أمين بشير النفيدي نائب رئيس غرفة النقل: (1 -2) هناك أكثر من 17 رسماً على الصادر

جهاز شؤون المغتربين جلب مشروعات لأفكار قبل (30) سنة
نحن ختمية وملتزمون
الحزب الاتحادي تشتت والآن ماعندنا ارتباط سياسي مع أي جهة
وزارة النقل قدَّمت أسباب وجيهة أدت إلغاء الرسوم الجمركية على مدخلات قطاع النقل وسيكون لها أثر إيجابي
المجموعة تعمل في مجال نقل البترول بـ(الكاميرون، تشاد، أفريقيا الوسطى، نيجيريا) وتلقينا ليوغندا
أجراه : محمد سلمان
يشغل أمين بشير النفيدي، رئيساً لمجموعة (النفيدي) التي تعمل في عدد من المجالات والقطاعات، أبرزها، النقل، كما يشغل أمين منصب نائب رئيس الغرفة القومية للنقل، طلبنا معه هذا الحوار، لمناقشة عدد من القضايا ذات الصلة، فوافق مشكوراً، فقلبنا معه عدة ملفات، منها الرؤية المشتركة التي تقدَّم بها القطاع الخاص لزيادة صادرات البلاد، بشراكة مع الحكومة، وأثر القرارات الاقتصادية الأخيرة خاصة في مجال النقل، كما ناقشنا عمل المجموعة، ومن بينها تجربة الميناء البري، الذي تمتلك فيه المجموعة (45%) من الأسهم، فاستفسرناه عن توسُّع الشركة في التجربة بنقلها، إلى مدن أخرى بالعاصمة بحاجة لها، والتحديات التي تواجه تجربة الشراكة بين القطاع العام والخاص، ودلفنا في نهاية هذا الحوار، للعلاقة الاجتماعية لأسرة المرحوم (بشير النفيدي)، وبالطبع هي غنية عن التعريف، ولها دور تاريخي واجتماعي ذائع الصيت، جاءت إفادات، سيد مأمون، قوية وشفافة، وصادقة، فنحيلكم إلى مضابط الحوار .
كان للقرارات الاقتصادية الأخيرة بزيادة الدولار الجمرك، تأثير بالغ على معظم القطاعات، نريد أن نعرف تأثير هذه الإجراءات على عملكم في قطاعَيْ السيارات والنقل؟
بالنسبة لقطاع السيارات، فزيادة الدولار الجمركي، هي سياسة دولة، الحكومة رأت بأن السيارات ليست أولوية، وهي لم توقف استيراد السيارات، لكن رفعت سعر الدولار الجمركي، بالمقابل الحكومة خفضت الفئة الجمركية لكثير من السلع، حتى يحصل توازن، وزيادة جمارك السيارات بالطبع أدت لرفع قيمتها جداً، أنا شخصياً كنت أؤيد هذه السياسة، لأني أفتكر إن اقتصادنا لايسمح بدخول هذا العدد من السيارات، وكنت اعتقد أن المعالجة يجب أن تتم بطريقتين، بالإضافة رفع الرسوم الجمركية، أن تتم معالجة القيمة للمواد البترولية ?البنزين?، وأن ينعكس هذا الأمر إيجاباً على قطاع النقل العام (البصات)، وكنا ننادي بأنه لابد أن يحصل على دعم كبير جداً، لاستيراد بصات بأحجام كبيرة، لأنها اقتصادية، فالدولة لو دعمت هذا القطاع بصات كثيرة جداً، ستحل الأزمة، بصورة سليمة.
وماذا عن أثر هذه السياسات في قطاع النقل ؟
في قطاع النقل لأول مرة، حصل دعم كبير جداً من وزارة النقل، لقطاع النقل البري، بصات وشاحنات، الوزارة قدَّمت أسباب وجيهة جداً، أدت إلغاء الرسوم الجمركية على مدخلات قطاع النقل، من إطارات إسبيرات وبطاريات، وغيرها، وهذا سيساعد كثير جداً في تقليل تكلفة النقل، ولكن لابد من سياسات أخرى بأن يحدث انضباط في نوعية الاسبيرات، والإطارات والبطاريات التي تدخل للبلاد، فلا يسمح لكل إنسان بأن يدخل اسبير على هواه، مفترض أن يتم الاستيراد لهذه القطاعات من خلال وكلاء، حتى نضمن الجودة، ونضمن خدمات مابعد البيع، ونضمن الضمان في حالة الفشل، الليلة إذا ضرب منك (لستك) جديد مافي زول يعوِّضك لأنه جاء به تاجر، باعه في السوق لسمسار، لكن عندما يأتي هذا الاسبير عن طريق وكيل تستطيع أن تضمنه.
القطاع الخاص طرح خطة للنهوض بالصادر، بشراكة مع الحكومة، برأيك هل يمكن أن ينجح هذا المسعى ؟
البلد فيها خيرات كثيرة، غير الصادر الذي يتراوح الآن بين (2,5 3) مليون دولار، نعم، ممكن صادراتنا دي ترتفع لأكثر من كده، وفي برنامج تم وضعه من قبل القطاع الخاص، لو الدولة التزمت به ممكن أن يرتفع بنسبة زيادة من (20% ? 30%) سنوياً، في عائدات المغتربين أنا أقدرها بـ(ستة) مليارات دولار، فنحن لو عندنا (أربعة) ملايين، من مغترب لمهاجر، لو أي زول بيجيب ليهو فقط ألف دولار في السنة، يعني (100) دولار فقط، في الشهر، هذه يمكن أن تصل لـ(ستة) مليارات دولار، لكن ضائعة لأننا فاتحين الباب لاستيراد أي ?هتش?، بما فيها العربات المستعملة، وغيرها، ودي كارثة على البلد، المغتربون ? لو نظَّمنا المسألة ? ممكن يساهموا، يُقدَّر أن مدخرات المغتربين تتراوح بين (40 ? 50) مليار دولار، مختوتة في البنوك بالخارج، مع أن البنوك بره مابتدي أرباح، ما أكتر من (1% ? 1,5%)، ومرات (نص، في المية)، وفي بعضهم بدفِّعوهم لما يختوا قروش في البنوك في الخارج، الناس ديل لو لقوا ملاذ آمن ممكن القروش دي ممكن تجي هنا، ويموِّلوا بها مشاريع كثيرة، وقالوا هذا الكلام قبل اليوم في مؤتمر في الرياض بالمملكة العربية السعودية، أيام مصطفى عثمان وزير الاستثمار، قال : لن أسمح للقطاع الخاص بأن يفتح له باب تمويل من المغتربين، يعني مثلاً لو أسامة داوود أو أي مستثمر وطني عنده مشروع، عايز ليهو تمويل بـ(عشرة) ملايين دولار، أنا متأكد أن عشرات المغتربين، سيتدافعوا للدفع له، وبيثقوا في أنه سيجدوا مردوداً أكبر كثير جداً، وعندهم ثقة في أن يمنحوا تمويلهم هذا للقطاع الخاص، البلد ستستفيد والمغترب نفسه سيستفيد، لكن لما يسمع أنو قروشه لو دخلت ماتطلع، فلو الدولة رفعت يدها عن هذه المسألة وفتحت للقطاع الخاص بأن يستفيد مدخرات المغتربين، سيتحقق الكثير، الليلة ناس جهاز شؤون المغتربين، جلبوا ليهم مشاريع، هي ليست مشاريع اليوم، بل هي مشاريع لأفكار قبل (30) سنة، كأن يسمحوا له بإعفاء من الجمارك لسيارة ويموِّل بيتاً، قبل اليوم المغتربون دخلوا في استثمارات (المهاجر ليموزين)، وماعارف إيه، كلها فشلت بسبب هيمنة الدولة.
إذاً ماهو المطلوب لزيادة الصادرات بتلك المتوالية التي ذكرتها ؟
المطلوب الجبايات والرسوم غير المعلنة، وغير معروفة، يجب أن تتوقف، وزارة المالية طبقت التحصيل الإلكتروني، مفروض الوزارة تعمل برنامج، أي رسم يدفع للدولة يدفع برسم إلكتروني، يعني مثلاً لما يقولوا لي في رسوم ?قبانة?، أو شيء أدفعها مثلاً من تلفوني ده، الليلة نحن برغم ما يقال إنه لا رسوم على الصادر، لكن نجد الآن أكثر من 17 رسماً، على الصادر، وكلها حاجات معوِّقة، وفيها تكلفة زيادة على الصادر. فلابد من تغيير القوانين، لأنو فيها مشكلة، الدستور يسمح لمستوى الحكم المحلي والولائي أن يفرض بعض الرسوم، وهذه ليست خدمات، ولا مقابل شيء، وفي دول كثيرة جداً تدعم الصادر، بل تدفع للمصدِّرين، نحن نقول ضريبة صفرية على الزراعة، لكن رسوم الزراعة لا تحصى ولا تعد، ونقول ضريبة صفرية على الإنتاج الحيواني ورسومه لا تحصى ولا تعد، توصيات المؤتمرات لا نعرف أين تذهب، قبل فترة قام الملتقى التفاكري حول قضايا الاستثمار، قبل ثلاثة أشهر، تقريباً، بحضور عدد كبير من أصحاب العمل، وكان بإشراف وزير الاستثمار، رئيس القطاع الاقتصادي، نائب رئيس الوزراء مبارك الفاضل المهدي، وخرج هذا المؤتمر بـ(52) توصية، لكن لحدي اليوم، ما عارفين التوصيات دي مشت وين؟ النهضة الزراعية لو تذكر صرفت فيها مبالغ ضخمة جداً، مؤتمر صنع في السودان، كان كبير جداً، القطاع الصناعي، صرف عليه وحضره رئيس الجمهورية وقدَّم توصياته مشت وين؟ فالمؤتمرات التي تقام لم تتم متابعتها وتنفيذها.
كانت لكم كمجموعة (النفيدي) مساهمات كبرى في فترة استخراج البترول بنقل خطوط الأنابيب، هل تطوَّرت هذه التجربة، ونقلتم خبراتكم لدول أخرى؟
نعم، فبعد أن خلصنا من عملنا في البترول في السودان من (1997 -2000)م، هذه التجربة أهلتنا للعمل في مشروع نقل البترول في تشاد، وقمنا بنقل خطوط الأنابيب لها جميعها، من (2001 -2002) ونحن الآن موجودين كناقلين في كل من: (الكاميرون، تشاد، أفريقيا الوسطى، وجزء من شرق نيجيريا من ?ميناء دوالا)، والآن قبل شهر تمت دعوتنا من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، ظهر مشروع بترول هناك، فدعانا للعمل معه، وذكر لنا بأنه يفتخر بأن شركات أفريقية تعمل في أفريقيا.
ماذا عن عملكم في مجال النقل بأثيوبيا، لاحظت أن شاحناتكم تسير على طول الطريق الدائري من الميناء وحتى المدن الأثيوبية ؟
نعمل في أثيوبيا منذ العام 1991، وكانت منظمة الأغذية الدولية، قد دعتنا للعمل في أثيوبيا قبل انفصال أثيوبيا واريتريا، فكنا موجودين في ميناء ?عصب? باريتريا، وكان يخدم أثيوبيا، واشتغلنا هناك لمدة عامين، بعدها دعينا لعمل آخر في منطقة ?الأوقدين? لأنها منطقة صعبة، فيها صراعات، فاشتغلنا مع برنامج الغذاء العالمي هناك، بعد انفصال أثيوبيا من أريتريا كنا موجودين في جيبوتي للعمل في خدمة أثيوبيا لمدة ثلاث سنوات، ودعينا -أيضاً- للعمل في أفغانستان من قبل الأمم المتحدة، وعملنا معهم لمدة سنة ونصف، فنحن لدينا علاقات كثيرة مع منظمات للأمم المتحدة، ويلجأون إلينا للخبرة التي اكتسبناها في هذا المجال.
ألا زلتم موجودين في قطاع النقل بأثيوبيا ؟
أثيوبيا لا تسمح بوجود أجانب في قطاع النقل، لكن عندما يكون هناك عمل معيِّن، بيستخرجوا إذناً، لكن نحن نخدم أثيوبيا من ميناء بورتسودان، وإلى الآن عندنا عقودات، ننقل لهم بضائعهم وسلعهم من ميناء بورتسودان.
الوالد رحمة الله عليه، الحاج (بشير النفيدي) كان من المقرَّبين جداً للسيد علي الميرغني، وقد خصاه بدرجة عالية في الخلافة، ألا زالت هذه الصلات متصلة وموجودة بينكم والختمية ؟
علاقة الوالد، رحمة الله عليه، مع السيد علي، هي عقيدة الختمية، وتوارثناها، نحن ختمية وملتزمون بختميتنا، وملتزمون بكل ما ورثناه من الوالد، من التزام تجاه خلاوي الختمية، في جامع السيد علي، وغيرها من الخلاوى، ودور الختمية.
وماذا عن علاقتكم بالاتحاديين، الوالد أيضاً كان صديقاً شخصياً للسيد إسماعيل الأزهري، ولديه صلات طيبة مع آل الهندي، ما موقع هذه الصلات الآن ؟
بالفعل الوالد، رحمة الله عليه، كانت لديه علاقة مميَّزة مع السيد إسماعيل الأزهري، وكان بحب شخصية الأزهري جداً، ويثق فيه جداً، وقدَّر الله أن إسماعيل الأزهري ولده (محمد) أيضاً توفاه الله، والحزب الآن تشتت إلى كثير من الأحزاب، وحقيقة نحن الآن ماعندنا ارتباط سياسي مع أي جهة حزبية، أما بالنسبة لآل الهندي فهي غير أنها علاقة صداقة قديمة، فقد تطوَّرت إلى علاقة نسب، فاثنين من أشقائي متزوجين من آل الهندي، بنتَيْ الشيخ حسب الرسول الشيخ ود بدر، ووالدتهما السيدة آمنة الشريفية، بنت الشريف يوسف، شقيقة الشريف حسين، وزين العابدين، وأشقائهما، فهي غير الصداقة، بقت علاقة مصاهرة ودم.
الأسرة عرفت بأدوار اجتماعية كبيرة، بالطبع هذا الإرث لن ينقطع، حدِّثنا عن الدور الاجتماعي للمجموعة ؟
الدور الاجتماعي بالنسبة للمجموعة، تطوَّر طبعاً، وأصبح له مؤسسة قائمة بذاتها، مسؤولة عن هذا العمل، ولديها موازنة، وعندها أعمال ملتزمة بها، بوصية من الوالد، رحمة الله عليه، تعمل في مجالات السقيا، التعليم، الصحة، دور العبادة، عندها مجالس متخصصة في كل واحدة من هذه المجالات، اسمها مؤسسة (بشير النفيدي الخيرية)، ففي التعليم مثلاً لديها مدارس قائمة بواجباتها بالكامل تجاهها، من تدريس ومذاكرة، وتحفيز للطلاب والمعلمين، وغيرها، هذا خلق إقبالاً أكبر لهذه المدارس، أيضاً هناك دعم لمدارس أخرى، في احتياجاتهم من السقيا وخلافه، في مجال الصحة في دعم لمؤسسات معيَّنة وخدمات معيَّنة كمجال مرضى السكري، ودعم المستشفيات بأشياء ثابتة، وكذلك المساجد، بعض منها شيَّدها الوالد، نحن مستمرون في دعمها، نحاول أن نتجه للدعم المؤسسي أكثر من الفردي.
التيار.