الأطفال ذوي الإعاقة .. اعتداءات وإهمال

ذوي الاحتياجات الخاصة واحدة من شرائح المجتمع التي تحتاج إلى تأمين ورعاية خاصّة في النواحي التربوية والتعليمية، تناسب درجة شدة إعاقتهم؛ من أجل تلبية حاجاتهم، والتعايش مع المجتمع المحيط، والإعاقة هي العجز الذي يحد من المشاركة الاجتماعية، هناك حقوق واحتياجات كفلها الدستور لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة الأطفال منهم، وحتى هؤلاء الأبرياء ذوي الوضع الخاص لم يسلموا من الذئاب البشرية التي تنهش الأطفال بلا رحمة.
تحذيرات:
وفي ورشة (حماية الأطفال ذوي الإعاقة من العنف والإهمال) التي نظمها مجلس الأطفال ذوي الإعاقة بولاية الخرطوم، حذر خبراء في القانون والمجتمع من تنامي ظاهرة العنف والتحرش الجنسي ضد الأطفال، خاصة ذوي الإعاقة منهم لأسباب تتعلق بجهل قانون الإعاقة وضعف الوعي المجتمعي، وصنف الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية بأنهم الأكثر عرضة للاعتداء.
وزيرة الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم د.أمل البكري البيلي، أقرت بعدم ملاءمة البيئة لطبيعة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وطالبت بإنزال تشريعات رادعة لنبذ العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة، وأكدت البيلي حرص الوزارة على تعزيز حقوق ذوي الإعاقة وحمايتهم من خلال التمييز الإيجابي، مشيرة الى إعلان 2018 عاماً للموازنات الصديقة للطفولة تعمل على تسليط الضوء على قضايا الإهمال وتشجيع فئات المجتمع المختلفة لتوسيع دائرة حماية الأطفال من العنف والإهمال.. فيما أوضح الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية الخرطوم د.راشد التجاني أن حماية الأطفال من العنف والإهمال، تبدأ من الأسر وتحتاج الى تكاتف جهود المجتمع، موضحاً أن إنزالها في أرض الواقع يتطلب بناء مجتمع آمن..
ردع عام:
وعقب تزايد جرائم الاغتصاب برزت مطالبات بأن يتم تنفيذ حكم الإعدام للمغتصبين في ميدان عام حتى يكون عظة وعبرة لغيره، إذ أن العقوبات الحالية لم تردع المرتكبين للجريمة، ولكن المستشار مولانا هويدا عثمان قالت: إن هذه المطالبة تفتح جبهات في مواجهة الدولة مؤكدة أهمية الخروج من عنق الزجاجة، ونبهت في الوقت ذاته الى أن قضايا الاغتصاب أصبحت مهدداً للأمن القومي والاجتماعي، مشددة على ضرورة تفعيل الماده 84 من قانون الطفل، والتي تنص على كفالة الحق والتبليغ عن الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل من والديه، منتقدة عدم وجود لائحة لقانون الطفل حتى الآن، وقالت: لابد من إظهار مبدأ الردع العام لجرائم الاغتصاب والتحرش، مشيرة إلى مصادقة رئيس الجمهورية على قضايا الإعدام في مواجهة مغتصبي الأطفال وحدوث إعدامات يومية لهولاء، وطالبت الإعلام بتناول محاكم إعدام المغتصبين بشكل مباشر ونشره على أكبر نطاق للردع العام.
إهمال:
ممثل نيابة وشرطة حماية الأسرة والطفل، مقدم إشراقة سعد كشفت عن أن حالات الإهمال للأطفال ذوي الإعاقة بلغت (202) وفقاً لآخر تقرير، مشيرة الى أنهم خرجوا من بيوتهم وأغلبهم لم يدربوا على حماية أنفسهم، في وقت أفصحت فيه عن تعرض (5) أطفال معاقين لتعرض طفل للاعتداء الجنسي (أربع إناث وذكر)، فيما تعرض(7 ) للتحرش 6 ذكور وأنثى) فضلاً عن الحالات التي لم تصل إليهم، أكدت المقدم شرطة إشراقة سعد ممثل نيابة وشرطة حماية الطفل وجود ثلاثة أقسام بولاية الخرطوم جهة التعامل مع الأطفال المساء إليهم وذوى السلوك المنحرف، وتوعية الأسر بكيفية التعامل مع هذه الشريحة.. مشيرة إلى أن 50% من علاج الطفل تعتمد على الأسرة بجانب تقديم خدمات الدعم النفسي والقانوني وتدريب طلاب كليات الطب الشرعي كاشفة عن تخصيص الرقم 9696 للإبلاغ الفوري والمساندة.
وأقرت اشراقة بوجود تحديات تواجه التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة المساء إليهم تتمثل في صعوبة الكشف الطبي عليهم لخوفهم من الغرباء ومحدودية عدد الخبراء، وعدم تدريب العاملين في حماية الطفل على التعامل مع هذه الشريحة ونقص الدور الإيوائية للأطفال المعرضين للتحرش مطالبة بضرورة وضع دليل للتعامل مع الأطفال في الحالات الجنائية، ومنشور قضائي لمحاكم الطفل والتوعية المجتمعية في كيفية التعامل مع المعاق.
أما مسؤول الآلية التنسيقية لحماية الأسرة والطفل التابعة لوزارة الداخلية د.معتصم حسن فرح كشف عن ارتفاع عدد الأطفال الضحايا والجانحين، إلى أكثر من 28 ألف طفل في العام 2016 مقارنة ب 12 الف في عام 2013 و24 ألف في العام 2015 وذلك وفقاً للإحصائيات.

آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..