية وتعليم ولاية االخرطوم الى حين اجراء الانتخابات(استراحة محارب) وبعد داك اذا ربنا مد فى العُمر.. حلاّلا فوق! دى مجرّد فكره .. عاوزالا آليه تعزف على أوتارها! عسى ولعل.. وقَدراخف من قَدر! لاكين ما بكيتم من شى ألآ ةبكيتم عليه..رغم ان ود العمده ما تسبب قى ضرر لزول.. صحن صينى نضيييف ما فيهو شق ولا بطّرقع.

  5. لست ما المقصود بتدجين الكذب بهذه الصورة الفجة!؟ اولا المذكور ارتري ولم يولد في قرية في ضواحي كسلا ولو كان الكاتب رجلا صادقا لذكر اسم القرية ولكن ذكرها سيفضحه .. ثم كيف كان والدة عمدة ثم حاكما لقرية ثم فلاحا يصحب المذكور وانا للمرة الثانية اذكر اسم القرية وارض التي يزرها الفلاح العمدة والحاكم .. ثم كنت انا من طلاب جامعة الخرطوم في تلك الفترة وكنت على صلة ببعض طلاب كسلا على قلتهم ولم نر ولم نسمع بالمذكور وانا اتحداك لو درس المذكور في جامعة الخرطوم .. ثم ان جامعة الخرطوم بالذات كلية الزراعة كان كلية مرموقة يطمح لها ولم نسمع اطلااقا ان طالبا من جامعة الخرطوم تحول لجامعة مصرية وكلية مستواها أقل … إن المذكور اتراوي لا طعم له ولا رائحة وهو فقط زياادة عدد لعلمك وليس له اي انجاز

  6. شغل منصب وزير الداخلية في عام ٢٠١٣، وهو مسؤول مسؤولية مباشرة الي جانب محمد عط مدير جهاز الأمن السابق عن مصرع (٢٧٧) مواطن بالرصاص الحي ابان انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣.
    بكري الصائغ

  7. زي محمود وزي حسبو ديل ما داخلين مزاج الناس اصلا ولانعرف لهم سابق ذكر في الساحة ولاشئ يغري الناس بالتعلق بهم واحسن لهم ينصرفوا الآن قبل الانصراف الكبير فيومئذ يحمدون الله اانهم خارج يوم الزللة

  8. السودان للسودانيين شعار رفعه مؤتمر الخريجين ونرفعه الآن بوجه المتسودن المتأسلم.
    يا غريب ياللا لبلدك ولملم عددك.

  9. انسب موقع لابو خليل بعد كل هكذا تطواف واداء وتفانى هو الخلود الى الراحه وزيرا لوزارة تربية وتعليم ولاية االخرطوم الى حين اجراء الانتخابات(استراحة محارب) وبعد داك اذا ربنا مد فى العُمر.. حلاّلا فوق! دى مجرّد فكره .. عاوزالا آليه تعزف على أوتارها! عسى ولعل.. وقَدراخف من قَدر! لاكين ما بكيتم من شى ألآ ةبكيتم عليه..رغم ان ود العمده ما تسبب قى ضرر لزول.. صحن صينى نضيييف ما فيهو شق ولا بطّرقع.

  10. لست ما المقصود بتدجين الكذب بهذه الصورة الفجة!؟ اولا المذكور ارتري ولم يولد في قرية في ضواحي كسلا ولو كان الكاتب رجلا صادقا لذكر اسم القرية ولكن ذكرها سيفضحه .. ثم كيف كان والدة عمدة ثم حاكما لقرية ثم فلاحا يصحب المذكور وانا للمرة الثانية اذكر اسم القرية وارض التي يزرها الفلاح العمدة والحاكم .. ثم كنت انا من طلاب جامعة الخرطوم في تلك الفترة وكنت على صلة ببعض طلاب كسلا على قلتهم ولم نر ولم نسمع بالمذكور وانا اتحداك لو درس المذكور في جامعة الخرطوم .. ثم ان جامعة الخرطوم بالذات كلية الزراعة كان كلية مرموقة يطمح لها ولم نسمع اطلااقا ان طالبا من جامعة الخرطوم تحول لجامعة مصرية وكلية مستواها أقل … إن المذكور اتراوي لا طعم له ولا رائحة وهو فقط زياادة عدد لعلمك وليس له اي انجاز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..