الحسن وأزرق طيبة .. تفاصيل لقاء مغلق

تقرير: ثناء عابدين

الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ومساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني لشيخ السجادة القادرية العركية الشيخ عبد الله أحمد الريح الشهير بأزرق طيبة بمقر إقامة الأخير بمنطقة طيبة بولاية الجزيرة أمس الأول أثارت جدلاً واسعاً وفتحت الباب للتكهنات بأن هذا اللقاء الذي جمع الرجلين بعد أن شهدت العلاقات بين الحزبين فتوراً لفترات طويلة سيكون له مابعده ،وتباينت الرؤى حول طبيعة اللقاء ووظهر ذلك في نقل الصحف ووسائل الإعلام للحدث ، فهناك من يؤكد أن اللقاء كان في الإطار الإجتماعي والإطمئنان على صحة الشيخ أزرق طيبة بعد عودته مستشفياً من خارج البلاد، واخرون يؤكدون أن لقاءً مغلقاً جمع بين الرجلين وتباحثا حول القضايا الحزبية والسياسية وإمكانية توحيد الحزب الاتحادي الأصل والوطني الأتحادي .

حقيقة اللقاء:
نائب الأمين العام للحزب الوطني الإتحادي حسن علي قسم السيد كشف لـ(آخر لحظة) تفاصيل زيارة نجل الميرغني للشيخ أزرق طيبة وقال : إن مدير مكتب الحسن أجرى اتصالاً بالشيخ أزرق طيبة يؤكد فيه رغبة الحسن في في زيارته وأن الشيخ رحب بالزيارة عندما أكد له مدير المكتب أن طابع الزيارة إجتماعي وبغرض الإطمنان على صحة الشيخ ،وتحدد الموعد يوم السبت (أمس الأول) ومضى حسن بالقول إن ركب السيد الحسن وصل إلى طيبة عند الساعة الواحدة ظهر لافتاً الى أنهم التقوا بالشيخ أزرق طيبة عند الرابعة عصراً  ،مشيراً الى أن أنهما تبادلا التحايا والسؤال عن أحوال بعض ،قاطعاً بأن اللقاء لم يتطرق لأي شؤون حزبية أو سياسية أو شأن وطني ، ولم يستبعد قسم السيد وجود أجندة من بعض الذين روجوا  لأن الشيخ أزرق طيبة طالب بدمج الحزبين مع بعضهما وتشكيل لجنة لذلك ،لافتاً الى أن الخطوة تركت أثراً سالباً لدي الوطني الإتحادي وعضويته وزاد أن الزيارة لم يترتب عليها أي أثر سياسي.
 وحول إمكانية وحدة الحزبين في المستقبل استبعد قسم السيد الخطر مجدداً التأكيد على موقف الشيخ أزرق طيبة المعارض للنظام وقال إن الإتحادي الأصل أصبح جزء من مؤسسة الرئاسة .
وفي تعميم صحفي لإعلام الحزب أكد فيه أن الزيارة تمت في  إطار التواصل مع رئاسة السجادة القادرية العركية، وهذا دأب القوم أهل الطريق في تمتين عرى الوشائج الاجتماعية وقال إنها أخذت  طابع التعبير عن المودة والمحبة ،ولم تتطرق لأي مواضيع خارج هذا السياق العرفانى الشفيف ،وأضاف أن الأخبار التي نشرتها بعض الصحف وتناولتها وسائل التواصل الإجتماعي  يكذبها تباين المواقف المعلن والمشهود للقاصي والدانى ،إذ يدعم الشيخ عبدالله الشيخ أحمد الريح أزرق طيبة مواقف الحزب الوطني الاتحادي المبدئيه من النظام واصفاً التصريحات بغير الأمينة مؤكداً استمرار الحزب في خطه المعارض.
نهج جديد :
وفي الجانب الآخر نجد أن هناك تفاؤلاً بهذه الزيارة وكان القيادي بالحزب د. علي السيد الذي كان مرافقاً للحسن ،علماً بأنه كان من مجموعة (الدواعش )الأمر الذي حسبه المراقبون نهجاً جديداً يتجه إليه الحسن في إدارة الحزب في المرحلة القادمة استعداداً لـ2020 م ،خاصة وأن الحسن أصدر أمس توجيهاً بتفعيل لجنة إصلاح ذات البين بالحزب التي كونها رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في وقت سابق، وإكمال مهامها ورفع توصياتها وضم الخليفه محمد كمبال لللجنه خلفاً لوالده الراحل الخليفة أحمد كمبال رئيس اللجنة.
علي السيد اعتبر لقاء الحسن وأزرق طيبة  فاتحة خير للعمل من أجل الوطن والمواطن، وقال لـ(سودان تربيون) أن أزرق طيبة ، لديه مكانة ومنزلة خاصة في قلوب الاتحاديين مشيراً الى إن زيارة الحسن تمثل بداية لزيارات للولايات تمهيداً للمؤتمر العام لإجراء حوارات مع قيادات الحزب في الولايات حول الراهن السياسي والتشاور حول انعقاد المؤتمر العام.
تأييد ونقد:
وبعض قيادات الحزب الأتحادي الأصل أكدت عدم علمها بالزيارة وأشاروا الى أنهم سمعوا بها من إعلام بيد أنهم أكدوا دعهم لأي مبادرات تقود لوحدة الحركة الاتحادية، وقال عضو هيئة القيادة بالحزب ميرغني مساعد لـ(آخر لحظة)نؤمن على وحدة الحركة الإتحادية أي كان مصدرها، ولاغبار على الذين اجتمعوا والذين سيجتمعون لاحقاً وأقر ميرغني بأن الحزب يعاني من الخلافات وتابع  نسعى لطي صفحات الخلاف وتضميد الجراح  ومن ثم نبحث عن وحدة الحركة الإتحادية ونعيد سيرتها الأولى كما كانت في العام 1967م .
فيما أعرب مقرر مكتب المراقب العام هشام الزين عن أمله في أن يصب اللقاء في مصلحة توحيد الحزب الإتحادي ،لكنه عاد ووصف اللقاء بلقاء المتضادين في إشارة الى أن الطرفين أحدهما يمثل الحكومة والأخر معارضة ، الزين ذهب الى أكثر من ذلك وانتقد غياب المؤسسية في حزبة ،وقال إن المؤسسات معطلة بسبب تأخر المؤتمر العام للحزب (ومامعروف يقوم متين ) حسب قوله، وقلل في الوقت ذاته من توجيه الحسن لتفعيل لجنة إصلاح البين واصفاً الخطوة بذر الرماد في العيون وقال الحزب به لوائح ودستور ينبغي العمل بها ولايحتاج للجنة إصلاح بين.
زيارة الحسن لأزرق طيبة أحدثت حراكاً في الساحة الاتحادية التي شهدت ركوداً في الفترة الماضية ويتوقع مراقبون أن يستمر هذا الحراك لفترة من الوقت.

آخر لحظة.