تذكُّرات في موقف البصَّات

تذكُّرات في موقف البصّات
مع آل محمد زين
ومادِّبُّو
ومِسْتَرْ روبِرْتْسون
في شتاء العام 1960 توجهت إلي قرية التبون بولاية غرب كردفان. كانت رحلتي لقضاء شهر أتدرب على التدريس العملي . بعثني معهد التربية فرع الدلنج. نزلت ضيفا على نفر من المعلمين الاجلاء أكرموني واجتهدوا في نصحي وتصحيح طريقتي.
كانت التبون قرية صغيرة ولكنك تجد فيها كل ما تحتاجه وما لم تكن لتحتاج له لولا أن علمتك مساكنة الكبار أشياء كان مجرد التفكير فيها يوجب الاستغفار. كانوا معلمين مؤهلين يقدرون المسئولية تجاه ما استُئمنوا عليه من ناشئة وما عُهِد إليهم من التفاعل مع كل الأحداث في القرية عظيمها وصغيرها, وفي كل المناشط كانوا يستصحبهم كبار القوم. وأذكر أن عمدة القرية كان الشيخ محمد زين. لمحمد زين أبناء كلهم لقيّ حظا من التعليم مقدرا بمقاييس تلك الأيام, ثلاتة منهم معلمون ورابعهم من روّاد الصحافة المحلية وهو الصحافي إدريس محمد زين. كان أولئك النفر من أكرم خلق الله وأجودهم. وكانوا ذوي هممٍ عالية جلبت لهم تقدير القبائل الكبيرة فصاهروا رءوس المسيرية وانتخبوا في المجالس الريفية وذاع صيتهم لدرجة أن غالبية المعالية المقيمة بدارفور (جهة الضعين) جعلوا أمرهم تحت إمرة هذه العصبة قليلة العدد في كردفان. ولما شبت بعض الاحتكاكات القبيلية بين بني العمومة أولئك استنصر بهم أغلبية العشيرة في دارفور. ونُزع فتيل الجرب بالحراب وابتدع آل محمد زين وسيلةًً جديدة وهي التفوّق عبر صناديق الاقتراع . وفي أول انتخابات ديموقراطية ترشح الاستاذ إبراهيم محمد زين في حملة ضارية ضد المهندس الشاب والوزير في ما بعد د. مادبو. هذه معادلة ما كان يُظنّ أن تنقلب فيها الموازين رأسا على عَقِبٍ. (لعل هناك تحالفات أو نقاط ضعفٍ استُغِلّت. لا أدري). حدث بعد عدة أعوام من تلك الرحلة. فإثر تخرجي في أبريل 61 عملت في غرب كردفان لأعوام خمسة ملأى بالتجاريب الثرية في مضمار العمل وفي التعرف على طريقة العيش في الأرياف موظفا صغيرا فعرف كثيرا من أبجديات الحياة وتعلم فيها كيف يكون حال المقعد في معيّة العميان أميّةً وشيئاُ من جهالات. وكان في القوم أساتذة في علم الحياة عظماء لا ينقص غياب القلم مما عندهم مثقال خردلة. كثير من الإحساس بدونيّةٍ مّا تراكم في نفوس شباب كثر فأورثهم من عاهات النفس ما أورثهم, وآخرون دفعتهم الغيرة لتصحيح مسارت حياتهم. وكنت أورثت الكبّاد (داء الكبد) من كثرة ما ارتويت من لذاتٍ فوق طاقة الجسد. ولم أعد أعاني من حُبِّ الطعام وسهرت أدمن الانكباب على الورق والإنصات لما ترميه الألسن عمدا أو تفلُّتاً. وهشمت أعظم المُعينات المهنيّة وأجلّها, الطباشيرة. وانتهى سفَرُ الغيظ و العشم إلى الديوم الشرقية بحثاً عن برنيطة (قبّعة) وبدلة وربما “اسبليطة, شارة “تُمَكْيِجُ” أكْتّف الضباط”. ولا أدري لِمَ لمّ ْ أتعلق بالقفطان والعباءة اللتين كانتا تعظمّان شأن من يسقط عنه كلُّ تبجيل إذا خلعهما. ربّما لأنّا أُشْرِبنا حًبَّ الحداثيين مُبكِّرا, علماءَ وساسىةً ,عدا الأدباء فكان رمزهم أئمة كلام العرب ومن أحيا همهم في ما بعد من المُحدثين في مصر والشام والمُهاجَر, أما رجال الدين من المُعْتَمِّين فكنا لا نملأ منهم أعيننا أبدا تأييداً لرأي البدوِ فيهم : رجالٌ بَيْنَ بَيْن فلا فروسية ولا بطش للكسب فأبَّطَهُم قِصِرُ الحيلةِ كُتُبَ الأسرار, ومع ذلك فهؤلاء المساكين لا تُعْييهم هرولة الناس لِدورهم ليلاً نهارا: اعقدْ, طلَقْ, أغسِل, كفِّنْ. … لهم سوق لا يقْرَبُهُ الكساد.
وفي سوق الخرطوم التقيت صُدفةً مع الأستاذ إبراهيم محمد زين, سألته عن أحوال الأهل والأصدقاء القدامي. كنا وقوفا لأن الرجل كان يبدو عليه الاستعجال ناهيك عن غيظ الظهيرة في موقف البصات في الخرطوم, وفي خطفٍ سريع جُلنا في لقاوة حيث كان يدير المدرسة الغربية التي زاملته فيها, وعرّجنا على المجلد مولد زوجة اخيه التجاني محمد زين, سألته عن ابنة ناظر النظار وشيخ البرلمانيين بابو نمر (وهو عثمان وسار عليه لقب البابو لأنه جلس على كرسي النظارة وهو تلميذٌ يافع). كان إبراهيم يحمل معه رزمة من الورق متوسط الحجم ( أ.5) أرانيها فرأيت فيها الهول: مُلصقات تعريفية لشخصه وبرنامجه الانتخابي, ومطبوعة بلونين. غالبا أن دفعةً أولي بُعثت للضعين لمخاطبة الناخبين والناخبات. لا بد أن جيشا جرارا يتابع الحملة هناك. ولم أكن أعهد مثل هذا الاستعداد حتى في الخرطوم, وأقصى ما عهدنا ملصقات توزع في منعطفات الشوارع وبعض الواجهات ويغلب عيها الاعتماد على صورة المرشح واستجداء الأصوات بطريقة ممجوجة: (صوِّت لفلان الفلاني مرشح الحزب الفلتكاني…الخ التهافت). وكأن القصد هو الاعتماد المسبق على اختيار الحزب والانسياق وراء ما يري قادتُه. ولذلك لم يكن أحد يهتم بالصورة الشمسية اهتمامه برمز المرشح, يعّلِّم الرمز ويلقيه في الصندوق المقدس, ويغادر راضيا عن نفسه بعد تأدية المنسك السياسي, وربما افاض وحلق شعره!. وكنا في الديوم ? ونحن اتحاديون بالوراثة وباالقناعة ? أدرنا ظهورنا لمبدأ الطاعة المطلقة – وإلا لكنا اخترنا جناح الطائفة ? وتقصيّنا أخبار المُرشحين وقرأنا سِيَرَهم الذاتية وتأريخهم النضالي ووجدنا في ما وجدنا أن عددا هائلا من مُرَشّجينا تخطاهم الزمن ( زمانهم فات وغنَّايهم مات) وإن حسُنً عملُهم سابقا. اجتمع أفراد اسرتنا الصغيرة جدا وناقشنا الموقف وارتأينا أن ندلي بأصواتنا كلها للمرشح عن الحزب الشيوعي الشفيع أحمد الشيخ, ولم يوفق شيخنا المفتيّ في بيتنا ولا في بيوت أخرى كثيرة. لسنا بِعُصاةٍ ولا خوّانين, ولكن المناخ العام آنذاك ما كان يسمح بفواتِ القطار على إنسان عاقلٍ يستقطع وقتا يسيرا لمتابعة شأن البلد. حتى أمي التي لا تقرأ ولا تكتب (ولا أصفها بالأمية) كانت تبكر للكنتين ولا تنسى الجرائد, لا سيما الأيام والصحافة. ولا تُفَوَتُ نشرةً إخبارية, ويُتحفها معنا كاريكاتور عزالدين. ووجهنا جدتنا سعيدة بت تيراب العريفية وكانت في عقدها التاسع للتصويت لصالح الشفيع. لا بد أنها كانت أسَنَّ ناخبٍ يصوّت للشيوعيين في تاريخ السودان. جعلناها تتبعنا وهي لا تعي من الأمر شيئا, أسفاً, فقد خالفنا الأصول في تلك الواقعة. وكان حيادها أقرب رشدا لنا.
وعاد ابراهيم محمد زين من الضعين ظافرا. تنافس أبناء الأنصار في ما بينهم, وكانت الانتخابات بديلا راقياً وامتدادا مهذّباً لنزاعات القبائل. ولا ميل لي لتفضيل أيٍّ منهما على الآخر. كان آل محمد زين من عشرتي انا , وآل مادبو كانوا ارتبطوا في نفسيّتي ? بما غّذيتُ من حكايات ? بأخلاطٍ من المشاعر: فجدي لأمي (العوض ودّ الشهيد ود فضالله, الشعَدِّينابي) كان شهد لهم بالبسالة في ما شهد من حروب ضدهم لمّا كان برتبة المقدم في جيش الزبير ود رحمة الجميعابي, وكانت جواريه لا يذكرنهم بخير, يذكرن العطا ود أصول (الشايقي, وجد الرائد هاشم العطا) وكرم الله كركساوي (جد الكاتب النابه محمد خلف الله) وود شايب (جرعة سم, دنقلاوي) وود أرقي وغيرهم من روّاد التجارة المسلحة. ولكن العوض ما كان ليقمطه حقه في مجالسه وبخاصة بعد زوال الأضغان وأسباب الغيرة بغسل المهدية أدران جاهلية وبتوحيد الإنجليز صفوف النساء لما أنزلوا مرتبة الاضداد بوضعِهم جميعاً في عداد التابعية الأنجلومصرية.
قال أحدُ مُحَدِّثِيِّ في مناقب الأزرق أن عربة توقفت ذات يومِ أمام بيت الطّوب في النهود وترجل منها رجلُ مُهابٌ حسن الهيئة يرافقة رجال أشداء معروقو السواعد غرانيق لا بطنة تشوبهم ولا هشاشة أجسادً مدينيّة. قرعوا الباب فجرّه صارمٌ بشوشٌ ورحّب بـ “تفضلوا, أهلا بكم”, وما كانت له بهم معرفة, ولكنّ سيماهم نبأته عنهم. وصافحه الضيف وقال : ” نحن نقصد بيت عبدالماجد وأوصفوا لنا هذا البيت”. قال وصلتم مرحبا بكم”. وقبل تقديم المشروب وتحضير الأباريق والفُرُش وإحضار الذبيحة عرّف الشيخ المهاب بنفسه: ” أنا ابراهيم ود موسى ود مادبو, في طريقي من الخرتوم للضعين, رأيت أن أزورك يا عبدالماجد, سِمِعْ بيكَ قالوا راجلاً فَحَلْ فقُلْ ألْعَرَّفْ عليكْ, وكمان إنت أخونا في الطريقة والمولِد لاقانا في الدّرْبْ”. تهلّل وجه المُضيفِ وشَعَّ بنورٍ أخضر. وطفقا يتحدثان بعيداً عنِ الخفَر, يخفضان الصوتَ ويعليانِ الضحكَ الموزون. وتحرّك الرؤوس إلى الأسفل أو الأعلى يدلّ على اتفاقٍ أو اختلافٍ أو نفيٍ.
والخفر مشدودٌ لكفتيرة الشاي التي تغلي بجانب رأس السُكّر مخروطيّ الشكل, ولم يكن السّكر االسائب المُعبّأ في االغراطيس انتشر في البيوت.
وعقب صلاة المغرب اتجهوا لساحة المولد حيث تتجاور الخيام البيضاء المخضَرةِ بألوان تليقُ بالانتعاش الروحي وبالجضرة الشريفة. وكان عبدالماجد يتوسط جمع الذاكرين في خيمة التيجانية وإلى جانبه يجلس الشيخ ود مادبو. يصلون على النبيّ المختار صلاةَ بلا عدد ويتفربون بحبه للأحد الصمد. والنساء يتلثمن وراء الخيمة يذكرن الله سراٌ متخفيّات بسربال الليل الناعم. والصبيان يقدمون الشربات (العصير) ويكثرون من تحلية الضروس بالحلوى التي يصنعها بعض أترابهم بأخلاط من الفول والسمسم والكبكلبق (الحُمُّص) يزرعونها في صماغ السكّر المحروق. ويًشَنِّف الآذان رطانة الطبول “النوبة” وترانيم المُدّاح التي تموسق الحياة موسقةً ستمتد لعامٍ آخر. وكان للسلطة الحاكمة خيمة, يشرف عليه المفتش الإنجليزي ولكن الشعائر يديرها المأمور المصري ومن حوله من موظفين. كان “الخواجة” الإنجليزي يعتبر نفسه ممثلا للجميع وعلى مسافاتٍ قريبة من كل الطُّرقٍ, ولكن بالتساوي. وكان المفتش ? بحكم ادّعاءِ الحرص على احترام العقائد ? يزور المحتفلين في خيامهم ومن وراءه مجموعة من الحرس في لباسٍ عاديّ لا يخدشه تبّندقٌ ولا تبَرْنُط, هو الوحيد الذي يُمَيِّز نفسه بالزيِّ الرسمي. أشّر عبدالماجد لأحد الصبيان الذين يتناوبون الذكر في المجلس بأن يدنو منه ليهمس في أذنه أنْ قَدِّموا “الشربات” لهؤلاء الضيوف, المفتش ومرافقيه, ولكن عليك بأن تستثني الخواجة “تَفطَّهَ” لما تمر على القوم بصينية المشروب. حدّثني العم يوسف الدقير (رحمه اللله) بأنه أحضر العصير وطفق يوزّع على ممثلي الحكومة ولما مرّ بالمفتش تردّد في تنفيذ ما أُمِرَ به و “تلَجْلَجْ” ولكن نظرة من عمه عبدالماجد غصبته على الانصياع ولم يُقدّم شيئا للخواجة. بُهِت الجميع وعضّ الانجليزي على غليونه محاولا كتمان الغضب. وبعد برهة سأل المفتش الشيخ عن سبب هذا التمييز المُهين. فردّ عليه بأنه لم يقصد الإهانة. “أنا أعرف أنك جبان “خوّاف”. ألم ترفض الشربات العام الماضي في داخل هذه الخيمة ظنّاً منك بأني سأدسُّ لك فيه السُّم؟ كانت تلك الحادثة في ظاهرها اهانة للمفتش ولكنها في الحقيقة رسالة للناظر مادِّبو. “لن يخيب فيك ظني, يا صديقي”. وكان العام الماضي حفِل بِحَدَثٍ شغل الناس لعقود: كان المفتش روبرتسون (حاكم عام السودان في ما بعد) يعجم أعواد الرجال في النهود ويحاول تقريب مأمونهم وتكسير جبابرتهم, وكان ذات يومٍ فكّر في كسرِ شوكةِ عبدالماجد أمام الملأ فارسل له لمقابلته في المركز على وجه السرعة. تهندم الأزرق وتوجه للمركز وأدخِل للمفتش. حيّاهُ بلطفِ ولياقة, ولكن الخواجة نهض منْتَهِرا, وبلا سببٍ ظاهر ووبخ عبدالماجد على سوء سلوكه ومحاولة إذكاء مشاكل للحكومة, وكان رفع يده وفي كفّه “صنْجة, كتله معدنية تُثَبَّتُ بها الأوراق الملفّات, يريد أن يرميه بها كعادته مع آخرين. وكانت عصا عبدالماجد الغليظة أسرع. رفعها فوق رأس الخواجة و (والله ما تنْزِّل الصنجة دي في محلها, إلا أنَزِّل العُكازْ ده في صنْقورك, عَلَيّ الطلاق”. جلس المفتش مًنزلاَ الصنجة في مكانها وابتدع ما يواري به الخيبة والخحل: ” دا زول مجنون, أمش هلاس, مش آوْزِنِّكْ”. وخرج عبدالماجد غاضبا مزهوّاُ, ولعله قال, وهو عفيف القول “مجمون إنتَ يا ودّ الغلف**”. سمعت هذا عن كثير ممن عاشوا الحدث, منهم طيبوا الذكر الشرتاي حسن أحمد عديل, والاستاذ الطيب سيف الدين المساعد وبخيت المرضي وكثير من شباب ذلك الزمن ممن شحنهم الكبار بِبُغض المستعمرين. ووفق رواية المأمور حسين عثمان الهواري (والد الرائد حسن حسين والعميد عثمان حسين والإداري الفذ محمود حسين) فإن أعداء الأمس صاروا الفئة التي ستسرضيهم الحكومة بإعلاء شأنهم في مواحهة الخطر الذي ستنتجه حركات الخريجين. أعدوا وظيفة لعبدالماجد (ناظر؟) ولكن يد المنون اختطفته وهو لا يعرف ما كان يُعدُّ له. هذا المعلومة أخدتها من الشرتاي حسن أحمد عديل, وقال أنه نقلها عن الإداري حسين عثمان الهوّاري.
تداعت هذه التذكّرات في ذهني بُعيد فراقي للأستاذ إبراهيم محمد زين في طريقي لموقف بصّات الديوم
وشققت طريقي عنوةً وسط الزحام إلى داخل البص الأزرق. شهرت بطاقتي للـ “كمساري” وانغرست وسط الكوم الآدمي الذي غطس في بحيرة من العرق وغرقت آذانه في مزبلة سماعية, هذا يلعن وتلك تتململ من وسط يدوس على شِقِّ فخذها والوجه مُحوّلٌ للوراء يصطنع صاحبه السرحان مع الأغنية تتجشم تبيان ألحانها من شدةِ الشخْشخة, ورجل يتمسح بالشباك يمدّ يده وهوشاخص إلى السماء و( يا كريم, يا كريم, وثم ألبسوني جديدا اسمه الكفنُ, ويا ابو مُرُوَّة….). وعبر فتحة الشباك تناوله امرأة أربعينيةٌ بضع ملاليم وتدعو لنفسها ولإمّة محمد. أما الشاب الطويل ذو الشارب الخفيف والنظارة السوداء فاكتفي بدسّ كفه في جيب بنطلونه الجينز الأزرق و بعد تجوّل في الجيب تطلع في الكف “سبريسة, عقب سيجارة” فاضحة. فيدسها في الجيب الضّيِّق ثانيةً ويتمتم : ” هو نِحنا لاقين حقّ الكفن! ناس تصديقات وزارة التجارة فضّلو لينا حاجة؟ ” ويتبسّم اعتذارا نازفا من شفتين سُفلاهما شِبه مُتَسَلِّخة.
سرد ساحر وحقائق مثيرة. شكرا