أخبار السودان

المعتقلون السياسيون .. أحاديث مابعد الإفراج

 
تقرير:سهام منصور

فرحة الخروج من المعتقل إحساس لايستطيع وصفه إلا صاحبه ،كما أن فرحة  المعتقليين السياسيين بالخروج من الحبس  وتنسمهم للحرية ربما تكون مختلفة ومختلطة بأحاسيس أخرى (آخر لحظة ) زارت عدد من   المفرج عنهم وهنأتهم بالخروج وخرجت منهم بالأفادات التالية

فرحة  ناقصة:
وفي حي الملازمين بأم درمان  شهد منزل الأمام الصادق المهدي حشود كبيرة للمهنئين  بخرج ابنه الصديق الصادق المهدي و قال الصديق بعد خروجي من المعتقل جلست مع أسرتي  و أبنائي (أتقان 14سنه ونعمة 13سنه وسارة  9سنوات ومحمد المنصور 8سنوات )، ووجدتهم متفهمين ماحدث لي  رغم صغر سنهم وذلك لأنهم تربوا  في بيت سياسي ويعرفون  النضال، ووصف  صديق إحساس الحرية بأنه  إحساس جميل ،خاصة مع الأهل والأولاد ، مؤكداً أن اعتقاله هذا يعد الثاني ،وتابع قدر أبنائي أنهم من هذه الأسرة  ولابد لهم أن يدفعوا الضريبة  ،وذلك بعدم وجودي معهم في كل الأوقات ولكن صديق اعتبر أن فرحته بالخروج ناقصة  وقال ( لأننا دخلنا وطلعنا ولم نشعر بأننا حققنا أي شئ)  مازالت معاناة الشعب قائمة والقضية مطروحة ومازال هناك زملاء معتقلين وأثني الصديق علي رفيقة دربة زوجته عائشة ،وقال إنها تقوم بدورها كاملاً  وأكثر ودائماً أترك لها الأعباء وأجدها نعم الزوجة ونعم الأم وأنا مطمئن  بوجودها ،وهي متفهمة الوضع وافتخر بوعيها لعملي السياسي وطالب الصديق بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسين ،وأضاف في ناس لسه قاعدين  جوه دخلو غلط وماعندهم علاقة بالسياسة .
محمود ..تجربة أولى إعتقال:
 وفي مدينة أم درمان ذاتها وبحي الملازمين يسكن محمود أحمد الهادي وربما خصوصية المنطقة السياسية هي من ساقت له يد القدر ليكون حبيسا لـ33 يوماً، وقال أنا كنت في مشوار وفي طريق  رجوعي  للبيت تم القبض علي ولم أتوقع أن تكون الفترة طويلة ،وأضاف هذه أول تجربة لي، وأتمنى أن ينصلح الحال حتي لاتتكرر وبالرغم من أنني لم أشارك في أي تظاهرة ولم أكن مع المتظاهرين في ذلك الوقت إلا  أنني مارست العمل سياسي عندما كنت أدرس  بالجامعة و توقفت بعدها، و انصرفت لكسب العيش، وأضاف اعتقالي صنع مني اسماً سياسياً  ولي آراء عبر صفحتي علي الفيس بوك أقولها بوضوح ، لكن استفدت من الدرس بالرغم من أنه كان درساً قاسياً لكن فتح ذهني لأشياء لم تكن من أولويات اهتماماتي لكن بعد الحبس عرفت معنًى آخر للنضال وثمن الحرية الغالي، وعرفت أن هناك أصحاب قضايا ورسالة ،وأضاف أنا لست بعيداً عن الوضع الراهن فأنا من أسرة متوسطة الدخل أصابنا ماأصاب الشعب السوداني من معاناة في المعيشة وارتفاع السلع. وقال محمود كنت مهموماً بأمي وانتابني القلق وأنا داخل المعتقل  لأنها إنسانة مريضة ،وخشيت  أن يصيبها مكروه بسببي ،لكن إخوتي أخفوا عنها خبر اعتقالي حتي عودتي،  أصدقاء محمود في المنطقة تجمعوا فرحاً بخروجة لكن هناك تساؤل بعد خروج محمود بعد أن كان مواطناً عادياً هل صنع منه المعتقل سياسياً مناضلاً.
مناشدة:
 وناشدت حسنية محمد  شقيقة اثنين من المعتقلين الذين لم يفرج عنهم  سيد أحمد محمد عبد الله وخضر محمد عبد الله السلطات بإطلاق سراح شقيقيها  مؤكدة أنهما ليس لديهما أي علاقة بالعمل السياسي ولا الحزبي، وقالت تصادف وجودهم خارج المنزل مع الاحتجاجات التي قامت في ذلك اليوم وتم اعتقالهم ، وكشفت حسنية أن شقيقها خضر يحمل جنسية أجنبية  ويعيش هو وأبناؤه خارج السودان  ورجع للسودان في إجازة صغيرة للمشاركة في إحدى المناسبات ،وقال  لم يتبق فيها الكثير وأوضحت أن أبناءه  أعمارهم  لاتتعدى العشر سنوات، وأعربت عن قلقها لتواجدهم في الغربة دون والدهم ، لافتةً الى أن شقيقها سيد أحمد عمره 60 سنه وله أبناء مقبلين علي امتحانات وجددت حسنية مناشدتها للحكومة بإطلاق سراح أشقائها.

آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..