إبراهيم محمود .. دواعي الإعفاء

تقرير:البدرى عثمان

الأوضاع الراهنة التي مرت بها البلاد في الفترة السابقة جعلت من التغيير ضرورة حتمية، فعلى الصعيد السياسي يشهد الحزب الحاكم منذ فترة أزمة صامتة جراء اضطراب في الأداء التنظيمي في بعض الولايات، والتي على ضوئها تم إعفاء نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود، وتكليف د. فيصل حسن إبراهيم خلفاً له، عامان ونصف من الزمان قضاها محمود الذى خلف بروفسير إبراهيم غندور، والذي جاء خلفاً للدكتور نافع علي نافع.
مراقبون يرون أن إعفاء محمود جاء في وقت حرج، حيث أن البلاد تمر بأزمة إقتصادية لامست معاش الناس، فكان لابد من معالجات حتى لو كانت إسعافية .. مما جعل رئيس الجمهورية يشرف على الملف الاقتصادى بنفسه، وابتدر البشير موخراً عمليات إحلال وإبدال في بعض المواقع، بجانب الاستعانة بكوادر جديدة قادرة ومتمرسة عركتها التجارب التي مرت بها البلاد عبر حقب مختلفة من سنين الإنقاذ، فكانت العودة غير المتوقعة للفريق صلاح قوش لجهاز الأمن والمخابرات، وتعيين الفريق جلال الدين الشيخ نائباً له.
الوطنى ليس بخير:
ويرى الأستاذ الجامعي المحلل السياسي بروفسير حسن الساعوري أن الحلول التي وضعها المؤتمر الوطني لتجاوز الأزمة الاقتصادية كانت عشوائية، ودلت على عدم وجود التخطيط والتركيز وتقديم الأولويات، وقال الساعوري لـ(آخر لحظة) إن الوطني ليس بخير، لذلك كان لابد من تلك التغييرات، ولكنه شدد على أهمية أن تكون هذه التغييرات واسعة وشاملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأرجع الساعوري فشل أمانات الحزب مؤخراً لعدم التنسيق والتخطيط حسب تقديره، واستدرك: الإنقاذ فى بداية عهدها اشتهرت بالامتياز فى التخطيط والتفكير السليم، وقادت البلاد فى ظروف أصعب من الظروف الحالية، فكيف لحزبها أن يفشل؟ وبررالخطوة لغياب المتابعة والتنفيذ، مما جعل الحكومة في وادي والحزب في وادي آخر، ثم أن خروج بعض كوادر الحزب وعدم الاهتمام بنصائحها أدى إلى ذلك الخلل، بالأضافة لمخالفة كثير من عضوية الحزب في الجهاز التنفيذي لموجهاته ومقرراته، وحول تقييمه لأداء إبراهيم خلال الفترة السابقة أجاب الساعوري ليس من المهم الرأي في الشخص، ولكن من المهم هل الحزب في فترته استطاع أن يوازن ما بين حركة الحكومة وحركة الحزب؟ وإذا كان الحزب لا يعرف إلى أين تتجه الحكومة فهذا أنكى وأضر، ويعني أنه حزب تسيره الحكومة.
أسباب:
المشاكل داخل الوطني لا تتمثل في ضعف الأداء فقط، بل هناك مواضيع كثيرة برزت حولها رؤى مختلفة أهمها ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة والتي أُجل البت فيها إلى العام 2019 م، بعض قيادات المؤتمر الوطني صاغت بعض المبررات لأداء الرجل في الفترة السابقة، ويرون أنه تسلم مهام نائب رئيس الحزب في ظروف ربما تكون بالغة التعقيد، سيما انه خلف غندور بعد الانتخابات مباشرة، وفي أعقاب حديث كان يدور عن فشل إدارة الحزب في الانتخابات، وبالتالي فإن الصراعات عصفت ببعض القيادات.
فتم أختيار محمود نائباً لرئيس الحزب الذي وصفه بعضهم بأنه بعيد بعض الشيء عن السياسة وممارسة إدارة التنظيم السياسي، الأمر الذي جعل موقفه ضعيفاً في حل كافة الإشكالات والصراعات أبرزها ولايات جنوب دارفور والبحر الأحمر والجزيرة، وضعف المؤتمرات التنشيطية التي عقدها الحزب بعدد من الولايات، وما حوتها من صراعات قاعدية ساعدت على تفكيك وحدة الحزب في عدد من الولايات، وأشار قيادي بالحزب فضل حجب اسمه إلى أن ضعف إبراهيم محمود ساهم بشكل واضح في مغادرة بعض القيادات دون أسباب، وظلوا بعيدين عن المشاركة حتى في مناسبات الحزب العامة، بيد أن آخرين يرون أن محمود رجل وفاقي وأدار دفة الحزب بنجاح، لكن واجهته متاريس من داخل الحزب حالت دون تنفيذ بعض أفكاره وخططه، وأن تعيينه كنائب لرئيس الحزب لم يكن متوقعاً ولذلك كان إعفاؤه متوقعاً.
سيرة ومسيرة:
نائب رئيس الحزب السابق المهندس إبراهيم محمود حامد درس بمعهد شمبات الزراعي، وأكمل دراسته بكلية الزراعة جامعة الأسكندرية، ثم جاء إلى السودان وبدأ محطاته بعدد من المؤسسات الزراعية منها هيئة تنمية جنوب كسلا (سكاب) وتولى عدداً من المناصب التنفيذية شغل منصب وزيراً للداخلية والزراعة وقبلها كان والياً لولايتي كسلا ونهر النيل ومن ثم تولى منصب نائب رئيس حزب الوطني خلفاً للبروفيسور إبراهيم غندور . أما دكتور فيصل حسن إبراهيم تخرج في كلية البيطرة جامعة الخرطوم والرجل معروف في الأوساط السياسية بقوة الطرح وحسم الموضوعات بجدية، عدد من المتابعين يرون أن فيصل معروف بالحدة وربما تحتاج المرحلة الحالية إلى شخص مثله لذلك كان الاختيار بعناية، ويتوقع أن يعمل فيصل على تحريك الساكن واختراق الهدوء الذي خلفه إبراهيم محمود.

آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. نتمنى ان يحلحل العقد الحاصلةالآن بالدولة ومحاربة المفسدين من الدولة وتجار العملات الحرة التي يقوم بها النافذين بالدولة ؟

  2. السابقين والحاضرين من بالدولة سواء وزراء ام غيرهم كانوا فاشلين بشهادة حال البلد الان وانهيار اقتصاده :

    قبل رفع الحصار كانت الحال افضل مما كانت عليه الآن لا ندري لماذا تغيرت الحال للاسوأ بعد رفع الحصار :

    فساد الدولة والقائمين عليها هو سبب انهيار اقتصاد البلد وترهلها بلد يديره اكثر من الف شخص معقول امريكا وبريطانيا ما فيها جيش جرار من التنفيذين مثل حكومة السودان ، روسيا بها 16 وزير فقط – السودان فيه اكثر 74 وزير وفاشلين جميعا :

    هل يعقل ان السودان به اكثر وزراء على وجه الارض وماذا يعملون وماذا يقدمون للمواطن ؟

    ابراهيم محمود تغيره او تبديله لن يغير في الحال المائل للوطن ابدا؟
    اذا لم تسعى الدولة بجدية ومحاربة مفسدييها من التنفيذيين فلن تنصلح حال البلد يا فيصل ابراهيم تاكد من ذلك جيدا ؟

  3. مافي دواعي ولا دواهي
    المسألة ببساطة لعبة شطرنج اللعب فيها بالمزاج وليس بالتفكير العميق
    ((خبط عشواء ))

  4. نتمنى ان يحلحل العقد الحاصلةالآن بالدولة ومحاربة المفسدين من الدولة وتجار العملات الحرة التي يقوم بها النافذين بالدولة ؟

  5. السابقين والحاضرين من بالدولة سواء وزراء ام غيرهم كانوا فاشلين بشهادة حال البلد الان وانهيار اقتصاده :

    قبل رفع الحصار كانت الحال افضل مما كانت عليه الآن لا ندري لماذا تغيرت الحال للاسوأ بعد رفع الحصار :

    فساد الدولة والقائمين عليها هو سبب انهيار اقتصاد البلد وترهلها بلد يديره اكثر من الف شخص معقول امريكا وبريطانيا ما فيها جيش جرار من التنفيذين مثل حكومة السودان ، روسيا بها 16 وزير فقط – السودان فيه اكثر 74 وزير وفاشلين جميعا :

    هل يعقل ان السودان به اكثر وزراء على وجه الارض وماذا يعملون وماذا يقدمون للمواطن ؟

    ابراهيم محمود تغيره او تبديله لن يغير في الحال المائل للوطن ابدا؟
    اذا لم تسعى الدولة بجدية ومحاربة مفسدييها من التنفيذيين فلن تنصلح حال البلد يا فيصل ابراهيم تاكد من ذلك جيدا ؟

  6. مافي دواعي ولا دواهي
    المسألة ببساطة لعبة شطرنج اللعب فيها بالمزاج وليس بالتفكير العميق
    ((خبط عشواء ))

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..